البحث

  • مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 )

    يوم يقوم الظالمون من قبورهم
    مسرعين لإجابة الداعي
    رافعي رؤوسهم
    لا يبصرون شيئًا لهول الموقف,
    وقلوبهم خالية ليس فيها شيء;
    لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى.

    وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 )

    وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة,
    وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر:
    ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك.
    فيقال لهم توبيخًا:
    ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة,
    فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟

    وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 )

    وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم
    كقوم هود وصالح,
    وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك,
    وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟

    وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 )

    وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله,
    وعند الله مكرهم فهو محيط به,
    وقد عاد مكرهم عليهم,
    وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه,
    ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم.

    فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 )

    فلا تحسبن - أيها الرسول-
    أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم.
    إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء,
    منتقم من أعدائه أشد انتقام.
    والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم,
    فهو موجَّه لعموم الأمة.

    يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 )

    وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة
    يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة,
    وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها,
    وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار,
    المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء.

    وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 )

    وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود,
    قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل,
    وهم في ذُلٍّ وهوان.

    سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 )

    ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال,
    وتلفح وجوههم النار فتحرقها.

    لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 )

    فَعَل الله ذلك بهم;
    جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا,
    والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر,
    إن الله سريع الحساب.

    هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 )

    هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول-
    بلاغ وإعلام للناس;
    لنصحهم وتخويفهم,
    ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد,
    فيعبدوه وحده لا شريك له,
    وليتعظ به أصحاب العقول السليمة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) يوم يقوم الظالمون من قبورهم مسرعين لإجابة الداعي رافعي رؤوسهم لا يبصرون شيئًا لهول الموقف, وقلوبهم خالية ليس فيها شيء; لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى. وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 ) وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة, وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر: ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك. فيقال لهم توبيخًا: ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة, فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 ) وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم كقوم هود وصالح, وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك, وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 ) وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله, وعند الله مكرهم فهو محيط به, وقد عاد مكرهم عليهم, وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه, ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم. فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 ) فلا تحسبن - أيها الرسول- أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم. إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء, منتقم من أعدائه أشد انتقام. والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم, فهو موجَّه لعموم الأمة. يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 ) وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة, وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها, وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار, المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء. وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 ) وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود, قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل, وهم في ذُلٍّ وهوان. سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 ) ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال, وتلفح وجوههم النار فتحرقها. لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 ) فَعَل الله ذلك بهم; جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا, والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر, إن الله سريع الحساب. هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 ) هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول- بلاغ وإعلام للناس; لنصحهم وتخويفهم, ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد, فيعبدوه وحده لا شريك له, وليتعظ به أصحاب العقول السليمة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 )

    ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس-
    أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته,
    وأنه لم يخلقهما عبثًا,
    بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته,
    فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟
    إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله .

    وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 )

    وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله,
    بل هو سهل يسير.

    وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 )

    وخرجت الخلائق من قبورهم,
    وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار;
    ليحكم بينهم,
    فيقول الأتباع لقادتهم:
    إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم,
    فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟
    فيقول الرؤساء:
    لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه,
    ولكنه لم يوفقنا,
    فضللنا وأضللناكم,
    يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه,
    فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى.

    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 )

    وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه,
    ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- :
    إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء,
    ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء,
    فأخلفتكم وعدي,
    وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي,
    ولا كانت معي حجة,
    ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني,
    فلا تلوموني ولوموا أنفسكم,
    فالذنب ذنبكم,
    ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله,
    إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا.
    إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع.

    وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 )

    وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات
    تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار,
    لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته-
    يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين.

    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 )

    ألم تعلم - أيها الرسول-
    كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )
    بشجرة عظيمة, وهي النخلة,
    أصلها متمكن في الأرض,
    وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟
    .
    التفسير المُيَسَّر
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 ) ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس- أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته, وأنه لم يخلقهما عبثًا, بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته, فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟ إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله . وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 ) وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله, بل هو سهل يسير. وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 ) وخرجت الخلائق من قبورهم, وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار; ليحكم بينهم, فيقول الأتباع لقادتهم: إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم, فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟ فيقول الرؤساء: لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه, ولكنه لم يوفقنا, فضللنا وأضللناكم, يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه, فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى. وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 ) وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه, ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- : إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء, ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء, فأخلفتكم وعدي, وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي, ولا كانت معي حجة, ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم, فالذنب ذنبكم, ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله, إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع. وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 ) وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار, لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته- يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 ) ألم تعلم - أيها الرسول- كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) بشجرة عظيمة, وهي النخلة, أصلها متمكن في الأرض, وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟ . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 )

    فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ,
    وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا,
    وعمَّه السرور فقال لمن عنده:
    ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟

    قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 )

    قال بنوه:
    يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا,
    إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه.

    قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 )

    قال يعقوب:
    سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم,
    إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين,
    الرحيم بهم.

    فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 )

    وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف,
    فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه,
    وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله,
    وأنتم آمنون من الجهد والقحط,
    ومن كل مكروه.

    وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 )

    وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما,
    وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا,
    لا عبادة وخضوعًا,
    وكان ذلك جائزًا في شريعتهم,
    وقد حَرُم في شريعتنا;
    سدًا لذريعة الشرك بالله.
    وقال يوسف لأبيه:
    هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري,
    قد جعلها ربي صدقًا,
    وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن,
    وجاء بكم إليَّ من البادية,
    من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي.
    إن ربي لطيف التدبير لما يشاء,
    إنه هو العليم بمصالح عباده,
    الحكيم في أقواله وأفعاله.

    رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 )

    ثم دعا يوسف ربه قائلا
    ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » ,
    وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم,
    يا خالق السموات والأرض ومبدعهما,
    أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة,
    توفني إليك مسلمًا,
    وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 )

    ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب
    نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا,
    وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر,
    واحتالوا عليه وعلى أبيه.
    وهذا يدل على صدقك,
    وأن الله يُوحِي إليك.

    وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 )

    وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك,
    ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 ) فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ, وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا, وعمَّه السرور فقال لمن عنده: ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 ) قال بنوه: يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا, إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه. قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 ) قال يعقوب: سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم, إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين, الرحيم بهم. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 ) وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف, فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه, وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله, وأنتم آمنون من الجهد والقحط, ومن كل مكروه. وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 ) وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما, وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا, لا عبادة وخضوعًا, وكان ذلك جائزًا في شريعتهم, وقد حَرُم في شريعتنا; سدًا لذريعة الشرك بالله. وقال يوسف لأبيه: هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري, قد جعلها ربي صدقًا, وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن, وجاء بكم إليَّ من البادية, من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي. إن ربي لطيف التدبير لما يشاء, إنه هو العليم بمصالح عباده, الحكيم في أقواله وأفعاله. رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 ) ثم دعا يوسف ربه قائلا ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » , وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم, يا خالق السموات والأرض ومبدعهما, أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة, توفني إليك مسلمًا, وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 ) ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا, وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر, واحتالوا عليه وعلى أبيه. وهذا يدل على صدقك, وأن الله يُوحِي إليك. وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 ) وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك, ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #تأملات_قرآنية
    2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾
    "عبس "

    📍أسماؤها
    ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة)
    "قناة رياض القرآن د.الفايز"

    💡موسوعة التفسير
    ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا...
    •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ،
    والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ،
    وقَضاءِ حوائِجِهم ،
    وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم...
    •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛
    أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ،
    بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ،
    وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ،
    ولا عظيمًا لعَظَمتِه ،
    ولا قريبًا لقُرْبِه ،
    بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.)

    💡السعدي
    ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ،
    ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة )

    💡الشنقيطي
    ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛
    لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ،
    لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ...
    •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ :
    جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ،
    فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ .
    وفي الحِرَفِ
    قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ،
    ونَحْوُ ذَلِكَ...)

    💡سمر الأرناؤوط
    ( •تعلمنا سورة عبس
    أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام
    كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم !
    عاتِب ولكن برفق ولين..

    • فيها علاجات للنفس البشرية :
    علاج للدعوة
    علاج لجحود الإنسان
    علاج للقلب
    علاج لنسيان الآخرة
    وترغيب بالجنة وترهيب من النار.)

    💡الموسوعة القرآنية
    ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه
    " لو أقسم على الله لأبره" .

    •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو
    ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ .

    •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ،
    درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    #تأملات_قرآنية 2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾ "عبس " 📍أسماؤها ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة) "قناة رياض القرآن د.الفايز" 💡موسوعة التفسير ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا... •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ، والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ، وقَضاءِ حوائِجِهم ، وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم... •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛ أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ، بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ، وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ، ولا عظيمًا لعَظَمتِه ، ولا قريبًا لقُرْبِه ، بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.) 💡السعدي ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة ) 💡الشنقيطي ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛ لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ، لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ... •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ : جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ، فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ . وفي الحِرَفِ قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ، ونَحْوُ ذَلِكَ...) 💡سمر الأرناؤوط ( •تعلمنا سورة عبس أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم ! عاتِب ولكن برفق ولين.. • فيها علاجات للنفس البشرية : علاج للدعوة علاج لجحود الإنسان علاج للقلب علاج لنسيان الآخرة وترغيب بالجنة وترهيب من النار.) 💡الموسوعة القرآنية ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه " لو أقسم على الله لأبره" . •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ . •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ، درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    0
  • قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 )

    قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها,
    وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين.

    وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 )

    وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن
    وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف:
    أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا,
    فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها.

    يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 )

    وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له:
    يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا
    مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات,
    ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات;
    لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم;
    ليعلموا تأويل ما سألتك عنه,
    وليعلموا مكانتك وفضلك.

    قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 )

    قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك:
    تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء,
    فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه,
    واتركوه في سنبله;
    ليتمَّ حفظه من التسوُّس,
    وليكون أبقى,
    إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 )

    ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب,
    يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل,
    إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 )

    ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر,
    فيرفع الله تعالى عنهم الشدة,
    ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء.

    وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 )

    وقال الملك لأعوانه:
    أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي,
    فلما جاءه رسول الملك يدعوه
    قال يوسف للرسول:
    ارجع إلى سيدك الملك,
    واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن
    عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي;
    لتظهر الحقيقة للجميع,
    وتتضح براءتي,
    إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن
    لا يخفى عليه شيء من ذلك.

    قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 )

    قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن:
    ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟
    فهل رأيتن منه ما يريب؟
    قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه,
    عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه,
    فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع,
    وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله.

    ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 )

    ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي
    ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه,
    ولم تقع مني الفاحشة,
    وأنني راودته,
    واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته,
    وأن الله لا يوفق أهل الخيانة,
    ولا يرشدهم في خيانتهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 ) قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 ) وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف: أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا, فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 ) وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له: يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات, ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات; لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم; ليعلموا تأويل ما سألتك عنه, وليعلموا مكانتك وفضلك. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 ) قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك: تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء, فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه, واتركوه في سنبله; ليتمَّ حفظه من التسوُّس, وليكون أبقى, إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 ) ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب, يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل, إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 ) ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر, فيرفع الله تعالى عنهم الشدة, ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء. وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 ) وقال الملك لأعوانه: أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي, فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك الملك, واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي; لتظهر الحقيقة للجميع, وتتضح براءتي, إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن لا يخفى عليه شيء من ذلك. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 ) قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟ قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه, عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه, فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع, وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 ) ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه, ولم تقع مني الفاحشة, وأنني راودته, واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته, وأن الله لا يوفق أهل الخيانة, ولا يرشدهم في خيانتهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن.
    { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد.
    { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا.
    ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد.
    وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك.
    وأبدلت الميم فيه من الباء.
    كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه.
    وَشَرٌّ لازِم ولازِب.
    والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما.
    ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء.
    ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛
    لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع.
    وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين.
    { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه.

    32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع.

    36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا.
    قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب،
    فقال: ما معك؟ فقال: خمر.
    وتكون الخمر بعينها؛
    كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    #غريب_الألفاظ 31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن. { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد. { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا. ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد. وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك. وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه. وَشَرٌّ لازِم ولازِب. والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما. ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء. ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛ لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع. وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين. { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه. 32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع. 36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب، فقال: ما معك؟ فقال: خمر. وتكون الخمر بعينها؛ كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    0
  • فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 )

    فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها,
    أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها,
    وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد,
    وما يأكلنه من الطعام,
    وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام,
    ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن,
    فلما رأينه أعظمنه وأجللنه,
    وأخَذَهن حسنه وجماله,
    فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول,
    وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر;
    لأن جماله غير معهود في البشر,
    ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة.

    قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 )

    قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن:
    فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن
    هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به,
    ولقد طلبته وحاولت إغراءه;
    ليستجيب لي فامتنع وأبى,
    ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا
    لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن,
    ولَيكونن من الأذلاء.

    قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 )

    قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن:
    يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة,
    وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن,
    وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.

    فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 )

    فاستجاب الله ليوسف دعاءه
    فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله.
    إن الله هو السميع لدعاء يوسف,
    ودعاء كل داع مِن خلقه,
    العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه,
    وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم.

    ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 )

    ثم ظهر للعزيز وأصحابه
    - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته-
    أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر;
    منعًا للفضيحة.

    وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 )

    ودخل السجن مع يوسف فَتَيان,
    قال أحدهما:
    إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا,
    وقال الآخر:
    إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه,
    أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا,
    إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله,
    ومعاملتهم لخلقه.

    قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 )

    قال لهما يوسف:
    لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال
    إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما,
    ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي;
    إني آمنت به, وأخلصت له العبادة,
    وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله,
    وهم بالبعث والحساب جاحدون.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 ) فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة. قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 ) قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء. قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 ) قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 ) فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم. ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 ) ثم ظهر للعزيز وأصحابه - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة. وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 ) ودخل السجن مع يوسف فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه, أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا, إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه. قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 ) قال لهما يوسف: لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي; إني آمنت به, وأخلصت له العبادة, وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 )

    يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار,
    وقبُح المدخل الذي يدخلونه.

    وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 )

    وأتبعهم الله في هذه الدنيا
    مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً,
    ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار,
    وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله,
    ولعنة الدنيا والآخرة.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 )

    ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول-
    من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به,
    ومن تلك القرى ما له آثار باقية,
    ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره,
    فلم يَبْق منه شيء.

    وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 )

    وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه,
    ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض,
    فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها
    ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم,
    وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران.

    وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 )

    وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب
    لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي,
    آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم
    بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله.
    إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد.

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 )

    إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة
    لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة,
    ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء,
    ويشهده الخلائق كلهم.

    وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 )

    وما نؤخر يوم القيامة عنكم
    إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا,
    لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا.

    يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 )

    يوم يأتي يوم القيامة,
    لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها,
    فمنهم شقي مستحق للعذاب,
    وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم.

    فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 )

    فأما الذين شَقُوا في الدنيا
    لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم,
    فالنار مستقرهم,
    لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق,
    وهما أشنع الأصوات وأقبحها,
    ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض,
    فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي,
    بل هو دائم مؤكَّد,
    إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار.
    إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد.

    وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 )

    وأما الذين رزقهم الله السعادة
    فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض,
    إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره,
    وهم عصاة الموحدين,
    فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن,
    ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته,
    ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 ) يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار, وقبُح المدخل الذي يدخلونه. وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 ) وأتبعهم الله في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً, ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار, وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله, ولعنة الدنيا والآخرة. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 ) ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول- من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به, ومن تلك القرى ما له آثار باقية, ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره, فلم يَبْق منه شيء. وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 ) وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه, ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض, فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم, وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 ) وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي, آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله. إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد. إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 ) إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة, ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء, ويشهده الخلائق كلهم. وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 ) وما نؤخر يوم القيامة عنكم إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا, لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 ) يوم يأتي يوم القيامة, لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها, فمنهم شقي مستحق للعذاب, وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم. فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 ) فأما الذين شَقُوا في الدنيا لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم, فالنار مستقرهم, لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق, وهما أشنع الأصوات وأقبحها, ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض, فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي, بل هو دائم مؤكَّد, إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار. إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 ) وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض, إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره, وهم عصاة الموحدين, فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن, ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته, ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 )

    فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم
    جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها,
    وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين,
    قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة,
    معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض,
    وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد
    أن يُمْطَروا بمثلها.
    وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله.

    وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 )

    وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا,
    فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده,
    ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا،
    فأخلصوا له العبادة،
    ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم,
    إني أراكم في سَعَة عيش,
    وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان-
    عذاب يوم يحيط بكم.

    وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 )

    ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل,
    ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم,
    ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد.

    بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 )

    إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال
    خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام,
    إن كنتم تؤمنون بالله حقا,
    فامتثلوا أمره,
    وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم.

    قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 )

    قالوا: يا شعيب
    أهذه الصلاة التي تداوم عليها
    تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان,
    أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟
    وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد.

    قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 )

    قال شعيب:
    يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي
    فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له,
    وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال,
    ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟
    وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه,
    وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي,
    وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله,
    على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 ) فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها, وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين, قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة, معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض, وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد أن يُمْطَروا بمثلها. وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله. وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 ) وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا, فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده, ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم, إني أراكم في سَعَة عيش, وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان- عذاب يوم يحيط بكم. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 ) ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل, ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم, ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد. بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 ) إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام, إن كنتم تؤمنون بالله حقا, فامتثلوا أمره, وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم. قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 ) قالوا: يا شعيب أهذه الصلاة التي تداوم عليها تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان, أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟ وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد. قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 ) قال شعيب: يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له, وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال, ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟ وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه, وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي, وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله, على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    112- { السَّائِحُونَ } الصائمون.
    وأصل السائح: الذاهب في الأَرض.
    ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب.
    والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات.
    فشبه الصائم به.
    لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح.

    114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا.
    قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته:
    إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

    117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    #غريب_الألفاظ 112- { السَّائِحُونَ } الصائمون. وأصل السائح: الذاهب في الأَرض. ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب. والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات. فشبه الصائم به. لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح. 114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا. قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ 117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    0
شاهد المزيد
  • (الوجوه والنظائر - حرف التاء)
    (الوجوه والنظائر - حرف التاء) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف التاء   إعداد مركز المحتوى القرآني   كلمة (التسبيح)   ورد لفظ (التسبيح) في القرآن ما يقارب (87) مرة، وأصل معناه: الاستمرار في التنزيه من السوء على جهة التعظيم. ومعنى (التسبيح) في القرآن جاء على ستة وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الصلاة)، كقوله: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم:...
    1
    0
  • (الوجوه والنظائر - كاف - لام)
    (الوجوه والنظائر - كاف - لام)   إعداد مركز المحتوى القرآني   (الوجوه والنظائر - حرف الكاف) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف الكاف   كلمة (الكتب)   ورد لفظ (الكتب) في القرآن ما يقارب (45) مرة، وأصل الكتب الجمع، والكتيبة العسكر الذي قد تكتب، أي: تجمع. ومعنى (الكتب) في القرآن جاء على (5) وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الفرض)، كقوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)[...
    0
  • آدم عليه السلام في القرآن
    آدم عليه السلام في القرآن الكريم   إعداد مركز المحتوى القرآني   خليفة في الأرض مُكرّم في السماء   يحكم الله أن يجعل خليفة في الأرض، ولا معقّب لحكمه، فكرّم هذا الخليفة، وأمر ملائكته بالسجود له؛ تشريفاً، وإجلالاً، وهذا الخليفة هو: آدم عليه السلام، أول أنبياء الله تعالى، وأبو البشر كلّهم. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...
    2
    1
  • أيوب عليه السلام في القرآن
    أيوب عليه السلام في القرآن   إعداد مركز المحتوى القرآني   أيوب عليه السلام مع الابتلاء   وصف الله ابتلاء أيوب عليه السلام، والضرّ الذي أصابه، وما مسه من النصب، والعذاب. قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ...
    1
    0
  • إبراهيم عليه السلام في القرآن(1)
    إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (1)   إبراهيم عليه السلام (نبيٌّ أمّة) ما هي صفاته التي حدثنا عنها القرآن الكريم؟   من أكثر القصص وروداً في القرآن الكريم، قصة نبيّ كريم، اصطفاه الله، واصطفى آله، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، هو إبراهيم عليه السلام. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً...
    0
  • السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً)
    السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً) الكاتب / الدكتور وليد بن بليهش العمري   توطئة بين يدي البحث   الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على خير المرسلين، المبلِّغ عن رب العالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد فترجمة السنة النبوية المطهرة، موضوع ذو أهمية كبيرة، خاصة إذا ما علمنا أن الترجمة...
    0
  • القرآن الكريم وترجمته في الغرب
    القرآن الكريم وترجمته في الغرب[1]   فرانسوا ديروشي ترجمة: الدكتور وليد بن بليهش العمري[2] صفحة المترجم (www.aaynet.com/WaleedBleyhesh)                          تقديم بين يدي البحث الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه: يختص صاحب...
    2
    0
    1
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واستن بسنته واهتدى بهداه. في مناسبة هذا المرشد: هذا المرشد يكتسب أهميته من تعلقه بلازم من لوازم الدعوة إلى الدين الخاتم، الذي أتم الله تعالى به النعمة، وأعظم...
    2
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   الجَلْسَة السَّابعَة طُرُق التّعامل مَعَ حَالَاتِ عَدَم التّطابُق   أهداف الجلسة التعرف على حالات عدم التطابق. التعرف على طرق التعامل معها. التعرف على كونيات الترجمة.   تختلف اللغات من حيث تعبيرها عن الأمور واستيعابها للكلمات التي تعبر عن واقع أهل اللغة...
    1
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   مُلحَق رَقمْ (١ ) نُصُوص تَدْرِيبِيَّة مُقْتَرَحَة تنبيه: تتم مناقشة هذه النصوص مناقشة جماعية مستفيضة، تبحث جميع أبعاد النص، في بيئتيه: المنشأ والمستقبلة، قبل الشروع في ترجمته، ثم تتم بعد ذلك مناقشة الترجمة.   النص التدريبي الأول يناقش هذا النص من حيث:...
    3
    0

لا توجد نتائج لإظهارها

لا توجد نتائج لإظهارها

لا توجد نتائج لإظهارها

  • مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 )

    يوم يقوم الظالمون من قبورهم
    مسرعين لإجابة الداعي
    رافعي رؤوسهم
    لا يبصرون شيئًا لهول الموقف,
    وقلوبهم خالية ليس فيها شيء;
    لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى.

    وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 )

    وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة,
    وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر:
    ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك.
    فيقال لهم توبيخًا:
    ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة,
    فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟

    وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 )

    وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم
    كقوم هود وصالح,
    وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك,
    وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟

    وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 )

    وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله,
    وعند الله مكرهم فهو محيط به,
    وقد عاد مكرهم عليهم,
    وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه,
    ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم.

    فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 )

    فلا تحسبن - أيها الرسول-
    أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم.
    إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء,
    منتقم من أعدائه أشد انتقام.
    والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم,
    فهو موجَّه لعموم الأمة.

    يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 )

    وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة
    يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة,
    وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها,
    وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار,
    المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء.

    وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 )

    وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود,
    قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل,
    وهم في ذُلٍّ وهوان.

    سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 )

    ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال,
    وتلفح وجوههم النار فتحرقها.

    لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 )

    فَعَل الله ذلك بهم;
    جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا,
    والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر,
    إن الله سريع الحساب.

    هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 )

    هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول-
    بلاغ وإعلام للناس;
    لنصحهم وتخويفهم,
    ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد,
    فيعبدوه وحده لا شريك له,
    وليتعظ به أصحاب العقول السليمة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) يوم يقوم الظالمون من قبورهم مسرعين لإجابة الداعي رافعي رؤوسهم لا يبصرون شيئًا لهول الموقف, وقلوبهم خالية ليس فيها شيء; لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى. وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 ) وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة, وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر: ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك. فيقال لهم توبيخًا: ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة, فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 ) وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم كقوم هود وصالح, وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك, وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 ) وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله, وعند الله مكرهم فهو محيط به, وقد عاد مكرهم عليهم, وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه, ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم. فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 ) فلا تحسبن - أيها الرسول- أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم. إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء, منتقم من أعدائه أشد انتقام. والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم, فهو موجَّه لعموم الأمة. يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 ) وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة, وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها, وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار, المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء. وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 ) وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود, قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل, وهم في ذُلٍّ وهوان. سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 ) ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال, وتلفح وجوههم النار فتحرقها. لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 ) فَعَل الله ذلك بهم; جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا, والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر, إن الله سريع الحساب. هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 ) هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول- بلاغ وإعلام للناس; لنصحهم وتخويفهم, ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد, فيعبدوه وحده لا شريك له, وليتعظ به أصحاب العقول السليمة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 )

    ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس-
    أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته,
    وأنه لم يخلقهما عبثًا,
    بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته,
    فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟
    إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله .

    وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 )

    وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله,
    بل هو سهل يسير.

    وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 )

    وخرجت الخلائق من قبورهم,
    وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار;
    ليحكم بينهم,
    فيقول الأتباع لقادتهم:
    إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم,
    فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟
    فيقول الرؤساء:
    لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه,
    ولكنه لم يوفقنا,
    فضللنا وأضللناكم,
    يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه,
    فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى.

    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 )

    وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه,
    ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- :
    إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء,
    ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء,
    فأخلفتكم وعدي,
    وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي,
    ولا كانت معي حجة,
    ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني,
    فلا تلوموني ولوموا أنفسكم,
    فالذنب ذنبكم,
    ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله,
    إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا.
    إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع.

    وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 )

    وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات
    تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار,
    لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته-
    يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين.

    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 )

    ألم تعلم - أيها الرسول-
    كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )
    بشجرة عظيمة, وهي النخلة,
    أصلها متمكن في الأرض,
    وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟
    .
    التفسير المُيَسَّر
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 ) ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس- أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته, وأنه لم يخلقهما عبثًا, بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته, فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟ إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله . وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 ) وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله, بل هو سهل يسير. وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 ) وخرجت الخلائق من قبورهم, وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار; ليحكم بينهم, فيقول الأتباع لقادتهم: إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم, فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟ فيقول الرؤساء: لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه, ولكنه لم يوفقنا, فضللنا وأضللناكم, يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه, فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى. وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 ) وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه, ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- : إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء, ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء, فأخلفتكم وعدي, وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي, ولا كانت معي حجة, ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم, فالذنب ذنبكم, ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله, إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع. وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 ) وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار, لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته- يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 ) ألم تعلم - أيها الرسول- كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) بشجرة عظيمة, وهي النخلة, أصلها متمكن في الأرض, وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟ . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 )

    فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ,
    وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا,
    وعمَّه السرور فقال لمن عنده:
    ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟

    قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 )

    قال بنوه:
    يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا,
    إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه.

    قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 )

    قال يعقوب:
    سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم,
    إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين,
    الرحيم بهم.

    فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 )

    وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف,
    فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه,
    وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله,
    وأنتم آمنون من الجهد والقحط,
    ومن كل مكروه.

    وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 )

    وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما,
    وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا,
    لا عبادة وخضوعًا,
    وكان ذلك جائزًا في شريعتهم,
    وقد حَرُم في شريعتنا;
    سدًا لذريعة الشرك بالله.
    وقال يوسف لأبيه:
    هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري,
    قد جعلها ربي صدقًا,
    وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن,
    وجاء بكم إليَّ من البادية,
    من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي.
    إن ربي لطيف التدبير لما يشاء,
    إنه هو العليم بمصالح عباده,
    الحكيم في أقواله وأفعاله.

    رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 )

    ثم دعا يوسف ربه قائلا
    ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » ,
    وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم,
    يا خالق السموات والأرض ومبدعهما,
    أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة,
    توفني إليك مسلمًا,
    وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 )

    ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب
    نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا,
    وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر,
    واحتالوا عليه وعلى أبيه.
    وهذا يدل على صدقك,
    وأن الله يُوحِي إليك.

    وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 )

    وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك,
    ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 ) فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ, وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا, وعمَّه السرور فقال لمن عنده: ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 ) قال بنوه: يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا, إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه. قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 ) قال يعقوب: سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم, إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين, الرحيم بهم. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 ) وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف, فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه, وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله, وأنتم آمنون من الجهد والقحط, ومن كل مكروه. وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 ) وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما, وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا, لا عبادة وخضوعًا, وكان ذلك جائزًا في شريعتهم, وقد حَرُم في شريعتنا; سدًا لذريعة الشرك بالله. وقال يوسف لأبيه: هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري, قد جعلها ربي صدقًا, وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن, وجاء بكم إليَّ من البادية, من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي. إن ربي لطيف التدبير لما يشاء, إنه هو العليم بمصالح عباده, الحكيم في أقواله وأفعاله. رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 ) ثم دعا يوسف ربه قائلا ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » , وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم, يا خالق السموات والأرض ومبدعهما, أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة, توفني إليك مسلمًا, وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 ) ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا, وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر, واحتالوا عليه وعلى أبيه. وهذا يدل على صدقك, وأن الله يُوحِي إليك. وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 ) وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك, ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #تأملات_قرآنية
    2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾
    "عبس "

    📍أسماؤها
    ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة)
    "قناة رياض القرآن د.الفايز"

    💡موسوعة التفسير
    ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا...
    •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ،
    والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ،
    وقَضاءِ حوائِجِهم ،
    وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم...
    •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛
    أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ،
    بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ،
    وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ،
    ولا عظيمًا لعَظَمتِه ،
    ولا قريبًا لقُرْبِه ،
    بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.)

    💡السعدي
    ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ،
    ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة )

    💡الشنقيطي
    ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛
    لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ،
    لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ...
    •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ :
    جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ،
    فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ .
    وفي الحِرَفِ
    قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ،
    ونَحْوُ ذَلِكَ...)

    💡سمر الأرناؤوط
    ( •تعلمنا سورة عبس
    أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام
    كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم !
    عاتِب ولكن برفق ولين..

    • فيها علاجات للنفس البشرية :
    علاج للدعوة
    علاج لجحود الإنسان
    علاج للقلب
    علاج لنسيان الآخرة
    وترغيب بالجنة وترهيب من النار.)

    💡الموسوعة القرآنية
    ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه
    " لو أقسم على الله لأبره" .

    •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو
    ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ .

    •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ،
    درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    #تأملات_قرآنية 2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾ "عبس " 📍أسماؤها ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة) "قناة رياض القرآن د.الفايز" 💡موسوعة التفسير ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا... •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ، والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ، وقَضاءِ حوائِجِهم ، وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم... •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛ أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ، بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ، وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ، ولا عظيمًا لعَظَمتِه ، ولا قريبًا لقُرْبِه ، بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.) 💡السعدي ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة ) 💡الشنقيطي ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛ لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ، لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ... •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ : جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ، فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ . وفي الحِرَفِ قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ، ونَحْوُ ذَلِكَ...) 💡سمر الأرناؤوط ( •تعلمنا سورة عبس أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم ! عاتِب ولكن برفق ولين.. • فيها علاجات للنفس البشرية : علاج للدعوة علاج لجحود الإنسان علاج للقلب علاج لنسيان الآخرة وترغيب بالجنة وترهيب من النار.) 💡الموسوعة القرآنية ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه " لو أقسم على الله لأبره" . •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ . •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ، درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    0
  • قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 )

    قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها,
    وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين.

    وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 )

    وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن
    وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف:
    أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا,
    فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها.

    يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 )

    وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له:
    يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا
    مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات,
    ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات;
    لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم;
    ليعلموا تأويل ما سألتك عنه,
    وليعلموا مكانتك وفضلك.

    قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 )

    قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك:
    تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء,
    فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه,
    واتركوه في سنبله;
    ليتمَّ حفظه من التسوُّس,
    وليكون أبقى,
    إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 )

    ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب,
    يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل,
    إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 )

    ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر,
    فيرفع الله تعالى عنهم الشدة,
    ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء.

    وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 )

    وقال الملك لأعوانه:
    أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي,
    فلما جاءه رسول الملك يدعوه
    قال يوسف للرسول:
    ارجع إلى سيدك الملك,
    واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن
    عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي;
    لتظهر الحقيقة للجميع,
    وتتضح براءتي,
    إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن
    لا يخفى عليه شيء من ذلك.

    قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 )

    قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن:
    ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟
    فهل رأيتن منه ما يريب؟
    قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه,
    عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه,
    فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع,
    وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله.

    ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 )

    ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي
    ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه,
    ولم تقع مني الفاحشة,
    وأنني راودته,
    واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته,
    وأن الله لا يوفق أهل الخيانة,
    ولا يرشدهم في خيانتهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 ) قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 ) وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف: أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا, فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 ) وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له: يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات, ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات; لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم; ليعلموا تأويل ما سألتك عنه, وليعلموا مكانتك وفضلك. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 ) قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك: تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء, فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه, واتركوه في سنبله; ليتمَّ حفظه من التسوُّس, وليكون أبقى, إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 ) ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب, يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل, إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 ) ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر, فيرفع الله تعالى عنهم الشدة, ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء. وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 ) وقال الملك لأعوانه: أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي, فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك الملك, واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي; لتظهر الحقيقة للجميع, وتتضح براءتي, إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن لا يخفى عليه شيء من ذلك. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 ) قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟ قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه, عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه, فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع, وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 ) ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه, ولم تقع مني الفاحشة, وأنني راودته, واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته, وأن الله لا يوفق أهل الخيانة, ولا يرشدهم في خيانتهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن.
    { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد.
    { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا.
    ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد.
    وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك.
    وأبدلت الميم فيه من الباء.
    كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه.
    وَشَرٌّ لازِم ولازِب.
    والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما.
    ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء.
    ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛
    لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع.
    وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين.
    { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه.

    32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع.

    36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا.
    قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب،
    فقال: ما معك؟ فقال: خمر.
    وتكون الخمر بعينها؛
    كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    #غريب_الألفاظ 31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن. { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد. { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا. ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد. وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك. وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه. وَشَرٌّ لازِم ولازِب. والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما. ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء. ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛ لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع. وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين. { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه. 32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع. 36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب، فقال: ما معك؟ فقال: خمر. وتكون الخمر بعينها؛ كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    0
  • فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 )

    فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها,
    أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها,
    وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد,
    وما يأكلنه من الطعام,
    وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام,
    ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن,
    فلما رأينه أعظمنه وأجللنه,
    وأخَذَهن حسنه وجماله,
    فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول,
    وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر;
    لأن جماله غير معهود في البشر,
    ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة.

    قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 )

    قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن:
    فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن
    هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به,
    ولقد طلبته وحاولت إغراءه;
    ليستجيب لي فامتنع وأبى,
    ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا
    لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن,
    ولَيكونن من الأذلاء.

    قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 )

    قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن:
    يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة,
    وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن,
    وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.

    فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 )

    فاستجاب الله ليوسف دعاءه
    فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله.
    إن الله هو السميع لدعاء يوسف,
    ودعاء كل داع مِن خلقه,
    العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه,
    وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم.

    ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 )

    ثم ظهر للعزيز وأصحابه
    - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته-
    أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر;
    منعًا للفضيحة.

    وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 )

    ودخل السجن مع يوسف فَتَيان,
    قال أحدهما:
    إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا,
    وقال الآخر:
    إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه,
    أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا,
    إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله,
    ومعاملتهم لخلقه.

    قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 )

    قال لهما يوسف:
    لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال
    إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما,
    ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي;
    إني آمنت به, وأخلصت له العبادة,
    وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله,
    وهم بالبعث والحساب جاحدون.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 ) فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة. قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 ) قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء. قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 ) قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 ) فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم. ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 ) ثم ظهر للعزيز وأصحابه - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة. وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 ) ودخل السجن مع يوسف فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه, أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا, إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه. قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 ) قال لهما يوسف: لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي; إني آمنت به, وأخلصت له العبادة, وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 )

    يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار,
    وقبُح المدخل الذي يدخلونه.

    وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 )

    وأتبعهم الله في هذه الدنيا
    مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً,
    ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار,
    وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله,
    ولعنة الدنيا والآخرة.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 )

    ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول-
    من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به,
    ومن تلك القرى ما له آثار باقية,
    ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره,
    فلم يَبْق منه شيء.

    وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 )

    وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه,
    ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض,
    فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها
    ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم,
    وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران.

    وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 )

    وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب
    لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي,
    آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم
    بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله.
    إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد.

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 )

    إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة
    لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة,
    ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء,
    ويشهده الخلائق كلهم.

    وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 )

    وما نؤخر يوم القيامة عنكم
    إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا,
    لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا.

    يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 )

    يوم يأتي يوم القيامة,
    لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها,
    فمنهم شقي مستحق للعذاب,
    وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم.

    فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 )

    فأما الذين شَقُوا في الدنيا
    لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم,
    فالنار مستقرهم,
    لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق,
    وهما أشنع الأصوات وأقبحها,
    ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض,
    فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي,
    بل هو دائم مؤكَّد,
    إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار.
    إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد.

    وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 )

    وأما الذين رزقهم الله السعادة
    فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض,
    إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره,
    وهم عصاة الموحدين,
    فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن,
    ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته,
    ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 ) يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار, وقبُح المدخل الذي يدخلونه. وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 ) وأتبعهم الله في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً, ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار, وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله, ولعنة الدنيا والآخرة. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 ) ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول- من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به, ومن تلك القرى ما له آثار باقية, ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره, فلم يَبْق منه شيء. وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 ) وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه, ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض, فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم, وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 ) وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي, آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله. إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد. إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 ) إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة, ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء, ويشهده الخلائق كلهم. وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 ) وما نؤخر يوم القيامة عنكم إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا, لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 ) يوم يأتي يوم القيامة, لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها, فمنهم شقي مستحق للعذاب, وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم. فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 ) فأما الذين شَقُوا في الدنيا لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم, فالنار مستقرهم, لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق, وهما أشنع الأصوات وأقبحها, ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض, فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي, بل هو دائم مؤكَّد, إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار. إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 ) وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض, إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره, وهم عصاة الموحدين, فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن, ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته, ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 )

    فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم
    جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها,
    وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين,
    قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة,
    معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض,
    وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد
    أن يُمْطَروا بمثلها.
    وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله.

    وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 )

    وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا,
    فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده,
    ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا،
    فأخلصوا له العبادة،
    ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم,
    إني أراكم في سَعَة عيش,
    وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان-
    عذاب يوم يحيط بكم.

    وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 )

    ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل,
    ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم,
    ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد.

    بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 )

    إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال
    خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام,
    إن كنتم تؤمنون بالله حقا,
    فامتثلوا أمره,
    وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم.

    قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 )

    قالوا: يا شعيب
    أهذه الصلاة التي تداوم عليها
    تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان,
    أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟
    وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد.

    قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 )

    قال شعيب:
    يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي
    فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له,
    وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال,
    ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟
    وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه,
    وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي,
    وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله,
    على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 ) فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها, وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين, قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة, معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض, وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد أن يُمْطَروا بمثلها. وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله. وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 ) وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا, فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده, ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم, إني أراكم في سَعَة عيش, وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان- عذاب يوم يحيط بكم. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 ) ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل, ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم, ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد. بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 ) إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام, إن كنتم تؤمنون بالله حقا, فامتثلوا أمره, وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم. قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 ) قالوا: يا شعيب أهذه الصلاة التي تداوم عليها تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان, أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟ وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد. قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 ) قال شعيب: يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له, وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال, ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟ وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه, وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي, وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله, على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    112- { السَّائِحُونَ } الصائمون.
    وأصل السائح: الذاهب في الأَرض.
    ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب.
    والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات.
    فشبه الصائم به.
    لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح.

    114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا.
    قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته:
    إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

    117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    #غريب_الألفاظ 112- { السَّائِحُونَ } الصائمون. وأصل السائح: الذاهب في الأَرض. ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب. والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات. فشبه الصائم به. لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح. 114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا. قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ 117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    0
  • (الوجوه والنظائر - حرف التاء)
    (الوجوه والنظائر - حرف التاء) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف التاء   إعداد مركز المحتوى القرآني   كلمة (التسبيح)   ورد لفظ (التسبيح) في القرآن ما يقارب (87) مرة، وأصل معناه: الاستمرار في التنزيه من السوء على جهة التعظيم. ومعنى (التسبيح) في القرآن جاء على ستة وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الصلاة)، كقوله: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم:...
    1
    0
  • (الوجوه والنظائر - كاف - لام)
    (الوجوه والنظائر - كاف - لام)   إعداد مركز المحتوى القرآني   (الوجوه والنظائر - حرف الكاف) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف الكاف   كلمة (الكتب)   ورد لفظ (الكتب) في القرآن ما يقارب (45) مرة، وأصل الكتب الجمع، والكتيبة العسكر الذي قد تكتب، أي: تجمع. ومعنى (الكتب) في القرآن جاء على (5) وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الفرض)، كقوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)[...
    0
  • آدم عليه السلام في القرآن
    آدم عليه السلام في القرآن الكريم   إعداد مركز المحتوى القرآني   خليفة في الأرض مُكرّم في السماء   يحكم الله أن يجعل خليفة في الأرض، ولا معقّب لحكمه، فكرّم هذا الخليفة، وأمر ملائكته بالسجود له؛ تشريفاً، وإجلالاً، وهذا الخليفة هو: آدم عليه السلام، أول أنبياء الله تعالى، وأبو البشر كلّهم. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...
    2
    1
  • أيوب عليه السلام في القرآن
    أيوب عليه السلام في القرآن   إعداد مركز المحتوى القرآني   أيوب عليه السلام مع الابتلاء   وصف الله ابتلاء أيوب عليه السلام، والضرّ الذي أصابه، وما مسه من النصب، والعذاب. قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ...
    1
    0
  • إبراهيم عليه السلام في القرآن(1)
    إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (1)   إبراهيم عليه السلام (نبيٌّ أمّة) ما هي صفاته التي حدثنا عنها القرآن الكريم؟   من أكثر القصص وروداً في القرآن الكريم، قصة نبيّ كريم، اصطفاه الله، واصطفى آله، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، هو إبراهيم عليه السلام. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً...
    0
  • السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً)
    السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً) الكاتب / الدكتور وليد بن بليهش العمري   توطئة بين يدي البحث   الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على خير المرسلين، المبلِّغ عن رب العالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد فترجمة السنة النبوية المطهرة، موضوع ذو أهمية كبيرة، خاصة إذا ما علمنا أن الترجمة...
    0
  • القرآن الكريم وترجمته في الغرب
    القرآن الكريم وترجمته في الغرب[1]   فرانسوا ديروشي ترجمة: الدكتور وليد بن بليهش العمري[2] صفحة المترجم (www.aaynet.com/WaleedBleyhesh)                          تقديم بين يدي البحث الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه: يختص صاحب...
    2
    0
    1
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واستن بسنته واهتدى بهداه. في مناسبة هذا المرشد: هذا المرشد يكتسب أهميته من تعلقه بلازم من لوازم الدعوة إلى الدين الخاتم، الذي أتم الله تعالى به النعمة، وأعظم...
    2
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   الجَلْسَة السَّابعَة طُرُق التّعامل مَعَ حَالَاتِ عَدَم التّطابُق   أهداف الجلسة التعرف على حالات عدم التطابق. التعرف على طرق التعامل معها. التعرف على كونيات الترجمة.   تختلف اللغات من حيث تعبيرها عن الأمور واستيعابها للكلمات التي تعبر عن واقع أهل اللغة...
    1
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   مُلحَق رَقمْ (١ ) نُصُوص تَدْرِيبِيَّة مُقْتَرَحَة تنبيه: تتم مناقشة هذه النصوص مناقشة جماعية مستفيضة، تبحث جميع أبعاد النص، في بيئتيه: المنشأ والمستقبلة، قبل الشروع في ترجمته، ثم تتم بعد ذلك مناقشة الترجمة.   النص التدريبي الأول يناقش هذا النص من حيث:...
    3
    0