تدوينات حديثة
  • #تأملات_قرآنية
    ﴿ قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِی تُجَـادِلُكَ فِی زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ یَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۤۚ ١ ﴾ "المجادلة"

    💡البيان في دراسة سور القرآن
    (•تسمى :
    _ سورة قد سمع
    _ سورة الظهار .

    •وتميزت الآيات كلها في هذه السورة باشتمال كل آية على لفظ الجلالة " اللّه " لتربية المهابة منه في النفوس وعدم التجرؤ على مخالفة أحكامها.

    •في هذه الآية دليل على مكانة المرأة في الإسلام ورد على الناعقين بتحرير المرأة فلقد استجاب الله لشكوتها في لحظتها مما دل على أهميتها وأنزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة وهذا تكريم. )

    💡موسوعة التفسير
    ( إثباتُ صِفةِ السَّمعِ للرَّبِّ تعالى حقيقةً...
    وأنَّ سَمْعَ الله يَنقسِمُ إلى قِسمَينِ :
    سمْعِ إدراكٍ ، كما في هذه الآيةِ - وهو مِن الصِّفاتِ الذَّاتيَّةِ - ،
    وسمعِ استِجابةٍ ، وهو مِن الصِّفاتِ الفِعليَّةِ ،
    كما في قولِه تعالى حكايةً عن إبراهيمَ عليه السَّلامُ : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}
    أي : مُجيبُ الدُّعاءِ.).

    💡قناة-رياض القرآن- د.الفايز
    ( { قال إنما أشكو بثّى وحزنى إلى الله }
    { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله }
    لم يرد لفظ الشكوى في القرآن إلا مرتين فتأمّل إلى من تُرفع الشكوى !! )

    💡الموسوعة القرآنية
    (• مهما عظم قدر إنسان ما في نفسك ومهما كان مشفقاً عليك وناصحاً لك ،
    يبقى أن هناك أشياء لا تبث ولا تحكى إلا لله.

    •في كل حوار لك تذكر قوله {والله يسمع تحاوركما}.

    * تدبر تشتكي الى الله وهي عند الرسول ﷺ
    ما أعظم التوحيد إذا تمكن من القلب ،
    أين من يدعون الأموات ؟؟.

    * أنزل الله حكماً شرعياً عاماً للعالمين ؛
    لأجل امرأة واحدة ؛
    فليس كثيراً أن يحدث نظاماً أو يغير قراراً لأجل مسلم.)

    #تأملات_قرآنية ﴿ قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِی تُجَـادِلُكَ فِی زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ یَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۤۚ ١ ﴾ "المجادلة" 💡البيان في دراسة سور القرآن (•تسمى : _ سورة قد سمع _ سورة الظهار . •وتميزت الآيات كلها في هذه السورة باشتمال كل آية على لفظ الجلالة " اللّه " لتربية المهابة منه في النفوس وعدم التجرؤ على مخالفة أحكامها. •في هذه الآية دليل على مكانة المرأة في الإسلام ورد على الناعقين بتحرير المرأة فلقد استجاب الله لشكوتها في لحظتها مما دل على أهميتها وأنزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة وهذا تكريم. ) 💡موسوعة التفسير ( إثباتُ صِفةِ السَّمعِ للرَّبِّ تعالى حقيقةً... وأنَّ سَمْعَ الله يَنقسِمُ إلى قِسمَينِ : سمْعِ إدراكٍ ، كما في هذه الآيةِ - وهو مِن الصِّفاتِ الذَّاتيَّةِ - ، وسمعِ استِجابةٍ ، وهو مِن الصِّفاتِ الفِعليَّةِ ، كما في قولِه تعالى حكايةً عن إبراهيمَ عليه السَّلامُ : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} أي : مُجيبُ الدُّعاءِ.). 💡قناة-رياض القرآن- د.الفايز ( { قال إنما أشكو بثّى وحزنى إلى الله } { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله } لم يرد لفظ الشكوى في القرآن إلا مرتين فتأمّل إلى من تُرفع الشكوى !! ) 💡الموسوعة القرآنية (• مهما عظم قدر إنسان ما في نفسك ومهما كان مشفقاً عليك وناصحاً لك ، يبقى أن هناك أشياء لا تبث ولا تحكى إلا لله. •في كل حوار لك تذكر قوله {والله يسمع تحاوركما}. * تدبر تشتكي الى الله وهي عند الرسول ﷺ ما أعظم التوحيد إذا تمكن من القلب ، أين من يدعون الأموات ؟؟. * أنزل الله حكماً شرعياً عاماً للعالمين ؛ لأجل امرأة واحدة ؛ فليس كثيراً أن يحدث نظاماً أو يغير قراراً لأجل مسلم.)
    0
  • #غريب_الألفاظ
    36- { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } أي يجيبك من يسمع.
    فأما الموتى فالله يبعثهم.
    شبههم بالموتى.

    38- { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }
    أي ما تركنا شيئا ولا أغفلناه ولا ضيعناه.

    42- { بِالْبَأْسَاءِ } الفقر. وهو البؤس.
    { وَالضَّرَّاءِ } البلاء.

    43- { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا } أي فهَلا إذ جاءهم بأسنا.

    44- { أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } فجأة وجهرة مُعَاينة.
    { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } يائِسون مُلْقُونَ بأيديهم.
    .
    #غريب_الألفاظ 36- { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } أي يجيبك من يسمع. فأما الموتى فالله يبعثهم. شبههم بالموتى. 38- { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ } أي ما تركنا شيئا ولا أغفلناه ولا ضيعناه. 42- { بِالْبَأْسَاءِ } الفقر. وهو البؤس. { وَالضَّرَّاءِ } البلاء. 43- { فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا } أي فهَلا إذ جاءهم بأسنا. 44- { أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } فجأة وجهرة مُعَاينة. { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } يائِسون مُلْقُونَ بأيديهم. .
    0
  • إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( 36 )

    إنما يجيبك - أيها الرسول-
    إلى ما دعوت إليه من الهدى
    الذين يسمعون الكلام سماع قبول.
    أما الكفار فهم في عداد الموتى;
    لأن الحياة الحقيقية إنما تكون بالإسلام.
    والموتى يخرجهم الله من قبورهم أحياء,
    ثم يعودون إليه يوم القيامة ليوفوا حسابهم وجزاءهم.

    وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 37 )

    وقال المشركون - تعنتًا واستكبارًا-:
    هلا أنزل الله علامة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم
    من نوع العلامات الخارقة,
    قل لهم - أيها الرسول-:
    إن الله قادر على أن ينزل عليهم آية,
    ولكن أكثرهم لا يعلمون أن إنزال الآيات إنما يكون وَفْق حكمته تعالى.

    وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( 38 )

    ليس في الأرض حيوان يَدِبُّ على الأرض
    أو طائر يطير في السماء بجناحيه
    إلا جماعات متجانسة الخلق مثلكم.
    ما تركنا في اللوح المحفوظ شيئًا إلا أثبتناه,
    ثم إنهم إلى ربهم يحشرون يوم القيامة,
    فيحاسب الله كلا بما عمل.

    وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 39 )

    والذين كذبوا بحجج الله تعالى
    صمٌّ لا يسمعون ما ينفعهم,
    بُكْمٌ لا يتكلمون بالحق,
    فهم حائرون في الظلمات,
    لم يختاروا طريقة الاستقامة.
    من يشأ الله إضلاله يضلله,
    ومن يشأ هدايته يجعله على صراط مستقيم.

    قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 40 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين:
    أخبروني إن جاءكم عذاب الله في الدنيا
    أو جاءتكم الساعة التي تبعثون فيها:
    أغير الله تدعون هناك لكشف ما نزل بكم من البلاء,
    إن كتم محقين في زعمكم أن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله تنفع أو تضر؟

    بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ( 41 )

    بل تدعون - هناك- ربكم الذي خلقكم لا غيره,
    وتستغيثون به,
    فيفرج عنكم البلاء العظيم النازل بكم إن شاء;
    لأنه القادر على كل شيء,
    وتتركون حينئذ أصنامكم وأوثانكم وأولياءكم.

    وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ( 42 )

    ولقد بعثنا - أيها الرسول-
    إلى جماعات من الناس من قبلك رسلا يدعونهم إلى الله تعالى,
    فكذَّبوهم,
    فابتليناهم في أموالهم بشدة الفقر وضيق المعيشة,
    وابتليناهم في أجسامهم بالأمراض والآلام;
    رجاء أن يتذللوا لربهم,
    ويخضعوا له وحده بالعبادة.

    فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 43 )

    فهلا إذ جاء هذه الأمم المكذبة بلاؤنا تذللوا لنا,
    ولكن قست قلوبهم,
    وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصي,
    ويأتون من الشرك.

    فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ( 44 )

    فلما تركوا العمل بأوامر الله تعالى معرضين عنها,
    فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الرزق
    فأبدلناهم بالبأساء رخاءً في العيش,
    وبالضراء صحة في الأجسام;
    استدراجا منا لهم,
    حتى إذا بطروا,
    وأعجبوا بما أعطيناهم من الخير والنعمة
    أخذناهم بالعذاب فجأة,
    فإذا هم آيسون منقطعون من كل خير.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ( 36 ) إنما يجيبك - أيها الرسول- إلى ما دعوت إليه من الهدى الذين يسمعون الكلام سماع قبول. أما الكفار فهم في عداد الموتى; لأن الحياة الحقيقية إنما تكون بالإسلام. والموتى يخرجهم الله من قبورهم أحياء, ثم يعودون إليه يوم القيامة ليوفوا حسابهم وجزاءهم. وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 37 ) وقال المشركون - تعنتًا واستكبارًا-: هلا أنزل الله علامة تدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم من نوع العلامات الخارقة, قل لهم - أيها الرسول-: إن الله قادر على أن ينزل عليهم آية, ولكن أكثرهم لا يعلمون أن إنزال الآيات إنما يكون وَفْق حكمته تعالى. وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ( 38 ) ليس في الأرض حيوان يَدِبُّ على الأرض أو طائر يطير في السماء بجناحيه إلا جماعات متجانسة الخلق مثلكم. ما تركنا في اللوح المحفوظ شيئًا إلا أثبتناه, ثم إنهم إلى ربهم يحشرون يوم القيامة, فيحاسب الله كلا بما عمل. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 39 ) والذين كذبوا بحجج الله تعالى صمٌّ لا يسمعون ما ينفعهم, بُكْمٌ لا يتكلمون بالحق, فهم حائرون في الظلمات, لم يختاروا طريقة الاستقامة. من يشأ الله إضلاله يضلله, ومن يشأ هدايته يجعله على صراط مستقيم. قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 40 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن جاءكم عذاب الله في الدنيا أو جاءتكم الساعة التي تبعثون فيها: أغير الله تدعون هناك لكشف ما نزل بكم من البلاء, إن كتم محقين في زعمكم أن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله تنفع أو تضر؟ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ( 41 ) بل تدعون - هناك- ربكم الذي خلقكم لا غيره, وتستغيثون به, فيفرج عنكم البلاء العظيم النازل بكم إن شاء; لأنه القادر على كل شيء, وتتركون حينئذ أصنامكم وأوثانكم وأولياءكم. وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ( 42 ) ولقد بعثنا - أيها الرسول- إلى جماعات من الناس من قبلك رسلا يدعونهم إلى الله تعالى, فكذَّبوهم, فابتليناهم في أموالهم بشدة الفقر وضيق المعيشة, وابتليناهم في أجسامهم بالأمراض والآلام; رجاء أن يتذللوا لربهم, ويخضعوا له وحده بالعبادة. فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 43 ) فهلا إذ جاء هذه الأمم المكذبة بلاؤنا تذللوا لنا, ولكن قست قلوبهم, وزيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصي, ويأتون من الشرك. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ( 44 ) فلما تركوا العمل بأوامر الله تعالى معرضين عنها, فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الرزق فأبدلناهم بالبأساء رخاءً في العيش, وبالضراء صحة في الأجسام; استدراجا منا لهم, حتى إذا بطروا, وأعجبوا بما أعطيناهم من الخير والنعمة أخذناهم بالعذاب فجأة, فإذا هم آيسون منقطعون من كل خير. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    31- { يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ } أي آثامهم.
    وأصل الوِزْر: الحمل على الظهر.
    قال الله سبحانه: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}
    أي أثْقَلَه حتى سُمِعَ نَقِيضُه.

    33- { فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ } أي لا يَنْسِبُونَكَ إلى الكذب.
    ومن قرأ "لا يُكَذِّبُونَكَ" أراد: لا يُلْفُونَكَ كاذبا.
    { وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }
    والجحود [الإنكار].

    35- ( النَّفَقُ ) في الأرض: المَدْخَل. وهو السَّرَب.
    و ( السُّلَّم في السماء ): المَصْعَد.
    .
    #غريب_الألفاظ 31- { يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ } أي آثامهم. وأصل الوِزْر: الحمل على الظهر. قال الله سبحانه: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} أي أثْقَلَه حتى سُمِعَ نَقِيضُه. 33- { فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ } أي لا يَنْسِبُونَكَ إلى الكذب. ومن قرأ "لا يُكَذِّبُونَكَ" أراد: لا يُلْفُونَكَ كاذبا. { وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ } والجحود [الإنكار]. 35- ( النَّفَقُ ) في الأرض: المَدْخَل. وهو السَّرَب. و ( السُّلَّم في السماء ): المَصْعَد. .
    0
  • بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 28 )

    ليس الأمر كذلك,
    بل ظهر لهم يوم القيامة ما كانوا يعلمونه من أنفسهم
    من صدق ما جاءت به الرسل في الدنيا,
    وإن كانوا يظهرون لأتباعه خلافه.
    ولو فرض أن أعيدوا إلى الدنيا فأمهلوا
    لرجعوا إلى العناد بالكفر والتكذيب.
    وإنهم لكاذبون في قولهم:
    لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا,
    وكنا من المؤمنين.

    وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ( 29 )

    وقال هؤلاء المشركون المنكرون للبعث:
    ما الحياة إلا هذه الحياة التي نحن فيها,
    وما نحن بمبعوثين بعد موتنا.

    وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 30 )

    ولو ترى - أيها الرسول- منكري البعث
    إذ حُبسوا بين يدي الله تعالى لقضائه فيهم يوم القيامة,
    لرأيت أسوأ حال,
    إذ يقول الله جل وعلا أليس هذا بالحق,
    أي: أليس هذا البعث الذي كنتم تنكرونه في الدنيا حقًّا؟
    قالوا: بلى وربنا إنه لحق,
    قال الله تعالى: فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون
    أي: العذاب الذي كنتم تكذبون به في الدنيا
    بسبب جحودكم بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

    قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( 31 )

    قد خسر الكفار الذين أنكروا البعث بعد الموت,
    حتى إذا قامت القيامة,
    وفوجئوا بسوء المصير,
    نادَوا على أنفسهم بالحسرة على ما ضيَّعوه في حياتهم الدنيا,
    وهم يحملون آثامهم على ظهورهم,
    فما أسوأ الأحمال الثقيلة السيئة التي يحملونها!!

    وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( 32 )

    وما الحياة الدنيا في غالب أحوالها إلا غرور وباطل,
    والعمل الصالح للدار الآخرة خير للذين يخشون الله,
    فيتقون عذابه بطاعته واجتناب معاصيه.
    أفلا تعقلون - أيها المشركون المغترون بزينة الحياة الدنيا-
    فتقدِّموا ما يبقى على ما يفنى؟

    قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( 33 )

    إنا نعلم إنه ليُدْخل الحزنَ إلى قلبك تكذيبُ قومك لك في الظاهر,
    فاصبر واطمئن;
    فإنهم لا يكذبونك في قرارة أنفسهم,
    بل يعتقدون صدقك,
    ولكنهم لظلمهم وعدوانهم يجحدون البراهين الواضحة على صدقك,
    فيكذبونك فيما جئت به.

    وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ( 34 )

    ولقد كذَّب الكفارُ رسلا من قبلك
    أرسلهم الله تعالى إلى أممهم وأوذوا في سبيله,
    فصبروا على ذلك ومضوا في دعوتهم وجهادهم
    حتى أتاهم نصر الله.
    ولا مبدل لكلمات الله,
    وهي ما أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
    مِن وعده إياه بالنصر على مَن عاداه.
    ولقد جاءك - أيها الرسول-
    مِن خبر مَن كان قبلك من الرسل,
    وما تحقق لهم من نصر الله,
    وما جرى على مكذبيهم من نقمة الله منهم وغضبه عليهم,
    فلك فيمن تقدم من الرسل أسوة وقدوة.
    وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم.

    وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 35 )

    وإن كان عَظُمَ عليك - أيها الرسول-
    صدود هؤلاء المشركين وانصرافهم عن الاستجابة لدعوتك,
    فإن استطعت أن تتخذ نفقًا في الأرض,
    أو مصعدًا تصعد فيه إلى السماء,
    فتأتيهم بعلامة وبرهان على صحة قولك غير الذي جئناهم به فافعل.
    ولو شاء الله لَجَمعهم على الهدى الذي أنتم عليه ووفَّقهم للإيمان,
    ولكن لم يشأ ذلك لحكمة يعلمها سبحانه,
    فلا تكونن - أيها الرسول- من الجاهلين الذين اشتد حزنهم,
    وتحسَّروا حتى أوصلهم ذلك إلى الجزع الشديد.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( 28 ) ليس الأمر كذلك, بل ظهر لهم يوم القيامة ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءت به الرسل في الدنيا, وإن كانوا يظهرون لأتباعه خلافه. ولو فرض أن أعيدوا إلى الدنيا فأمهلوا لرجعوا إلى العناد بالكفر والتكذيب. وإنهم لكاذبون في قولهم: لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا, وكنا من المؤمنين. وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ( 29 ) وقال هؤلاء المشركون المنكرون للبعث: ما الحياة إلا هذه الحياة التي نحن فيها, وما نحن بمبعوثين بعد موتنا. وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ( 30 ) ولو ترى - أيها الرسول- منكري البعث إذ حُبسوا بين يدي الله تعالى لقضائه فيهم يوم القيامة, لرأيت أسوأ حال, إذ يقول الله جل وعلا أليس هذا بالحق, أي: أليس هذا البعث الذي كنتم تنكرونه في الدنيا حقًّا؟ قالوا: بلى وربنا إنه لحق, قال الله تعالى: فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون أي: العذاب الذي كنتم تكذبون به في الدنيا بسبب جحودكم بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( 31 ) قد خسر الكفار الذين أنكروا البعث بعد الموت, حتى إذا قامت القيامة, وفوجئوا بسوء المصير, نادَوا على أنفسهم بالحسرة على ما ضيَّعوه في حياتهم الدنيا, وهم يحملون آثامهم على ظهورهم, فما أسوأ الأحمال الثقيلة السيئة التي يحملونها!! وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ( 32 ) وما الحياة الدنيا في غالب أحوالها إلا غرور وباطل, والعمل الصالح للدار الآخرة خير للذين يخشون الله, فيتقون عذابه بطاعته واجتناب معاصيه. أفلا تعقلون - أيها المشركون المغترون بزينة الحياة الدنيا- فتقدِّموا ما يبقى على ما يفنى؟ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( 33 ) إنا نعلم إنه ليُدْخل الحزنَ إلى قلبك تكذيبُ قومك لك في الظاهر, فاصبر واطمئن; فإنهم لا يكذبونك في قرارة أنفسهم, بل يعتقدون صدقك, ولكنهم لظلمهم وعدوانهم يجحدون البراهين الواضحة على صدقك, فيكذبونك فيما جئت به. وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ ( 34 ) ولقد كذَّب الكفارُ رسلا من قبلك أرسلهم الله تعالى إلى أممهم وأوذوا في سبيله, فصبروا على ذلك ومضوا في دعوتهم وجهادهم حتى أتاهم نصر الله. ولا مبدل لكلمات الله, وهي ما أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مِن وعده إياه بالنصر على مَن عاداه. ولقد جاءك - أيها الرسول- مِن خبر مَن كان قبلك من الرسل, وما تحقق لهم من نصر الله, وما جرى على مكذبيهم من نقمة الله منهم وغضبه عليهم, فلك فيمن تقدم من الرسل أسوة وقدوة. وفي هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم. وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 35 ) وإن كان عَظُمَ عليك - أيها الرسول- صدود هؤلاء المشركين وانصرافهم عن الاستجابة لدعوتك, فإن استطعت أن تتخذ نفقًا في الأرض, أو مصعدًا تصعد فيه إلى السماء, فتأتيهم بعلامة وبرهان على صحة قولك غير الذي جئناهم به فافعل. ولو شاء الله لَجَمعهم على الهدى الذي أنتم عليه ووفَّقهم للإيمان, ولكن لم يشأ ذلك لحكمة يعلمها سبحانه, فلا تكونن - أيها الرسول- من الجاهلين الذين اشتد حزنهم, وتحسَّروا حتى أوصلهم ذلك إلى الجزع الشديد. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ

    22- { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ } أي أين آلهتكم التي جعلتموها لي شركاء.
    فنسبها إليهم لِمَا ادّعَوْا لها من شَرِكته جلّ وعز.

    23- { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } أي مقالتهم. ويقال حُجَّتُهم.

    24- { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
    أي ذهب عنهم ما كانوا يدعون ويختلقون.

    25- ( الوَقْرُ ) الصَّمَم.
    والوِقر: الحمل على الظهر.

    26- { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } أي عن محمد.
    { وَيَنْأَوْنَ } أي يبعدون.
    .
    #غريب_الألفاظ 22- { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ } أي أين آلهتكم التي جعلتموها لي شركاء. فنسبها إليهم لِمَا ادّعَوْا لها من شَرِكته جلّ وعز. 23- { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } أي مقالتهم. ويقال حُجَّتُهم. 24- { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي ذهب عنهم ما كانوا يدعون ويختلقون. 25- ( الوَقْرُ ) الصَّمَم. والوِقر: الحمل على الظهر. 26- { وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ } أي عن محمد. { وَيَنْأَوْنَ } أي يبعدون. .
    0
  • قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ( 19 )

    قل - أيها الرسول لهؤلاء المشركين-:
    أيُّ شيء أعظم شهادة في إثبات صدقي فيما أخبرتكم به أني رسول الله؟
    قل: الله شهيد بيني وبينكم أي:
    هو العالم بما جئتكم به وما أنتم قائلونه لي,
    وأوحى الله إليَّ هذا القرآن مِن أجل أن أنذركم به عذابه أن يحلَّ بكم,
    وأنذر به مَن وصل إليه من الأمم.
    إنكم لتقرون أن مع الله معبودات أخرى تشركونها به.
    قل لهم - أيها الرسول-:
    إني لا أشهد على ما أقررتم به,
    إنما الله إله واحد لا شريك له,
    وإنني بريء من كل شريك تعبدونه معه.

    الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 20 )

    الذين آتيناهم التوراة والإنجيل,
    يعرفون محمدًا صلى الله عليه وسلم بصفاته المكتوبة عندهم
    كمعرفتهم أبناءهم,
    فكما أن أبناءهم لا يشتبهون أمامهم بغيرهم,
    فكذلك محمد صلى الله عليه وسلم لا يشتبه بغيره لدقة وصفه في كتبهم,
    ولكنهم اتبعوا أهواءهم,
    فخسروا أنفسهم حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به.

    وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 21 )

    لا أحد أشد ظلمًا ممَّن تَقَوَّلَ الكذب على الله تعالى,
    فزعم أن له شركاء في العبادة,
    أو ادَّعى أن له ولدًا أو صاحبة,
    أو كذب ببراهينه وأدلته التي أيَّد بها رسله عليهم السلام.
    إنه لا يفلح الظالمون الذين افتروا الكذب على الله,
    ولا يظفرون بمطالبهم في الدنيا ولا في الآخرة.

    وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ( 22 )

    وليحذر هؤلاء المشركون المكذبون بآيات الله تعالى
    يوم نحشرهم ثم نقول لهم:
    أين آلهتكم التي كنتم تدَّعون أنهم شركاء مع الله تعالى ليشفعوا لكم؟

    ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( 23 )

    ثم لم تكن إجابتهم حين فتنوا واختبروا بالسؤال عن شركائهم
    إلا أن تبرؤوا منهم,
    وأقسموا بالله ربهم أنهم لم يكونوا مشركين مع الله غيره.

    انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 24 )

    تأمل - أيها الرسول-
    كيف كذب هؤلاء المشركون على أنفسهم
    وهم في الآخرة قد تبرؤوا من الشرك؟
    وذهب وغاب عنهم ما كانوا يظنونه من شفاعة آلهتهم.

    وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( 25 )

    ومن هؤلاء المشركين من يستمع إليك القرآن
    - أيها الرسول- ، فلا يصل إلى قلوبهم;
    لأنهم بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية;
    لئلا يفقهوا القرآن,
    وجعلنا في آذانهم ثقلا وصممًا
    فلا تسمع ولا تعي شيئًا,
    وإن يروا الآيات الكثيرة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم
    لا يصدقوا بها,
    حتى إذا جاؤوك - أيها الرسول-
    بعد معاينة الآيات الدالة على صدقك يخاصمونك:
    يقول الذين جحدوا آيات الله:
    ما هذا الذي نسمع إلا ما تناقله الأولون من حكايات لا حقيقة لها.

    وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 26 )

    وهؤلاء المشركون ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع إليه,
    ويبتعدون بأنفسهم عنه,
    وما يهلكون - بصدهم عن سبيل الله- إلا أنفسهم,
    وما يحسون أنهم يعملون لهلاكها.

    وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 27 )

    ولو ترى - أيها الرسول- هؤلاء المشركين يوم القيامة
    لرأيت أمرًا عظيمًا,
    وذلك حين يُحْبَسون على النار,
    ويشاهدون ما فيها من السلاسل والأغلال,
    ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال,
    فعند ذلك قالوا:
    ياليتنا نُعاد إلى الحياة الدنيا,
    فنصدق بآيات الله ونعمل بها,
    ونكون من المؤمنين.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ( 19 ) قل - أيها الرسول لهؤلاء المشركين-: أيُّ شيء أعظم شهادة في إثبات صدقي فيما أخبرتكم به أني رسول الله؟ قل: الله شهيد بيني وبينكم أي: هو العالم بما جئتكم به وما أنتم قائلونه لي, وأوحى الله إليَّ هذا القرآن مِن أجل أن أنذركم به عذابه أن يحلَّ بكم, وأنذر به مَن وصل إليه من الأمم. إنكم لتقرون أن مع الله معبودات أخرى تشركونها به. قل لهم - أيها الرسول-: إني لا أشهد على ما أقررتم به, إنما الله إله واحد لا شريك له, وإنني بريء من كل شريك تعبدونه معه. الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 20 ) الذين آتيناهم التوراة والإنجيل, يعرفون محمدًا صلى الله عليه وسلم بصفاته المكتوبة عندهم كمعرفتهم أبناءهم, فكما أن أبناءهم لا يشتبهون أمامهم بغيرهم, فكذلك محمد صلى الله عليه وسلم لا يشتبه بغيره لدقة وصفه في كتبهم, ولكنهم اتبعوا أهواءهم, فخسروا أنفسهم حين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ( 21 ) لا أحد أشد ظلمًا ممَّن تَقَوَّلَ الكذب على الله تعالى, فزعم أن له شركاء في العبادة, أو ادَّعى أن له ولدًا أو صاحبة, أو كذب ببراهينه وأدلته التي أيَّد بها رسله عليهم السلام. إنه لا يفلح الظالمون الذين افتروا الكذب على الله, ولا يظفرون بمطالبهم في الدنيا ولا في الآخرة. وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ( 22 ) وليحذر هؤلاء المشركون المكذبون بآيات الله تعالى يوم نحشرهم ثم نقول لهم: أين آلهتكم التي كنتم تدَّعون أنهم شركاء مع الله تعالى ليشفعوا لكم؟ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ( 23 ) ثم لم تكن إجابتهم حين فتنوا واختبروا بالسؤال عن شركائهم إلا أن تبرؤوا منهم, وأقسموا بالله ربهم أنهم لم يكونوا مشركين مع الله غيره. انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 24 ) تأمل - أيها الرسول- كيف كذب هؤلاء المشركون على أنفسهم وهم في الآخرة قد تبرؤوا من الشرك؟ وذهب وغاب عنهم ما كانوا يظنونه من شفاعة آلهتهم. وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ( 25 ) ومن هؤلاء المشركين من يستمع إليك القرآن - أيها الرسول- ، فلا يصل إلى قلوبهم; لأنهم بسبب اتباعهم أهواءهم جعلنا على قلوبهم أغطية; لئلا يفقهوا القرآن, وجعلنا في آذانهم ثقلا وصممًا فلا تسمع ولا تعي شيئًا, وإن يروا الآيات الكثيرة الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصدقوا بها, حتى إذا جاؤوك - أيها الرسول- بعد معاينة الآيات الدالة على صدقك يخاصمونك: يقول الذين جحدوا آيات الله: ما هذا الذي نسمع إلا ما تناقله الأولون من حكايات لا حقيقة لها. وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 26 ) وهؤلاء المشركون ينهون الناس عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع إليه, ويبتعدون بأنفسهم عنه, وما يهلكون - بصدهم عن سبيل الله- إلا أنفسهم, وما يحسون أنهم يعملون لهلاكها. وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ( 27 ) ولو ترى - أيها الرسول- هؤلاء المشركين يوم القيامة لرأيت أمرًا عظيمًا, وذلك حين يُحْبَسون على النار, ويشاهدون ما فيها من السلاسل والأغلال, ورأوا بأعينهم تلك الأمور العظام والأهوال, فعند ذلك قالوا: ياليتنا نُعاد إلى الحياة الدنيا, فنصدق بآيات الله ونعمل بها, ونكون من المؤمنين. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا.
    { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل.
    لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه.
    { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
    أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك.

    12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه.
    { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ }
    هذا مردود إلى قوله:
    { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
    { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ }

    14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما.
    ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة
    أي على ابتداء الخلقة.
    يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم.
    .
    #غريب_الألفاظ 9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا. { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل. لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه. { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك. 12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه. { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } هذا مردود إلى قوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } 14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة أي على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم. .
    0

  • وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ( 9 )

    ولو جعلنا الرسول المرسل إليهم مَلَكًا
    إذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم,
    لجعلنا ذلك الملك في صورة البشر,
    حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته;
    إذ ليس بإمكانهم رؤية الملك على صورته الملائكية,
    ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم,
    كما اشتبه عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم.

    وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 10 )

    ولمَّا كان طلبهم إنزال الملك على سبيل الاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم
    بيَّن الله تعالى له أن الاستهزاء بالرسل عليهم السلام ليس أمرا حادثا,
    بل قد وقع من الكفار السابقين مع أنبيائهم,
    فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يهزؤون به وينكرون وقوعه.

    قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( 11 )

    قل لهم - أيها الرسول- :
    سيروا في الأرض
    ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟
    فاحذروا مثل مصارعهم,
    وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم.

    قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 12 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين:
    لمن مُلكُ السموات والأرض وما فيهن؟
    قل: هو لله كما تقرون بذلك وتعلمونه,
    فاعبدوه وحده.
    كتب الله على نفسه الرحمة
    فلا بعجل على عباده بالعقوبة.
    ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه للحساب والجزاء.
    الذين أشركوا بالله أهلكوا أنفسهم,
    فهم لا يوحدون الله,
    ولا يصدقون بوعده ووعيده,
    ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

    وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 13 )

    ولله ملك كل شيء في السموات والأرض,
    سكن أو تحرك,
    خفي أو ظهر,
    الجميع عبيده وخلقه,
    وتحت قهره وتصرفه وتدبيره,
    وهو السميع لأقوال عباده,
    الحليم بحركاتهم وسرائرهم.

    قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 14 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله تعالى غيره:
    أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا,
    وهو خالق السموات والأرض وما فيهن,
    وهو الذي يرزق خلقه ولا يرزقه أحد؟
    قل - أيها الرسول-:
    إني أُمِرْتُ أن أكون أول مَن خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة,
    ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره.

    قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 15 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله غيره:
    إني أخاف إن عصيت ربي,
    فخالفت أمره,
    وأشركت معه غيره في عبادته,
    أن ينزل بي عذاب عظيم يوم القيامة.

    مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( 16 )

    من يصرف الله عنه ذلك العذاب الشديد فقد رحمه,
    وذلك الصرف هو الظفر البين بالنجاة من العذاب العظيم.

    وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 )

    وإن يصبك الله تعالى - أيها الإنسان-
    بشيء يضرك كالفقر والمرض
    فلا كاشف له إلا هو,
    وإن يصبك بخير كالغنى والصحة
    فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه,
    فهو - جل وعلا- القادر على كل شيء.

    وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( 18 )

    والله سبحانه هو الغالب القاهر فوق عباده;
    خضعت له الرقاب وذَلَّتْ له الجبابرة,
    وهو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها وَفْق حكمته,
    الخبير الذي لا يخفى عليه شيء.
    ومن اتصف بهذه الصفات يجب ألا يشرك به.
    وفي هذه الآية إثبات الفوقية لله - تعالى- على جميع خلقه,
    فوقية مطلقة تليق بجلاله سبحانه.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ( 9 ) ولو جعلنا الرسول المرسل إليهم مَلَكًا إذ لم يقتنعوا بمحمد صلى الله عليه وسلم, لجعلنا ذلك الملك في صورة البشر, حتى يستطيعوا السماع منه ومخاطبته; إذ ليس بإمكانهم رؤية الملك على صورته الملائكية, ولو جاءهم الملك بصورة رجل لاشتبه الأمر عليهم, كما اشتبه عليهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم. وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ( 10 ) ولمَّا كان طلبهم إنزال الملك على سبيل الاستهزاء بمحمد صلى الله عليه وسلم بيَّن الله تعالى له أن الاستهزاء بالرسل عليهم السلام ليس أمرا حادثا, بل قد وقع من الكفار السابقين مع أنبيائهم, فأحاط بهم العذاب الذي كانوا يهزؤون به وينكرون وقوعه. قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( 11 ) قل لهم - أيها الرسول- : سيروا في الأرض ثم انظروا كيف أعقب الله المكذبين الهلاك والخزي؟ فاحذروا مثل مصارعهم, وخافوا أن يحلَّ بكم مثل الذي حل بهم. قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ( 12 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: لمن مُلكُ السموات والأرض وما فيهن؟ قل: هو لله كما تقرون بذلك وتعلمونه, فاعبدوه وحده. كتب الله على نفسه الرحمة فلا بعجل على عباده بالعقوبة. ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذي لا شك فيه للحساب والجزاء. الذين أشركوا بالله أهلكوا أنفسهم, فهم لا يوحدون الله, ولا يصدقون بوعده ووعيده, ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 13 ) ولله ملك كل شيء في السموات والأرض, سكن أو تحرك, خفي أو ظهر, الجميع عبيده وخلقه, وتحت قهره وتصرفه وتدبيره, وهو السميع لأقوال عباده, الحليم بحركاتهم وسرائرهم. قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( 14 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله تعالى غيره: أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا, وهو خالق السموات والأرض وما فيهن, وهو الذي يرزق خلقه ولا يرزقه أحد؟ قل - أيها الرسول-: إني أُمِرْتُ أن أكون أول مَن خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة, ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره. قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ( 15 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين مع الله غيره: إني أخاف إن عصيت ربي, فخالفت أمره, وأشركت معه غيره في عبادته, أن ينزل بي عذاب عظيم يوم القيامة. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ( 16 ) من يصرف الله عنه ذلك العذاب الشديد فقد رحمه, وذلك الصرف هو الظفر البين بالنجاة من العذاب العظيم. وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 17 ) وإن يصبك الله تعالى - أيها الإنسان- بشيء يضرك كالفقر والمرض فلا كاشف له إلا هو, وإن يصبك بخير كالغنى والصحة فلا راد لفضله ولا مانع لقضائه, فهو - جل وعلا- القادر على كل شيء. وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( 18 ) والله سبحانه هو الغالب القاهر فوق عباده; خضعت له الرقاب وذَلَّتْ له الجبابرة, وهو الحكيم الذي يضع الأشياء مواضعها وَفْق حكمته, الخبير الذي لا يخفى عليه شيء. ومن اتصف بهذه الصفات يجب ألا يشرك به. وفي هذه الآية إثبات الفوقية لله - تعالى- على جميع خلقه, فوقية مطلقة تليق بجلاله سبحانه. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا.
    { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل.
    لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه.
    { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ }
    أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك.

    12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه.
    { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ }
    هذا مردود إلى قوله:
    { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
    { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ }

    14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما.
    ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة
    أي على ابتداء الخلقة.
    يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم.
    .
    #غريب_الألفاظ 9- { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا } أي: لو جعلنا الرسول إليهم ملكا. { لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا } أي في صورة رجل. لأنه لا يصلح أن يخاطبهم بالرسالة ويرشدهم إلا مَن يرونه. { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ } أي: أضللناهم بما ضَلُّوا به قبل أن يبعث الملك. 12- { كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } أي: أوجبها على نفسه لخلقه. { لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } هذا مردود إلى قوله: { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } 14- { فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي: مبتدئهما. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة أي على ابتداء الخلقة. يعني الإقرار بالله حين أخذ العهد عليهم في أصلاب آبائهم. .
    0
شاهد المزيد