توثيق تاريخي لكل ما يتعلق بتاريخ القرآن والعناية به كتابة ونشرا منذ نزوله حتى هذا العصر.
تدوينات حديثة
  • ترتيب مصحف عثمان (المصحف الإمام) للسور *

    اختلف العلماء في ترتيب السور:
    - فالقول الأول: إنه توقيفي، تولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه، فكان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتَّب السور، كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم، وهو ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه مما يدل على عدم المخالفة والإجماع.
    - والقول الثاني: إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة؛ بدليل اختلاف مصاحفهم في الترتيب؛ كمصحف ابن مسعود، ومصحف أُبي.
    - والقول الثالث: إن بعض السور ترتيبه توقيفي، وبعضه باجتهاد من الصحابة؛ حيث ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة، فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصل في حياته عليه الصلاة والسلام.
    وقد ناقش بعض العلماء (1) هذه الآراء الثلاثة، وانتهى إلى ما يلي:
    - أن الرأى الثاني الذي يرى أن ترتيب السور باجتهاد الصحابة لم يستند إلى دليل يُعتمد عليه.
    فاجتهاد بعض الصحابة في ترتيب مصاحفهم الخاصة كان اختيارًا منهم قبل أن يجمع القرآن جمعًا مرتبًا، فلما جمع في عهد عثمان بترتيب الآيات والسور على حرف واحد، واجتمعت الأمة على ذلك تركوا مصاحفهم، ولو كان الترتيب اجتهاديًّا لتمسكوا بها.
    - أما الرأى الثالث: الذي يرى أن بعض السور ترتيبها توقيفي، وبعضها ترتيبه اجتهادي، فإن أدلته ترتكز على ذكر النصوص الدالة على ما هو توقيفي، أما القسم الاجتهادي فإنه لا يستند إلى دليل يدل على أن ترتيبه اجتهادي؛ إذ إن ثبوت التوقيفي بأدلته لا يعني أن ما سواه اجتهادي، مع أنه قليل جدًّا.
    وبهذا يترجح أن ترتيب السور توقيفي كترتيب الآيات (2).
    وقال أبو بكر بن الأنباري: "أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن قدم سورة أو أخَّرها فقد أفسد نظم القرآن"(3).
    وقال الزركشي: قال بعض مشايخنا المحققين: قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلًا، وعلى حسب الحكمة ترتيبًا، فالمصحف كالصحف الكريمة على ما في وفق الكتاب المكنون، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، وحافظ القرآن العظيم لو استفتي في أحكام متعددة، أو ناظر فيها، أو أملاها لذكر آية كل حكم على ما سئل، وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى، ولا كما نزل مفرقًا؛ بل كما أنزل جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه، ونظمه الباهر؛ فإنه {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] .
    قال: والذي ينبغي في كل آية أن يبحث عن كونها مكملة لما قبلها، أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسباتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جَمٌّ، وهكذا في السور يُطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له.
    وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما خُتم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى؛ كافتتاح سورة الأنعام بالحمد، فإنه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] وكافتتاح سورة فاطر بـ {الْحَمْدُ} أيضًا، فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] فإنه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم} [الواقعة: 74] .
    وكافتتاح البقرة بقوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} إشارة إلى {الصِّرَاطَ} في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم، قيل لهم: ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب.
    وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة (4).

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كلام مرزوق علي إبراهيم في مقدمة كتاب "أسرار ترتيب القرآن" لجلال الدين السيوطي (ص: 5 - 8).
    (1) هو الشيخ مناع خليل القطان في كتابه: مباحث في علوم القرآن 141، 142.
    (2) مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان "141" وما بعدها.
    (3) البرهان في علوم القرآن "1/ 260"، والجامع لأحكام القرآن "1/ 60"، والإتقان "1/ 60".
    (4) البرهان في علوم القرآن "1/ 38".
    ترتيب مصحف عثمان (المصحف الإمام) للسور * اختلف العلماء في ترتيب السور: - فالقول الأول: إنه توقيفي، تولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه، فكان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتَّب السور، كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم، وهو ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه مما يدل على عدم المخالفة والإجماع. - والقول الثاني: إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة؛ بدليل اختلاف مصاحفهم في الترتيب؛ كمصحف ابن مسعود، ومصحف أُبي. - والقول الثالث: إن بعض السور ترتيبه توقيفي، وبعضه باجتهاد من الصحابة؛ حيث ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة، فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصل في حياته عليه الصلاة والسلام. وقد ناقش بعض العلماء (1) هذه الآراء الثلاثة، وانتهى إلى ما يلي: - أن الرأى الثاني الذي يرى أن ترتيب السور باجتهاد الصحابة لم يستند إلى دليل يُعتمد عليه. فاجتهاد بعض الصحابة في ترتيب مصاحفهم الخاصة كان اختيارًا منهم قبل أن يجمع القرآن جمعًا مرتبًا، فلما جمع في عهد عثمان بترتيب الآيات والسور على حرف واحد، واجتمعت الأمة على ذلك تركوا مصاحفهم، ولو كان الترتيب اجتهاديًّا لتمسكوا بها. - أما الرأى الثالث: الذي يرى أن بعض السور ترتيبها توقيفي، وبعضها ترتيبه اجتهادي، فإن أدلته ترتكز على ذكر النصوص الدالة على ما هو توقيفي، أما القسم الاجتهادي فإنه لا يستند إلى دليل يدل على أن ترتيبه اجتهادي؛ إذ إن ثبوت التوقيفي بأدلته لا يعني أن ما سواه اجتهادي، مع أنه قليل جدًّا. وبهذا يترجح أن ترتيب السور توقيفي كترتيب الآيات (2). وقال أبو بكر بن الأنباري: "أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن قدم سورة أو أخَّرها فقد أفسد نظم القرآن"(3). وقال الزركشي: قال بعض مشايخنا المحققين: قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلًا، وعلى حسب الحكمة ترتيبًا، فالمصحف كالصحف الكريمة على ما في وفق الكتاب المكنون، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، وحافظ القرآن العظيم لو استفتي في أحكام متعددة، أو ناظر فيها، أو أملاها لذكر آية كل حكم على ما سئل، وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى، ولا كما نزل مفرقًا؛ بل كما أنزل جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه، ونظمه الباهر؛ فإنه {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] . قال: والذي ينبغي في كل آية أن يبحث عن كونها مكملة لما قبلها، أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسباتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جَمٌّ، وهكذا في السور يُطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له. وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما خُتم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى؛ كافتتاح سورة الأنعام بالحمد، فإنه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] وكافتتاح سورة فاطر بـ {الْحَمْدُ} أيضًا، فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] فإنه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم} [الواقعة: 74] . وكافتتاح البقرة بقوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} إشارة إلى {الصِّرَاطَ} في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم، قيل لهم: ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب. وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة (4). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كلام مرزوق علي إبراهيم في مقدمة كتاب "أسرار ترتيب القرآن" لجلال الدين السيوطي (ص: 5 - 8). (1) هو الشيخ مناع خليل القطان في كتابه: مباحث في علوم القرآن 141، 142. (2) مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان "141" وما بعدها. (3) البرهان في علوم القرآن "1/ 260"، والجامع لأحكام القرآن "1/ 60"، والإتقان "1/ 60". (4) البرهان في علوم القرآن "1/ 38".
    0
  • إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان *

    لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك.
    ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل.
    وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول.
    ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    (1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود.
    (2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.
    إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان * لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك. ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل. وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول. ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود. (2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.
    0
  • ضبط المصحف الكريم *

    قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!.
    والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه.
    ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    ضبط المصحف الكريم * قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!. والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه. ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    0
  • إرسال نسخ مصحف الإمام مع صحابي يقرئ كل قٌطر *

    قال الزّركشي رحمه الله: "قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كلّ ناحية واحداً، الكوفة، والبصرة، والشام، وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة)[1].

    ويقول الإمام السيوطي رحمه الله اُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال أبو داود: وسمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكّة، والشّام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً[2].

    وكانت كلّها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلاّ المصحف الذي خصّ به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال[3].

    والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً، والخامس هو المصحف الشامي[4]، وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف - أي الإمام - فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها[5].

    ولم يكتف سيدنا عثمان رضي الله عنه بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف، وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري، وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة[6].

    وبهذا يُعرف كيفية انتشار هذه المصاحف لأن الاعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في أكثر الأغلب [7].
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
    [1] البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ، 1/334(دار المعرفة، بيروت، ط3-1415هـ).
    [2] الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911ه (1/132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ).
    [3] سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16.
    [4] جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان -الرياض، 1410هـ).
    [5] المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30.
    [6] رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة - قطر، ط 1412.1هـ).
    [7] مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330).
    إرسال نسخ مصحف الإمام مع صحابي يقرئ كل قٌطر * قال الزّركشي رحمه الله: "قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كلّ ناحية واحداً، الكوفة، والبصرة، والشام، وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة)[1]. ويقول الإمام السيوطي رحمه الله اُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال أبو داود: وسمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكّة، والشّام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً[2]. وكانت كلّها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلاّ المصحف الذي خصّ به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال[3]. والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً، والخامس هو المصحف الشامي[4]، وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف - أي الإمام - فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها[5]. ولم يكتف سيدنا عثمان رضي الله عنه بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف، وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري، وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة[6]. وبهذا يُعرف كيفية انتشار هذه المصاحف لأن الاعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في أكثر الأغلب [7]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR). [1] البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ، 1/334(دار المعرفة، بيروت، ط3-1415هـ). [2] الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911ه (1/132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ). [3] سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16. [4] جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان -الرياض، 1410هـ). [5] المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30. [6] رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة - قطر، ط 1412.1هـ). [7] مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330).
    0
  • المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه *

    بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام.
    وخطوات جمعه كانت على النحو التالي:
    1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده.
    2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها.
    3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2].
    4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى:
    أ‌- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3].
    ب‌- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4].

    وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6].

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
    [1] المصاحف لابن أبي داود(29).
    [2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22).
    [3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
    [4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة.
    [5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها.
    [6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).
    المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه * بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام. وخطوات جمعه كانت على النحو التالي: 1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده. 2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها. 3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2]. 4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى: أ‌- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3]. ب‌- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4]. وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR). [1] المصاحف لابن أبي داود(29). [2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22). [3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. [4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة. [5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها. [6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).
    1
  • الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن الكريم وجمع عثمان رضي الله عنهما *

    قال ابن التين وغيره: "الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات؛ فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة" ا.هـ.
    فلو تأملت ما كان يحصل لبعضهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الفزع وتغير الحال عند سماعه قراءة لا يعرفها كما سيأتي بيانه عند حديث: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، لم تستغرب حدوث الاختلاف في قراءة القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بنحو خمسة عشر عاماً، وأن جمع عثمان القرآن بحرف واحد وحمل الناس عليه لهو عين الحكمة وعين الصواب، وهو سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو ترك الناس على ما كانوا عليه ولم تتوحد قراءتهم للقرآن لوقع التحريف والتبديل فيه إلى يوم القيامة، فرضى الله تعالى عن صحابة رسول الله أجمعين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 40)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن الكريم وجمع عثمان رضي الله عنهما * قال ابن التين وغيره: "الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات؛ فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة" ا.هـ. فلو تأملت ما كان يحصل لبعضهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الفزع وتغير الحال عند سماعه قراءة لا يعرفها كما سيأتي بيانه عند حديث: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، لم تستغرب حدوث الاختلاف في قراءة القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بنحو خمسة عشر عاماً، وأن جمع عثمان القرآن بحرف واحد وحمل الناس عليه لهو عين الحكمة وعين الصواب، وهو سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو ترك الناس على ما كانوا عليه ولم تتوحد قراءتهم للقرآن لوقع التحريف والتبديل فيه إلى يوم القيامة، فرضى الله تعالى عن صحابة رسول الله أجمعين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 40)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    1
  • هل أحرق عثمان الصحف التي كانت عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم؟ *

    بعد أن نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
    ولم يأمر عثمان بحرق صحف حفصة لأنها كتبت بأمر أبي بكر بالأحرف السبعة لا يتطرقها الشك، وعنها نقل مصحفه، ولأنه وعدها بردها إليها، فبقيت عندها إلى وفاتها، فلما توفيت استردها مروان حين كان أميراً بالمدينة من جهة معاوية، وأمر بتشقيقها وغسلها، وقال: إنما فعلت هذا لأنى خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب، وقيل: لما ماتت حفصة سلم عبد الله بن عمر هذه الصحف لجمع من الصحابة فغسلت غسلاً.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    هل أحرق عثمان الصحف التي كانت عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم؟ * بعد أن نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. ولم يأمر عثمان بحرق صحف حفصة لأنها كتبت بأمر أبي بكر بالأحرف السبعة لا يتطرقها الشك، وعنها نقل مصحفه، ولأنه وعدها بردها إليها، فبقيت عندها إلى وفاتها، فلما توفيت استردها مروان حين كان أميراً بالمدينة من جهة معاوية، وأمر بتشقيقها وغسلها، وقال: إنما فعلت هذا لأنى خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب، وقيل: لما ماتت حفصة سلم عبد الله بن عمر هذه الصحف لجمع من الصحابة فغسلت غسلاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    0
  • الجمع الثالث للقرآن الكريم .. جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه *
    بتصرف من "تاريخ القرآن الكريم" لمحمد طاهر الكردي

    (الجمع الثالث) جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً، وإنما أمر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن فلذلك ينسب إليه، ويقال: "المصحف العثماني".
    وسببه كما في البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذريجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
    فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف (1)، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا (2).
    حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
    والسبب في إحراقها هو قطع جذور اختلاف الناس في القراءة، فقد يكون بعضهم كتب شيئاً من القرآن على غير وجه صحيح لما نشأ فيهم من الخلاف الذى كان سبباً في قيام عثمان بجمع القرآن وحمل الناس عليه، فبإحراق تلك الصحف تتوحد قراءتهم على حرف واحد حسب ما في مصحف عثمان.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 32 - 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    (1) وأخرج ابن أبي داود أنه جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، وقال لهم: إذا اختلفتم في لغة فاكتبوه بلغة قريش، فلم يختلفوا إلا في التابوت في البقرة، فقال زيد بالهاء، وقال غيره بالتاء، فكتبوه بالتاء.
    الجمع الثالث للقرآن الكريم .. جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه * بتصرف من "تاريخ القرآن الكريم" لمحمد طاهر الكردي (الجمع الثالث) جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً، وإنما أمر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن فلذلك ينسب إليه، ويقال: "المصحف العثماني". وسببه كما في البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذريجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف (1)، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا (2). حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. والسبب في إحراقها هو قطع جذور اختلاف الناس في القراءة، فقد يكون بعضهم كتب شيئاً من القرآن على غير وجه صحيح لما نشأ فيهم من الخلاف الذى كان سبباً في قيام عثمان بجمع القرآن وحمل الناس عليه، فبإحراق تلك الصحف تتوحد قراءتهم على حرف واحد حسب ما في مصحف عثمان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 32 - 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) وأخرج ابن أبي داود أنه جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، وقال لهم: إذا اختلفتم في لغة فاكتبوه بلغة قريش، فلم يختلفوا إلا في التابوت في البقرة، فقال زيد بالهاء، وقال غيره بالتاء، فكتبوه بالتاء.
    0
  • إيداع الصحف عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها*

    لماذا أو دعت الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذي ولي أمر المسلمين، وهو عثمان بن عفان؟
    أو دعت الصحف عند حفصة بوصية من أبيها عمر بن الخطاب لأنها كانت تحفظ القرآن كله في صدرها، وكانت تقرأ وتكتب، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين، وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، ثم إنه لم يتعين خليفة حين وفاة عمر حتي تسلم إليه؛ لأن عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد، وإنما جعلها شورى في بضعة أشخاص فلهذه الاعتبارات كانت حفصة رضي الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف، ونظر عمر أصوب وأحكم.
    وفي كتاب الإصابة قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها بالغابة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 25)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    إيداع الصحف عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها* لماذا أو دعت الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذي ولي أمر المسلمين، وهو عثمان بن عفان؟ أو دعت الصحف عند حفصة بوصية من أبيها عمر بن الخطاب لأنها كانت تحفظ القرآن كله في صدرها، وكانت تقرأ وتكتب، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين، وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، ثم إنه لم يتعين خليفة حين وفاة عمر حتي تسلم إليه؛ لأن عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد، وإنما جعلها شورى في بضعة أشخاص فلهذه الاعتبارات كانت حفصة رضي الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف، ونظر عمر أصوب وأحكم. وفي كتاب الإصابة قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها بالغابة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 25)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    0
  • لماذا لم يكتف زيد بن ثابت بحفظه، ويترك تتبع ما كتب عليه القرآن من قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب؟*

    لقد كان زيد حافظاً للقرآن وجامعاً له فما وجه تتبعه القرآن؟ أنه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده، وكذا نظره في المكتوبات التى قد عرف كتابتها، وتيقن أمرها فلا بد من النظر فيها، وإن كان حافظاً ليستظهر بذلك، وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته أم لا، وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد عليه كان آكد وأثبت في ضبط المحفوظ، وجاء في إرشاد القراء والكاتبين: "أن زيداً كتب القرآن كله بجميع أجزائه وأوجهه المعبر عنها بالأحرف السبعة الواردة في حديث: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه، وكان أولاً أتاه جبريل، فقال له: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد، ثم راجعه إلى السابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه أصابوا)" إهـ، من عنوان البيان في علوم التبيان.
    فأبوبكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن الكريم بالأحرف السبعة التى نزل بها، وإليه تنسب الصحف البكرية، وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة، فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريباً؛ لأنه وقع بين غزوة اليمامة وبين وفاته رضي الله عنه التى كانت في جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر، قال على بن ابى طالب: أعظم الناس في المصاحف اجراً أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 27 - 29)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
    والأُدُم: بضمتين وبفتحتين أيضاً، جمع أديم وهو الجلد المدبوغ، والأكتاف جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، والعُسْب: بضم فسكون وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه.
    لماذا لم يكتف زيد بن ثابت بحفظه، ويترك تتبع ما كتب عليه القرآن من قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب؟* لقد كان زيد حافظاً للقرآن وجامعاً له فما وجه تتبعه القرآن؟ أنه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده، وكذا نظره في المكتوبات التى قد عرف كتابتها، وتيقن أمرها فلا بد من النظر فيها، وإن كان حافظاً ليستظهر بذلك، وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته أم لا، وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد عليه كان آكد وأثبت في ضبط المحفوظ، وجاء في إرشاد القراء والكاتبين: "أن زيداً كتب القرآن كله بجميع أجزائه وأوجهه المعبر عنها بالأحرف السبعة الواردة في حديث: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه، وكان أولاً أتاه جبريل، فقال له: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد، ثم راجعه إلى السابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه أصابوا)" إهـ، من عنوان البيان في علوم التبيان. فأبوبكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن الكريم بالأحرف السبعة التى نزل بها، وإليه تنسب الصحف البكرية، وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة، فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريباً؛ لأنه وقع بين غزوة اليمامة وبين وفاته رضي الله عنه التى كانت في جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر، قال على بن ابى طالب: أعظم الناس في المصاحف اجراً أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 27 - 29)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. والأُدُم: بضمتين وبفتحتين أيضاً، جمع أديم وهو الجلد المدبوغ، والأكتاف جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، والعُسْب: بضم فسكون وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه.
    0
شاهد المزيد