المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه *
بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام.
وخطوات جمعه كانت على النحو التالي:
1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده.
2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها.
3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2].
4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى:
أ- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3].
ب- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4].
وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
[1] المصاحف لابن أبي داود(29).
[2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22).
[3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
[4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة.
[5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها.
[6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).
بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام.
وخطوات جمعه كانت على النحو التالي:
1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده.
2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها.
3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2].
4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى:
أ- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3].
ب- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4].
وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
[1] المصاحف لابن أبي داود(29).
[2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22).
[3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
[4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة.
[5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها.
[6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).
المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه *
بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام.
وخطوات جمعه كانت على النحو التالي:
1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده.
2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها.
3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2].
4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى:
أ- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3].
ب- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4].
وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
[1] المصاحف لابن أبي داود(29).
[2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22).
[3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
[4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة.
[5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها.
[6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).