تدوينات حديثة
  • #غريب_الألفاظ
    9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا.
    { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل.
    لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه.
    { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
    أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك.

    12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه.
    { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ }
    هذا مردود إلى قوله:
    { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
    { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ }

    14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما.
    ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة
    أي على ابتداء الخلقة.
    يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم.
    .
    #غريب_الألفاظ 9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا. { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل. لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه. { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك. 12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه. { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } هذا مردود إلى قوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } 14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة أي على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم. .
    0
  • وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ( 9 )

    ولو جعلنا الرسول المرسل إليهم مَلَكًا
    إذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم,
    لجعلنا ذلك الملك في صورة البشر,
    حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته;
    إذ ليس بإمكانهم رؤية الملك على صورته الملائكية,
    ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم,
    كما اشتبه عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم.

    وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 10 )

    ولمَّا كان طلبهم إنزال الملك على سبيل الاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم
    بيَّن الله تعالى له أن الاستهزاء بالرسل عليهم السلام ليس أمرا حادثا,
    بل قد وقع من الكفار السابقين مع أنبيائهم,
    فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يهزؤون به وينكرون وقوعه.

    قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( 11 )

    قل لهم - أيها الرسول- :
    سيروا في الأرض
    ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟
    فاحذروا مثل مصارعهم,
    وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم.

    قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 12 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين:
    لمن مُلكُ السموات والأرض وما فيهن؟
    قل: هو لله كما تقرون بذلك وتعلمونه,
    فاعبدوه وحده.
    كتب الله على نفسه الرحمة
    فلا بعجل على عباده بالعقوبة.
    ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه للحساب والجزاء.
    الذين أشركوا بالله أهلكوا أنفسهم,
    فهم لا يوحدون الله,
    ولا يصدقون بوعده ووعيده,
    ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

    وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 13 )

    ولله ملك كل شيء في السموات والأرض,
    سكن أو تحرك,
    خفي أو ظهر,
    الجميع عبيده وخلقه,
    وتحت قهره وتصرفه وتدبيره,
    وهو السميع لأقوال عباده,
    الحليم بحركاتهم وسرائرهم.

    قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 14 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله تعالى غيره:
    أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا,
    وهو خالق السموات والأرض وما فيهن,
    وهو الذي يرزق خلقه ولا يرزقه أحد؟
    قل - أيها الرسول-:
    إني أُمِرْتُ أن أكون أول مَن خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة,
    ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره.

    قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 15 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله غيره:
    إني أخاف إن عصيت ربي,
    فخالفت أمره,
    وأشركت معه غيره في عبادته,
    أن ينزل بي عذاب عظيم يوم القيامة.

    مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( 16 )

    من يصرف الله عنه ذلك العذاب الشديد فقد رحمه,
    وذلك الصرف هو الظفر البين بالنجاة من العذاب العظيم.

    وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 )

    وإن يصبك الله تعالى - أيها الإنسان-
    بشيء يضرك كالفقر والمرض
    فلا كاشف له إلا هو,
    وإن يصبك بخير كالغنى والصحة
    فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه,
    فهو - جل وعلا- القادر على كل شيء.

    وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( 18 )

    والله سبحانه هو الغالب القاهر فوق عباده;
    خضعت له الرقاب وذَلَّتْ له الجبابرة,
    وهو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها وَفْق حكمته,
    الخبير الذي لا يخفى عليه شيء.
    ومن اتصف بهذه الصفات يجب ألا يشرك به.
    وفي هذه الآية إثبات الفوقية لله - تعالى- على جميع خلقه,
    فوقية مطلقة تليق بجلاله سبحانه.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ( 9 ) ولو جعلنا الرسول المرسل إليهم مَلَكًا إذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم, لجعلنا ذلك الملك في صورة البشر, حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته; إذ ليس بإمكانهم رؤية الملك على صورته الملائكية, ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم, كما اشتبه عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم. وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 10 ) ولمَّا كان طلبهم إنزال الملك على سبيل الاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم بيَّن الله تعالى له أن الاستهزاء بالرسل عليهم السلام ليس أمرا حادثا, بل قد وقع من الكفار السابقين مع أنبيائهم, فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يهزؤون به وينكرون وقوعه. قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( 11 ) قل لهم - أيها الرسول- : سيروا في الأرض ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟ فاحذروا مثل مصارعهم, وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم. قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 12 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: لمن مُلكُ السموات والأرض وما فيهن؟ قل: هو لله كما تقرون بذلك وتعلمونه, فاعبدوه وحده. كتب الله على نفسه الرحمة فلا بعجل على عباده بالعقوبة. ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه للحساب والجزاء. الذين أشركوا بالله أهلكوا أنفسهم, فهم لا يوحدون الله, ولا يصدقون بوعده ووعيده, ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 13 ) ولله ملك كل شيء في السموات والأرض, سكن أو تحرك, خفي أو ظهر, الجميع عبيده وخلقه, وتحت قهره وتصرفه وتدبيره, وهو السميع لأقوال عباده, الحليم بحركاتهم وسرائرهم. قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 14 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله تعالى غيره: أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا, وهو خالق السموات والأرض وما فيهن, وهو الذي يرزق خلقه ولا يرزقه أحد؟ قل - أيها الرسول-: إني أُمِرْتُ أن أكون أول مَن خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة, ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره. قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 15 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله غيره: إني أخاف إن عصيت ربي, فخالفت أمره, وأشركت معه غيره في عبادته, أن ينزل بي عذاب عظيم يوم القيامة. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( 16 ) من يصرف الله عنه ذلك العذاب الشديد فقد رحمه, وذلك الصرف هو الظفر البين بالنجاة من العذاب العظيم. وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 ) وإن يصبك الله تعالى - أيها الإنسان- بشيء يضرك كالفقر والمرض فلا كاشف له إلا هو, وإن يصبك بخير كالغنى والصحة فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه, فهو - جل وعلا- القادر على كل شيء. وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( 18 ) والله سبحانه هو الغالب القاهر فوق عباده; خضعت له الرقاب وذَلَّتْ له الجبابرة, وهو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها وَفْق حكمته, الخبير الذي لا يخفى عليه شيء. ومن اتصف بهذه الصفات يجب ألا يشرك به. وفي هذه الآية إثبات الفوقية لله - تعالى- على جميع خلقه, فوقية مطلقة تليق بجلاله سبحانه. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    سورة الأنعام

    مكية كلها: إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة
    من قوله: { قُلْ تَعَالَوْا }
    إلى قوله: { تَتَّقُونَ }

    2- { ثُمَّ قَضَى أَجَلا } بالموت.
    { وَأَجَلٌ مُسَمًّى } عنده للدنيا إذا فَنِيت.

    6- و ( القَرْنُ ) يقال: هو ثمانون سنة.
    قال أبو عبيدة يروون أن أقل ما بين القرنين ثلاثون سنة.
    { مِدْرَارًا } بالمطر. أي غزيرًا. من دَرَّ يَدِرّ.

    7- { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ } أي صحيفة.
    وكذلك قوله: { تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ } أي صحفا.
    قال المَرَّار:

    عَفَتِ المَنَازِلُ غَيْرَ مِثلا ِلأَنْقُسِ ... بَعْدَ الزمان عَرَفْتَهُ بالقِرْطَسِ

    فوقفت تَعتَرِف الصحيفة بعدما ... عَمَسَ الكتاب وقد يرى لم يَعْمسِ

    والأَنقسُ:
    جمع نِقس مثل قِدْح وأقْدُح وأقْدَاح.
    أراد: غير مثل النِّقْس عرفته بالقرطاس.
    ثم قال: "فَوَقَفَت تعترفُ الصحيفة" فأعلمك أن القرطاس هو الصحيفة. ومنه يقال للرامي إذا أصاب: قَرْطَسَ. إنما يراد أصاب الصحيفة.

    8- { وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ }
    يريد: لو أنزلنا ملكا فكذبوه أهلكناهم.
    .
    #غريب_الألفاظ سورة الأنعام مكية كلها: إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة من قوله: { قُلْ تَعَالَوْا } إلى قوله: { تَتَّقُونَ } 2- { ثُمَّ قَضَى أَجَلا } بالموت. { وَأَجَلٌ مُسَمًّى } عنده للدنيا إذا فَنِيت. 6- و ( القَرْنُ ) يقال: هو ثمانون سنة. قال أبو عبيدة يروون أن أقل ما بين القرنين ثلاثون سنة. { مِدْرَارًا } بالمطر. أي غزيرًا. من دَرَّ يَدِرّ. 7- { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ } أي صحيفة. وكذلك قوله: { تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ } أي صحفا. قال المَرَّار: عَفَتِ المَنَازِلُ غَيْرَ مِثلا ِلأَنْقُسِ ... بَعْدَ الزمان عَرَفْتَهُ بالقِرْطَسِ فوقفت تَعتَرِف الصحيفة بعدما ... عَمَسَ الكتاب وقد يرى لم يَعْمسِ والأَنقسُ: جمع نِقس مثل قِدْح وأقْدُح وأقْدَاح. أراد: غير مثل النِّقْس عرفته بالقرطاس. ثم قال: "فَوَقَفَت تعترفُ الصحيفة" فأعلمك أن القرطاس هو الصحيفة. ومنه يقال للرامي إذا أصاب: قَرْطَسَ. إنما يراد أصاب الصحيفة. 8- { وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ } يريد: لو أنزلنا ملكا فكذبوه أهلكناهم. .
    0
  • سورة الأنعام

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ( 1 )

    الثناء على الله بصفاته التي كلّها أوصاف كمال،
    وبنعمه الظاهرة والباطنة،
    الدينية والدنيوية،
    الذي أنشأ السموات والأرض وما فيهن,
    وخلق الظلمات والنور,
    وذلك بتعاقب الليل والنهار.
    وفي هذا دلالة على عظمة الله تعالى,
    واستحقاقه وحده العبادة,
    فلا يجوز لأحد أن يشرك به غيره.
    ومع هذا الوضوح فإن الكافرين يسوون بالله غيره,
    ويشركون به.

    هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ( 2 )

    هو الذي خلق أباكم آدم من طين وأنتم سلالة منه,
    ثم كتب مدة بقائكم في هذه الحياة الدنيا,
    وكتب أجلا آخر محدَّدًا لا يعلمه إلا هو جل وعلا
    وهو يوم القيامة,
    ثم أنتم بعد هذا تشكُّون في قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت.

    وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ( 3 )

    والله سبحانه هو الإله المعبود في السموات والأرض.
    ومن دلائل ألوهيته أنه يعلم جميع ما تخفونه
    - أيها الناس- وما تعلنونه,
    ويعلم جميع أعمالكم من خير أو شر;
    ولهذا فإنه - جلَّ وعلا- وحده هو الإله المستحق للعبادة.

    وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ( 4 )

    هؤلاء الكفار الذين يشركون مع الله تعالى غيره
    قد جاءتهم الحجج الواضحة والدلالات البينة
    على وحدانية الله - جل وعلا-
    وصِدْقِ محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته, وما جاء به,
    ولكن ما إن جاءتهم حتى أعرضوا عن قبولها, ولم يؤمنوا بها.

    فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 5 )

    لقد جحد هؤلاء الكفار الحقَّ الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم
    وسخروا من دعائه;
    جهلا منهم بالله واغترارًا بإمهاله إياهم,
    فسوف يرون ما استهزؤوا به أنه الحق والصدق,
    ويبين الله للمكذبين كذبهم وافتراءهم,
    ويجازيهم عليه.

    أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ( 6 )

    ألم يعلم هؤلاء الذين يجحدون وحدانية الله تعالى
    واستحقاقه وحده العبادة,
    ويكذبون رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم
    ما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من هلاك وتدمير,
    وقد مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكن لكم أيها الكافرون,
    وأنعمنا عليهم بإنزال الأمطار وجريان الأنهار من تحت مساكنهم؛
    استدراجًا وإملاءً لهم,
    فكفروا بنعم الله وكذبوا الرسل,
    فأهلكناهم بسبب ذنونهم,
    وأنشأنا من بعدهم أممًا أخرى خلفوهم في عمارة الأرض؟

    وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 7 )

    ولو نزَّلنا عليك - أيها الرسول- كتابًا من السماء في أوراق
    فلمسه هؤلاء المشركون بأيديهم
    لقالوا: إنَّ ما جئت به - أيها الرسول- سحر واضح بيِّن.

    وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ ( 8 )

    وقال هؤلاء المشركون:
    هلا أنزل الله تعالى على محمد مَلَكًا من السماء;
    ليصدقه فيما جاء به من النبوة,
    ولوأنزلنا مَلَكًّا من السماء إجابة لطلبهم لقضي الأمر بإهلاكهم,
    ثم لا يمهلون لتوبة,
    فقد سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    سورة الأنعام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ( 1 ) الثناء على الله بصفاته التي كلّها أوصاف كمال، وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، الذي أنشأ السموات والأرض وما فيهن, وخلق الظلمات والنور, وذلك بتعاقب الليل والنهار. وفي هذا دلالة على عظمة الله تعالى, واستحقاقه وحده العبادة, فلا يجوز لأحد أن يشرك به غيره. ومع هذا الوضوح فإن الكافرين يسوون بالله غيره, ويشركون به. هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ( 2 ) هو الذي خلق أباكم آدم من طين وأنتم سلالة منه, ثم كتب مدة بقائكم في هذه الحياة الدنيا, وكتب أجلا آخر محدَّدًا لا يعلمه إلا هو جل وعلا وهو يوم القيامة, ثم أنتم بعد هذا تشكُّون في قدرة الله تعالى على البعث بعد الموت. وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ ( 3 ) والله سبحانه هو الإله المعبود في السموات والأرض. ومن دلائل ألوهيته أنه يعلم جميع ما تخفونه - أيها الناس- وما تعلنونه, ويعلم جميع أعمالكم من خير أو شر; ولهذا فإنه - جلَّ وعلا- وحده هو الإله المستحق للعبادة. وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ( 4 ) هؤلاء الكفار الذين يشركون مع الله تعالى غيره قد جاءتهم الحجج الواضحة والدلالات البينة على وحدانية الله - جل وعلا- وصِدْقِ محمد صلى الله عليه وسلم في نبوته, وما جاء به, ولكن ما إن جاءتهم حتى أعرضوا عن قبولها, ولم يؤمنوا بها. فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 5 ) لقد جحد هؤلاء الكفار الحقَّ الذي جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم وسخروا من دعائه; جهلا منهم بالله واغترارًا بإمهاله إياهم, فسوف يرون ما استهزؤوا به أنه الحق والصدق, ويبين الله للمكذبين كذبهم وافتراءهم, ويجازيهم عليه. أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ( 6 ) ألم يعلم هؤلاء الذين يجحدون وحدانية الله تعالى واستحقاقه وحده العبادة, ويكذبون رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم ما حلَّ بالأمم المكذبة قبلهم من هلاك وتدمير, وقد مكنَّاهم في الأرض ما لم نمكن لكم أيها الكافرون, وأنعمنا عليهم بإنزال الأمطار وجريان الأنهار من تحت مساكنهم؛ استدراجًا وإملاءً لهم, فكفروا بنعم الله وكذبوا الرسل, فأهلكناهم بسبب ذنونهم, وأنشأنا من بعدهم أممًا أخرى خلفوهم في عمارة الأرض؟ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 7 ) ولو نزَّلنا عليك - أيها الرسول- كتابًا من السماء في أوراق فلمسه هؤلاء المشركون بأيديهم لقالوا: إنَّ ما جئت به - أيها الرسول- سحر واضح بيِّن. وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ ( 8 ) وقال هؤلاء المشركون: هلا أنزل الله تعالى على محمد مَلَكًا من السماء; ليصدقه فيما جاء به من النبوة, ولوأنزلنا مَلَكًّا من السماء إجابة لطلبهم لقضي الأمر بإهلاكهم, ثم لا يمهلون لتوبة, فقد سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    114- { تَكُونُ لَنَا عِيدًا } أي: مجمعا.
    { وَآيَةً مِنْكَ } أي: علامة.

    116- { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ }
    بمعنى إذ يقول الله يوم القيامة. فعل بمعنى يَفْعَل.

    118- { فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } أي: عبيدك.
    عبدٌ وعِباد كما يقال: فَرْخ وفِرَاخ وكلْب وكِلاب.
    .
    #غريب_الألفاظ 114- { تَكُونُ لَنَا عِيدًا } أي: مجمعا. { وَآيَةً مِنْكَ } أي: علامة. 116- { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } بمعنى إذ يقول الله يوم القيامة. فعل بمعنى يَفْعَل. 118- { فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ } أي: عبيدك. عبدٌ وعِباد كما يقال: فَرْخ وفِرَاخ وكلْب وكِلاب. .
    0

  • قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 114 )

    أجاب عيسى ابن مريم طلب الحواريين
    فدعا ربه جل وعلا قائلا
    ربنا أنزل علينا مائدة طعام من السماء,
    نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا,
    نعظمه نحن ومَن بعدنا,
    وتكون المائدة علامة وحجة منك يا ألله على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي,
    وامنحنا من عطائك الجزيل,
    وأنت خير الرازقين.

    قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ( 115 )

    قال الله تعالى:
    إني منزل مائدة الطعام عليكم,
    فمن يجحد منكم وحدانيتي ونبوة عيسى عليه السلام
    بعد نزول المائدة
    فإني أعذبه عذابًا شديدًا,
    لا أعذبه أحدًا من العالمين.
    وقد نزلت المائدة كما وعد الله.

    وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 116 )

    واذكر إذ قال الله تعالى يوم القيامة:
    يا عيسى ابن مريم
    أأنت قلت للناس اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟
    فأجاب عيسى - منزِّهًا الله تعالى-:
    ما ينبغي لي أن أقول للناس غير الحق.
    إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه;
    لأنه لا يخفى عليك شيء,
    تعلم ما تضمره نفسي,
    ولا أعلم أنا ما في نفسك.
    إنك أنت عالمٌ بكل شيء
    مما ظهر أو خفي.

    مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 117 )

    قال عيسى عليه السلام:
    يا ربِّ ما قلتُ لهم إلا ما أوحيته إليَّ,
    وأمرتني بتبليغه من إفرادك بالتوحيد والعبادة,
    وكنتُ على ما يفعلونه - وأنا بين أظهرهم-
    شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم,
    فلما وفيتني أجلي على الأرض,
    ورفعتني إلى السماء حيًّا,
    كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم,
    وأنت على كل شيء شهيد,
    لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء.

    إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 118 )

    إنك يا ألله إن تعذبهم فإنهم عبادك
    - وأنت أعلم بأحوالهم- ،
    تفعل بهم ما تشاء بعدلك,
    وإن تغفر برحمتك لمن أتى منهم بأسباب المغفرة,
    فإنك أنت العزيز الذي لا يغالَبُ,
    الحكيم في تدبيره وأمره.
    وهذه الآية ثناء على الله - تعالى- بحكمته وعدله,
    وكمال علمه.

    قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 119 )

    قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة:
    هذا يوم الجزاء الذي ينفع الموحدين توحيدهم ربهم,
    وانقيادهم لشرعه,
    وصدقهم في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم,
    لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار,
    ماكثين فيها أبدًا,
    رضي اللهعنهم فقبل حسناتهم,
    ورضوا عنه بما أعطاهم من جزيل ثوابه.
    ذلك الجزاء والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم.

    لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 120 )

    لله وحده لا شريك له ملك السموات والأرض وما فيهن,
    وهو - سبحانه- على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 114 ) أجاب عيسى ابن مريم طلب الحواريين فدعا ربه جل وعلا قائلا ربنا أنزل علينا مائدة طعام من السماء, نتخذ يوم نزولها عيدًا لنا, نعظمه نحن ومَن بعدنا, وتكون المائدة علامة وحجة منك يا ألله على وحدانيتك وعلى صدق نبوتي, وامنحنا من عطائك الجزيل, وأنت خير الرازقين. قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ( 115 ) قال الله تعالى: إني منزل مائدة الطعام عليكم, فمن يجحد منكم وحدانيتي ونبوة عيسى عليه السلام بعد نزول المائدة فإني أعذبه عذابًا شديدًا, لا أعذبه أحدًا من العالمين. وقد نزلت المائدة كما وعد الله. وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 116 ) واذكر إذ قال الله تعالى يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اجعلوني وأمي معبودين من دون الله؟ فأجاب عيسى - منزِّهًا الله تعالى-: ما ينبغي لي أن أقول للناس غير الحق. إن كنتُ قلتُ هذا فقد علمتَه; لأنه لا يخفى عليك شيء, تعلم ما تضمره نفسي, ولا أعلم أنا ما في نفسك. إنك أنت عالمٌ بكل شيء مما ظهر أو خفي. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 117 ) قال عيسى عليه السلام: يا ربِّ ما قلتُ لهم إلا ما أوحيته إليَّ, وأمرتني بتبليغه من إفرادك بالتوحيد والعبادة, وكنتُ على ما يفعلونه - وأنا بين أظهرهم- شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم, فلما وفيتني أجلي على الأرض, ورفعتني إلى السماء حيًّا, كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم, وأنت على كل شيء شهيد, لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء. إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 118 ) إنك يا ألله إن تعذبهم فإنهم عبادك - وأنت أعلم بأحوالهم- ، تفعل بهم ما تشاء بعدلك, وإن تغفر برحمتك لمن أتى منهم بأسباب المغفرة, فإنك أنت العزيز الذي لا يغالَبُ, الحكيم في تدبيره وأمره. وهذه الآية ثناء على الله - تعالى- بحكمته وعدله, وكمال علمه. قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 119 ) قال الله تعالى لعيسى عليه السلام يوم القيامة: هذا يوم الجزاء الذي ينفع الموحدين توحيدهم ربهم, وانقيادهم لشرعه, وصدقهم في نياتهم وأقوالهم وأعمالهم, لهم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار, ماكثين فيها أبدًا, رضي اللهعنهم فقبل حسناتهم, ورضوا عنه بما أعطاهم من جزيل ثوابه. ذلك الجزاء والرضا منه عليهم هو الفوز العظيم. لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 120 ) لله وحده لا شريك له ملك السموات والأرض وما فيهن, وهو - سبحانه- على كل شيء قدير لا يعجزه شيء. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #تأملات_قرآنية
    ﴿ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـابَ وَٱلۡمِیزَانَ لِیَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِیدَ فِیهِ بَأۡسࣱ شَدِیدࣱ وَمَنَـافِعُ لِلنَّاسِ ٥ ٢ ﴾ "الحديد"

    💡ابن كثير
    ( وجعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه..)

    💡ابن عثيمين
    ( النصر يكون بالوحي ويكون بالبأس، وهو ما ذكره في قوله : ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾...
    يعني: خلقناه لهم من المعادن..
    ﴿وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ دينية ودنيوية، فردية واجتماعية..)

    💡البيان في دراسة سور القرآن
    ( قرن بين الكتاب والحديد لأن في الأول الحجة والبرهان وفي الثاني القوة والسيف والنصر)

    💡الموسوعة القرآنية

    •قوام الدين " قرآن " يهدي " وسيف " ينصر .

    • الحق لا ينتصر بالحماس الجاهل ، فمن فقد عدالة المبدأ وخبرة القدير المدرب ،
    فلا يلومن إلا نفسه !

    •لا تكتمل رسالة العالم حتي يصلح الدنيا بالعدل والميزان، كما يصلح الدين بالكتاب والفرقان .

    •الحق والعلم دون قوة ضعفٌ وعجزٌ وصغار ، والبأس والقوة دون شريعة بينة وميزان عادل فساد وخراب ودمار.
    #تأملات_قرآنية ﴿ وَأَنزَلۡنَا مَعَهُمُ ٱلۡكِتَـابَ وَٱلۡمِیزَانَ لِیَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَأَنزَلۡنَا ٱلۡحَدِیدَ فِیهِ بَأۡسࣱ شَدِیدࣱ وَمَنَـافِعُ لِلنَّاسِ ٥ ٢ ﴾ "الحديد" 💡ابن كثير ( وجعلنا الحديد رادعاً لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه..) 💡ابن عثيمين ( النصر يكون بالوحي ويكون بالبأس، وهو ما ذكره في قوله : ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾... يعني: خلقناه لهم من المعادن.. ﴿وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ﴾ دينية ودنيوية، فردية واجتماعية..) 💡البيان في دراسة سور القرآن ( قرن بين الكتاب والحديد لأن في الأول الحجة والبرهان وفي الثاني القوة والسيف والنصر) 💡الموسوعة القرآنية •قوام الدين " قرآن " يهدي " وسيف " ينصر . • الحق لا ينتصر بالحماس الجاهل ، فمن فقد عدالة المبدأ وخبرة القدير المدرب ، فلا يلومن إلا نفسه ! •لا تكتمل رسالة العالم حتي يصلح الدنيا بالعدل والميزان، كما يصلح الدين بالكتاب والفرقان . •الحق والعلم دون قوة ضعفٌ وعجزٌ وصغار ، والبأس والقوة دون شريعة بينة وميزان عادل فساد وخراب ودمار.
    0
  • ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَآىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـآأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا ٦ ٥ ﴾ "الأحزاب"

    📣تفسير ابن جُزَيّ
    ( هذه الآية تشريف للنبي ﷺ .)


    ✋القاسمي
    ( يُسَنُّ يَوْمَ الجُمُعَةِ إكْثارُ الصَّلاةِ عَلى النَّبِيِّ ﷺ ؛ لِيَذْكُرَ الرَّحْمَةَ بِبِعْثَتِهِ ، والفَضْلَ بِهِدايَتِهِ ، والمِنَّةَ بِاقْتِفاءِ هَدْيِهِ ، وسُنَّتِهِ ، والصَّلاحَ الأعْظَمَ بِرِسالَتِهِ ، والجِهادَ لِلْحَقِّ بِسِيرَتِهِ ، ومَكارِمَ الأخْلاقِ بِحِكْمَتِهِ ، وسَعادَةَ الدّارَيْنِ بِدَعْوَتِهِ ﷺ..)


    💥الموسوعة القرآنية
    ( •ربك يناديك بموجب إيمانك...
    فبقدر محبتك لرسولك ﷺ تكون استجابتك.

    •" يصلون "
    جاء بصيغة المضارع الدال على الاستمرار ، فلنكثر من الصلاة والسلام على النبي ﷺ خاصة يوم الجمعة .

    •من أكبر علامات حبك للنبي ﷺ أن تكثر من صلاتك عليه.

    •صلاةُ الله على النبي ﷺ :
    هي ثناؤه ورضوانه عليه ﷺ ،
    وصلاة الملائكة : دعاء واستغفار له ﷺ ،
    وصلاة العباد عليه ﷺ :
    تشريف وتعظيم لشأنِه.

    •إنه لشرَفٌ أيما شرَف ؛ أن تقولَ ما قاله ربُّك ، وقالته ملائكتُه ، وأمرك به !.)
    ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَآىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـآأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا ٦ ٥ ﴾ "الأحزاب" 📣تفسير ابن جُزَيّ ( هذه الآية تشريف للنبي ﷺ .) ✋القاسمي ( يُسَنُّ يَوْمَ الجُمُعَةِ إكْثارُ الصَّلاةِ عَلى النَّبِيِّ ﷺ ؛ لِيَذْكُرَ الرَّحْمَةَ بِبِعْثَتِهِ ، والفَضْلَ بِهِدايَتِهِ ، والمِنَّةَ بِاقْتِفاءِ هَدْيِهِ ، وسُنَّتِهِ ، والصَّلاحَ الأعْظَمَ بِرِسالَتِهِ ، والجِهادَ لِلْحَقِّ بِسِيرَتِهِ ، ومَكارِمَ الأخْلاقِ بِحِكْمَتِهِ ، وسَعادَةَ الدّارَيْنِ بِدَعْوَتِهِ ﷺ..) 💥الموسوعة القرآنية ( •ربك يناديك بموجب إيمانك... فبقدر محبتك لرسولك ﷺ تكون استجابتك. •" يصلون " جاء بصيغة المضارع الدال على الاستمرار ، فلنكثر من الصلاة والسلام على النبي ﷺ خاصة يوم الجمعة . •من أكبر علامات حبك للنبي ﷺ أن تكثر من صلاتك عليه. •صلاةُ الله على النبي ﷺ : هي ثناؤه ورضوانه عليه ﷺ ، وصلاة الملائكة : دعاء واستغفار له ﷺ ، وصلاة العباد عليه ﷺ : تشريف وتعظيم لشأنِه. •إنه لشرَفٌ أيما شرَف ؛ أن تقولَ ما قاله ربُّك ، وقالته ملائكتُه ، وأمرك به !.)
    0
  • #غريب_الألفاظ
    109- { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا }
    قيل: تدخلهم حيرة من هول القيامة وهول المسألة.
    110- { أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } أي: قَويتك وأعنتك.
    { وَكَهْلا } ابن ثلاثين سنة.
    { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ } أي: الخط.
    { وَالْحِكْمَةَ } يعني الفقه.

    111- { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ } أي: قَذَفْتُ في قلوبهم؛
    كما قال: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ }.

    112- ( المَائِدَةُ ) الطعام. من مَادَنِي يَميدُني.
    كأنها تميدُ للآكلين. أي: تعطيهم.
    أو تكون فاعلة بمعنى مفعول بها.
    أي: ميد بها الآكلون.
    .
    #غريب_الألفاظ 109- { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا } قيل: تدخلهم حيرة من هول القيامة وهول المسألة. 110- { أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ } أي: قَويتك وأعنتك. { وَكَهْلا } ابن ثلاثين سنة. { وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ } أي: الخط. { وَالْحِكْمَةَ } يعني الفقه. 111- { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ } أي: قَذَفْتُ في قلوبهم؛ كما قال: { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ }. 112- ( المَائِدَةُ ) الطعام. من مَادَنِي يَميدُني. كأنها تميدُ للآكلين. أي: تعطيهم. أو تكون فاعلة بمعنى مفعول بها. أي: ميد بها الآكلون. .
    0
  • يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 )

    واذكروا - أيها الناس- يوم القيامة
    يوم يجمع الله الرسل عليهم السلام,
    فيسألهم عن جواب أممهم لهم حينما دعوهم إلى التوحيد
    فيجيبون: لا علم لنا,
    فنحن لا نعلم ما في صدور الناس,
    ولا ما أحدثوا بعدنا.
    إنك أنت عليم بكل شيء مما ظهر وخفي.

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 )

    إذ قال الله يوم القيامة:
    يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك
    إذ خلقتك من غير أب,
    وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين,
    وبرأتها مما نُسِب إليها,
    ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام,
    يكلم الناس وهو رضيع,
    ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد,
    ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم,
    ووهبه قوة الفهم والإدراك,
    وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام,
    والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس,
    ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين كهيئة الطير
    فينفخ في تلك الهيئة,
    فتكون طيرًا بإذن الله,
    ومنها أنه يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر,
    ويشفي الأبرص,
    فيعود جلده سليمًا بإذن الله,
    ومنها أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى
    فيقومون من قبورهم أحياء,
    وذلك كله بإرادة الله تعالى وإذنه,
    وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام,
    ثم يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه
    إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله,
    وقد جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته,
    فقال الذين كفروا منهم:
    إنَّ ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر.

    وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ( 111 )

    واذكر نعمتي عليك,
    إذ ألهمتُ, وألقيتُ في قلوب جماعة من خلصائك
    أن يصدقوا بوحدانية الله تعالى ونبوتك,
    فقالوا: صدَّقنا يا ربنا,
    واشهد بأننا خاضعون لك منقادون لأمرك.

    إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 112 )

    واذكر إذ قال الحواريون:
    يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك إن سألته
    أن ينزل علينا مائدة طعام من السماء؟
    فكان جوابه أن أمرهم بأن يتقوا عذاب الله تعالى,
    إن كانوا مؤمنين حقَّ الإيمان.

    قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 113 )

    قال الحواريون:
    نريد أن نأكل من المائدة وتسكن قلوبنا لرؤيتها,
    ونعلم يقينا صدقك في نبوتك,
    وأن نكون من الشاهدين على هذه الآية
    أن الله أنزلها حجة له علينا في توحيده وقدرته على ما يشاء,
    وحجة لك على صدقك في نبوتك.

    التفسير المُيَسَّر
    يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ ( 109 ) واذكروا - أيها الناس- يوم القيامة يوم يجمع الله الرسل عليهم السلام, فيسألهم عن جواب أممهم لهم حينما دعوهم إلى التوحيد فيجيبون: لا علم لنا, فنحن لا نعلم ما في صدور الناس, ولا ما أحدثوا بعدنا. إنك أنت عليم بكل شيء مما ظهر وخفي. إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 ) إذ قال الله يوم القيامة: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك إذ خلقتك من غير أب, وعلى والدتك حيث اصطفيتها على نساء العالمين, وبرأتها مما نُسِب إليها, ومن هذه النعم على عيسى أنه قوَّاه وأعانه بجبريل عليه السلام, يكلم الناس وهو رضيع, ويدعوهم إلى الله وهو كبير بما أوحاه الله إليه من التوحيد, ومنها أن الله تعالى علَّمه الكتابة والخط بدون معلم, ووهبه قوة الفهم والإدراك, وعَلَّمه التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام, والإنجيل الذي أنزل عليه هداية للناس, ومن هذه النعم أنه يصوِّر من الطين كهيئة الطير فينفخ في تلك الهيئة, فتكون طيرًا بإذن الله, ومنها أنه يشفي الذي وُلِد أعمى فيبصر, ويشفي الأبرص, فيعود جلده سليمًا بإذن الله, ومنها أنه يدعو الله أن يحييَ الموتى فيقومون من قبورهم أحياء, وذلك كله بإرادة الله تعالى وإذنه, وهي معجزات باهرة تؤيد نبوة عيسى عليه السلام, ثم يذكِّره الله جل وعلا نعمته عليه إذ منع بني إسرائيل حين همُّوا بقتله, وقد جاءهم بالمعجزات الواضحة الدالة على نبوته, فقال الذين كفروا منهم: إنَّ ما جاء به عيسى من البينات سحر ظاهر. وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ( 111 ) واذكر نعمتي عليك, إذ ألهمتُ, وألقيتُ في قلوب جماعة من خلصائك أن يصدقوا بوحدانية الله تعالى ونبوتك, فقالوا: صدَّقنا يا ربنا, واشهد بأننا خاضعون لك منقادون لأمرك. إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 112 ) واذكر إذ قال الحواريون: يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك إن سألته أن ينزل علينا مائدة طعام من السماء؟ فكان جوابه أن أمرهم بأن يتقوا عذاب الله تعالى, إن كانوا مؤمنين حقَّ الإيمان. قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ( 113 ) قال الحواريون: نريد أن نأكل من المائدة وتسكن قلوبنا لرؤيتها, ونعلم يقينا صدقك في نبوتك, وأن نكون من الشاهدين على هذه الآية أن الله أنزلها حجة له علينا في توحيده وقدرته على ما يشاء, وحجة لك على صدقك في نبوتك. التفسير المُيَسَّر
    0
شاهد المزيد