المرئيات التي تم تحميلها بنجاح
تخصيص صورة مصغرة للفيديو
مقاطع صوتية تم تحميلها بنجاح
الملفات التي تم تحميلها بنجاح
ماذا تفعل؟
تدوينات حديثة
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    (5)
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة المائدة

    الشاهد (1):
    قال تعالى: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196].
    المسألة:
    دلالة الشعائر هنا في الآية 2 من سورة المائدة على الهدي.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿شَعائِرَ اللَّهِ﴾ [المائدة: 2] واحدتها شعيرة وهي الهدايا، ويدلك على ذلك قوله: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196].
    وأصلها من الإشعار، وهو أن يقلّد، أو يحلل أو يطعن شقّ سنامها الأيمن بحديدة؛ ليعلمها بذلك أنّها هدية، وقال الكميت:
    نقتّلهم جيلاً فجيلاً تراهم
    شعائر قربان بها يتقرّب." (1)


    الشاهد (2):
    قال تعالى: ﴿اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ﴾ [الجاثية:21].
    الشاهد (3):
    قال تعالى: ﴿ما جَرَحْتُمْ﴾ [الأنعام: 60] (2). (3)
    المسألة:
    دلالة الجرح على الكسب، ودلالة الاجتراح على الاكتساب.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ﴾ [المائدة: 4] أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم، وفي آية أخرى: (ومن يجترح) (4) أي يكتسب، ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها، وفي آية أخرى: ﴿اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ﴾ [الجاثية: 21] كسبوا، ﴿ما جَرَحْتُمْ﴾ [الأنعام: 60] أي ما كسبتم." (5)

    الشاهد (4):
    قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31].
    الشاهد (5):
    قال تعالى: ﴿إلى الكعبين﴾ [المائدة: 6]. (6)
    المسألة:
    أثر الإعراب في الأحكام الفقهية وفي التفسير.
    والاستدلال بالإعراب هنا على غسل الرجلين.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: 6] مجرور بالمجرورة التي قبلها، وهي مشتركة بالكلام الأول من المغسول، والعرب قد تفعل هذا بالجوار، والمعنى على الأول، فكأن موضعه: (واغسلوا أرجلكم)، فعلى هذا نصبها من نصب الجرّ؛ لأن غسل الرجلين جاءت به السّنة، وفي القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصبوا الظالمين على موضع المنصوب الذي قبله، والظالمين: لا يدخلهم في رحمته.
    والدليل على الغسل أنه قال: ﴿إلى الكعبين﴾ [المائدة: 6]، ولو كان مسحاً مسحتا إلى الكعبين؛ لأن المسح على ظهر القدم (والكعبان) هاهنا: الظاهران؛ لأن الغسل لا يدخل إلى الداخلين." (7)

    الشاهد (6):
    قال تعالى: ﴿أَمَّا الْقاسِطُونَ﴾ [الجن: 15].
    المسألة:
    زيادة المبنى زيادة في المعنى، وقَسَط ضد أقسط.
    والقِسطُ يعني العدل.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: 42] أي بالعدل ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: 42] أي العادلين.
    يقال: أقسط يقسط، إذا عدل، وقوله عز وجل: ﴿أَمَّا الْقاسِطُونَ﴾ [الجن: 15] الجائرون الكفّار، كقولهم هجد: نام، وتهجّد: سهر(8)." (9)

    ملحوظة:
    قال أبو عبيدة في معنى: (شنئان): "وله موضع آخر معناه: شنئت حقك: أقررت به وأخرجته من عندي كما قال العجّاج:
    زلّ بنو العوّام عن آل الحكم
    وشنئوا الملك لملك ذي قدم
    شنئوا الملك: أخرجوه وأدّوه وسلّموا إليه.
    و(قدم): قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [يونس: 2] قدم: منزلة ورفعة، وقدم من القديم، وقدم إذا تقدم أمامه، وقال الفرزدق:
    ولو كان في دين سوى ذا شنئت
    لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربه" (10)
    وهذا من استشهاد أبي عبيدة على الشعر بالقرآن.

    ____________________

    (1) مجاز القرآن، 1/ 146.
    (2) في متن الكتاب وردت آية: (ما جرحتم) بزيادة واو قبل (ما) والصواب أن الآية دون زيادة واو هنا.
    (3) يرتبط الشاهد: (2) والشاهد: (3) بالمسألة ذاتها.
    (4) علق المحقق د. محمد فؤاد سزكين على هذا الاستشهاد من أبي عبيدة في حاشية الصفحة 154، وقال: "هكذا وردت في الأصول كلها، ولعله يريد الآية: ((ومن يقترف)) 23 من سورة الشورى"، وهذا يعد الشاهد الأول في هذه المسألة إن صح ما ذهب إليه محقق الكتاب.
    (5) مجاز القرآن، 1/ 154.
    (6) يرتبط الشاهد: (4) والشاهد: (5) بالمسألة ذاتها.
    (7) مجاز القرآن، 1/ 155.
    (8) لعله يشير هنا إلى التهجد في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79].
    (9) مجاز القرآن، 1/ 166 – 167.
    (10) مجاز القرآن، 1/ 148.

    بسم الله الرحمن الرحيم (5) الشواهد القرآنية في تفسير سورة المائدة الشاهد (1): قال تعالى: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196]. المسألة: دلالة الشعائر هنا في الآية 2 من سورة المائدة على الهدي. نص أبي عبيدة: "﴿شَعائِرَ اللَّهِ﴾ [المائدة: 2] واحدتها شعيرة وهي الهدايا، ويدلك على ذلك قوله: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: 196]. وأصلها من الإشعار، وهو أن يقلّد، أو يحلل أو يطعن شقّ سنامها الأيمن بحديدة؛ ليعلمها بذلك أنّها هدية، وقال الكميت: نقتّلهم جيلاً فجيلاً تراهم شعائر قربان بها يتقرّب." (1) الشاهد (2): قال تعالى: ﴿اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ﴾ [الجاثية:21]. الشاهد (3): قال تعالى: ﴿ما جَرَحْتُمْ﴾ [الأنعام: 60] (2). (3) المسألة: دلالة الجرح على الكسب، ودلالة الاجتراح على الاكتساب. نص أبي عبيدة: " ﴿وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ﴾ [المائدة: 4] أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم، وفي آية أخرى: (ومن يجترح) (4) أي يكتسب، ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها، وفي آية أخرى: ﴿اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ﴾ [الجاثية: 21] كسبوا، ﴿ما جَرَحْتُمْ﴾ [الأنعام: 60] أي ما كسبتم." (5) الشاهد (4): قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31]. الشاهد (5): قال تعالى: ﴿إلى الكعبين﴾ [المائدة: 6]. (6) المسألة: أثر الإعراب في الأحكام الفقهية وفي التفسير. والاستدلال بالإعراب هنا على غسل الرجلين. نص أبي عبيدة: "﴿وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ﴾ [المائدة: 6] مجرور بالمجرورة التي قبلها، وهي مشتركة بالكلام الأول من المغسول، والعرب قد تفعل هذا بالجوار، والمعنى على الأول، فكأن موضعه: (واغسلوا أرجلكم)، فعلى هذا نصبها من نصب الجرّ؛ لأن غسل الرجلين جاءت به السّنة، وفي القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصبوا الظالمين على موضع المنصوب الذي قبله، والظالمين: لا يدخلهم في رحمته. والدليل على الغسل أنه قال: ﴿إلى الكعبين﴾ [المائدة: 6]، ولو كان مسحاً مسحتا إلى الكعبين؛ لأن المسح على ظهر القدم (والكعبان) هاهنا: الظاهران؛ لأن الغسل لا يدخل إلى الداخلين." (7) الشاهد (6): قال تعالى: ﴿أَمَّا الْقاسِطُونَ﴾ [الجن: 15]. المسألة: زيادة المبنى زيادة في المعنى، وقَسَط ضد أقسط. والقِسطُ يعني العدل. نص أبي عبيدة: "﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: 42] أي بالعدل ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: 42] أي العادلين. يقال: أقسط يقسط، إذا عدل، وقوله عز وجل: ﴿أَمَّا الْقاسِطُونَ﴾ [الجن: 15] الجائرون الكفّار، كقولهم هجد: نام، وتهجّد: سهر(8)." (9) ملحوظة: قال أبو عبيدة في معنى: (شنئان): "وله موضع آخر معناه: شنئت حقك: أقررت به وأخرجته من عندي كما قال العجّاج: زلّ بنو العوّام عن آل الحكم وشنئوا الملك لملك ذي قدم شنئوا الملك: أخرجوه وأدّوه وسلّموا إليه. و(قدم): قال الله تبارك وتعالى: ﴿أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [يونس: 2] قدم: منزلة ورفعة، وقدم من القديم، وقدم إذا تقدم أمامه، وقال الفرزدق: ولو كان في دين سوى ذا شنئت لنا حقّنا أو غصّ بالماء شاربه" (10) وهذا من استشهاد أبي عبيدة على الشعر بالقرآن. ____________________ (1) مجاز القرآن، 1/ 146. (2) في متن الكتاب وردت آية: (ما جرحتم) بزيادة واو قبل (ما) والصواب أن الآية دون زيادة واو هنا. (3) يرتبط الشاهد: (2) والشاهد: (3) بالمسألة ذاتها. (4) علق المحقق د. محمد فؤاد سزكين على هذا الاستشهاد من أبي عبيدة في حاشية الصفحة 154، وقال: "هكذا وردت في الأصول كلها، ولعله يريد الآية: ((ومن يقترف)) 23 من سورة الشورى"، وهذا يعد الشاهد الأول في هذه المسألة إن صح ما ذهب إليه محقق الكتاب. (5) مجاز القرآن، 1/ 154. (6) يرتبط الشاهد: (4) والشاهد: (5) بالمسألة ذاتها. (7) مجاز القرآن، 1/ 155. (8) لعله يشير هنا إلى التهجد في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: 79]. (9) مجاز القرآن، 1/ 166 – 167. (10) مجاز القرآن، 1/ 148.
    ‏‏الشواهد القرآنية في تفسير سورة المائدة.pdf
    1
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    (4)
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة النساء

    الشاهد (1):
    قال تعالى: ﴿ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [غافر: 67].
    المسألة:
    أن يكون اللفظ للواحد، ومعناه يقع على الجميع.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69] أي: رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع، قال العباس بن مرداس:
    فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور
    وفى القرآن: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [غافر: 67]. (1)
    والمعنى: أطفالاً." (2)


    الشاهد (2):
    قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: 23].
    المسألة:
    مجيء المستثنى من غير جنس المستثنى منه.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [النساء: 92]، وهذا كلام تستثني العرب الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمناً على حال إلا أن يقتله مخطئاً، فإن قتله خطأً، فعليه ما قال الله في القرآن، وفي القرآن: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: 23]: واللمم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل: إلا أن يلموا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير:
    من البيض لم تطعن بعيداً ولم تطأ
    على الأرض إلا ذيل مرط مرحل
    المرحل: برد في حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيل البرد، وليس هو من الأرض، ومثله في قول بعضهم:
    وبلدة ليس بها أنيس
    إلا اليعافير وإلا العيس
    يقول: إلا أن يكون بها، وقال أبو خراش الهذلي:
    أمسى سقام خلاء لا أنيس به
    إلا السباع ومر الريح بالغرف" (3)


    الشاهد (3):
    قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ [البقرة: 177].
    المسألة:
    مجيء (مَن) اسماً.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ﴾ [النساء: 114] فالنجوى فعل والأمر بالصدقة ليس من نجواهم التي لا خير فيها، إلا أن يكونوا يأمرون بصدقة أو معروف، والنجوى: فعل، ومن: اسم، قال النابغة:
    وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل في ذي القفارة عاقل
    والمخافة: فعل، والوعل اسم، وفى آية أخرى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ [البقرة: 177] فالبر هاهنا مصدر، و (من) في هذا الموضع اسم." (4)

    الشاهد (4):
    قال تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾ [المجادلة: 19].
    المسألة:
    دلالة الاستحواذ على معنى: الغلبة.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: 141]: نغلب عليكم، ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾ [المجادلة: 19]: غلب عليهم، قال العجاج:
    يحوذهن وله حوذي
    كما يحوذ الفئة الكَمِيُّ
    أي يغلب عليها، يحوذهن: مثل يحوزهن، أي يجمعهن." (5)

    الشاهد (5):
    قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 280].
    المسألة:
    رفع خبر (أن). (6)
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ﴾ [النساء: 170] نصب على ضمير جواب: (يكن خيراً لكم)، وكذلك كل أمر ونهي، وإذا كانت آية قبلها وأن تفعلوا، ألف (أن) مفتوحة فما بعدها رفع؛ لأنه خبر (أن)، ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 280].
    وما مر بك من أسماء الأنبياء لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان في آخره (ى) فإنه لا ينون نحو عيسى، وموسى." (7)

    الشاهد (6):
    قال تعالى: ﴿إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ﴾ [الكهف: 86].
    الشاهد (7):
    قال تعالى: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: 26].
    المسألة (8):
    مواضع فتح وكسر همزة: (إمّا).
    ومن مواضع كسرها:
    - إذا كان تخييراً.
    - إذا كان في موضع: (إن).
    نص أبي عبيدة:
    "﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾ [النساء: 173] الألف مفتوحة وكذلك كل شيء في القرآن إذا كان تمام كلامه بالفاء، وإذا كان تخييراً فألف (إما) مكسورة كقوله: ﴿إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ﴾ [الكهف: 86]، وإذا كان في موضع (إن) فكذلك الألف مكسورة من ذلك ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: 26]." (9)


    ملحوظة:
    قد يشير أبو عبيدة إلى مضمون آية أخرى على سبيل الاستشهاد والربط بين الآيات القرآنية، وتفسير بعضها ببعض؛ ولكن دون أن يذكر الآية المفسِّرة بنصها، ومن ذلك:
    "﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾ [النساء: 170] قوله: كن، فكان." (10)
    ولعل أبا عبيدة يريد بذلك أن هذه (الكلمة) مفسرة بقوله تعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ۝ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ [آل عمران: 47 – 48].
    والله سبحانه أعلى وأعلم.

    _____________________

    (1) هذا الشاهد القرآني من الشواهد التي أكثر أبو عبيدة من إيرادها في المسائل المتعلقة به.
    (2) مجاز القرآن، 1/ 131.
    (3) مجاز القرآن، 1/ 136 – 137.
    (4) مجاز القرآن، 139 – 140.
    (5) مجاز القرآن/ 141- 142.
    (6) جاء بكلمة: (خير) هنا في موضعين، أحدهما في موضع نصب، والآخر في موضع رفع؛ لأنه خبر أن، كما بيّن ما يكون من إعراب حال فتح همزة: أن.
    (7) مجاز القرآن، 1/ 143.
    (8) تم دمج الشاهدين في مسألة واحدة؛ لأنهما مرتبطان بالمسألة ذاتها، وذكرهما أبو عبيدة في الموضع ذاته.
    (9) مجاز القرآن، 1/ 144.
    (10) مجاز القرآن، 1/ 143.
    بسم الله الرحمن الرحيم (4) الشواهد القرآنية في تفسير سورة النساء الشاهد (1): قال تعالى: ﴿ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [غافر: 67]. المسألة: أن يكون اللفظ للواحد، ومعناه يقع على الجميع. نص أبي عبيدة: " ﴿وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69] أي: رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد، والمعنى يقع على الجميع، قال العباس بن مرداس: فقلنا أسلموا إنا أخوكم فقد برئت من الإحن الصدور وفى القرآن: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [غافر: 67]. (1) والمعنى: أطفالاً." (2) الشاهد (2): قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: 23]. المسألة: مجيء المستثنى من غير جنس المستثنى منه. نص أبي عبيدة: "﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [النساء: 92]، وهذا كلام تستثني العرب الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمناً على حال إلا أن يقتله مخطئاً، فإن قتله خطأً، فعليه ما قال الله في القرآن، وفي القرآن: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: 23]: واللمم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل: إلا أن يلموا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير: من البيض لم تطعن بعيداً ولم تطأ على الأرض إلا ذيل مرط مرحل المرحل: برد في حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيل البرد، وليس هو من الأرض، ومثله في قول بعضهم: وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس يقول: إلا أن يكون بها، وقال أبو خراش الهذلي: أمسى سقام خلاء لا أنيس به إلا السباع ومر الريح بالغرف" (3) الشاهد (3): قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ [البقرة: 177]. المسألة: مجيء (مَن) اسماً. نص أبي عبيدة: " ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ﴾ [النساء: 114] فالنجوى فعل والأمر بالصدقة ليس من نجواهم التي لا خير فيها، إلا أن يكونوا يأمرون بصدقة أو معروف، والنجوى: فعل، ومن: اسم، قال النابغة: وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل في ذي القفارة عاقل والمخافة: فعل، والوعل اسم، وفى آية أخرى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾ [البقرة: 177] فالبر هاهنا مصدر، و (من) في هذا الموضع اسم." (4) الشاهد (4): قال تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾ [المجادلة: 19]. المسألة: دلالة الاستحواذ على معنى: الغلبة. نص أبي عبيدة: " ﴿أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ﴾ [النساء: 141]: نغلب عليكم، ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾ [المجادلة: 19]: غلب عليهم، قال العجاج: يحوذهن وله حوذي كما يحوذ الفئة الكَمِيُّ أي يغلب عليها، يحوذهن: مثل يحوزهن، أي يجمعهن." (5) الشاهد (5): قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 280]. المسألة: رفع خبر (أن). (6) نص أبي عبيدة: " ﴿فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ﴾ [النساء: 170] نصب على ضمير جواب: (يكن خيراً لكم)، وكذلك كل أمر ونهي، وإذا كانت آية قبلها وأن تفعلوا، ألف (أن) مفتوحة فما بعدها رفع؛ لأنه خبر (أن)، ﴿وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 280]. وما مر بك من أسماء الأنبياء لم تحسن فيه الألف واللام فإنه لا ينصرف، وما كان في آخره (ى) فإنه لا ينون نحو عيسى، وموسى." (7) الشاهد (6): قال تعالى: ﴿إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ﴾ [الكهف: 86]. الشاهد (7): قال تعالى: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: 26]. المسألة (8): مواضع فتح وكسر همزة: (إمّا). ومن مواضع كسرها: - إذا كان تخييراً. - إذا كان في موضع: (إن). نص أبي عبيدة: "﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ﴾ [النساء: 173] الألف مفتوحة وكذلك كل شيء في القرآن إذا كان تمام كلامه بالفاء، وإذا كان تخييراً فألف (إما) مكسورة كقوله: ﴿إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ﴾ [الكهف: 86]، وإذا كان في موضع (إن) فكذلك الألف مكسورة من ذلك ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: 26]." (9) ملحوظة: قد يشير أبو عبيدة إلى مضمون آية أخرى على سبيل الاستشهاد والربط بين الآيات القرآنية، وتفسير بعضها ببعض؛ ولكن دون أن يذكر الآية المفسِّرة بنصها، ومن ذلك: "﴿وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾ [النساء: 170] قوله: كن، فكان." (10) ولعل أبا عبيدة يريد بذلك أن هذه (الكلمة) مفسرة بقوله تعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ۝ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾ [آل عمران: 47 – 48]. والله سبحانه أعلى وأعلم. _____________________ (1) هذا الشاهد القرآني من الشواهد التي أكثر أبو عبيدة من إيرادها في المسائل المتعلقة به. (2) مجاز القرآن، 1/ 131. (3) مجاز القرآن، 1/ 136 – 137. (4) مجاز القرآن، 139 – 140. (5) مجاز القرآن/ 141- 142. (6) جاء بكلمة: (خير) هنا في موضعين، أحدهما في موضع نصب، والآخر في موضع رفع؛ لأنه خبر أن، كما بيّن ما يكون من إعراب حال فتح همزة: أن. (7) مجاز القرآن، 1/ 143. (8) تم دمج الشاهدين في مسألة واحدة؛ لأنهما مرتبطان بالمسألة ذاتها، وذكرهما أبو عبيدة في الموضع ذاته. (9) مجاز القرآن، 1/ 144. (10) مجاز القرآن، 1/ 143.
    ‏‏الشواهد القرآنية في تفسير سورة النساء.pdf
    0
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    (3)
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران

    الشاهد (1):
    قال تعالى: ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64].
    المسألة:
    تفسير المراد بـ: (كلمة) في هذا السياق، والتي دُعي إليها أهل الكتاب.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ [آل عمران: 64] مفسرة بعد ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64] بهذه الكلمة التي دعاهم إليها." (1)

    الشاهد (2):
    قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106].
    الشاهد (3):
    قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120].
    الشاهد (4):
    قال تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45].
    المسألة (2) :
    من معاني كلمة (أمة)، واستعمالاتها في القرآن الكريم.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ [آل عمران: 104]، و ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]، أما قوله: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120] أي كان إماماً مطيعاً، ويقال أنت أمّة في هذا الأمر، أي يؤتم بك.
    ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]: بعد قرن، ويقال: (بَعْدَ أُمَّةٍ) أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، ويقال: هو ذو أمه.
    مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة.
    وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة في أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة:
    وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
    ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة." (3)

    الشاهد (5):
    قال تعالى: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71].
    المسألة:
    جواز الجمع بين الضمير وبين الاسم الظاهر. (4)
    نص أبي عبيدة:
    "﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: 113]: العرب تجوّز في كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلوني البراغيث.
    قال أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي في منطقه، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلني البراغيث.
    وفى القرآن: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]: وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)، ثم قلت: (أمّة قائمة).
    ، ومعنى (قائمة) مستقيمة." (5)

    الشاهد (6):
    قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31].
    المسألة:
    الاشتراك في الإعراب مع عدم الاشتراك في المعنى بين المتعاطفات(6).
    نص أبي عبيدة:
    "﴿يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: 154]: انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: ﴿وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: 154]، ولو نصبتَ على الأول إذ كانت مفعولاً بها لجازت إن شاء الله، كقولك: رأيت زيداً، وزيداً أعطاه فلان مالاً، ومثلها في القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصب (الظالمين) بنصب الأول على غير معنى: (يدخلهم في رحمته)." (7)

    الشاهد (7):
    قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26].
    المسألة:
    إعمال أدوات النصب والجر مع وجود (ما).
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159]: أعملْتَ الباء فيها، فجررتَها بها، كما نصبت هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]." (8)

    الشاهد (8):
    قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
    المسألة:
    أن يأتي اللفظ للجمع، والمعنى لواحد.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران: 173]: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49] والله هو الخالق." (9)

    الشاهد (9):
    قال تعالى: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46].
    المسألة:
    دلالة الإملاء على المدة الطويلة.
    نص أبي عبيدة:
    في قوله تعالى: ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178]: "والمعنى من الإملاء، ومن الإطالة، ومنها قوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]: أي دهراً." (10)

    ________________________

    (1) مجاز القرآن، 1/ 96.
    (2) جُمعت 3 شواهد في مسألة واحدة؛ لأنها تندرج تحت المسألة ذاتها، ووردت في النص ذاته.
    (3) مجاز القرآن، 1/ 99- 100.
    (4) كما في لغة أكلوني البراغيث.
    (5) مجاز القرآن، 1/ 101- 102.
    (6) ليست كل المتعاطفات لا تشترك في المعنى، وإنما في حالات هذه إحداها.
    (7) مجاز القرآن، 1/ 105 – 106.
    (8) مجاز القرآن، 1/ 107.
    (9) مجاز القرآن، 1/ 108.
    (10) مجاز القرآن، 1/ 108.

    بسم الله الرحمن الرحيم (3) الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران الشاهد (1): قال تعالى: ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64]. المسألة: تفسير المراد بـ: (كلمة) في هذا السياق، والتي دُعي إليها أهل الكتاب. نص أبي عبيدة: "﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ [آل عمران: 64] مفسرة بعد ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64] بهذه الكلمة التي دعاهم إليها." (1) الشاهد (2): قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]. الشاهد (3): قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120]. الشاهد (4): قال تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]. المسألة (2) : من معاني كلمة (أمة)، واستعمالاتها في القرآن الكريم. نص أبي عبيدة: " ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ [آل عمران: 104]، و ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]، أما قوله: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120] أي كان إماماً مطيعاً، ويقال أنت أمّة في هذا الأمر، أي يؤتم بك. ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]: بعد قرن، ويقال: (بَعْدَ أُمَّةٍ) أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، ويقال: هو ذو أمه. مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة. وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة في أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة: وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع. ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة." (3) الشاهد (5): قال تعالى: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]. المسألة: جواز الجمع بين الضمير وبين الاسم الظاهر. (4) نص أبي عبيدة: "﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: 113]: العرب تجوّز في كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلوني البراغيث. قال أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي في منطقه، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلني البراغيث. وفى القرآن: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]: وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)، ثم قلت: (أمّة قائمة). ، ومعنى (قائمة) مستقيمة." (5) الشاهد (6): قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31]. المسألة: الاشتراك في الإعراب مع عدم الاشتراك في المعنى بين المتعاطفات(6). نص أبي عبيدة: "﴿يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: 154]: انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: ﴿وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: 154]، ولو نصبتَ على الأول إذ كانت مفعولاً بها لجازت إن شاء الله، كقولك: رأيت زيداً، وزيداً أعطاه فلان مالاً، ومثلها في القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصب (الظالمين) بنصب الأول على غير معنى: (يدخلهم في رحمته)." (7) الشاهد (7): قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]. المسألة: إعمال أدوات النصب والجر مع وجود (ما). نص أبي عبيدة: " ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159]: أعملْتَ الباء فيها، فجررتَها بها، كما نصبت هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]." (8) الشاهد (8): قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49]. المسألة: أن يأتي اللفظ للجمع، والمعنى لواحد. نص أبي عبيدة: " ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران: 173]: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49] والله هو الخالق." (9) الشاهد (9): قال تعالى: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]. المسألة: دلالة الإملاء على المدة الطويلة. نص أبي عبيدة: في قوله تعالى: ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178]: "والمعنى من الإملاء، ومن الإطالة، ومنها قوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]: أي دهراً." (10) ________________________ (1) مجاز القرآن، 1/ 96. (2) جُمعت 3 شواهد في مسألة واحدة؛ لأنها تندرج تحت المسألة ذاتها، ووردت في النص ذاته. (3) مجاز القرآن، 1/ 99- 100. (4) كما في لغة أكلوني البراغيث. (5) مجاز القرآن، 1/ 101- 102. (6) ليست كل المتعاطفات لا تشترك في المعنى، وإنما في حالات هذه إحداها. (7) مجاز القرآن، 1/ 105 – 106. (8) مجاز القرآن، 1/ 107. (9) مجاز القرآن، 1/ 108. (10) مجاز القرآن، 1/ 108.
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران.pdf
    0
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    (2)
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة

    الشاهد (1):
    قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
    المسألة:
    مجيء المفاعلة من غير اثنين (على الاستثناء). (1)
    نص أبي عبيدة:
    "يخادعون: في معنى يخدعون، ومعناها: يُظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها؛ قوله: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
    معناها: قَتَلهم الله." (2)
    الشاهد (2):
    قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: 35]. (3)
    المسألة:
    إطلاق الأزواج/ الزوج، على الذكر والأنثى سواء.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25] واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء." (4)
    الشاهد (3):
    قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11].
    المسألة:
    أن يُجعل المعنى للاسم الأول من المتعاطفَين.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره الذي يلي الفعل، قال عمرو بن امرئ القيس من الخزرج:
    نحن بما عندنا وأنتَ بما عندك راضٍ والرأي مختلفُ
    الخبر للآخر؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]." (5)
    الشاهد (4):
    قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].
    المسألة:
    دلالة (آل فرعون) على: قومه، وأهل دينه.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: 50] قومه، وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." (6)
    الشاهد (5):
    قال تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58].
    المسألة:
    ربط الآيات ذات الموضوع الواحد ببعضها، فربط أبو عبيدة بين الطور، وبين ما حدث أثناء أمرهم بدخول القرية سجداً.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿الطُّورَ﴾ [البقرة: 63] جبل كان رُفع عليهم حيث قيل لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]." (7)
    الشاهد (6):
    ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33].
    المسألة:
    صحة تفسير الأصفر بالأسود. (8)
    نص أبي عبيدة:
    "﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ [البقرة: 69]: "إن شئتَ صفراء، وإن شئتَ سوداء، كقوله: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]، أي: سود." (9)
    الشاهد (7):
    قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47].
    المسألة:
    التأييد دال على التقوية.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87] أي شددناه وقوَّيناه، ورجل ذو أيد ذو أيد، وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
    من أن تَبَدلتُ بآدي آدا
    ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]." (10)
    الشاهد (8):
    قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82].
    المسألة:
    وقوع الاختصار والحذف في القرآن الكريم.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ [البقرة: 93]: سُقوه حتى غَلب عليهم؛ مجازه مجاز المختصر؛ أُشربوا في قلوبهم حبَّ العجل، وفي القرآن: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82] مجازها: أهل القرية." (11)
    الشاهد (9):
    قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70].
    المسألة:
    العدل: الفداء.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: 123]: أي مِثلٌ، يقال: هذا عدل هذا، والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة؛ وقال أبو عبيدة: العدل المِثلُ والصَّرفُ المِثل، والعدل الفِداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]." (12)
    الشاهد (10):
    قال تعالى: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74].
    المسألة:
    الزكاة تعني: التطهير.
    نص أبي عبيدة:
    " ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] أي: يُطهّرهم، قال: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74] أي مُطهّرة." (13)
    الشاهد (11):
    قال تعالى: ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16].
    المسألة:
    البثّ: البسط والتفرقة.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". (14)
    الشاهد (12):
    قال تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76].
    المسألة:
    العرب تريد الشيء، فتحوّله إلى شيء من سببه.
    نص أبي عبيدة:
    "﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ﴾ [البقرة: 171] إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به، وهي الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها، والعرب تريد الشيء، فتحوله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة، وإنما تُعرَض الناقةُ على الحوض، ويقولون: هذا القميصُ لا يقطعني، ويقولون: أدخلتُ القَلَنـْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلتَ رأسك في القَلَنـْسُوَة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفي القرآن: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76] ما إنّ العُصبةَ لتنوءُ بالمفاتح: أي تثقلها."(15)
    تنويه: قد يستطرد أبو عبيدة أحياناً ويستشهد بآية على مسألة لغوية في بيت شعر، مثل:
    قوله تعالى: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67] وهي عن مجيء الجمع على صورة الواحد.
    نص أبي عبيدة:
    "قال عامر الخصفي:
    هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لَزُورُ
    والمولى ها هنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67]." (16)
    ________________________________________

    (1) الأصل أن المفاعلة من اثنين.
    (2) مجاز القرآن، 1/ 31.
    (3) قد يأتي الشاهد القرآني في تفسير السورة من السورة ذاتها؛ ولكن في موضع آخر كما في المثال هنا، قبل الآية المفسّرة أو بعدها.
    (4) مجاز القرآن، 1/ 34.
    (5) مجاز القرآن، 1/ 39.
    (6) مجاز القرآن، 1/ 40.
    (7) مجاز القرآن، 1/ 43.
    (8) مع أن إطلاق الأصفر وإرادة الأسود وارد في القرآن، إلا أن هذه المسألة ليست من هذا الباب.
    (9) مجاز القرآن، 1/ 44.
    (10) مجاز القرآن، 1/ 45- 46.
    (11) مجاز القرآن، 1/ 47.
    (12) مجاز القرآن، 1/ 53.
    (13) مجاز القرآن، 1/ 56.
    (14) مجاز القرآن، 1/ 62.
    (15) مجاز القرآن، 1/ 63- 64.
    (16) مجاز القرآن، 1/ 66.





    بسم الله الرحمن الرحيم (2) الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة الشاهد (1): قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30]. المسألة: مجيء المفاعلة من غير اثنين (على الاستثناء). (1) نص أبي عبيدة: "يخادعون: في معنى يخدعون، ومعناها: يُظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها؛ قوله: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30]. معناها: قَتَلهم الله." (2) الشاهد (2): قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: 35]. (3) المسألة: إطلاق الأزواج/ الزوج، على الذكر والأنثى سواء. نص أبي عبيدة: "﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25] واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء." (4) الشاهد (3): قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]. المسألة: أن يُجعل المعنى للاسم الأول من المتعاطفَين. نص أبي عبيدة: "﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره الذي يلي الفعل، قال عمرو بن امرئ القيس من الخزرج: نحن بما عندنا وأنتَ بما عندك راضٍ والرأي مختلفُ الخبر للآخر؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]." (5) الشاهد (4): قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]. المسألة: دلالة (آل فرعون) على: قومه، وأهل دينه. نص أبي عبيدة: "﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: 50] قومه، وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." (6) الشاهد (5): قال تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]. المسألة: ربط الآيات ذات الموضوع الواحد ببعضها، فربط أبو عبيدة بين الطور، وبين ما حدث أثناء أمرهم بدخول القرية سجداً. نص أبي عبيدة: "﴿الطُّورَ﴾ [البقرة: 63] جبل كان رُفع عليهم حيث قيل لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]." (7) الشاهد (6): ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]. المسألة: صحة تفسير الأصفر بالأسود. (8) نص أبي عبيدة: "﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ [البقرة: 69]: "إن شئتَ صفراء، وإن شئتَ سوداء، كقوله: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]، أي: سود." (9) الشاهد (7): قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]. المسألة: التأييد دال على التقوية. نص أبي عبيدة: " ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87] أي شددناه وقوَّيناه، ورجل ذو أيد ذو أيد، وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج: من أن تَبَدلتُ بآدي آدا ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]." (10) الشاهد (8): قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82]. المسألة: وقوع الاختصار والحذف في القرآن الكريم. نص أبي عبيدة: "﴿وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ [البقرة: 93]: سُقوه حتى غَلب عليهم؛ مجازه مجاز المختصر؛ أُشربوا في قلوبهم حبَّ العجل، وفي القرآن: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82] مجازها: أهل القرية." (11) الشاهد (9): قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]. المسألة: العدل: الفداء. نص أبي عبيدة: "﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: 123]: أي مِثلٌ، يقال: هذا عدل هذا، والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة؛ وقال أبو عبيدة: العدل المِثلُ والصَّرفُ المِثل، والعدل الفِداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]." (12) الشاهد (10): قال تعالى: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74]. المسألة: الزكاة تعني: التطهير. نص أبي عبيدة: " ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] أي: يُطهّرهم، قال: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74] أي مُطهّرة." (13) الشاهد (11): قال تعالى: ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16]. المسألة: البثّ: البسط والتفرقة. نص أبي عبيدة: "﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". (14) الشاهد (12): قال تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76]. المسألة: العرب تريد الشيء، فتحوّله إلى شيء من سببه. نص أبي عبيدة: "﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ﴾ [البقرة: 171] إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به، وهي الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها، والعرب تريد الشيء، فتحوله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة، وإنما تُعرَض الناقةُ على الحوض، ويقولون: هذا القميصُ لا يقطعني، ويقولون: أدخلتُ القَلَنـْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلتَ رأسك في القَلَنـْسُوَة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفي القرآن: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76] ما إنّ العُصبةَ لتنوءُ بالمفاتح: أي تثقلها."(15) تنويه: قد يستطرد أبو عبيدة أحياناً ويستشهد بآية على مسألة لغوية في بيت شعر، مثل: قوله تعالى: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67] وهي عن مجيء الجمع على صورة الواحد. نص أبي عبيدة: "قال عامر الخصفي: هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لَزُورُ والمولى ها هنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67]." (16) ________________________________________ (1) الأصل أن المفاعلة من اثنين. (2) مجاز القرآن، 1/ 31. (3) قد يأتي الشاهد القرآني في تفسير السورة من السورة ذاتها؛ ولكن في موضع آخر كما في المثال هنا، قبل الآية المفسّرة أو بعدها. (4) مجاز القرآن، 1/ 34. (5) مجاز القرآن، 1/ 39. (6) مجاز القرآن، 1/ 40. (7) مجاز القرآن، 1/ 43. (8) مع أن إطلاق الأصفر وإرادة الأسود وارد في القرآن، إلا أن هذه المسألة ليست من هذا الباب. (9) مجاز القرآن، 1/ 44. (10) مجاز القرآن، 1/ 45- 46. (11) مجاز القرآن، 1/ 47. (12) مجاز القرآن، 1/ 53. (13) مجاز القرآن، 1/ 56. (14) مجاز القرآن، 1/ 62. (15) مجاز القرآن، 1/ 63- 64. (16) مجاز القرآن، 1/ 66.
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة.pdf
    0
  • بسم الله الرحمن الرحيم
    (1)
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة الفاتحة
    الشاهد (1):
    قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5].
    المسألة:
    الاستدلال على نصب: (مالك يوم الدين) على النداء.
    نص أبي عبيدة:
    قال أبو عبيدة: "(مالك يوم الدين) نصب على النداء، وقد تُحذف ياء النداء، مجازه: يا مالك يوم الدين؛ لأنه يخاطب شاهداً، ألا تراه يقول: (إياك نعبد) فهذه حجة لمن نصب". (1)
    الشاهد (2):
    قال تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: 12].
    المسألة:
    الاستدلال على زيادة (لا) في قوله تعالى: (ولا الضالين) (2).
    نص أبي عبيدة:
    قال أبو عبيدة: "وفي القرآن آية أخرى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: 12] مجازها: ما منعك أن تسجد، (ولا الضالين): (لا) تأكيد؛ لأنه نفي؛ فأُدخلت (لا) لتوكيد النفي." (3)
    _______________________________________

    (1) مجاز القرآن، 1/ 22-23.
    (2) هذه من المسائل التي خالف فيها أبو عبيدة المفسرين: ينظر: بحث المسائل التي خالف فيها أبو عبيدة المفسرين (في مجاز القرآن) والرد عليه: عدنان عبد الكريم خليفات.
    (3) مجاز القرآن، 1/ 26، وقد نص أبو عبيدة على زيادة (لا) هنا، فقال: "و(لا) من حروف الزوائد؛ لتتميم الكلام، والمعنى إلقاؤها".


    بسم الله الرحمن الرحيم (1) الشواهد القرآنية في تفسير سورة الفاتحة الشاهد (1): قال تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]. المسألة: الاستدلال على نصب: (مالك يوم الدين) على النداء. نص أبي عبيدة: قال أبو عبيدة: "(مالك يوم الدين) نصب على النداء، وقد تُحذف ياء النداء، مجازه: يا مالك يوم الدين؛ لأنه يخاطب شاهداً، ألا تراه يقول: (إياك نعبد) فهذه حجة لمن نصب". (1) الشاهد (2): قال تعالى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: 12]. المسألة: الاستدلال على زيادة (لا) في قوله تعالى: (ولا الضالين) (2). نص أبي عبيدة: قال أبو عبيدة: "وفي القرآن آية أخرى: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ [الأعراف: 12] مجازها: ما منعك أن تسجد، (ولا الضالين): (لا) تأكيد؛ لأنه نفي؛ فأُدخلت (لا) لتوكيد النفي." (3) _______________________________________ (1) مجاز القرآن، 1/ 22-23. (2) هذه من المسائل التي خالف فيها أبو عبيدة المفسرين: ينظر: بحث المسائل التي خالف فيها أبو عبيدة المفسرين (في مجاز القرآن) والرد عليه: عدنان عبد الكريم خليفات. (3) مجاز القرآن، 1/ 26، وقد نص أبو عبيدة على زيادة (لا) هنا، فقال: "و(لا) من حروف الزوائد؛ لتتميم الكلام، والمعنى إلقاؤها".
    الشواهد القرآنية في تفسير سورة الفاتحة.pdf
    0
  • بسم الله الرحمن الرحيم


    (أهمية إحصاء الشواهد القرآنية في كتاب مجاز القرآن)

    قد يتساءل بعضهم: ما أهمية تعداد الشواهد القرآنية في كتاب المجاز؟
    والجواب:
    أولاً: إثبات اهتمام أبي عبيدة بالتفسير القرآني للقرآن والاستشهاد بآياته في مسائل مختلفة، بالأرقام، ويظهر أنها ليست قليلة، خلافاً لما ذهب إليه بعض الباحثين الكرام من قلة رجوع أبي عبيدة للقرآن في تفسيره.
    ثانياً: توظيف هذه الشواهد في الأبحاث العلمية مستقبلاً، سواء منها ما خُص بأبي عبيدة، أم ما كان منها على سبيل المقارنة بين عدد من المفسرين، أو بين المفسرين واللغويين، ودراسة هذه الشواهد، وهل اتفق العلماء في الاستشهاد بها في المسألة ذاتها، أم لا، وما يمكن أن يترتب على ذلك.
    ثالثاً: التمييز بين طبيعة المسائل التي يتم الاستشهاد بالآيات فيها.
    رابعاً: الكشف عن الشواهد القرآنية التي يكثر دورانها في هذا الكتاب، وتكرر ورودها في عدد من المواضع، مما يساعد في ضبط المسائل المندرجة تحت هذه الشواهد، عددها، معانيها، والأقوال الواردة فيها.
    خامساً: تحليل منهج أبي عبيدة في توظيف الشواهد القرآنية: الطريقة، المصطلحات المستعملة، ما يستشهد به أبو عبيدة من القرآن على مسائل لغوية في شعر أو نثر.
    والله الموفق.
    بسم الله الرحمن الرحيم (أهمية إحصاء الشواهد القرآنية في كتاب مجاز القرآن) قد يتساءل بعضهم: ما أهمية تعداد الشواهد القرآنية في كتاب المجاز؟ والجواب: أولاً: إثبات اهتمام أبي عبيدة بالتفسير القرآني للقرآن والاستشهاد بآياته في مسائل مختلفة، بالأرقام، ويظهر أنها ليست قليلة، خلافاً لما ذهب إليه بعض الباحثين الكرام من قلة رجوع أبي عبيدة للقرآن في تفسيره. ثانياً: توظيف هذه الشواهد في الأبحاث العلمية مستقبلاً، سواء منها ما خُص بأبي عبيدة، أم ما كان منها على سبيل المقارنة بين عدد من المفسرين، أو بين المفسرين واللغويين، ودراسة هذه الشواهد، وهل اتفق العلماء في الاستشهاد بها في المسألة ذاتها، أم لا، وما يمكن أن يترتب على ذلك. ثالثاً: التمييز بين طبيعة المسائل التي يتم الاستشهاد بالآيات فيها. رابعاً: الكشف عن الشواهد القرآنية التي يكثر دورانها في هذا الكتاب، وتكرر ورودها في عدد من المواضع، مما يساعد في ضبط المسائل المندرجة تحت هذه الشواهد، عددها، معانيها، والأقوال الواردة فيها. خامساً: تحليل منهج أبي عبيدة في توظيف الشواهد القرآنية: الطريقة، المصطلحات المستعملة، ما يستشهد به أبو عبيدة من القرآن على مسائل لغوية في شعر أو نثر. والله الموفق.
    1
    0
شاهد المزيد