مفردات كلمات القرآن الكريم (حرف الحاء)

 

إعداد مركز المحتوى القرآني

 

عين حمئة

 

قال الراغب الأصفهاني: "الحَمْيُ: الحرارة المتولّدة من الجواهر المحمية، كالنّار والشمس، ومن القوّة الحارة في البدن، قال تعالى: ﴿في عين حامية﴾، أي: حارة، وقرئ: حَمِئَةٍ، وقال عزّ وجل: ﴿يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ﴾ [التوبة:35]، وحَمِيَ النهار، وأَحْمَيْتُ الحديدة إِحْمَاء.

وحُمَيّا الكأس: سورتها وحرارتها، وعبّر عن القوة الغضبية إذا ثارت وكثرت بالحَمِيَّة، فقيل: حَمِيتُ على فلان، أي: غضبت عليه، قال تعالى: ﴿حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ﴾ [الفتح:26]." ([1])

وقال أبو حيان: " حمأ: (حمئة): ذات حمأة.

(من حمأ): طين أسود متغير." ([2])

 

حسبان

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحساب: استعمال العدد، يقال: حَسَبْتُ أَحْسُبُ حِسَاباً وحُسْبَاناً، قال تعالى: ﴿لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ﴾ [يونس:5].

وقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً﴾ [الأنعام:96].

وقيل: لا يعلم حسبانه إلا الله، وقال عزّ وجل: ﴿وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ﴾ [الكهف:40]، قيل: معناه: ناراً، وعذاباً، وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه." ([3])

وقال أبو حيان: "حسب: (حُسْبان): حساب، وقيل: جمع حساب.

 و(حسبنا): كافينا.

(حسيباً): كافياً أو عالماً أو مقتدراً أو محاسباً." ([4])

 

حوب

 

ذكر الراغب الأصفهاني أن الحُوب، يعني: الإثم، قال عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً﴾ [النساء:2]، والحَوْبُ المصدر منه، وفلان يَتَحَوَّبُ من كذا، أي: يتأثّم، وقولهم: ألحق الله به الحَوْبَةَ، أي: المسكنة والحاجة.

وحقيقتها: هي الحاجة التي تحمل صاحبها على ارتكاب الإثم.

والحَوْبَاء قيل هي النّفس، وحقيقتها هي النّفس المرتكبة للحوب، وهي الموصوفة بقوله تعالى:

﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف:53]. ([5])

وقال أبو حيان: "حوب: (حُوباً): إثماً." ([6])

 

حصب جهنم

 

قال تعالى: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء: 98].

وقال تعالى: ﴿أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾ [الملك: 17].

فما هو الحصب؟ وما هو الحاصب؟

قال الراغب الأصفهاني: الحَضَب: الوقود، ويقال لما تسعّر به النار: مِحْضَب، وقرئ: (حضب جهنّم)." ([7])

وقال أبو حيان: "(حصب): ما ألقي في النار.

وقيل: الحطب بالحبشية، وقرئ: حضب، وهو ما هُيجت به النار.

(حاصباً): ريحا عاصفة ترمي بالحصباء وهي الحصى الصغار." ([8])

 

حدب

 

مشهد مهيب ينذر بقرب القيامة، يصور حال يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون.

فما معنى حدب؟ وما هي دلالته؟

قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ [الأنبياء: 96].

قال الراغب الأصفهاني: "يجوز أن يكون الأصل في الحَدَبِ حدب الظهر، يقال: حَدِبَ الرجل حَدَباً، فهو أَحْدَب، واحدودب.

وناقة حدباء تشبيهاً به، ثم شبّه به ما ارتفع من ظهر الأرض، فسمّي: حَدَباً، قال تعالى: ﴿وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ [الأنبياء:96]." ([9])

وقال أبو حيان: "(حدب): نشز، وهو المرتفع من الأرض." ([10])

 

الحزب

 

كثيرة هي الأحزاب التي تحدث عنها القرآن الكريم، فما هو المراد بالأحزاب؟ ومن هو الحزب الغالب؟

قال أبو عبيدة:" ﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ﴾ [المائدة: 56] أي أنصار الله." ([11])

" ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: 32] أي كل شيعة وفرقة بما عندهم." ([12])

وقال الراغب الأصفهاني: " الحزب: جماعة فيها غلظ، قال عزّ وجلّ: ﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً﴾ [الكهف:12]، ﴿أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ﴾ [المجادلة:19]، وقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ﴾ [الأحزاب:22]، عبارة عن المجتمعين لمحاربة النبيّ صلّى الله عليه وسلم، ﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ﴾ [المائد:56]، يعني: أنصار الله، وقال تعالى: ﴿يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ﴾ [الأحزاب:20]، وبعيده: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ﴾ [الأحزاب: 22]." ([13])

وقال أبو حيان: "(الحِزْب): الفرقة." ([14])

 

أحقاب

 

تدل كلمة: (حُقُباً)، وكلمة: (أحقاباً) على مدة زمنية، فما هي؟ وما هو مقدارها؟

قال أبو عبيدة: "﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾ [الكهف: 60] أي زماناً وجميعه أحقاب، ويقال في معناه:

مضت له حقبة والجميع حقب على تقدير كسرة والجميع كسر كثيرة." ([15])

وقال الراغب الأصفهاني: "قوله تعالى: ﴿لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً﴾ [النبأ:23]، قيل: جمع الحُقُب، أي: الدهر.

قيل: والحِقْبَة ثمانون عاماً، وجمعها حِقَب، والصحيح أنّ الحقبة مدّة من الزمان مبهمة." ([16])

وقال أبو حيان: "(الحُقُب): الدهر.

والحُقْب: ثمانون سنة." ([17])

 

المحراب

 

ما هي العلاقة بين المحراب وبين الحرب؟ وهل هو مشتق منها؟ أم لا؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَرْبُ معروف، والحَرَب: السّلب في الحرب ثم قد سمّي كل سلب حرباً، قال: والحرب فيه الحرائب، وقال:

والحرب مشتقة المعنى من الحرب

وقد حُرِبَ فهو حَرِيب، أي: سليب، والتّحريب: إثارة الحرب، ورجل مِحْرَب، كأنه آلة في الحرب، والحَرْبَة: آلة للحرب معروفة، وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومِحرابُ المسجد قيل: سمّي بذلك؛ لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمّي بذلك لكون حقّ الإنسان فيه أن يكون حريباً من أشغال الدنيا ومن توزّع الخواطر، وقيل: الأصل فيه أنّ محراب البيت صدر المجلس، ثم اتّخذت المساجد فسمّي صدره به، وقيل: بل المحراب أصله في المسجد، وهو اسم خصّ به صدر المجلس، فسمّي صدر البيت محراباً تشبيهاً بمحراب المسجد، وكأنّ هذا أصح، قال عزّ وجل:

﴿يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ﴾ [سبأ:13]." ([18])

وقال أبو حيان: "(المحراب): مقدم المجلس وأشرفه." ([19])

 

الحرث ودلالاته في القرآن الكريم

 

وردت مادة: (حرث) 14 مرة في القرآن الكريم، ومنها: (حرث، حرثه، حرثكم، تحرثون).

ويرتبط الحرث في المعهود الذهني بحرث الأرض وتهيئتها للزراعة، إلا أن له في القرآن الكريم استعمالات عدة إلى جانب هذا المعنى، فما هي؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَرْث: إلقاء البذر في الأرض وتهيّؤها للزرع، ويسمّى المحروث حرثاً، قال الله تعالى: ﴿أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ﴾ [القلم:22].

وتصوّر منه معنى العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى: ﴿مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾ [الشورى:20]." ([20])

وقال أبو حيان: "(الحرث): إصلاح الأرض لإلقاء البذر فيها." ([21])

 

يطلبه حثيثاً

 

لم ترد كلمة: (حثيثاً) سوى مرة واحدة في القرآن الكريم، في سياق الحديث عن قدرة الله تعالى والشواهد الكونية الدالة عليها، ومنها تعاقب الليل والنهار.

قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54].

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحثّ: السرعة، قال الله تعالى: ﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثاً﴾ [الأعراف: 54]." ([22])

وقال أبو حيان: "(حثيثاً): سريعاً." ([23])

 

أحاديث

 

وردت مادة: (حدث) 36 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (تحدث، أتحدثونهم، فحدِّث، أُحدث، يحدِث، محدَث، حديث، حديثاً، أحاديث).

قال الراغب الأصفهاني: " الحدوث: كون الشيء بعد أن لم يكن، عرضاً كان ذلك أو جوهراً، وإِحْدَاثه: إيجاده.

وإحداث الجواهر ليس إلا لله تعالى، والمُحدَث: ما أوجد بعد أن لم يكن، وذلك إمّا في ذاته، أو إحداثه عند من حصل عنده، نحو: أحدثت ملكاً، قال تعالى: ﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء:2]، ويقال لكلّ ما قرب عهده محدث، فعلاً كان أو مقالاً، قال تعالى: ﴿حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ [الكهف:70]، وقال: ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً﴾ [الطلاق:1]، وكلّ كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحي في يقظته أو منامه يقال له: حديث، قال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً﴾ [التحريم:3]، وقال تعالى: ﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ﴾ [الغاشية:1]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ﴾ [يوسف:101]، أي: ما يحدّث به الإنسان في نومه، وسمّى تعالى كتابه حديثاً، فقال: ﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ﴾ [الطور: 34]، وقال تعالى: ﴿أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ﴾ [النجم:59]، وقال: ﴿فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء:78]، وقال تعالى: ﴿حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ [الأنعام:68]، ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ [الجاثية:6]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً﴾ [النساء:87]." ([24])  

وقال أبو حيان: "(أحاديث): جمع أحدوثة، وهي الأخبار والعبر يتمثل بذلك في الشر ولا يقال: جعلته حديثاً في الخير." ([25])

 

الحج والحجج

 

قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197].

وقال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [القصص: 27].

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الحَجِّ القصد للزيارة، قال الشاعر:

يحجّون بيت الزّبرقان المعصفرا

خصّ في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحَجّ والحِجّ، فالحَجُّ مصدر، والحِجُّ اسم، ويوم الحجّ الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: العمرة الحجّ الأصغر.

والحُجَّة: الدلالة المبيّنة للمحجّة، أي: المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين.

قال تعالى: ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ﴾ [الأنعام:149]، وقال: ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ [البقرة:150]، فجعل ما يحتجّ بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم           بهنّ فلول من قراع الكتائب

ويجوز أنّه سمّى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [الشورى:16]، فسمّى الداحضة حجّة، وقوله تعالى: ﴿لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ﴾ [الشورى:15]، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمُحاجَّة: أن يطلب كلّ واحد أن يردّ الآخر عن حجّته ومحجّته، قال تعالى: ﴿وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ﴾ [الأنعام: 80]. " ([26])

وقال أبو حيان: "(حج): قصد، (حِجَج): سنون." ([27])

 

الحاجة ودلالتها في القرآن الكريم

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحَاجَة إلى الشيء: الفقر إليه مع محبّته، وجمعها: حَاجٌ وحاجات وحوائج.

وحَاجَ يَحُوجُ: احتاج، قال تعالى: ﴿إِلَّا حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها﴾ [يوسف: 68]، وقال: ﴿حاجَةً مِمَّا أُوتُوا﴾ [الحشر:9]، والحَوْجَاء: الحاجة.

وقيل: الحاج ضرب من الشّوك." ([28])

وقال أبو حيان: "(حاجة): فقراً." ([29])

 

حفدة

 

وردت مادة: (حفد) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ [النحل: 72].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ [النحل: 72]، جمع حَافِد، وهو المتحرّك المتبرّع بالخدمة، أقارب كانوا أو أجانب، قال المفسرون: هم الأسباط ونحوهم؛ وذلك أنّ خدمتهم أصدق، قال الشاعر:

حَفَدَ الولائد بينهنّ

وفلان مَحْفُود، أي: مخدوم، وهم الأختان والأصهار، وفي الدعاء: (إليك نسعى ونحفد)، وسيف مُحْتَفِد: سريع القطع، قال الأصمعي: أصل الحَفْد: مداركة الخطو." ([30])

وقال أبو حيان: "(حفدة): خدماً، وقيل: أختان أو أصهار أو أعوان أو من ينفع الرجل من بنيه، أو بنو المرأة من زوجها الأول." ([31])

 

حدود الله

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحدّ: الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال: حَدَدْتُ كذا: جعلت له حدّاً يميّز، وحَدُّ الدار: ما تتميز به عن غيرها، وحَدُّ الشيء: الوصف المحيط بمعناه المميّز له عن غيره، وحَدُّ الزنا والخمر سمّي به؛ لكونه مانعاً لمتعاطيه من معاودة مثله، ومانعاً لغيره أن يسلك مسلكه، قال الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ﴾ [الطلاق:1]، وقال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها﴾ [البقرة:229] ، وقال: ﴿الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [التوبة:97]، أي: أحكامه، وقيل: حقائق معانيه، وجميع حدود الله على أربعة أوجه:

- إمّا شيء لا يجوز أن يتعدّى بالزيادة عليه ولا القصور عنه، كأعداد ركعات صلاة الفرض.

- وإمّا شيء تجوز الزيادة عليه ولا تجوز النقصان عنه.

- وإمّا شيء يجوز النقصان عنه ولا تجوز الزيادة عليه.

- وإمّا شيء يجوز كلاهما.

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ [المجادلة:5]، أي: يمانعون، فذلك إمّا اعتباراً بالممانعة وإمّا باستعمال الحديد، والحديد معروف، قال عزّ وجل: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ [الحديد:25]، وحَدَّدْتُ السكّين: رقّقت حدّه، وأَحْدَدْتُهُ: جعلت له حدّاً، ثم يقال لكلّ ما دقّ في نفسه من حيث الخلقة أو من حيث المعنى كالبصر والبصيرة حَدِيد، فيقال: هو حديد النظر، وحديد الفهم، قال عزّ وجل: ﴿فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق:22]، ويقال: لسان حديد، نحو: لسان صارم، وماض، وذلك إذا كان يؤثّر تأثير الحديد، قال تعالى: ﴿سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ﴾

[الأحزاب: 19]، ولتصوّر المنع سمّي البوّاب حَدَّاداً، وقيل: رجل محدود: ممنوع الرزق والحظّ." ([32])

وقال أبو حيان: "(حاد الله): عادى وحارب، (حدود الله): ما حده، محدود: ممنوع." ([33])

 

حرد

 

وردت مادة: (حرد) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قصة أصحاب الجنة الذين ورد ذكرهم في سورة القلم.

قال تعالى: ﴿وغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾ [القلم: 25].

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَرْد: المنع من حدّة وغضب، قال عزّ وجلّ: ﴿وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ﴾ [القلم:25]، أي: على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك.

ونزل فلان حريداً، أي ممتنعاً من مخالطة القوم، وهو حريد المحل.

وحَارَدَت السّنة: منعت قطرها، والناقة: منعت درّها، وحَرِدَ: غضب، وحَرَّدَهُ كذا، وبعير أحرد: في إحدى يديه حَرَدٌ، والحُرْدِيَّة: حظيرة من قصب." ([34])

وقال أبو حيان: "(حَرْد): غضب وحقد، وقيل: قصد، وقيل: منع." ([35])

 

استحواذ الشيطان

(معناه ودلالته)

 

لم يرد الاستحواذ في القرآن الكريم سوى مرتين، الأولى منهما في وصف حزب الشيطان وسيطرته عليهم، والأخرى في وصف المنافقين.

قال تعالى: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [المجادلة: 19].

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: 141].

قال الراغب الأصفهاني: "الحَوْذُ: أن يتبع السّائق حاذيي البعير، أي: أدبار فخذيه فيعنّف في سوقه، يقال: حَاذَ الإبلَ يَحُوذُهَا، أي: ساقها سوقاً عنيفاً، وقوله: ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ﴾ [المجادلة:19]، استاقهم مستولياً عليهم." ([36])

وقال أبو حيان: "(استحوذ): استولى وغلب." ([37])

 

حنيذ

 

وردت كلمة: (حنيذ) مرة واحدة في القرآن الكريم، وذلك في قصة إبراهيم عليه السلام مع ضيفه من الملائكة، وكأنما تشير من طرف خفي إلى الكرم الذي جُبل عليه هذا النبي الكريم، وتصور حسن ضيافته واحتفاءه بضيفه تصويراً دقيقاً.

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود: 69].

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود:69]، أي: مشويّ بين حجرين، وإنّما يفعل ذلك؛ لتتصبّب عنه اللّزوجة التي فيه، وهو من قولهم: حَنَذْتُ الفرس: استحضرته شوطاً أو شوطين، ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق، وهو محنوذ وحَنِيذ، وقد حَنَذَتْنَا الشّمسُ." ([38])

وقال أبو حيان: "(حنيذ): مشوي." ([39])

 

الحرور

 

اقترن ذكر الحرور في القرآن الكريم بذكر الظل، قال تعالى: ﴿وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾ [فاطر:21].

فما هي العلاقة بينهما؟ وهل اشتق الحرور من الحرارة؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان:

- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار.

- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم، يقال: حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا: حرّ الرّجل، قال تعالى: ﴿لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا﴾

[التوبة:81].

والحَرور: الريح الحارّة، قال تعالى: ﴿وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ﴾ [فاطر:21]، واستحرّ القيظ: اشتدّ حرّه، والحَرَر: يبس عارض في الكبد من العطش، والحَرَّة: الواحدة من الحرّ، يقال: حرّة تحت قرّة، والحَرَّة أيضاً: حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير: استحرّ القتل: اشتد، وحَرُّ العمل: شدته، وقيل: إنما يتولّى حارَّها من تولّى قارّها، والحُرُّ: خلاف العبد، يقال: حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة." ([40])

وقال أبو حيان: "(الحرور): ريح حارة تهب بالليل، وقد تكون بالنهار." ([41])

 

حسير

 

وردت مادة: (حسر) في عدد من الكلمات القرآنية، ومنها: (حسير، محسوراً، يستحسرون، حسرة، حسرات).

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحسر: كشف الملبس عمّا عليه، يقال: حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمِحْسَرَة: المكنسة، وفلان كريم المَحْسَر، كناية عن المختبر، وناقة حَسِير: انحسر عنها اللحم والقوّة، ونوق حَسْرَى، والحاسر: المُعْيَا؛ لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أمّا الحاسر فتصوّراً أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصوّراً أنّ التعب قد حسره، وقوله عزّ وجل: ﴿يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ [الملك:4]، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: ﴿فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً﴾ [الإسراء:29]. والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى: ﴿لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [آل عمران:156]، ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ [الحاقة:50]، وقال تعالى: ﴿يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾ [الزمر:56]، وقال تعالى: ﴿كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ﴾ [البقرة:167]، وقوله تعالى: ﴿يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ﴾ [يس:30]، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ﴾ [الأنبياء:19]، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون)." ([42])

وقال أبو حيان: "(حسير): كليل، (حسرة): ندامة، (يستحسرون): يعيون، (محسوراً): منقطعاً عن النفقة، ومنه البعير الحسير الذي حُسر عن السفر أي ذُهِب بقوته." ([43])

 

الحشر

 

ورد ذكر الحشر في كثير من الآيات الكريمة، منها ما جاء في صفة القيامة، ومنها ما جاء في غير ذلك، وتشترك جميعها في أن الحشر لا يقال إلا في الجماعة.

وقد بيّن الراغب الأصفهاني أن الحَشْرَ يعني: إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وأنه لا يقال إلا في الجماعة، كما في قوله تعالى: ﴿وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ﴾ [الشعراء:36]، وقال تعالى: ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً﴾ [ص:19]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ﴾ [التكوير:5]، وقال: ﴿لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا﴾ [الحشر:2]، ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ [النمل:17]. ([44])

وقال أبو حيان: "(حشرنا): جمعنا." ([45])

 

الحَور والحواريون

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحَوْرُ: التّردّد إمّا بالذّات، وإمّا بالفكر، وقوله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ﴾ [الانشقاق:14]، أي: لن يبعث، وذلك نحو قوله: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ [التغابن:17]، وحَارَ الماء في الغدير: تردّد فيه، وحَارَ في أمره: تحيّر، ومنه:

المِحْوَر للعود الذي تجري عليه البكرة لتردّده، وبهذا النّظر قيل: سير السّواني أبداً لا ينقطع، والسواني جمع سانية، وهي ما يستقى عليه من بعير أو ثور، ومَحَارَة الأذن لظاهره المنقعر، تشبيهاً بمحارة الماء؛ لتردّد الهواء بالصّوت فيه كتردّد الماء في المحارة، والقوم في حَوْرٍ أي: في تردّد إلى نقصان. " ([46])

وقال أبو حيان: "(يحور): يرجع، (الحواريين): صفوة الأنبياء، (حُور): جمع حوراء، وهي الشديدُ بياضُ عينها في شدة سواد السواد، (يحاوره): يخاطبه." ([47])

 

الحفرة والحافرة

 

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ﴾ [آل عمران:103]، أي: مكان محفور، ويقال لها: حَفِيرَة.

والحَفَر: التراب الذي يخرج من الحفرة، نحو: نقض لما ينقض، والمِحْفَار والمِحْفَر والمِحْفَرَة: ما يحفر به، وسمّي حَافِر الفرس تشبيهاً لحفره في عدوه، وقوله عزّ وجل: ﴿أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ﴾ [النازعات:10]، مثل لمن يردّ من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت؟

وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنّا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي: في القبور، وقوله: فِي الْحافِرَةِ على هذا في موضع الحال.

وقيل: رجع على حافرته، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، نحو قوله تعالى: ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ [النحل:70]، وقولهم: (النقد عند الحافرة)، لما يباع نقداً، وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه، والحَفْر: تأكّل الأسنان، وقد حَفَرَ فوه حَفْراً، وأَحْفَرَ المهر للإثناء والإرباع." ([48])

وقال أبو حيان: "(في الحافرة): الرجوع إلى أول الأمر، يقال: رجع في حافرته وعلى حافرته إذا رجع من حيث جاء." ([49])

 

الحجر

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحَجَر: الجوهر الصلب المعروف، وجمعه: أحجار وحِجَارَة، وقوله تعالى: ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ﴾ [البقرة: 24]، قيل: هي حجارة الكبريت، وقيل: بل الحجارة بعينها، ونبّه بذلك على عظم حال تلك النّار، وأنها ممّا توقد بالناس والحجارة خلاف نار الدنيا إذ هي لا يمكن أن توقد بالحجارة وإن كانت بعد الإيقاد قد تؤثّر فيها، وقيل: أراد بالحجارة الذين هم في صلابتهم عن قبول الحقّ كالحجارة، كمن وصفهم بقوله: ﴿فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ [البقرة:74].

والحَجْر والتحجير: أن يجعل حول المكان حجارة، يقال: حَجَرْتُهُ حَجْراً، فهو محجور، وحَجَّرْتُهُ تحجيرا فهو مُحَجَّر، وسمّي ما أحيط به الحجارة حِجْراً، وبه سمّي حجر الكعبة وديار ثمود، قال تعالى: ﴿كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الحجر:80]، وتصوّر من الحجر معنى المنع؛ لما يحصل فيه، فقيل للعقل حِجْر؛ لكون الإنسان في منع منه ممّا تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: ﴿هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ [الفجر:5].

قال المبرّد: يقال للأنثى من الفرس حِجْر، لكونها مشتملة على ما في بطنها من الولد.

والحِجْر: الممنوع منه بتحريمه، قال تعالى: ﴿وَقالُوا هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ﴾ [الأنعام:138]، ﴿وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً﴾ [الفرقان:22]، كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك، فذكر تعالى أنّ الكفار إذا رأوا الملائكة قالوا ذلك، ظنّا أنّ ذلك ينفعهم، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً﴾ [الفرقان:53]، أي: منعاً لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وفلان في حَجْرِ فلان، أي: في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه: حُجُور، قال تعالى: ﴿وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ﴾ [النساء:23]." ([50])

وقال أبو حيان: "(حجر): حرام، أصحاب الحجر: ديار ثمود، (لذي حجر): عقل." ([51])

 

الحبر والحبور

 

وردت مادة حبر في عدد من الكلمات القرآنية، ومنها: (أحبارهم، يحبرون، تُحبرون).

فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: "شاعر مُحَبِّر، وشعر مُحَبَّر، وثوب حَبِير: محسّن، ومنه: أرض مِحْبَار، والحبير من السحاب، وحَبِرَ فلان: بقي بجلده أثر من قرح.

والحَبْر: العالم وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة:31]، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: (العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة).

وقوله عزّ وجلّ: ﴿فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ﴾ [الروم:15]، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم." ([52])

وقال أبو حيان: "(يحبرون): يسرون: والحبور: السرور." ([53])

 

الحناجر

 

وردت كلمة: (الحناجر) مرتين في القرآن الكريم، في صفة القلوب حال الخوف الشديد.

قال تعالى: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].

وقال تعالى: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10].

قال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ﴾ [غافر: 18].

وقال عزّ وجلّ: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ﴾ [الأحزاب:10].

جمع حَنْجَرَة، وهي رأس الغلصمة من خارج." ([54])

قال أبو حيان: "(الحناجر): جمع حنجرة وحنجور، وهما رأس الغلصمة، حيث تراه حديداً من خارج الحلق." ([55])

 

متحيز

 

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ﴾ [الأنفال:16].

أي: صائراً إلى حيّز وأصله من الواو.

وذلك كلّ جمع منضمّ بعضه إلى بعض.

وحُزْتُ الشيء أَحُوزُهُ حَوْزاً، وحمى حَوْزَتَهُ، أي: جمعه.

وتَحَوَّزَتِ الحيّة وتَحَيَّزَتْ، أي: تلوّت.

والأَحْوَزِيُّ: الذي جمع حوزه متشمّراً، وعبّر به عن الخفيف السّريع." ([56])

قال أبو حيان: "حوز: (متحيزاً): منضماً." ([57])

 

 

حبطت أعمالهم

 

قال الله تعالى: ﴿حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ﴾ [المائدة:53].

وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:88].

ذكر الراغب الأصفهاني أن حَبْط العمل على أضرب:

أحدها: أن تكون الأعمال دنيوية فلا تغني في القيامة غناء، كما أشار إليه بقوله: ﴿وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً﴾ [الفرقان:23].

والثاني: أن تكون أعمالاً أخروية؛ لكن لم يقصد بها صاحبها وجه الله تعالى.

والثالث: أن تكون أعمالاً صالحة؛ ولكن بإزائها سيئات توفي عليها، وذلك هو المشار إليه بخفّة الميزان.

وأصل الحبط من الحَبَطِ، وهو أن تكثر الدابة أكلاً حتى ينتفخ بطنها. ([58])

وقال أبو حيان: "(حبطت): بطلت." ([59])

 

حبك السماء

 

وردت كلمة الحبك مرة واحدة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال أبو عبيدة: "﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7] الطرائق ومنها سمّي حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه، وطرائق الماء حبكه." ([60])

وقال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7].

هي ذات الطرائق فمن الناس من تصوّر منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرّة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:191].

وأصله من قولهم: بعير مَحْبُوك القرا، أي: محكمه، والاحتباك: شدّ الإزار." ([61])

 

المحظور والمحتظر

 

وردت مادة: (حظر) مرتين في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ [الإسراء: 20].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ [القمر: 31].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: " حَظْرُ: جمع الشيء في حَظِيرَة.

والمَحْظُور: الممنوع، والمُحْتَظِرُ: الذي يعمل الحظيرة.

قال تعالى: ﴿فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ [القمر:31].

وقد جاء فلان بالحَظِرِ الرّطب، أي: الكذب المستبشع." ([62])

وقال أبو حيان: "(محظوراً): ممنوعاً.

(المحتظر): المتخذ حظيرة." ([63])

 

حطة

 

وردت كلمة: (حطة) مرتين في القرآن الكريم، في شأن اليهود، في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 58].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 161].

فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَطّ: إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي: ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي: مستوية الظهر، وقوله تعالى: ﴿وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾

[البقرة:58]، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه: حطّ عنا ذنوبنا، وقيل: معناه: قولوا صواباً." ([64])

وقال أبو حيان: "(حطة): مصدر حط." ([65])

 

الحظ

(معناه ودلالته في القرآن الكريم)

 

ورد ذكر الحظ 7 مرات في القرآن الكريم، فما هو معناه؟ وما هي دلالته؟

قال تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [القصص: 79].

قال الراغب الأصفهاني: " الحَظُّ: النصيب المقدّر.

وقد حَظِظْتُ وحُظِظْتُ فأنا مَحْظُوظ، وقيل في جمعه: أَحَاظّ وأُحُظّ.

قال الله تعالى: ﴿فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾ [المائدة:14]، وقال تعالى: ﴿لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾ [النساء:11]." ([66])

وقال أبو حيان: "(حظ): نصيب." ([67])

 

أحتنكن

 

وردت كلمة: (أحتنكن) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 62].

قال الراغب الأصفهاني: "الحَنَكُ: حنك الإنسان والدّابّة، وقيل لمنقار الغراب: حَنَكٌ؛ لكونه كالحنك من الإنسان، وقيل: أسود مثل حنك الغراب، وحللك الغراب، فحنكه: منقاره، وحلكه: سوادّ ريشه، وقوله تعالى: ﴿لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء:62]، يجوز أن يكون من قولهم: حَنَكْتُ الدّابّة: أصبت حنكها باللّجام والرّسن، فيكون نحو قولك: لألجمنّ فلاناً ولأرسننّه.

ويجوز أن يكون من قولهم: احتنك الجراد الأرض، أي: استولى بحنكه عليها، فأكلها واستأصلها، فيكون معناه: لأستولينّ عليهم استيلاءه على ذلك، وفلان حَنَّكَه الدّهر واحتنكه، كقولهم: نجّذه، وقرع سنّه، وافترّه، ونحو ذلك من الاستعارات في التّجربة." ([68])

وقال أبو حيان: "(لأحتنكن): لأستأصلن، يقال: احتنك الجراد الزرع أكله كلّه، وقيل: من حنَّك دابته بحبل شد حبلاً في حنكها، أي لأقتادن ذريته." ([69])

وفي ذلك من الهوان والذلة لأتباع إبليس ما يجدر بالعاقل أن يتنبه إليه، ويحذر من كيد الشيطان، لئلا يسوقه كما تساق الدابة، ويحكم سيطرته عليه.

 

الحلّ والحلال والحلائل والمحل

 

وردت مادة: (حلل) 51 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (حللتم، تَحُلُّ، تَحِلُّ، أُحلّت، حِلّ، حلال، حلائل، تحلّة، محله، وغيرها).

فما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الحَلّ: حلّ العقدة، ومنه قوله عزّ وجلّ: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي﴾ [طه:27]، وحَللْتُ: نزلت، أصله من حلّ الأحمال عند النزول، ثم جرّد استعماله للنزول، فقيل: حَلَّ حُلُولاً، وأَحَلَّهُ غيره، قال عزّ وجلّ: ﴿أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ﴾ [الرعد:31]، ﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ﴾ [إبراهيم:28]، ويقال: حَلَّ الدّين: وجب أداؤه، والحِلَّة: القوم النازلون، وحيّ حِلَال مثله، والمَحَلَّة: مكان النزول، وعن حلّ العقدة استعير قولهم: حَلَّ الشيء حلالاً، قال الله تعالى: ﴿وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً﴾ [المائدة:88]، وقال تعالى: ﴿هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ﴾ [النحل:116]، ومن الحُلُول أَحَلَّت الشاة: نزل اللبن في ضرعها، وقال تعالى: ﴿حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة:196]، وأَحَلَّ الله كذا، قال تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ﴾ [الحج:30]، وقال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ أَزْواجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَناتِ عَمِّكَ وَبَناتِ عَمَّاتِكَ﴾ الآية [الأحزاب: 50]." ([70])

وقال أبو حيان: "(حلائل): أزواج، (محله): منحره بمعنى الموضع الذي يحل فيه نحره." ([71])

 

الحمل وحمولة

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظّهر: حِمْل.

وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ﴾ [فاطر: 18]، يقال: حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلاً، قال الله تعالى: ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ﴾ [العنكبوت:13]، وقال تعالى: ﴿وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ [العنكبوت:12]، وقال تعالى: ﴿وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ [التوبة:92]، وقال عزّ وجلّ: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ [النحل:25]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ﴾ [الجمعة:5]، أي: كلّفوا أن يتحمّلوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حَمَّلْتُهُ كذا فَتَحَمَّلَهُ، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَهُ، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى: ﴿فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً﴾ [الرعد:17]، ﴿حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ﴾ [الحاقة:11]، وقوله: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ﴾ [النور:54]، وقال تعالى: ﴿رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ﴾ [البقرة:286]، وقال عزّ وجل: ﴿وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ﴾ [القمر:13]، ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً﴾ [الإسراء:3]، ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ﴾ [الحاقة:14].

وحَمَلَتِ المرأةُ: حَبِلَتْ، وكذا حملت الشّجرة، يقال: حَمْلٌ وأحمال، قال عزّ وجلّ: ﴿وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ [الطلاق:4]، ﴿وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ﴾ [فصلت:47]، ﴿حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ﴾ [الأعراف:189]، ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً﴾ [الأحقاف:15]، ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً﴾ [الأحقاف:15]، والأصل في ذلك الحِمْل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة: إذا حملت، وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير، وقيل: الحَمُولَة لما يحمل عليه، كالقتوبة والرّكوبة، والحُمُولَة: لما يحمل، والحَمَل: للمحمول، وخصّ الضأن الصغير بذلك؛ لكونه محمولاً، لعجزه، أو لقربه من حمل أمّه إياه، وجمعه: أَحْمَال وحُمْلَان، وبها شبّه السّحاب، فقال عزّ وجل: ﴿فَالْحامِلاتِ وِقْراً﴾ [الذاريات:2]، والحَمِيل: السّحاب الكثير الماء، لكونه حاملاً للماء، والحَمِيل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيهاً بالسيل، والولد في البطن، والحَمِيل: الكفيل؛ لكونه حاملاً للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه، و ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد:4]، كناية عن النّمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرّطب، أي: ينمّ." ([72])

وقال أبو حيان: "(حمولة): إبل وخيل وبغال وحمير." ([73])

 

حِوَلاً

 

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الحَوْل تغيّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار التّغيّر قيل: حَالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولاً، واستحال: تهيّأ لأن يحول، وباعتبار الانفصال قيل: حَالَ بيني وبينك كذا، وقوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ [الأنفال:24]، فإشارة إلى ما قيل في وصفه: (يا مقلّب القلوب والأبصار) [مسند أحمد 12107] ([74]) ، وهو أن يلقي في قلب الإنسان ما يصرفه عن مراده لحكمة تقتضي ذلك، وقيل: على ذلك: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ﴾ [سبأ:54]، وقال بعضهم في قوله: ﴿يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ﴾ [الأنفال:24]، هو أن يهلكه، أو يردّه إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً، وحَوَّلْتُ الشيء فَتَحَوَّلَ: غيّرته، إمّا بالذات، وإمّا بالحكم والقول، ومنه: أَحَلْتُ على فلان بالدّين. وقولك: حوّلت الكتاب هو أن تنقل صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصّورة الأولى، وفي المثل: لو كان ذا حيلة لتحوّل، وقوله عزّ وجلّ: ﴿لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا﴾ [الكهف:108]، أي: تحوّلاً.

والحَوْلُ: السّنة، اعتباراً بانقلابها ودوران الشّمس في مطالعها ومغاربها، قال الله تعالى: ﴿وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ﴾ [البقرة:233]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ﴾ [البقرة:240]، ومنه: حَالَتِ السّنة تَحُولُ، وحَالَتِ الدّار: تغيّرت." ([75])

قال أبو حيان: "(حِوَلاً): تحويلاً، (يَحُولُ): يملك عليه قلبه." ([76])

 

حبل من الله

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحَبْلُ معروف، قال عزّ وجلّ: ﴿فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد:5]، وشبّه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق.

والحبل: المستطيل من الرّمل، واستعير للوصل، ولكلّ ما يتوصّل به إلى شيء، قال عزّ وجلّ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً﴾ [آل عمران:103]، فحبله هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك ممّا إذا اعتصمت به أدّاك إلى جواره، ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران:112]، ففيه تنبيه أنّ الكافر يحتاج إلى عهدين:

- عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلّا لم يقرّ على دينه، ولم يجعل له ذمّة.

- وإلى عهد من الناس يبذلونه له. " ([77])

وقال أبو حيان: "(بحبل): بعهد." ([78]) 

 

الحميم واليحموم

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحميم: الماء الشديد الحرارة، قال تعالى: ﴿وَسُقُوا ماءً حَمِيماً﴾ [محمد:15]، ﴿إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً﴾ [عمّ:25]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الأنعام/ 70]، وقال عزّ وجل: ﴿يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾ [الحج:19]، ﴿ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ﴾ [الصافات:67]، ﴿هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ [ص:57]، وقيل للماء الحارّ في خروجه من منبعه: حَمَّة." ([79])

وقال أبو حيان: "(في الحميم): ماء حار، أو القريب في النسبة، أو الخاص، أو العرق.

(من يحموم): دخان أسود." ([80])

 

المحرومون

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحرام: الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى: ﴿وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ﴾ [القصص:12]، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك: ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها﴾ [الأنبياء:95]، وقوله تعالى: ﴿فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ [المائدة:26]، وقيل: بل كان حراماً عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ﴾ [المائدة:72]، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ﴾ [الأعراف:50]، والمُحرَّم بالشرع: كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلاً، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ﴾ [البقرة:85]، فهذا كان محرّماً عليهم بحكم شرعهم، ونحو قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ﴾ الآية [الأنعام:145]." ([81])

وقال أبو حيان: "(والمحروم): المحارَف، (محرومون): ممنوعون من الرزق." ([82])

 

الحكم والحكمة

 

قال الراغب الأصفهاني: " حَكَمَ أصله: منع منعاً لإصلاح، ومنه سميت اللّجام: حَكَمَة الدابّة، فقيل: حكمته وحَكَمْتُ الدّابة: منعتها بالحكمة، وأَحْكَمْتُهَا: جعلت لها حكمة، وكذلك: حكمت السفيه وأحكمته، قال الشاعر:

أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم

وقوله: ﴿أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [السجدة:7]، ﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحج:52]، والحُكْم بالشيء: أن تقضي بأنّه كذا، أو ليس بكذا، سواء ألزمت ذلك غيره أو لم تلزمه، قال تعالى: ﴿وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء:58]، ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [المائدة:95]، وقال:

فاحكم كحكم فتاة الحيّ إذا نظرت         إلى حمام سراع وارد الثّمد

والثّمد: الماء القليل، وقيل معناه: كن حكيماً.

وقال عزّ وجلّ: ﴿أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾ [المائدة:50]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]، ويقال: حَاكِم وحُكَّام لمن يحكم بين الناس، قال الله تعالى: ﴿وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ﴾ [البقرة:188]، والحَكَمُ: المتخصص بذلك، فهو أبلغ، قال الله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً﴾ [الأنعام:114]، وقال عزّ وجلّ: ﴿فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها﴾ [النساء:35]، وإنما قال: حَكَماً ولم يقل: حاكماً، تنبيهاً أنّ من شرط الحكمين أن يتوليا الحكم عليهم ولهم حسب ما يستصوبانه من غير مراجعة إليهم في تفصيل ذلك، ويقال الحكم للواحد والجمع، وتحاكمنا إلى الحاكم.

قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ﴾ [النساء:60]، وحَكَّمْتُ فلاناً، قال تعالى: ﴿حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء:65]، فإذا قيل: حكم بالباطل، فمعناه:

أجرى الباطل مجرى الحكم، والحِكْمَةُ: إصابة الحق بالعلم والعقل، فالحكمة من الله تعالى:

معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام، ومن الإنسان: معرفة الموجودات وفعل الخيرات.

وهذا هو الذي وصف به لقمان في قوله عزّ وجلّ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ﴾ [لقمان:12]، ونبّه على جملتها بما وصفه بها، فإذا قيل في الله تعالى: هو حَكِيم، فمعناه بخلاف معناه إذا وصف به غيره، ومن هذا الوجه قال الله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ﴾ [التين:8]، وإذا وصف به القرآن؛ فلتضمنه الحكمة، نحو: ﴿آلر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ﴾ [يونس:1]، وعلى ذلك قال: ﴿وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ ۝ حِكْمَةٌ بالِغَةٌ﴾ [القمر: 4- 5]، وقيل: معنى الحكيم المحكم، نحو: ﴿أُحْكِمَتْ آياتُهُ﴾ [هود: 1]، وكلاهما صحيح، فإنه محكم ومفيد للحكم، ففيه المعنيان جميعاً، والحكم أعمّ من الحكمة، فكلّ حكمة حكم، وليس كل حكم حكمة، فإنّ الحكم أن يقضى بشيء على شيء، فيقول: هو كذا أو ليس بكذا." ([83])

وقال أبو حيان: "(حكمة): والحكمة العقل." ([84])

 

الحُطَمة

 

وردت مادة: (حطم) 6 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (يحطمنكم، حطاماً، الحطمة).

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَطْمُ: كسر الشيء مثل الهشم ونحوه، ثمّ استعمل لكلّ كسر متناه، قال الله تعالى: ﴿لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ﴾ [النمل:18]، وحَطَمْتُهُ فانحطم حَطْماً، وسائقٌ حُطَمٌ: يحطم الإبل لفرط سوقه، وسميت الجحيم حُطَمَة، قال الله تعالى في الحطمة: ﴿وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ﴾ [الهمزة: 5]، وقيل للأكول: حطمة؛ تشبيهاً بالجحيم، تصوّراً لقول الشاعر:

كأنّما في جوفه تنّور

ودرع حُطَمِيَّة: منسوبة إلى ناسجها أو مستعملها، وحطيم وزمزم: مكانان، والحُطَام: ما يتكسّر من اليبس، قال عزّ وجل: ﴿ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً﴾ [الزمر:21]." ([85])

وقال أبو حيان: "(حطاماً): فتاتاً، (في الحطمة): النار تحطم كل شيء." ([86])

 

حسوماً

 

وردت كلمة: (حسوماً) مرة واحدة في القرآن الكريم، في وصف حال عذاب ثمود واستمراره ثمانية أيام حسوماً.

فما هو المراد بها؟ وما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَسْم: إزالة أثر الشيء، يقال: قطعه فَحَسَمَهُ، أي: أزال مادّته، وبه سمّي السيف حُسَاماً.

وحَسْمُ الداء: إزالة أثره بالكيّ، وقيل للشؤم المزيل لأثر من ناله: حُسُوم، قال تعالى: ﴿ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً﴾ [الحاقة:7]، قيل: حاسماً أثرهم، وقيل: حاسماً خبرهم، وقيل: قاطعاً لعمرهم.

وكل ذلك داخل في عمومه." ([87])

وقال أبو حيان: "(حسوماً): تباعاً، من حسم الداء وهو أن يتابع عليه بالمكواة حتى يبرأ فجعل مثلا فيما تتابع.

وقيل: نحوساً." ([88])

 

حصحص الحق

 

بعد براءة ساحة يوسف عليه السلام أمام الملأ، وظهور الحق، نجد امرأة العزيز تقر بذنبها وتعترف، وتقول: ﴿الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ﴾ [يوسف: 51].

فما معنى ذلك؟

قال الراغب الأصفهاني: " ﴿حَصْحَصَ الْحَقُ﴾ [يوسف: 51]، أي: وضح، وذلك بانكشاف ما يغمره، وحَصَّ وحَصْحَصَ نحو: كفّ وكفكف، وكبّ وكبكب، وحَصَّهُ: قطع منه، إمّا بالمباشرة، وإمّا بالحكم، فمن الأول قول الشاعر:

قد حصّت البيضة رأسي

ومنه قيل: رَجُلٌ أَحَصُّ: انقطع بعض شعره، وامرأة حَصَّاءُ، وقالوا: رجل أحصّ: يقطع بشؤمه الخيرات عن الخلق، والحِصَّة: القطعة من الجملة، وتستعمل استعمال النصيب." ([89])

وقال أبو حيان: "(حصحص الحق): وضح." ([90])

 

حرض

 

وردت مادة: (حرض) 3 مرات في القرآن الكريم، ومنها: (حرّض، حرضاً).

فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الحَرَض: ما لا يعتدّ به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حَرِضَ، قال عزّ وجلّ: ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً﴾ [يوسف:85]، وقد أَحْرَضَهُ كذا، قال الشاعر:

إنّي امرؤ نابني همّ فأحرضني

والحُرْضَة: من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض: الحثّ على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنّه في الأصل إزالة الحرض، نحو: مرّضته وقذّيته، أي: أزلت عنه المرض والقذى، وأَحْرَضْتُهُ: أفسدته، نحو: أقذيته: إذا جعلت فيه القذى." ([91])

وقال أبو حيان: "(حَرِّض): حُث.

(حرضاً): أذابه الحزن أو العشق." ([92])

 

حرف

 

قال الراغب الأصفهاني: " حرف الشيء: طرفه، وجمعه: أحرف وحروف، يقال: حرف السيف، وحرف السفينة، وحرف الجبل، وحروف الهجاء: أطراف الكلمة، والحروف العوامل في النحو: أطراف الكلمات الرابطة بعضها ببعض، وناقة حرف، تشبيهاً بحرف الجبل، أو تشبيهاً في الدقة بحرف من حروف الكلمة، قال عز وجل: ﴿ومِنَ النَّاسِ مَن يعبدُ اللهَ على حَرْفٍ﴾ [الحج:11]، قد فسر ذلك بقوله بعده: ﴿فإن أَصابَهُ خَيرٌ اطمأنَّ بِه وإن أَصابتْهُ فِتنةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ﴾ [الحج:11]، وفي معناه: ﴿مُذَبذَبِين بَين ذَلك﴾ [النساء:143].

وانحرف عن كذا، وتحرف، واحترف، والاحتراف: طلب حرفة للمكسب، والحرفة: حالته التي يلزمها في ذلك، نحو: القعدة والجلسة، والمحارف: المحروم الذي خلا به الخير، وتحريف الشيء: إمالته، كتحريف القلم، وتحريف الكلام: أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين، قال عز وجل: ﴿يُحرِّفون الكَلِمَ عن مواضِعِه﴾ [النساء:46]، و﴿يُحرِّفون الكَلِمَ من بعدِ مواضعه﴾ [المائدة:41]، ﴿وقد كانَ فريقُ منهم يسمعونَ كلامَ اللهِ ثم يحرِّفونهُ من بعدِ ما عقلوهُ﴾ [البقرة:75]." ([93])

وقال أبو حيان: "حرف: (يحرفون): يقلبون ويغيرون." ([94])

 

حففناهما بنخل

 

وردت مادة: (حف) مرتين في القرآن الكريم، إحداهما في وصف الملائكة الحافين من حول العرش، والأخر في وصف الجنتين المحفوفتين بنخل.

وذكر الراغب الأصفهاني أن معنى: (حافّين) في قوله تعالى: ﴿وترَى الملائكةَ حافِّينَ مِن حَولِ العَرْشِ﴾ [الزم:75].

أي: مطيفين بحافتيه، أي: جانبيه.

وقال عز وجل: ﴿وحَففناهُما بِنَخلٍ﴾ [الكهف:32].

 وبيّن أن المراد بقوله: فلان في حفف من العيش، أي: في ضيق، كأنه حصل في حفف منه، أي: جانب، بخلاف من قيل فيه: هو في واسطة من العيش.

وحفيف الشجر والجناح: صوتهما، فذلك حكاية صوتهما، والحف: آلة النساج، سمي بذلك؛ لما يسمع من حفه، وهو صوت حركته. ([95])

وقال أبو حيان: "(حففناهما): أطفناهما." ([96])

 

حنفاء

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحنف: هو ميل عن الضلال إلى الاستقامة، والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضلال، والحنيف هو المائل إلى ذلك، قال عز وجل: ﴿قانتاً للهِ حَنيفاً﴾ [النحل:120]، وقال: ﴿حَنيفاً مُسلِماً﴾ [آل عمران: 67]، وجمعه حنفاء، قال عز وجل: ﴿واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ ۝ حُنَفَاءَ للهِ﴾ [الحج:30- 31]، وتحنف فلان، أي: تحرى طريق الاستقامة، وسمت العرب كل من حج أو اختتن حنيفاً، تنبيهاً أنه على دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم، والأحنف: من في رجله ميل، قيل: سمي بذلك على التفاؤل، وقيل: بل استعير للميل المجرد." ([97])

وقال أبو حيان: "(حنفاء): على دين إبراهيم على نبينا وعليه السلام.

ثم سمي به من يختتن ويحج البيت في الجاهلية ثم المسلم.

وأصل الحنف: الميل." ([98])

 

لا يحيق المكر السيء إلا بأهله

 

وردت مادة: (حاق) 10 مرات في القرآن الكريم، ومنها: (حاق، يحيق).

فما هو المراد بها؟

قال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿وحَاقَ بِهم مَا كَانُوا بهِ يَستَهزِؤن﴾ [هود:8].

قال عز وجل: ﴿ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله﴾ [فاطر:43].

أي: لا ينزل ولا يصيب.

قيل: وأصله حق فقلب، نحو: زل وزال، وقد قرئ: ﴿فأزَلّهُما الشيطان﴾ [البقرة:36]، وأزالهما،

وعلى هذا: ذمه وذامه." ([99])

وقال أبو حيان: "(ولا يحيق): يحيط." ([100])

 

الحق والحاقة

 

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الحَقّ: المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقّه لدورانه على استقامة.

والحقّ يقال على أوجه:

الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة، ولهذا قيل في الله تعالى: هو الحقّ، قال الله تعالى: ﴿وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ﴾ [يونس: 30]، وقيل بعيد ذلك: ﴿فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [يونس:32].

والثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة، ولهذا يقال: فعل الله تعالى كلّه حق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً﴾ [يونس:5]، إلى قوله: ﴿ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [يونس:5]، وقال في القيامة: ﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ﴾ [يونس:53]، و ﴿لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ﴾ [البقرة:146]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ [البقرة:147]، ﴿وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ [البقرة:149].

والثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنّة والنّار حقّ، قال الله تعالى: ﴿فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ﴾ [البقرة:213].

والرابع: للفعل والقول بحسب ما يجب وبقدر ما يجب، وفي الوقت الذي يجب، كقولنا: فعلك حقّ وقولك حقّ، قال تعالى:﴿كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ﴾ [يونس:33] ، ﴿وحَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ﴾ [السجدة:13]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ﴾ [المؤمنون:71]، يصح أن يكون المراد به الله تعالى، ويصحّ أن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة. ويقال: أَحققْتُ كذا، أي: أثبتّه حقا، أو حكمت بكونه حقاً، وقوله تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ﴾ [الأنفال:8] فإحقاق الحقّ على ضربين.

أحدهما: بإظهار الأدلّة والآيات، كما قال تعالى: ﴿وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً﴾ [النساء:91]، أي: حجة قوية.

والثاني: بإكمال الشريعة وبثّها في الكافّة، كقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ﴾ [الصف:8]، ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [التوبة:33]، وقوله: ﴿الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ﴾ [الحاقة: 1] إشارة إلى القيامة، كما فسّره بقوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ﴾ [المطففين:6]، لأنه يحقّ فيه الجزاء." ([101])

وقال أبو حيان: " (حق): وجب.

(الحاقة): القيامة." ([102])

 

الحدائق

 

قال الراغب الأصفهاني: " ﴿حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ﴾ [النمل:60].

جمع حديقة، وهي قطعة من الأرض ذات ماء، سمّيت تشبيهاً بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها.

وجمع الحَدَقَة حِدَاق وأحداق، وحَدَّقَ تحديقاً: شدّد النظر، وحَدَقُوا به وأَحْدَقُوا: أحاطوا به، تشبيها بإدارة الحدقة." ([103])

وقال أبو حيان: "(وحدائق): بساتين عليها حوائط." ([104])

 

عذاب الحريق

 

قال الراغب الأصفهاني: " يقال: أَحْرَقَ كذا فاحترق، والحريق: النّار، وقال تعالى: ﴿وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ﴾ [الحج:22]، وقال تعالى: ﴿فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ﴾ [البقرة:266]، وقالُوا: ﴿حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ﴾ [الأنبيا:68]، ﴿لَنُحَرِّقَنَّهُ﴾ [طه:97]، و (لنحرقنّه)، قرئا معاً، فَحَرْقُ الشيء: إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدّق، وحَرَقَ الشيء: إذا برده بالمبرد، وعنه استعير: حرق الناب، وقولهم: يحرق عليّ الأرّم، وحرق الشعر: إذا انتشر، وماء حُرَاق: يحرق بملوحته، والإحراق: إيقاع نار ذات لهيب في الشيء، ومنه استعير: أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيّته بلوم." ([105])

وقال أبو حيان: "(الحريق): نار تلتهب، (لنُحرِّقنه): أي بالنار، ومن قرأ: (لنَحْرُقنه) فمعناه نبردنه بالمبارد." ([106])

 

حسيس جهنم

 

قال الراغب الأصفهاني: "الحاسّة: القوة التي بها تدرك الأعراض الحسيّة، والحواسّ: المشاعر الخمس، يقال: حَسَسْتُ وحَسَيْتُ وأَحْسَسْتُ، فَحَسَسْتُ يقال على وجهين:

أحدهما: يقال: أصبته بحسّي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسّته، نحو: كبدته وفأدته، ولمّا كان ذلك قد يتولّد منه القتل عبّر به عن القتل، فقيل: حَسَسْتُه، أي: قتلته.

قال تعالى: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ﴾ [آل عمران:152]، والحَسِيس: القتيل، ومنه: جراد مَحْسُوس: إذا طبخ، وقولهم: البرد محسَّة للنبت، وانحسّت أسنانه: انفعال منه، فأمّا حَسِسْتُ فنحو علمت وفهمت؛ لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأمّا حَسَيْتُ فبقلب إحدى السينين ياء.

وأمّا أَحْسَسْتُهُ فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله؛ لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ﴾ [آل عمران:52]، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهوراً بان للحسّ فضلاً عن الفهم، وكذا قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ﴾ [الأنبياء:12]، وقوله تعالى: ﴿هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ﴾ [مريم:98]، أي: هل تجد بحاستك أحدا منهم؟ وعبّر عن الحركة بالحسيس والحسّ.

قال تعالى: ﴿لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها﴾ [الأنبياء:102]، والحُسَاس: عبارة عن سوء الخلق، وجعل على بناء زكام وسعال." ([107])

وقال أبو حيان: "(حسيسها): صوتها، (أحس): علم ووجد، (تحسونهم): تستأصلونهم قتلاً." ([108])

 

حفي

 

قال الراغب الأصفهاني: " الإحفاء في السؤال: التّترّع في الإلحاح في المطالبة، أو في البحث عن تعرّف الحال.

وعلى الوجه الأول يقال: أَحْفَيْتُ السؤال، وأَحْفَيْتُ فلاناً في السؤال، قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا﴾ [محمد:37]، وأصل ذلك من: أَحْفَيْتُ الدابة: جعلتها حافياً، أي: منسحج الحافر، والبعير: جعلته منسحج الخفّ من المشي حتى يرقّ، وقد حَفِيَ حَفاً وحَفْوَة، ومنه: أَحْفَيْتُ الشّارب: أخذته أخذاً متناهياً، والحَفِيُّ: البرّ اللطيف في قوله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا﴾ [مريم:47]، ويقال: حَفَيْتُ بفلان وتَحَفَّيْتُ به: إذا عنيت بإكرامه، والحَفِيّ: العالم بالشيء." ([109])

وقال أبو حيان: "(حفيٌّ): مُعتنٍ.

(فيحفكم): يلح، أحفى وألحف وألح بمعنى." ([110])

 

الحياة

 

قال الراغب الأصفهاني: " الحياة تستعمل على أوجه:

الأوّل: للقوّة النّامية الموجودة في النّبات والحيوان، ومنه قيل: نبات حَيٌّ، قال عزّ وجلّ:

﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها﴾ [الحديد:17]، وقال تعالى: ﴿وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً﴾

[ق:11]، ﴿وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء:30].

الثانية: للقوّة الحسّاسة، وبه سمّي الحيوان حيواناً، قال عزّ وجلّ: ﴿وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ﴾ [فاطر:22]، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وَأَمْواتاً﴾ [المرسلات: 25- 26]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت:39]، فقوله: (إِنَّ الَّذِي أَحْياها) إشارة إلى القوّة النّامية، وقوله: (لَمُحْيِ الْمَوْتى) إشارة إلى القوّة الحسّاسة.

الثالثة: للقوّة العاملة العاقلة، كقوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ﴾ [الأنعام:122]، وقول الشاعر:

وقد أسمعت لو ناديت حيّاً                    ولكن لا حياة لمن تنادي

والرابعة: عبارة عن ارتفاع الغمّ، وبهذا النظر قال الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت                     إنما الميت ميّت الأحياء

وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [آل عمران:169]، أي: هم متلذّذون، لما روي في الأخبار الكثيرة في أرواح الشّهداء.

والخامسة: الحياة الأخرويّة الأبديّة، وذلك يتوصّل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، قال الله تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال:24]، وقوله: ﴿يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي﴾ [الفجر:24]، يعني بها: الحياة الأخرويّة الدّائمة.

والسادسة: الحياة التي يوصف بها الباري، فإنه إذا قيل فيه تعالى: (هو حيّ)، فمعناه: لا يصحّ عليه الموت، وليس ذلك إلّا لله عزّ وجلّ.

والحياة باعتبار الدّنيا والآخرة ضربان: الحياة الدّنيا، والحياة الآخرة." ([111])

وقال أبو حيان: "(الحيوان): الحيوة (الحياة)، وكل ذي روح. والواو بدل من ياء عند سيبويه. وقال غيره: الواو أصل، وهي مادة مركبة من حاء وياء وواو." ([112])

 

وحناناً من لدنّا

 

وردت كلمة: (حناناً) مرة واحدة في القرآن الكريم في سياق الحديث عن يحيى عليه السلام.

قال تعالى: ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ۝ وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا ۝ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ۝ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 12- 15].

وهي بمعنى: الرحمة، كما سيأتي بيانه من أقوال العلماء.

قال أبو عبيدة: " ﴿وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا﴾ [مريم: 13] أي رحمة من عندنا." ([113])

وقال الراغب الأصفهاني: "ولمّا كان الحنين متضمّناً للإشفاق، والإشفاق لا ينفكّ من الرّحمة عبّر عن الرّحمة به في نحو قوله تعالى: ﴿وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا﴾ [مريم: 13]، ومنه قيل: الحَنَّان المنّان، وحَنَانَيْكَ: إشفاقاً بعد إشفاق، وتثنيته كتثنية لبيّك وسعديك." ([114])

وقال أبو حيان: "(وحناناً): رحمة." ([115])

 

المحصنات

 

ورد ذكر الإحصان في القرآن الكريم 18 مرة.

بتصريفات متعددة منها: (المحصنات، تحصناً، حصونهم، محصنين، لتحصنكم) وغيرها.

أما كلمة المحصنات، فقد جاءت في القرآن الكريم بعدة معانٍ، وهي:

  • العفيفات.
  • المتزوجات.
  • الحرائر.

قال تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 24].

ويحدد السياق المعنى المراد بها من بين هذه المعاني كما سيأتي بيانه.

قال أبو عبيدة: "﴿وَالْمُحْصَناتُ﴾ [النساء: 24]: ذوات الأزواج، والحاصن: العفيفة." ([116])

وقال الراغب الأصفهاني: " تَحَصَّنَ: إذا اتخذ الحصن مسكناً، ثم يتجوّز به في كلّ تحرّز، ومنه: درع حصينة؛ لكونها حصنا للبدن وفرس حِصَان: لكونه حصناً لراكبه، وبهذا النظر قال الشاعر:

أنّ الحصون الخيل لا مدر القرى

وقوله تعالى: ﴿إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ﴾ [يوسف: 48]، أي: تحرزون في المواضع الحصينة الجارية مجرى الحصن، وامرأة حَصان وحَاصِن، وجمع الحصان: حُصُن، وجمع الحاصن حَوَاصِن، ويقال: حصان للعفيفة، ولذات حرمة، وقال تعالى: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها﴾ [التحريم: 12].

وأَحْصَنَتْ وحَصَنَتْ، قال الله تعالى: ﴿فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ﴾ [النساء:25]، أي: تزوّجن، أحصنّ: زوجنّ، والحصان في الجملة: المُحْصَنَة، إما بعفّتها، أو تزوّجها، أو بمانع من شرفها وحريتها.

ويقال: امرأة مُحْصَن ومُحْصِن، فالمُحْصِن يقال: إذا تصوّر حصنها من نفسها، والمُحْصَن يقال إذا تصوّر حصنها من غيرها، وقوله عزّ وجل: ﴿وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ﴾

[النساء:25]، وبعده: ﴿فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ﴾ [النساء: 25]، ولهذا قيل: المحصنات: المزوّجات، تصوّراً أنّ زوجها هو الذي أحصنها، ﴿والْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ﴾ [النساء:24] بعد قوله: ﴿حُرِّمَتْ﴾ [النساء: 23]، بالفتح لا غير، وفي سائر المواضع بالفتح والكسر؛ لأنّ اللواتي حرم التزوج بهن المزوّجات دون العفيفات، وفي سائر المواضع يحتمل الوجهين." ([117])

وقال أبو حيان: " (أحصن): تزوجن، وقيل: أسلمن، (تحصنون): تحرزون، (محصنات): ذوات أزواج أو حرائر أو عفائف." ([118])

وبناء على ما تقدم يتبين أن مدار الإحصان حول معنى التحرز، والله سبحانه أعلى وأعلم.

 

محيص

 

وردت كلمة: (محيص) 5 مرات في القرآن الكريم. ([119])

كما قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا﴾ [النساء: 121].

قال أبو عبيدة: " ﴿مَحِيصاً﴾ [النساء: 121]، حاص عنه: عدل عنه." ([120])

وقال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿هَلْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ [ق:36]، وقوله تعالى: ﴿ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ﴾ [إبراهيم:21]، أصله من حَيْص بيص أي: شدّة، وحَاصَ عن الحقّ يَحِيصُ، أي: حاد عنه إلى شدّة ومكروه." ([121])

وقال أبو حيان: "(محيصاً): مَعدلاً." ([122])

فمدار الكلمة في كل هذه المواضع حول معنى العدول عن الشيء، فجاءت في سياق تحسير الكافرين وتيئيسهم من الفرار والهرب.

 والله سبحانه أعلى وأعلم.

 

تحري الرشد

معناه ودلالته

 

الجن كالإنس، منهم الصالحون، ومنهم القاسطون الجائرون، فمن أسلم منهم: ﴿فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ۝ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: 14 – 15].

فما معنى: تحروا رشداً؟

وردت كلمة: (تحروا) مرة واحدة في القرآن الكريم في هذا الموضع فقط من سورة الجن.

قال أبو عبيدة: "﴿تَحَرَّوْا رَشَداً﴾ [الجن: 14] توخّوا وعمدوا." ([123])

وقال الراغب الأصفهاني: " حَرَى الشيء يحري، أي: قصد حراه، أي: جانبه، وتَحَرَّاه كذلك، قال تعالى: ﴿فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً﴾ [الجن:14]." ([124])

وقال أبو حيان: "(تحروا): توخوا، والتوخي القصد." ([125])

وبناء على ما تقدم يكون معنى تحري الرشد: توخيه، وقصد جانبه.

 

وحُصّل ما في الصدور

 

قد ينطق اللسان بما ليس في الجنان، وقد تخفي الصدور ما لم تُبدِه الجوارح والأركان، ثم يأتي يوم القيامة فيبعثَر ما في القبور، ويُحصّل ما في الصدور.

قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۝ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ۝ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ [العاديات: 9 – 11].

فما هو تحصيل ما في الصدور؟

قال أبو عبيدة: "﴿حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات: 10] مُيّز." ([126])

وقال ابن قتيبة: " ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات: 10] مُيِّز ما فيها من الخير والشر." ([127])

وبيّن الراغب الأصفهاني معنى التحصيل، فقال: " التحصيل: إخراج اللبّ من القشور، كإخراج الذهب من حجر المعدن، والبرّ من التّبن.

قال الله تعالى: ﴿وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ﴾ [العاديات:10]، أي: أظهر ما فيها وجمع، كإظهار اللبّ من القشر وجمعه، أو كإظهار الحاصل من الحساب، وقيل للحثالة: الحصيل، وحَصِلَ الفرس: إذا اشتكى بطنه عن أكله، وحوصلة الطير: ما يحصل فيه الغذاء." ([128])

ولما كان التحصيل يُطلق على إخراج اللب الذي هو باطن، ناسب استعماله في إخراج ما تكنه الصدور، وإظهار ما فيها من خير أو شر، وتمييزه.

ولم ترد كلمة: (حُصّل) إلا في هذا الموضع في القرآن الكريم.

 

الحوايا

 

لحوم الأنعام وشحومها من النعم التي أنعم الله بها على عباده، وقد حرّم الله تعالى على اليهود شحوم البقر والغنم إلا ما حملت ظهورهما، أو الحوايا، أو ما اختلط بعظم، قال تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الأنعام: 146].

فما هي الحوايا؟

قال الراغب الأصفهاني: "الحوايا: جمع حوية، وهي الأمعاء ويقال للكساء الذي يلف به السنام: حوية، وأصله من: حويت كذا حياً وحواية، قال الله تعالى: ﴿أو الحوايا أو ما اختلط بعظم﴾ [الأنعام:146]. " ([129])

وقال أبو حيان: "الحوايا: المباعر، ويقال: ما تحوى من البطن أي استدار، أو بنات اللبن.

واحدها: حاوية وحوية وحاوياء.([130])"

ولم ترد الإشارة إلى الحوايا إلا مرة واحدة في القرآن الكريم، في هذه الآية الكريمة.

 

التحرير ودلالاته في القرآن الكريم

 

الأصل في بني آدم الحرية، ولا عبودية إلا لله عز وجل.

وقد دعا الإسلام إلى تحرير الرقاب، وفي سبيل ذلك كان جزءاً من الكفارات لعدد من الذنوب.

ويرد التحرير كذلك في سياق آخر، كما سيأتي بيانه في أقوال العلماء في الآيات الكريمة.

قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 35].

قال أبو عبيدة: "(محرراً) أي: عتيقاً لله، أعتقته وحررته واحد. ([131]) "

وذكر الراغب الأصفهاني أن التحرير يعني: جعل الإنسان حراً.

وأن الحرية ضربان:

الأول: من لم يجرِ عليه حكم الشيء، نحو: ﴿الحرُّ بالحرِّ﴾ [البقرة:178].

ومنه: ﴿فَتَحريرُ رَقبةٍ مُؤمِنَة﴾ [النساء:92].

والثاني: من لم تتملكه الصفات الذميمة من الحرص والشره على المقتنيات الدنيوية.

ومنه: ﴿نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا﴾ [آل عمران: 35].

قيل: هو أنه جعل ولده بحيث لا ينتفع به الانتفاع الدنيوي المذكور في قوله عز وجل: ﴿بَنِينَ وحَفَدة﴾ [النحل:72]؛ بل جعله مخلصا للعبادة. ([132])

وقال أبو حيان: " (فتحرير): إعتاق، (محرراً): عتيقاً." ([133])

 

إعداد: 
جمانة بنت خالد

مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري 

إشراف: 
الشيخ غازي بن بنيدر العمري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حمى)، 258 - 259، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([2]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 94، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([3]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حسب)، 232، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([4]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 94، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([5]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حوب)، 261، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([6]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 94، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([7]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حضب)، 241، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([8]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 95، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([9]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حدب)، 222، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([10]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 95، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([11]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 169، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([12]) مجاز القرآن، 2/ 122.

([13]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حزب)، 231، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([14]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 95، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([15]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 409، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([16]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حقب)، 248، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([17]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 96، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([18]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرب)، 225، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([19]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 96، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([20]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرث)، 226، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([21]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 96، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([22]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حث)، 218، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([23]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 96، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([24]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حدث)، 222 - 223، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([25]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 96 - 97، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([26]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حج)، 218 - 219، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([27]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 97، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([28]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حاج)، 263، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([29]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 97، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([30]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حفد)، 243 - 244، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([31]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 97، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([32]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حد)، 221- 222، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([33]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 98، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([34]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرد)، 227، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([35]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 98، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([36]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حوذ)، 262، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([37]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 98، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([38]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حنذ)، 260، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([39]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 98، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([40]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حر)، 224، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([41]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 99، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([42]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حسر)، 234 - 235، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([43]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 99، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([44]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حشر)، 237، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([45]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 99، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([46]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حور)، 262 - 263، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([47]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 100، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([48]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حفر)، 244، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([49]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 100، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([50]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حجر)، 220 - 221، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([51]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([52]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حبر)، 215 - 216، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([53]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([54]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حنجر)، 260، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([55]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([56]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حيز)، 263 - 264، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([57]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([58]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حبط)، 216، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([59]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([60]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 225، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([61]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حبك)، 217، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([62]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حظر)، 243، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([63]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 101، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([64]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حط)، 242، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([65]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 102، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([66]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حظ)، 243، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([67]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 102، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([68]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حنك)، 260- 261، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([69]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 102، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([70]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حل)، 251- 252، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([71]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 103، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([72]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حمل)، 257 - 258، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([73]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 103، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([74]) نص الحديث: عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ". قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا ".

([75]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حول)، 266 - 267، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([76]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 103، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([77]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حبل)، 217، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([78]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 103، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([79]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حم)، 254، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([80]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 103، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([81]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرم)، 229 - 230، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([82]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 104، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([83]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حكم)، 248 - 249، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([84]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 104، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([85]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حطم)، 242 - 243، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([86]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 104، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([87]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حسم)، 235، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([88]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 104، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([89]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حص)، 237 - 238، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([90]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 105، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([91]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرض)، 228، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([92]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 105، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([93]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرف)، 228 - 229، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([94]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 106، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([95]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حف)، 243، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([96]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 106، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([97]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حنف)، 260، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([98]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 106، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([99]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حاق)، 266، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([100]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 106، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([101]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حق)، 246 - 247، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([102]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 107، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([103]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حدق)، 223، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([104]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 107، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([105]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرق)، 229، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([106]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 107، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([107]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حس)، 231 - 232، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([108]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 107، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([109]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حفى)، 245 - 246، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([110]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 108، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([111]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حيى)، 268 - 269، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 ه ـ - 2011م.

([112]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 108، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([113]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 2 - 3، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([114]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حن)، 259 - 260، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([115]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 105، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([116]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 122، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([117]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حصن)، 239 - 240، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([118]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 105، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([119]) ومنها موضع واحد بتنوين الفتح: (محيصاً).

([120]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 140، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([121]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حاص)، 264 - 265، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([122]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 105، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([123]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 272، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([124]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حرى)، 230، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([125]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 109، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([126]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 308، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([127]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 536، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([128]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حصل)، 240، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([129]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حوايا)، 271، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([130]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 109، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([131]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 90، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([132]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حر)، 224 - 225، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([133]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 100، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.