إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان *

لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك.
ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل.
وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول.
ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
(1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود.
(2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.
إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان * لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك. ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل. وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول. ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود. (2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.
0