بسم الله الرحمن الرحيم
(3)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64].
المسألة:
تفسير المراد بـ: (كلمة) في هذا السياق، والتي دُعي إليها أهل الكتاب.
نص أبي عبيدة:
"﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ [آل عمران: 64] مفسرة بعد ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64] بهذه الكلمة التي دعاهم إليها." (1)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106].
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120].
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45].
المسألة (2) :
من معاني كلمة (أمة)، واستعمالاتها في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ [آل عمران: 104]، و ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]، أما قوله: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120] أي كان إماماً مطيعاً، ويقال أنت أمّة في هذا الأمر، أي يؤتم بك.
﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]: بعد قرن، ويقال: (بَعْدَ أُمَّةٍ) أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، ويقال: هو ذو أمه.
مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة.
وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة في أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة:
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة." (3)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71].
المسألة:
جواز الجمع بين الضمير وبين الاسم الظاهر. (4)
نص أبي عبيدة:
"﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: 113]: العرب تجوّز في كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلوني البراغيث.
قال أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي في منطقه، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلني البراغيث.
وفى القرآن: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]: وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)، ثم قلت: (أمّة قائمة).
، ومعنى (قائمة) مستقيمة." (5)
الشاهد (6):
قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31].
المسألة:
الاشتراك في الإعراب مع عدم الاشتراك في المعنى بين المتعاطفات(6).
نص أبي عبيدة:
"﴿يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: 154]: انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: ﴿وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: 154]، ولو نصبتَ على الأول إذ كانت مفعولاً بها لجازت إن شاء الله، كقولك: رأيت زيداً، وزيداً أعطاه فلان مالاً، ومثلها في القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصب (الظالمين) بنصب الأول على غير معنى: (يدخلهم في رحمته)." (7)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26].
المسألة:
إعمال أدوات النصب والجر مع وجود (ما).
نص أبي عبيدة:
" ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159]: أعملْتَ الباء فيها، فجررتَها بها، كما نصبت هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]." (8)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
المسألة:
أن يأتي اللفظ للجمع، والمعنى لواحد.
نص أبي عبيدة:
" ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران: 173]: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49] والله هو الخالق." (9)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46].
المسألة:
دلالة الإملاء على المدة الطويلة.
نص أبي عبيدة:
في قوله تعالى: ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178]: "والمعنى من الإملاء، ومن الإطالة، ومنها قوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]: أي دهراً." (10)
________________________
(1) مجاز القرآن، 1/ 96.
(2) جُمعت 3 شواهد في مسألة واحدة؛ لأنها تندرج تحت المسألة ذاتها، ووردت في النص ذاته.
(3) مجاز القرآن، 1/ 99- 100.
(4) كما في لغة أكلوني البراغيث.
(5) مجاز القرآن، 1/ 101- 102.
(6) ليست كل المتعاطفات لا تشترك في المعنى، وإنما في حالات هذه إحداها.
(7) مجاز القرآن، 1/ 105 – 106.
(8) مجاز القرآن، 1/ 107.
(9) مجاز القرآن، 1/ 108.
(10) مجاز القرآن، 1/ 108.
(3)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64].
المسألة:
تفسير المراد بـ: (كلمة) في هذا السياق، والتي دُعي إليها أهل الكتاب.
نص أبي عبيدة:
"﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ [آل عمران: 64] مفسرة بعد ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64] بهذه الكلمة التي دعاهم إليها." (1)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106].
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120].
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45].
المسألة (2) :
من معاني كلمة (أمة)، واستعمالاتها في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ [آل عمران: 104]، و ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]، أما قوله: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120] أي كان إماماً مطيعاً، ويقال أنت أمّة في هذا الأمر، أي يؤتم بك.
﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]: بعد قرن، ويقال: (بَعْدَ أُمَّةٍ) أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، ويقال: هو ذو أمه.
مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة.
وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة في أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة:
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة." (3)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71].
المسألة:
جواز الجمع بين الضمير وبين الاسم الظاهر. (4)
نص أبي عبيدة:
"﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: 113]: العرب تجوّز في كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلوني البراغيث.
قال أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي في منطقه، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلني البراغيث.
وفى القرآن: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]: وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)، ثم قلت: (أمّة قائمة).
، ومعنى (قائمة) مستقيمة." (5)
الشاهد (6):
قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31].
المسألة:
الاشتراك في الإعراب مع عدم الاشتراك في المعنى بين المتعاطفات(6).
نص أبي عبيدة:
"﴿يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: 154]: انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: ﴿وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: 154]، ولو نصبتَ على الأول إذ كانت مفعولاً بها لجازت إن شاء الله، كقولك: رأيت زيداً، وزيداً أعطاه فلان مالاً، ومثلها في القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصب (الظالمين) بنصب الأول على غير معنى: (يدخلهم في رحمته)." (7)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26].
المسألة:
إعمال أدوات النصب والجر مع وجود (ما).
نص أبي عبيدة:
" ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159]: أعملْتَ الباء فيها، فجررتَها بها، كما نصبت هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]." (8)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
المسألة:
أن يأتي اللفظ للجمع، والمعنى لواحد.
نص أبي عبيدة:
" ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران: 173]: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49] والله هو الخالق." (9)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46].
المسألة:
دلالة الإملاء على المدة الطويلة.
نص أبي عبيدة:
في قوله تعالى: ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178]: "والمعنى من الإملاء، ومن الإطالة، ومنها قوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]: أي دهراً." (10)
________________________
(1) مجاز القرآن، 1/ 96.
(2) جُمعت 3 شواهد في مسألة واحدة؛ لأنها تندرج تحت المسألة ذاتها، ووردت في النص ذاته.
(3) مجاز القرآن، 1/ 99- 100.
(4) كما في لغة أكلوني البراغيث.
(5) مجاز القرآن، 1/ 101- 102.
(6) ليست كل المتعاطفات لا تشترك في المعنى، وإنما في حالات هذه إحداها.
(7) مجاز القرآن، 1/ 105 – 106.
(8) مجاز القرآن، 1/ 107.
(9) مجاز القرآن، 1/ 108.
(10) مجاز القرآن، 1/ 108.
بسم الله الرحمن الرحيم
(3)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة آل عمران
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64].
المسألة:
تفسير المراد بـ: (كلمة) في هذا السياق، والتي دُعي إليها أهل الكتاب.
نص أبي عبيدة:
"﴿إِلَى كَلِمَةٍ﴾ [آل عمران: 64] مفسرة بعد ﴿أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا﴾ [آل عمران: 64] بهذه الكلمة التي دعاهم إليها." (1)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106].
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120].
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45].
المسألة (2) :
من معاني كلمة (أمة)، واستعمالاتها في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ [آل عمران: 104]، و ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 106]، أما قوله: ﴿إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً﴾ [النحل: 120] أي كان إماماً مطيعاً، ويقال أنت أمّة في هذا الأمر، أي يؤتم بك.
﴿وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ﴾ [يوسف: 45]: بعد قرن، ويقال: (بَعْدَ أُمَّةٍ) أي نسيان، نسيت كذا وكذا: أي أمهت، وأنا آمهه، ويقال: هو ذو أمه.
مكسور الميم، وبعضهم يقول: ذو أمّة بمعنى واحد، أي ذو دين واستقامة.
وكانوا بأمة وبإمة، أي استقامة من عيشهم، أي دوم منه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي جماعة وهو أمّة على حدة، أي واحد، ويقال: يبعث زيد بن عمرو ابن نفيل أمة وحده، وقال النابغة في أمة وإمّة، معناه الدّين والاستقامة:
وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع.
ذو أمة: بالرّفع والكسر، والمعنى الدّين، والاستقامة." (3)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71].
المسألة:
جواز الجمع بين الضمير وبين الاسم الظاهر. (4)
نص أبي عبيدة:
"﴿لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: 113]: العرب تجوّز في كلامهم مثل هذا أن يقولوا: أكلوني البراغيث.
قال أبو عبيدة: سمعتها من أبي عمرو الهذلي في منطقه، وكان وجه الكلام أن يقول: أكلني البراغيث.
وفى القرآن: ﴿عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 71]: وقد يجوز أن يجعله كلامين، فكأنك قلت: (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)، ثم قلت: (أمّة قائمة).
، ومعنى (قائمة) مستقيمة." (5)
الشاهد (6):
قال تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31].
المسألة:
الاشتراك في الإعراب مع عدم الاشتراك في المعنى بين المتعاطفات(6).
نص أبي عبيدة:
"﴿يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ﴾ [آل عمران: 154]: انقطع النصب، ثم جاء موضع رفع: ﴿وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ﴾ [آل عمران: 154]، ولو نصبتَ على الأول إذ كانت مفعولاً بها لجازت إن شاء الله، كقولك: رأيت زيداً، وزيداً أعطاه فلان مالاً، ومثلها في القرآن: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً﴾ [الإنسان: 31] فنصب (الظالمين) بنصب الأول على غير معنى: (يدخلهم في رحمته)." (7)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26].
المسألة:
إعمال أدوات النصب والجر مع وجود (ما).
نص أبي عبيدة:
" ﴿فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: 159]: أعملْتَ الباء فيها، فجررتَها بها، كما نصبت هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً﴾ [البقرة: 26]." (8)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49].
المسألة:
أن يأتي اللفظ للجمع، والمعنى لواحد.
نص أبي عبيدة:
" ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ﴾ [آل عمران: 173]: وقع المعنى على رجل واحد، والعرب تفعل ذلك، فيقول الرجل: فعلنا كذا وفعلنا، وإنما يعنى نفسه، وفى القرآن: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: 49] والله هو الخالق." (9)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46].
المسألة:
دلالة الإملاء على المدة الطويلة.
نص أبي عبيدة:
في قوله تعالى: ﴿لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [آل عمران: 178]: "والمعنى من الإملاء، ومن الإطالة، ومنها قوله: ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ [مريم: 46]: أي دهراً." (10)
________________________
(1) مجاز القرآن، 1/ 96.
(2) جُمعت 3 شواهد في مسألة واحدة؛ لأنها تندرج تحت المسألة ذاتها، ووردت في النص ذاته.
(3) مجاز القرآن، 1/ 99- 100.
(4) كما في لغة أكلوني البراغيث.
(5) مجاز القرآن، 1/ 101- 102.
(6) ليست كل المتعاطفات لا تشترك في المعنى، وإنما في حالات هذه إحداها.
(7) مجاز القرآن، 1/ 105 – 106.
(8) مجاز القرآن، 1/ 107.
(9) مجاز القرآن، 1/ 108.
(10) مجاز القرآن، 1/ 108.