ضبط المصحف الكريم *

قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!.
والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه.
ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
ضبط المصحف الكريم * قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!. والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه. ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
0