بسم الله الرحمن الرحيم
(2)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
المسألة:
مجيء المفاعلة من غير اثنين (على الاستثناء). (1)
نص أبي عبيدة:
"يخادعون: في معنى يخدعون، ومعناها: يُظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها؛ قوله: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
معناها: قَتَلهم الله." (2)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: 35]. (3)
المسألة:
إطلاق الأزواج/ الزوج، على الذكر والأنثى سواء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25] واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء." (4)
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11].
المسألة:
أن يُجعل المعنى للاسم الأول من المتعاطفَين.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره الذي يلي الفعل، قال عمرو بن امرئ القيس من الخزرج:
نحن بما عندنا وأنتَ بما عندك راضٍ والرأي مختلفُ
الخبر للآخر؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]." (5)
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].
المسألة:
دلالة (آل فرعون) على: قومه، وأهل دينه.
نص أبي عبيدة:
"﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: 50] قومه، وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." (6)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58].
المسألة:
ربط الآيات ذات الموضوع الواحد ببعضها، فربط أبو عبيدة بين الطور، وبين ما حدث أثناء أمرهم بدخول القرية سجداً.
نص أبي عبيدة:
"﴿الطُّورَ﴾ [البقرة: 63] جبل كان رُفع عليهم حيث قيل لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]." (7)
الشاهد (6):
﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33].
المسألة:
صحة تفسير الأصفر بالأسود. (8)
نص أبي عبيدة:
"﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ [البقرة: 69]: "إن شئتَ صفراء، وإن شئتَ سوداء، كقوله: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]، أي: سود." (9)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47].
المسألة:
التأييد دال على التقوية.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87] أي شددناه وقوَّيناه، ورجل ذو أيد ذو أيد، وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
من أن تَبَدلتُ بآدي آدا
﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]." (10)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82].
المسألة:
وقوع الاختصار والحذف في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
"﴿وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ [البقرة: 93]: سُقوه حتى غَلب عليهم؛ مجازه مجاز المختصر؛ أُشربوا في قلوبهم حبَّ العجل، وفي القرآن: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82] مجازها: أهل القرية." (11)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70].
المسألة:
العدل: الفداء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: 123]: أي مِثلٌ، يقال: هذا عدل هذا، والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة؛ وقال أبو عبيدة: العدل المِثلُ والصَّرفُ المِثل، والعدل الفِداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]." (12)
الشاهد (10):
قال تعالى: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74].
المسألة:
الزكاة تعني: التطهير.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] أي: يُطهّرهم، قال: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74] أي مُطهّرة." (13)
الشاهد (11):
قال تعالى: ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16].
المسألة:
البثّ: البسط والتفرقة.
نص أبي عبيدة:
"﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". (14)
الشاهد (12):
قال تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76].
المسألة:
العرب تريد الشيء، فتحوّله إلى شيء من سببه.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ﴾ [البقرة: 171] إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به، وهي الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها، والعرب تريد الشيء، فتحوله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة، وإنما تُعرَض الناقةُ على الحوض، ويقولون: هذا القميصُ لا يقطعني، ويقولون: أدخلتُ القَلَنـْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلتَ رأسك في القَلَنـْسُوَة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفي القرآن: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76] ما إنّ العُصبةَ لتنوءُ بالمفاتح: أي تثقلها."(15)
تنويه: قد يستطرد أبو عبيدة أحياناً ويستشهد بآية على مسألة لغوية في بيت شعر، مثل:
قوله تعالى: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67] وهي عن مجيء الجمع على صورة الواحد.
نص أبي عبيدة:
"قال عامر الخصفي:
هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لَزُورُ
والمولى ها هنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67]." (16)
________________________________________
(1) الأصل أن المفاعلة من اثنين.
(2) مجاز القرآن، 1/ 31.
(3) قد يأتي الشاهد القرآني في تفسير السورة من السورة ذاتها؛ ولكن في موضع آخر كما في المثال هنا، قبل الآية المفسّرة أو بعدها.
(4) مجاز القرآن، 1/ 34.
(5) مجاز القرآن، 1/ 39.
(6) مجاز القرآن، 1/ 40.
(7) مجاز القرآن، 1/ 43.
(8) مع أن إطلاق الأصفر وإرادة الأسود وارد في القرآن، إلا أن هذه المسألة ليست من هذا الباب.
(9) مجاز القرآن، 1/ 44.
(10) مجاز القرآن، 1/ 45- 46.
(11) مجاز القرآن، 1/ 47.
(12) مجاز القرآن، 1/ 53.
(13) مجاز القرآن، 1/ 56.
(14) مجاز القرآن، 1/ 62.
(15) مجاز القرآن، 1/ 63- 64.
(16) مجاز القرآن، 1/ 66.
(2)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
المسألة:
مجيء المفاعلة من غير اثنين (على الاستثناء). (1)
نص أبي عبيدة:
"يخادعون: في معنى يخدعون، ومعناها: يُظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها؛ قوله: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
معناها: قَتَلهم الله." (2)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: 35]. (3)
المسألة:
إطلاق الأزواج/ الزوج، على الذكر والأنثى سواء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25] واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء." (4)
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11].
المسألة:
أن يُجعل المعنى للاسم الأول من المتعاطفَين.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره الذي يلي الفعل، قال عمرو بن امرئ القيس من الخزرج:
نحن بما عندنا وأنتَ بما عندك راضٍ والرأي مختلفُ
الخبر للآخر؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]." (5)
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].
المسألة:
دلالة (آل فرعون) على: قومه، وأهل دينه.
نص أبي عبيدة:
"﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: 50] قومه، وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." (6)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58].
المسألة:
ربط الآيات ذات الموضوع الواحد ببعضها، فربط أبو عبيدة بين الطور، وبين ما حدث أثناء أمرهم بدخول القرية سجداً.
نص أبي عبيدة:
"﴿الطُّورَ﴾ [البقرة: 63] جبل كان رُفع عليهم حيث قيل لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]." (7)
الشاهد (6):
﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33].
المسألة:
صحة تفسير الأصفر بالأسود. (8)
نص أبي عبيدة:
"﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ [البقرة: 69]: "إن شئتَ صفراء، وإن شئتَ سوداء، كقوله: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]، أي: سود." (9)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47].
المسألة:
التأييد دال على التقوية.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87] أي شددناه وقوَّيناه، ورجل ذو أيد ذو أيد، وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
من أن تَبَدلتُ بآدي آدا
﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]." (10)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82].
المسألة:
وقوع الاختصار والحذف في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
"﴿وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ [البقرة: 93]: سُقوه حتى غَلب عليهم؛ مجازه مجاز المختصر؛ أُشربوا في قلوبهم حبَّ العجل، وفي القرآن: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82] مجازها: أهل القرية." (11)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70].
المسألة:
العدل: الفداء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: 123]: أي مِثلٌ، يقال: هذا عدل هذا، والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة؛ وقال أبو عبيدة: العدل المِثلُ والصَّرفُ المِثل، والعدل الفِداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]." (12)
الشاهد (10):
قال تعالى: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74].
المسألة:
الزكاة تعني: التطهير.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] أي: يُطهّرهم، قال: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74] أي مُطهّرة." (13)
الشاهد (11):
قال تعالى: ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16].
المسألة:
البثّ: البسط والتفرقة.
نص أبي عبيدة:
"﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". (14)
الشاهد (12):
قال تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76].
المسألة:
العرب تريد الشيء، فتحوّله إلى شيء من سببه.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ﴾ [البقرة: 171] إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به، وهي الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها، والعرب تريد الشيء، فتحوله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة، وإنما تُعرَض الناقةُ على الحوض، ويقولون: هذا القميصُ لا يقطعني، ويقولون: أدخلتُ القَلَنـْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلتَ رأسك في القَلَنـْسُوَة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفي القرآن: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76] ما إنّ العُصبةَ لتنوءُ بالمفاتح: أي تثقلها."(15)
تنويه: قد يستطرد أبو عبيدة أحياناً ويستشهد بآية على مسألة لغوية في بيت شعر، مثل:
قوله تعالى: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67] وهي عن مجيء الجمع على صورة الواحد.
نص أبي عبيدة:
"قال عامر الخصفي:
هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لَزُورُ
والمولى ها هنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67]." (16)
________________________________________
(1) الأصل أن المفاعلة من اثنين.
(2) مجاز القرآن، 1/ 31.
(3) قد يأتي الشاهد القرآني في تفسير السورة من السورة ذاتها؛ ولكن في موضع آخر كما في المثال هنا، قبل الآية المفسّرة أو بعدها.
(4) مجاز القرآن، 1/ 34.
(5) مجاز القرآن، 1/ 39.
(6) مجاز القرآن، 1/ 40.
(7) مجاز القرآن، 1/ 43.
(8) مع أن إطلاق الأصفر وإرادة الأسود وارد في القرآن، إلا أن هذه المسألة ليست من هذا الباب.
(9) مجاز القرآن، 1/ 44.
(10) مجاز القرآن، 1/ 45- 46.
(11) مجاز القرآن، 1/ 47.
(12) مجاز القرآن، 1/ 53.
(13) مجاز القرآن، 1/ 56.
(14) مجاز القرآن، 1/ 62.
(15) مجاز القرآن، 1/ 63- 64.
(16) مجاز القرآن، 1/ 66.
بسم الله الرحمن الرحيم
(2)
الشواهد القرآنية في تفسير سورة البقرة
الشاهد (1):
قال تعالى: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
المسألة:
مجيء المفاعلة من غير اثنين (على الاستثناء). (1)
نص أبي عبيدة:
"يخادعون: في معنى يخدعون، ومعناها: يُظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها؛ قوله: ﴿قَاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].
معناها: قَتَلهم الله." (2)
الشاهد (2):
قال تعالى: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: 35]. (3)
المسألة:
إطلاق الأزواج/ الزوج، على الذكر والأنثى سواء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾ [البقرة: 25] واحدها زوج، الذكر والأنثى فيه سواء." (4)
الشاهد (3):
قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11].
المسألة:
أن يُجعل المعنى للاسم الأول من المتعاطفَين.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: 45] العرب تقتصر على أحد هذين الاسمين، فأكثره الذي يلي الفعل، قال عمرو بن امرئ القيس من الخزرج:
نحن بما عندنا وأنتَ بما عندك راضٍ والرأي مختلفُ
الخبر للآخر؛ وفي القرآن مما جُعل معناه على الأول قوله: ﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا﴾ [الجمعة: 11]." (5)
الشاهد (4):
قال تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46].
المسألة:
دلالة (آل فرعون) على: قومه، وأهل دينه.
نص أبي عبيدة:
"﴿آلَ فِرْعَوْنَ﴾ [البقرة: 50] قومه، وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." (6)
الشاهد (5):
قال تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58].
المسألة:
ربط الآيات ذات الموضوع الواحد ببعضها، فربط أبو عبيدة بين الطور، وبين ما حدث أثناء أمرهم بدخول القرية سجداً.
نص أبي عبيدة:
"﴿الطُّورَ﴾ [البقرة: 63] جبل كان رُفع عليهم حيث قيل لهم: ﴿قُولُوا حِطَّةٌ﴾ [البقرة: 58]." (7)
الشاهد (6):
﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33].
المسألة:
صحة تفسير الأصفر بالأسود. (8)
نص أبي عبيدة:
"﴿بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ﴾ [البقرة: 69]: "إن شئتَ صفراء، وإن شئتَ سوداء، كقوله: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ [المرسلات: 33]، أي: سود." (9)
الشاهد (7):
قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47].
المسألة:
التأييد دال على التقوية.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ﴾ [البقرة: 87] أي شددناه وقوَّيناه، ورجل ذو أيد ذو أيد، وذو آد: أي قوة، والله تبارك وتعالى ذو الأيد، قال العجاج:
من أن تَبَدلتُ بآدي آدا
﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ﴾ [الذاريات: 47]." (10)
الشاهد (8):
قال تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82].
المسألة:
وقوع الاختصار والحذف في القرآن الكريم.
نص أبي عبيدة:
"﴿وأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ﴾ [البقرة: 93]: سُقوه حتى غَلب عليهم؛ مجازه مجاز المختصر؛ أُشربوا في قلوبهم حبَّ العجل، وفي القرآن: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: 82] مجازها: أهل القرية." (11)
الشاهد (9):
قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70].
المسألة:
العدل: الفداء.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: 123]: أي مِثلٌ، يقال: هذا عدل هذا، والعدل الفريضة، والصَّرف النافلة؛ وقال أبو عبيدة: العدل المِثلُ والصَّرفُ المِثل، والعدل الفِداء، قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ﴾ [الأنعام: 70]." (12)
الشاهد (10):
قال تعالى: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74].
المسألة:
الزكاة تعني: التطهير.
نص أبي عبيدة:
" ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] أي: يُطهّرهم، قال: ﴿نَفْسًا زَكِيَّةً﴾ [الكهف: 74] أي مُطهّرة." (13)
الشاهد (11):
قال تعالى: ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16].
المسألة:
البثّ: البسط والتفرقة.
نص أبي عبيدة:
"﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". (14)
الشاهد (12):
قال تعالى: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76].
المسألة:
العرب تريد الشيء، فتحوّله إلى شيء من سببه.
نص أبي عبيدة:
"﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ﴾ [البقرة: 171] إنما الذي ينعق الراعي، ووقع المعنى على المنعوق به، وهي الغنم تقول: كالغنم التي لا تسمع التي ينعق بها راعيها، والعرب تريد الشيء، فتحوله إلى شيء من سببه، يقولون: أعرض الحوضَ على الناقة، وإنما تُعرَض الناقةُ على الحوض، ويقولون: هذا القميصُ لا يقطعني، ويقولون: أدخلتُ القَلَنـْسُوَة في رأسي، وإنما أدخلتَ رأسك في القَلَنـْسُوَة، وكذلك الخفّ، وهذا الجنس وفي القرآن: ﴿مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ﴾ [القصص: 76] ما إنّ العُصبةَ لتنوءُ بالمفاتح: أي تثقلها."(15)
تنويه: قد يستطرد أبو عبيدة أحياناً ويستشهد بآية على مسألة لغوية في بيت شعر، مثل:
قوله تعالى: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67] وهي عن مجيء الجمع على صورة الواحد.
نص أبي عبيدة:
"قال عامر الخصفي:
هم المولى وقد جنفوا علينا وإنّا من لقائهم لَزُورُ
والمولى ها هنا في موضع الموالي، أي بني العم، كقوله: ﴿يُخْرجُكُم طِفلاً﴾ [غافر: 67]." (16)
________________________________________
(1) الأصل أن المفاعلة من اثنين.
(2) مجاز القرآن، 1/ 31.
(3) قد يأتي الشاهد القرآني في تفسير السورة من السورة ذاتها؛ ولكن في موضع آخر كما في المثال هنا، قبل الآية المفسّرة أو بعدها.
(4) مجاز القرآن، 1/ 34.
(5) مجاز القرآن، 1/ 39.
(6) مجاز القرآن، 1/ 40.
(7) مجاز القرآن، 1/ 43.
(8) مع أن إطلاق الأصفر وإرادة الأسود وارد في القرآن، إلا أن هذه المسألة ليست من هذا الباب.
(9) مجاز القرآن، 1/ 44.
(10) مجاز القرآن، 1/ 45- 46.
(11) مجاز القرآن، 1/ 47.
(12) مجاز القرآن، 1/ 53.
(13) مجاز القرآن، 1/ 56.
(14) مجاز القرآن، 1/ 62.
(15) مجاز القرآن، 1/ 63- 64.
(16) مجاز القرآن، 1/ 66.