مفردات كلمات القرآن الكريم

(حرف الجيم)

 

إعداد مركز المحتوى القرآني

 

جلابيب

 

وردت مادة: (جلب) مرتين في القرآن الكريم، في كلمتين، وهما: (جلابيبهن)، و(أجلب).

قال تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الإسراء: 64].

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].

قال الراغب الأصفهاني: "أصل الجَلْب: سوق الشيء، يقال: جَلَبْتُ جَلْباً، قال الشاعر:

وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب

وأَجْلَبْتُ عليه: صحت عليه بقهر، قال الله عزّ وجل: ﴿وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ﴾ [الإسراء:64]." ([1])

والجلابيب: " القمص والخمر، الواحد: جِلْبَاب." ([2])

وقال أبو حيان: "جلب: (جلابيبهن): ملاحفهن.

(وأجلب): أجمع." ([3])

 

الجار الجنب والصاحب بالجنب

 

وردت مادة: (جنب) 33 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (اجنبني، سيجنبها، يتجنبها، اجتنبوا، تجتنبوا، يجتنبون، اجتنبوا، فاجتنبوه، جنب، لجنبه، جنوبكم، جنوبها، جنوبهم، جنب، جنباً، جانب، بجانبه).

فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الجَنْب: الجارحة، وجمعه: جُنُوب، قال الله عزّ وجل: ﴿فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ﴾ [التوبة:35]، وقال تعالى: ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ﴾ [السجدة:16]، وقال عزّ وجلّ: ﴿قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران:191].

ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:

من عن يميني مرّة وأمامي

وقيل: جنب الحائط وجنبه، ﴿وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ﴾ [النساء:36]، أي: القريب، وقيل:

كناية عن المرأة، وقيل: عن الرفيق في السفر.

قال تعالى: ﴿يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ﴾ [الزمر:56]، أي: في أمره وحدّه الذي حدّه لنا.

وسار جَنْبَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ، وجَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ، وجَنَبْتُهُ: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.

وجُنِبَ: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:

أحدهما: الذهاب على ناحيته، والثاني: الذهاب إليه.

فالأول نحو: جَنَبْتُهُ، وأَجْنَبْتُهُ، ومنه: ﴿وَالْجارِ الْجُنُبِ﴾ [النساء:36]، أي: البعيد." ([4])

وقال أبو حيان: "(عن جُنُب): بعد، (والجار الجنب): الغريب.

(جنباً فاطهروا): أي ذوي جنابة، (اجنبني): جنبني." ([5])

 

الجبّ

 

وردت كلمة: (الجب) مرتين في القرآن الكريم، في سورة يوسف.

قال تعالى: ﴿قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ [يوسف: 10].

وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [يوسف: 15].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ﴾ [يوسف: 10].

أي: بئر لم تطو، وتسميته بذلك إمّا لكونه محفوراً في جَبُوب، أي: في أرض غليظة، وإمّا لأنه قد جبّ.

والجَبُّ: قطع الشيء من أصله كجبّ النّخل، وقيل: زمن الجِبَاب، نحو: زمن الصّرام، وبعير أَجَبُّ: مقطوع السنام، وناقة جَبَّاء، وذلك نحو: أقطع وقطعاء، للمقطوع اليد." ([6])

وقال أبو حيان: "(الجب): الركيَّة لم تطوَ، فإذا طويت فهي بئر." ([7])

 

جابوا الصخر بالواد

 

نقرأ في قصة ثمود في القرآن الكريم وصفهم بأنهم جابوا الصخر بالواد، قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ [الفجر: 9].

فما هو المراد بـ: (جابوا)؟

وعلى ماذا تدل؟

قال أبو عبيدة: " (جابُوا الصَّخْرَ): نقبوا، ويجوب الفلاة أيضاً يدخل فيها ويقطعها." ([8])

وقال الراغب الأصفهاني: "الجَوْبُ: قطع الجَوْبَة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كلّ أرض، قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ﴾ [الفجر: 9]." ([9])

وقال أبو حيان: "جوب: (جابوا): قطعوا." ([10])

 

الجبت

 

وردت كلمة: (الجبت) مرة واحدة في القرآن الكريم، في سورة النساء.

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا﴾ [النساء: 51].

فما هو المراد بالجبت؟

قال أبو عبيدة: "﴿بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ [النساء: 51] كلّ معبود من حجر أو مدر أو صورة أو شيطان فهو جبت وطاغوت." ([11])

وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾ [النساء:51]، الجِبْتُ والجبس: الفسل الذي لا خير فيه، وقيل: التاء بدل من السين، تنبيهاً على مبالغته في الفسولة، كقول الشاعر:

عمرو بن يربوع شرار النّاس

أي: خساس الناس، ويقال لكلّ ما عبد من دون الله: جبت، وسمي الساحر والكاهن جبتاً." ([12])

وقال أبو حيان: " جبت: (بالجبت): كل معبود سوى الله تعالى، وقيل: السحر." ([13])

 

اجتثت

 

وردت كلمة: (اجتثت) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾ [إبراهيم: 26].

فما هو المراد بـ: اجتثت؟

قال الراغب الأصفهاني: "يقال: جَثَثْتُهُ فَانْجَثَّ، وجَثَثْتُهُ فَاجْتَثَّ، قال الله عزّ وجل: ﴿اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ﴾ [إبراهيم:26]، أي: اقتلعت جثّتها، والمِجَثَّة: ما يجثّ به.

وجثَّة الشيء: شخصه الناتئ، والجُثُّ: ما ارتفع من الأرض، كالأكمة.

والجَثِيثَة سميت به لما بان جثته بعد طبخه، والجَثْجَاث: نبت." ([14])

وقال أبو حيان: "جثث: (اجتثت): استؤصلت." ([15])

وتبين مما سبق أن المراد بـ: اجتثت:

الاستئصال والاقتلاع.

والله سبحانه أعلى وأعلم.

 

الأجداث

 

وردت كلمة: (الأجداث) 3 مرات في القرآن الكريم.

قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ [المعارج: 43].

وقال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس: 51].

وقال تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾ [القمر: 7].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً﴾ [المعارج:43]، جمع الجَدَث، يقال: جدث وجدف.

وفي سورة يس: ﴿فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس:51]." ([16])

وقال أبو حيان: "جدث: (من الأجداث): القبور، واحدها جدث." ([17])

 

الجوارح والجرح والاجتراح ودلالتها في القرآن الكريم

 

وردت مادة: (جرح) 4 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (جرحتم، اجترحوا، الجروح، الجوارح).

قال الراغب الأصفهاني: " الجرح: أثر دام في الجلد، يقال: جَرَحَه جَرْحاً، فهو جَرِيح ومجروح. قال تعالى: ﴿وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ﴾ [المائدة:45].

وسمي القدح في الشاهد جرحاً؛ تشبيهاً به.

وتسمى الصائدة من الكلاب والفهود والطيور جَارِحَة، وجمعها جَوَارِح، إمّا لأنها تجرح، وإمّا لأنها تكسب، قال عزّ وجلّ: ﴿وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾ [المائدة:4]، وسميت الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيهاً بها لأحد هذين.

والاجتراح: اكتساب الإثم، وأصله من الجِرَاحة، كما أنّ الاقتراف من: قرف القرحة، قال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ﴾ [الجاثية: 21]." ([18])

وقال أبو حيان: "جرح: (جرحتم): كسبتم، ومنه: (الجوارح): أي الكواسب الصوائد." ([19])

 

يجمحون

 

وردت مادة: (جمح) مرة واحدة في القرآن الكريم في كلمة: (يجمحون).

قال تعالى: ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ [التوبة: 57].

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ [التوبة:57].

الجَمُوح أصله في الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه في مروره وجريانه، وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجُمَاح: سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمي به الصبيان." ([20])

وقال أبو حيان: "جمح: (يجمحون): يسرعون.

وفرس جموح: لا يثنيه شيء إذا عدا." ([21])

 

الجناح ودلالته في القرآن الكريم

 

وردت مادة: (جنح) 34 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (جنحوا، فاجنح، جَناح، جناحك، بجناحيه، أجنحة، جُناح).

فماذا تعني؟ وما هي دلالات كلماتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " الجَنَاح: جناح الطائر، يقال: جُنِحَ الطائر، أي: كسر جناحه، قال تعالى: ﴿وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ﴾ [الأنعام:38]، وسمّي جانبا الشيء جَناحيه، فقيل: جناحا السفينة، وجناحا العسكر، وجناحا الوادي، وجناحا الإنسان لجانبيه، قال عزّ وجل: ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ﴾ [طه:22]، أي: جانبك ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ﴾ [القصص:32]، عبارة عن اليد؛ لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحي الطائر يداه، وقوله عزّ وجل: ﴿وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء:24] ، فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذلّ ضربين:

ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه- وقصد في هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه- فاستعار لفظ الجناح له، فكأنه قيل: استعمل الذل الذي يرفعك عند الله من أجل اكتسابك الرحمة، أو من أجل رحمتك لهما، ﴿وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ﴾ [القصص:32]، وجَنَحَت العير في سيرها: أسرعت، كأنها استعانت بجناح، وجَنَحَ الليل: أظلّ بظلامه، والجِنْحُ: قطعة من الليل مظلمة.

قال تعالى: ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها﴾ [الأنفال:61]، أي: مالوا، من قولهم: جنحت السفينة، أي: مالت إلى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جناحاً ثم سمّي كلّ إثم جُنَاحاً، نحو قوله تعالى: ﴿لا جُناحَ عَلَيْكُمْ﴾ في غير موضع، وجوانح الصدر:

الأضلاع المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة: جَانِحَة، وذلك لما فيها من الميل." ([22])

وقال أبو حيان: "جنح: (جنحوا): مالوا، (جناح): إثم." ([23])

 

تعالى جدّ ربنا

(ما معنى جدّ هنا؟ وما المراد بـ: جدد؟)

 

وردت مادة: (جدد) 10 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (جدُّ، جديد، جديداً، جُدَد).

قال الراغب الأصفهاني: "الجَدُّ: قطع الأرض المستوية، ومنه: جَدَّ في سيره يَجِدُّ جَدّاً، وكذلك جَدَّ في أمره وأَجَدَّ: صار ذا جِدٍّ، وتصور من: جَدَدْتُ الأرض: القطع المجرد، فقيل: جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد: أصله المقطوع، ثم جعل لكل ما أحدث إنشاؤه، قال تعالى: ﴿بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [ق:15]، إشارة إلى النشأة الثانية، وذلك قولهم: ﴿أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾ [ق:3]، وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب، ومنه قيل لليل والنهار: الجَدِيدَان والأَجَدَّان.

قال تعالى: ﴿وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ﴾ [فاطر:27]، جمع جُدَّة، أي: طريقة ظاهرة، من قولهم:

طريق مَجْدُود، أي: مسلوك مقطوع، ومنه: جَادَّة الطريق." ([24])

وقال أبو حيان: "جدد: (جدد): خطوط وطرائق الواحدة جدة.

(جد ربنا): عظمة ربنا." ([25])

 

الجهد ودلالاته في القرآن الكريم

 

وردت مادة: (جهد) 41 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (جاهدَ، جاهداك، جاهدوا، تجاهدون، يجاهد، يجاهدوا، يجاهدون، جاهِد، جَهْد، جهدهم، جهاد، جهاداً، جهاده، المجاهدون، المجاهدين).

قال الراغب الأصفهاني: " الجَهْدُ والجُهْد: الطاقة والمشقة، وقيل: الجَهْد بالفتح: المشقة، والجُهْد: الوسع.

وقيل: الجهد للإنسان، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ﴾ [التوبة:79]، وقال تعالى: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ﴾ [النور:53]، أي: حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد: أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمّل المشقة، يقال: جَهَدْتُ رأيي وأَجْهَدْتُهُ: أتعبته بالفكر، والجِهادُ والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجِهَاد ثلاثة أضرب:

- مجاهدة العدو الظاهر.

- ومجاهدة الشيطان.

- ومجاهدة النفس.

وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: ﴿وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ﴾ [الحج: 78]، ﴿وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [التوبة:41]، ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنفال:72]." ([26])

وقال أبو حيان: "جهد: (جهدهم): وسعهم وطاقتهم.

(جهد): مشقة." ([27])

 

الجحود ودلالته في القرآن الكريم

 

وردة مادة: (جحد) 12 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (جحدوا، يجحد، يجحدون).

قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود: 59].

قال الراغب الأصفهاني: " الجُحُود: نفي ما في القلب إثباته، وإثبات ما في القلب نفيه، يقال: جَحَدَ جُحُوداً وجَحْداً.

قال عزّ وجل: ﴿وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ﴾ [النمل:14]، وقال عزّ وجل: ﴿بِآياتِنا يَجْحَدُونَ﴾ [الأعراف: 51].

وتَجَحَّدَ تَخَصَّصَ بفعل ذلك، يقال: رجل جَحِدٌ: شحيح قليل الخير يظهر الفقر، وأرض جَحْدَة: قليلة النبت، يقال: جَحَداً له ونَكَداً، وأَجْحَدَ: صار ذا جحد." ([28])

وقال أبو حيان: "جحد: (جحدوا): أنكروا بألسنتهم ما تتيقنه قلوبهم." ([29])

 

الجودي

 

وردت مادة: (جود) مرتين في القرآن الكريم في كلمتين: (الجودي، الجياد).

قال تعالى: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44].

وقال تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ [ص: 31].

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ﴾ [هود:44]، قيل: هو اسم جبل بين الموصل والجزيرة، وهو في الأصل منسوب إلى الجود، والجود: بذل المقتنيات مالاً كان أو علماً، ويقال: رجل جَوَاد، وفرس جواد، يجود بمدّخر عدوه، والجمع: الجِيَاد، قال تعالى: ﴿بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ﴾ [ص:31]، ويقال في المطر الكثير: جَوْد، ووصف تعالى بالجواد.

وفي الفرس جَوْدَة، وفي المال جود، وجَادَ الشيء جَوْدَة، فهو جَيِّد، لمّا نبّه عليه قوله تعالى: ﴿أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى﴾ [طه:50]." ([30])

وقال أبو حيان: "جود: (الجودي): اسم جبل." ([31])

 

الجِيد

 

وردت كلمة: (جيدها) مرة واحدة في القرآن الكريم في شأن امرأة أبي لهب، حمالة الحطب.

فما هو الجِيد؟

قال تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ۝ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [المسد: 4 – 5].

قال ابن قتيبة: "(في جيدها) أي: في عنقها." ([32])

قال أبو حيان: "جيد: (جيدها): عنقها." ([33])

 

جذاذ

 

في قصة إبراهيم عليه السلام يصور لنا القرآن الكريم حال الأصنام بعد تكسيرها، قال تعالى: ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ۝ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء: 57 - 58].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: "الجذ: كسر الشيء وتفتيته، ويقال لحجارة الذهب المكسورة ولفتات الذهب: جذاذ، ومنه قوله تعالى: ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا﴾ [الأنبياء:58].

﴿عطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:108]، أي: غير مقطوع عنهم ولا محترم، وقيل: ما عليه جذة، أي: متقطع من الثياب." ([34])

وقال أبو حيان: "جذذ: (جذاذاً): فتاتاً، وهو جمع لا واحد له.

وجذاذاً جمع جذيذ، وجذاذاً لا واحد له مثل الحصاد." ([35])

 

جأر

 

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ﴾ [النحل: 53].

وقال تعالى: ﴿إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ﴾ [المؤمنون:64]، ﴿لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ﴾ [المؤمنون:65]، جَأَرَ: إذا أفرط في الدعاء والتضرّع تشبيهاً بجؤار الوحشيات، كالظباء ونحوها." ([36])

وقال أبو حيان: "جأر: (يجأرون): يرفعون أصواتهم بالدعاء." ([37])

 

جهرة

 

قال الراغب الأصفهاني: " جهر يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع.

أما البصر فنحو: رأيته جهاراً، قال الله تعالى: ﴿لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة﴾ [البقرة: 55]

، ﴿أرِنا اللهَ جَهرَة﴾ [النساء:153]، ومنه: جهر البئر واجتهرها: إذا أظهر ماءها.

وقيل: ما في القوم أحد يجهر عيني.

والجوهر: فوعل منه، وهو ما إذا بطل بطل محموله، وسمي بذلك؛ لظهوره للحاسة.

وأمّا السمع، فمنه قوله تعالى: ﴿سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ﴾ [الرعد: 10].

وقال عزّ وجلّ: ﴿وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى﴾ [طه: 7].

﴿إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ﴾ [الأنبياء:110]، ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ﴾ [الملك:13]، ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها﴾ [الإسراء: 110]، وقال: ﴿وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ﴾ [الحجرات:2]، وقيل: كلام جوهري، وجَهِير، ورجل جهير يقال لرفيع الصوت، ولمن يجهر لحسنه." ([38])

وقال أبو حيان: "جهر: (جهرة): علانية." ([39])

 

جبار

 

ذكر الراغب الأصفهاني أن أصل الجَبْر: إصلاح الشيء بضرب من القهر، يقال: جَبَرْتُهُ فَانْجَبَرَ واجْتَبَرَ.

والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الآخر؛ لكن تعورف في الإكراه المجرّد، فقيل: أَجْبَرْتُهُ على كذا، كقولك: أكرهته.

وسمي الذين يدّعون أنّ الله تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين: مُجْبِرَة، وفي قول المتقدمين: جَبْرِيَّة وجَبَرِيَّة.

والجبّار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلة من التعالي لا يستحقها، وهذا لا يقال إلا على طريق الذم، كقوله عزّ وجل: ﴿وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [إبراهيم:15]، وقوله تعالى:

﴿وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا﴾ [مريم:32]، وقوله عزّ وجل: ﴿إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ﴾ [المائدة:22]، وقوله عزّ وجل: ﴿كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر:35]، أي: متعال عن قبول الحق والإيمان له.

يقال للقاهر غيره: جَبَّار، نحو: ﴿وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ﴾ [ق: 45].

فأمّا في وصفه تعالى نحو: ﴿الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ﴾ [الحشر:23]، فقد قيل: سمي بذلك من قولهم: جَبَرْتُ الفقير؛ لأنّه هو الذي يجبر الناس بفائض نعمه، وقيل: لأنه يجبر الناس، أي: يقهرهم على ما يريده. ([40])

وقال أبو حيان: "جبر: (بجبار): بمسلط قهار." ([41])

 

جدار

 

جدار اليتيمين الذي ورد في سورة الكهف، لنا فيه عبر وآيات، تذكرنا دوماً أن خير الله محيط بنا، ورعايته لعباده الصالحين تتعداهم إلى أبنائهم.

قال الراغب الأصفهاني: " الجدار: الحائط، إلا أن الحائط يقال اعتباراً بالإحاطة بالمكان، والجدار يقال اعتباراً بالنتو والارتفاع، وجمعه جدر.

قال تعالى: ﴿وأمَّا الجِدارُ فَكانَ لِغُلامَين﴾ [الكهف:82]، وقال: ﴿جداراً يريدُ أن ينقضّ فأقامه﴾ [الكهف: 77]، وقال تعالى: ﴿أو مِن وَراءِ جُدُر﴾ [الحشر:14]." ([42])

وقال أبو حيان: "جدر: (جدار): حائط." ([43])

 

الأرض الجرز

 

قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ [السجدة: 27].

فنا هي الأرض الجرز؟ وما المراد بقوله: صعيداً جرزاً؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال عزّ وجل: ﴿صَعِيداً جُرُزاً﴾ [الكهف: 8].

أي: منقطع النبات من أصله، وأرض مَجْرُوزَة: أكل ما عليها، والجَرُوز: الذي يأكل ما على الخوان، وفي المثل: لا ترضى شانئة إلا بِجَرْزَة، أي: باستئصال، والجَارِز: الشديد من السّعال، تصوّر منه معنى الجرز.

والجَرْزُ: قطع بالسيف، وسيف جُرَاز." ([44])

وقال أبو حيان: "جرز: (الجرز): الأرض الغليظة اليابسة التي لا تنبت." ([45])

 

الجَهاز ودلالته

 

ورد في قصة يوسف عليه السلام حديث عن إخوته حينما قدموا إلى عزيز مصر، ولم يعرفوا أنه أخوهم يوسف، فأكرمهم وجهزهم بجهازهم وجعل السقاية في رحل أخيه.

فما هو المراد بالجَهاز هنا؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ﴾ [يوسف:70].

الجَهَاز: ما يعدّ من متاع وغيره.

والتجهيز: حمل ذلك أو بعثه.

وضرب البعير بجهازه: إذا ألقى متاعه في رجله فنفر." ([46])

وقال أبو حيان: "جهز: (بجهازهم): ما يصلح الحال." ([47])

 

الجِبلّة الأولين

 

نقرأ في بعض الآيات الكريمة عن الجبلة الأولين، وكذلك: جِبِلّاً كثيراً.

فما المراد بها؟ وهل لها صلة بمعنى الجبال؟ أم لا علاقة بينهما؟

قال الراغب الأصفهاني: " الجَبَل جمعه: أَجْبَال وجِبَال، وقال عزّ وجل: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً ۝ وَالْجِبالَ أَوْتاداً﴾ [النبأ:6- 7]، وقال تعالى: ﴿وَالْجِبالَ أَرْساها﴾ [النازعات:32]، وقال تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور:43]، وقال تعالى: ﴿وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها﴾ [فاطر:27]، ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً﴾ [طه:105]، ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ﴾ [الشعراء:149]، واعتبر معانيه، فاستعير منه واشتق منه بحسبه، فقيل: فلان جبل لا يتزحزح؛ تصوراً لمعنى الثبات فيه.

وجَبَلَهُ الله على كذا، إشارة إلى ما رّكب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله، وفلان ذو جِبِلَّة، أي: غليظ الجسم، وثوب جيد الجبلة، وتصور منه معنى العظم، فقيل للجماعة العظيمة: جِبْلٌ، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً﴾ [يس:62]، أي: جماعة تشبيهاً بالجبل في العظم وقرئ: جِبِلّاً مثقّلاً.

قال التوزي: جُبْلاً وجَبْلاً وجُبُلّاً وجِبِلّاً.

وقال غيره: جُبُلًّا جمع جِبِلَّة، ومنه قوله عزّ وجل: ﴿وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ﴾ [الشعراء:184]، أي: المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها، وسبلهم التي قيّضوا لسلوكها المشار إليها بقوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ﴾ [الإسراء:84]، وجَبِلَ: صار كالجبل في الغلظ." ([48])

وقال أبو حيان: "جبل: (جِبٍلّاً): خلقاً." ([49])

 

جاثمين

      

في معرض تصوير عذاب بعض الأقوام، يصف لنا القرآن الكريم حالهم بدقة، كما في قصة ثمود، وقوم شعيب عليه السلام، ومن جملة ذلك أنهم أصبحوا في ديارهم جاثمين.

قال تعالى: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ۝ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف: 77 – 78].

وقال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ ۝ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف: 90 – 91].

فما هو المراد بـ: جاثمين؟

قال الراغب الأصفهاني: " ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ﴾ [الأعراف: 78].

استعارة للمقيمين، من قولهم: جَثَمَ الطائرُ إذا قعد ولطئ بالأرض.

والجُثْمَان: شخص الإنسان قاعدا، ورجل جُثَمَة وجَثَّامَة كناية عن النؤوم والكسلان." ([50])

وقال أبو حيان: "جثم: (جاثمين): باركين على الركب." ([51])

 

لا جَرَم

 

وردت مادة: (جرم) في القرآن الكريم، ومنها: (جرَم)، وكلمات ترجع إلى معنى: (الإجرام).

قال الراغب الأصفهاني: "من الإجرام قوله عزّ وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾ [المطففين:29]، وقال تعالى: ﴿فَعَلَيَّ إِجْرامِي﴾ [هود:35]، وقال تعالى: ﴿كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ﴾ [المرسلات:46]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر:47]، وقال عزّ وجل: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ﴾ [الزخرف:74].

ومن (جَرَم) قال تعالى: ﴿لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ﴾ [هود:89]، فمن قرأ بالفتح، فنحو: بغيته مالاً، ومن ضمّ، فنحو: أبغيته مالاً، أي أغثته.

وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾ [المائدة:8]، وقوله عزّ وجل: ﴿فَعَلَيَّ إِجْرامِي﴾ [هود:35]، فمن كسر فمصدر، ومن فتح فجمع جرم.

واستعير من الجرم- أي: القطع- جَرَمْتُ صوف الشاة، وتَجَرَّمَ الليل.

والجِرْمُ في الأصل: المجروم، نحو نقض ونفض للمنقوض والمنفوض، وجعل اسماً للجسم المجروم، وقولهم: فلان حسن الجرم، أي: اللون، فحقيقته كقولك: حسن السخاء.

وأمّا قولهم: حسن الجرم، أي: الصوت.

فالجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت؛ ولكن لمّا كان المقصود بوصفه بالحسن هو الصوت فسّر به، كقولك: فلان طيب الحلق، وإنما ذلك إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه. وقوله عزّ وجل: ﴿لا جَرَمَ﴾ [النحل: 62] قيل: إنّ (لا) يتناول محذوفاً، نحو (لا) في قوله تعالى: ﴿لا أُقْسِمُ﴾ [القيامة:1]، وفي قول الشاعر:

لا وأبيك ابنة العامري

ومعنى جرم: كسب، أو جنى.

و: ﴿أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾ [النحل:62]، في موضع المفعول، كأنه قال: كسب لنفسه النار." ([52])

وقال أبو حيان: "جرم: (يجرمنكم): يكسبنكم، (المجرمين): أصحاب الجرم وهو الذنب، (لا جرم): قيل: لا رد، وجرم بمعنى: كسب، وقيل: لا جرم بمعنى: حقاً." ([53])

 

الجمّ

 

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر:20].

أي: كثيراً، من: جَمَّة الماء، أي: معظمه ومجتمعه الذي جُمَّ فيه الماء عن السيلان، وأصل الكلمة من الجَمَام، أي: الراحة للإقامة وترك تحمّل التعب، وجُمَام المكوك دقيقاً، وجمام القدح ماء: إذا امتلأ حتى عجز عن تحمل الزيادة.

ولاعتبار معنى الكثرة قيل: (الجُمَّة) لقوم يجتمعون في تحمل مكروه، ولما اجتمع من شعر الناصية، وجَمَّةُ البئر: مكان يجتمع فيه الماء كأنه أجمّ أياماً، وقيل للفرس: جَمُوم الشدّ، تشبيهاً به، والجَمَّاء الغفير.

والجَمُّ الغفير: الجماعة من الناس، وشاة جَمَّاء: لا قرن لها، اعتباراً بجمّة الناصية." ([54])

وقال أبو حيان: "(جماً): كثيراً مجتمعاً." ([55])

 

جفان كالجواب

 

وردت مادة: (جفن) مرة واحدة في القرآن الكريم، في كلمة: جفان.

قال تعالى: ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13].

فماذا تعني؟

ذكر الراغب الأصفهاني أن الجَفْنَة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جِفَان.

قال عزّ وجل: ﴿وَجِفانٍ كَالْجَوابِ﴾ [سبأ:13].

وقيل للبئر الصغيرة: جفنة تشبيهاً بها، والجِفْن خصّ بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان. ([56])

وقال أبو حيان: "(جفان): قصاع كبار، واحدتها جفنة." ([57])

 

جُنّة وجَنّة وجِنّة

 

ذكر الراغب الأصفهاني أن أصل الجِنِّ: ستر الشيء عن الحاسة، يقال: جَنَّه الليل وأَجَنَّهُ وجَنَّ عليه.

وجَنَّ عليه كذا: ستر عليه، قال عزّ وجل: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً﴾ [الأنعام: 76]، والجَنَان: القلب؛ لكونه مستوراً عن الحاسة، والمِجَنُّ والمِجَنَّة: الترس الذي يجنّ صاحبه، قال عزّ وجل: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً﴾ [المجادلة: 16].

والجَنَّةُ: كلّ بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض، قال عزّ وجل: ﴿لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ﴾ [سبأ:15]، ﴿وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ﴾ [سبأ:16]، ﴿وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ﴾ [الكهف:39]، قيل: وقد تسمى الأشجار الساترة جَنَّة.

وسميت الجنّة إمّا تشبيها بالجنّة في الأرض- وإن كان بينهما بون-، وإمّا لستره نعمها عنّا المشار إليها بقوله تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة: 17].

والجنين: الولد ما دام في بطن أمه، وجمعه: أَجِنَّة، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ﴾ [النجم: 32].

والجِنَّة: جماعة الجن، قال تعالى: ﴿مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس:6].

والجِنَّة: الجنون، وقال تعالى: ﴿ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ [سبأ: 46] أي: جنون.

والجُنون: حائل بين النفس والعقل.

وقوله تعالى: ﴿كَأَنَّها جَانٌّ﴾ [النمل:10]، قيل: ضرب من الحيّات. ([58])

وقال أبو حيان: "(جُنَّة): ترساً، (من جِنة): جن أو جنون، (الجنة): البستان، جان: واحد الجن. وجنس من الحيات، (أجِنَّة): جمع جنين." ([59])

 

الجنف ودلالته

 

وردت مادة: (جنف) مرتين في القرآن الكريم، ومنها: (جنفاً، متجانف)

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الجَنَف ميل في الحكم.

فقوله تعالى: ﴿فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً﴾ [البقرة:182]، أي: ميلاً ظاهراً.

وعلى هذا: ﴿غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ﴾ [المائدة:3]، أي: مائل إليه." ([60])

وقال أبو حيان: "جنف: (جنفاً): ميلاً.

(متجانف): مائل." ([61])

 

الجرف

 

وردت مادة: (جرف) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 109].

قال الراغب الأصفهاني: " قال عزّ وجل: ﴿عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ﴾ [التوبة:109].

يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه- أي: يذهب به-: جُرْف." ([62])

وقال أبو حيان: "الجُرُف: ما يجرفه السيل من الأودية." ([63])

 

جاسوا خلال الديار

 

وردت كلمة: (جاسوا) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾ [الإسراء: 5].

فماذا تعني؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ [الإسراء: 5].

أي: توسّطوها وتردّدوا بينها.

ويقارب ذلك جازوا وداسوا.

وقيل: الجَوْس: طلب ذلك الشيء باستقصاء، والمجوس معروف." ([64])

وقال أبو حيان: "جوس: (فجاسوا): عاثوا وقتلوا." ([65])

 

التجسس ودلالته

 

وردت كلمة: (تجسسوا) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 12].

فماذا تعني؟ وما هو الفرق بين الجسّ والحسّ؟

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَلا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات:12].

أصل الجَسِّ: مسُّ العرق وتعرّف نبضه للحكم به على الصحة والسقم.

وهو أخص من الحسّ، فإنّ الحس تعرّف ما يدركه الحس.

والجَسُّ: تعرّف حال ما من ذلك، ومن لفظ الجسّ اشتق الجاسوس." ([66])

وقال أبو حيان: "(تجسسوا): تبحثوا." ([67])

 

جذوة من النار

 

وردت كلمة: (جذوة) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ [القصص: 29].

قال الراغب الأصفهاني: " الجَذْوَة والجِذْوَة: الذي يبقى من الحطب بعد الالتهاب، والجمع: جذى.

قال عزّ وجلّ: ﴿أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ﴾ [القصص:29]، قال الخليل: يقال: جَذَا يَجْذُو، نحو: جثا يجثو، إلا أنّ جذا أدلّ على اللزوم." ([68])

وقال أبو حيان: "جذو: (جذوة): قطعة غليظة من الحطب فيها نار لا لهب لها." ([69])

 

جفاء

 

وردت كلمة: (جفاء) مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الرعد.

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً﴾ [الرعد: 17].

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً﴾ [الرعد:17].

وهو ما يرمي به الوادي أو القدر من الغثاء إلى جوانبه.

يقال: أَجْفَأَتِ القدر زبدها: ألقته، إِجْفَاء، وأَجْفَأَتِ الأرض: صارت كالجفاء في ذهاب خيرها، وقيل: أصل ذلك الواو لا الهمز، ويقال: جفت القدر وأجفت، ومنه: الجفاء، وقد جفوته أجفوه جفوة وجفاء، ومن أصله أخذ: جفا السرج عن ظهر الدابة: رفعه عنه." ([70])

وقال أبو حيان: "جُفاء: باطلاً مرمياً به." ([71])

 

الجلاء والتجلي

 

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الجَلْو: الكشف الظاهر، يقال: أَجْلَيْتُ القوم عن منازلهم فَجَلَوْا عنها. أي: أبرزتهم عنها، ويقال: جلاه، نحو قول الشاعر:

فلما جلاها بالأيام تحيّزت         ثبات عليها ذلّها واكتئابها

وقال الله عزّ وجل: ﴿وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا﴾ [الحشر:3].

ومنه: جَلَا لي خَبَرٌ، وخَبَرٌ جَلِيٌّ، وقياس جليّ، ولم يسمع فيه جال.

وجَلَوْتُ العروس جِلْوَة، وجَلَوْتُ السيف جَلَاءً، والسماء جَلْوَاء أي: مصحية، ورجل أَجْلَى: انكشف بعض رأسه عن الشعر." ([72])

وقال أبو حيان: "(تجلى): ظهر.

(لا يجلِّيها): لا يظهرها." ([73])

 

الجاثية

 

قال الراغب الأصفهاني: " جَثَا على ركبتيه يَجْثُو جُثُوّاً وجِثِيّاً فهو جَاثٍ.

نحو: عتا يعتو عتوّاً وعتيّاً، وجمعه: جُثِيّ نحو: باك وبكيّ.

وقوله عزّ وجل: ﴿وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ [مريم:72]، يصح أن يكون جمعاً نحو: بكي، وأن يكون مصدراً موصوفاً به.

والجاثية في قوله عزّ وجل: ﴿وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً﴾ [الجاثية:28] فموضوع موضع الجمع، كقولك: جماعة قائمة وقاعدة." ([74])

وقال أبو حيان: "جثو: (جثياً)، (جاثية): باركة على الركب." ([75])

 

الجزاء والجزية

 

 

قال الراغب الأصفهاني: " الجَزَاء: الغناء والكفاية، وقال تعالى: ﴿لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً﴾ [لقمان:33].

والجَزَاء: ما فيه الكفاية من المقابلة، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

يقال: جَزَيْتُهُ كذا وبكذا، قال الله تعالى: ﴿وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى﴾ [طه:76]، وقال: ﴿فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى﴾ [الكهف:88]، ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها﴾ [الشورى: 40]، وقال تعالى: ﴿وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً﴾ [الإنسان:12]، وقال عزّ وجل: ﴿جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً﴾ [الإسراء: 63]، ﴿أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا﴾ [الفرقان:75]، ﴿وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات:39]، والجِزْيَة: ما يؤخذ من أهل الذمة، وتسميتها بذلك؛ للاجتزاء بها عن حقن دمهم. قال الله تعالى: ﴿حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ﴾ [التوبة:29]، ويقال: جازيك فلان، أي: كافيك.

ويقال: جَزَيْتُهُ بكذا وجَازَيْتُهُ، ولم يجئ في القرآن إلا جزى دون جازى، وذاك أنّ المجازاة هي المكافأة، وهي المقابلة من كل واحد من الرجلين، والمكافأة هي: مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها. ونعمة الله تتعالى عن ذلك، ولهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله عزّ وجل، وهذا ظاهر." ([76])

وقال أبو حيان: "(الجزية): الخراج المجعول على رأس الذمي.

(لا تجزي): لا تقضي ولا تغني." ([77])

 

الجارية

 

قال الراغب الأصفهاني: " الجَرْي: المرّ السريع، وأصله كمرّ الماء، ولما يجري بجريه.

يقال: جَرَى يَجْرِي جِرْيَة وجَرَيَاناً.

قال عزّ وجل: ﴿وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ [الزخرف:51]، وقال تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ﴾ [الكهف:31]، وقال: ﴿وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ﴾ [الروم:46]، وقال تعالى: ﴿فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ﴾ [الغاشية:12]، وقال: ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ﴾ [الحاقة:11]، أي: السفينة التي تجري في البحر، وجمعها: جَوَارٍ، قال عزّ وجلّ: ﴿وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ﴾ [الرحمن:24]، وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ [الشورى:32]، ويقال للحوصلة: جِرِّيَّة، إمّا لانتهاء الطعام إليها في جريه، أو لأنها مجرى الطعام." ([78])

وقال أبو حيان: "(في الجارية): في السفينة، وجمعها الجواري." ([79])

 

الجواب

 

قال الراغب الأصفهاني: " الجَوْبُ: قطع الجَوْبَة، وهي كالغائط من الأرض، ثم يستعمل في قطع كلّ أرض، قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ﴾ [الفجر:9]، ويقال: هل عندك جَائِبَة خبر؟

وجوابُ الكلام: هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع؛ لكن خصّ بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا﴾ [النمل:56]، والجواب يقال في مقابلة السؤال، والسؤال على ضربين:

طلب مقال، وجوابه المقال.

وطلب نوال، وجوابه النّوال.

فعلى الأول: ﴿أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف:31]، وقال: ﴿وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف:32].

وعلى الثاني قوله: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما﴾ [يونس:89]، أي: أعطيتما ما سألتما.

والاستجابة قيل: هي الإجابة، وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له؛ لكن عبّر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها، قال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾ [الأنفال:24]، وقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر:60]، ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ [البقرة:186]، ﴿فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ﴾ [آل عمران:195]، ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ﴾ [الشورى:26].

﴿وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ﴾ [الشورى:38]، وقال تعالى: ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾ [البقرة:186]، ﴿الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ [آل عمران:172]." ([80])

وقال أبو حيان: "(كالجواب): الحياض.

(يجبى): يجمع.

(يجتبي): يختار." ([81])

 

جنى الجنتين

 

قال الراغب الأصفهاني: " جَنَيْتُ الثمرة واجْتَنَيْتُهَا، والجَنْيُ: المجتنى من الثمر والعسل.

وأكثر ما يستعمل الجني فيما كان غضّاً، قال تعالى: ﴿تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا﴾ [مريم: 25].

وقال تعالى: ﴿وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ﴾ [الرحمن: 54].

وأَجْنَى الشجر: أدرك ثمره.

والأرض: كثر جناها، واستعير من ذلك جَنَى فلان جِنَاية كما استعير اجترم." ([82])

وقال أبو حيان: "(جنياً): غضاً.

و(جنى الجنتين): ما يجتنى منهما الجنى.

ووزنه: (فَعَل) كالقبَض بمعنى المقبوض." ([83])

 

أجاءها

 

قال تعالى: ﴿فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [مريم: 23].

فما هو معنى: (أجاء) هنا، وما الفرق بينه وبين: (جاء)؟

قال أبو عبيدة: " ﴿فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾ [مريم: 33] مجازها أفعلها من جاءت هي وأجاء غيرها إليه.

يقال في المثل: شرّ ما أجاءني إلى مخّة عرقوب، وقال زهير:

وجار سار معتمداً إليكم           أجاءته المخافة والرّجاء" ([84])

وقال أبو حيان: "(فأجاءها): جاء بها، والهمزة للتعدية كالباء في (جاء بها).

ويقال: معناه ألجأها." ([85])

 

إعداد: 
جمانة بنت خالد

مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري 

إشراف: 
الشيخ غازي بن بنيدر العمري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جلب)، 198، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([2]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الجيم، مادة: (جلب)، 199.

([3]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 84، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([4]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جنب)، 205 - 206، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([5]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 84 - 85، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([6]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جب)، 182، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([7]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 85، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([8]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 297، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([9]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جوب)، 210، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([10]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 85، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([11]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 129، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([12]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جبت)، 182 - 183، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([13]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 85، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([14]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جث)، 187، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([15]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 85، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([16]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جدث)، 188 - 189، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([17]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 86، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([18]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جرح)، 190 - 191، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([19]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 86، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([20]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جمح)، 201، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([21]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 86، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([22]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جنح)، 206 - 207، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([23]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 86، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([24]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جد)، 187 - 188، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([25]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 86، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([26]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جهد)، 208، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([27]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([28]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جحد)، 187، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([29]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([30]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جود)، 210 - 211، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([31]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([32]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 542، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([33]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([34]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جذ)، 190، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([35]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([36]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جأر)، 211، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([37]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 87، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([38]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جهر)، 208 - 209، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([39]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 88، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([40]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جبر)، 183 - 185، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([41]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 88، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([42]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جدر)، 189، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([43]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 88، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([44]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جرز)، 191، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([45]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 88، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([46]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جهز)، 209، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([47]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 88، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([48]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جبل)، 185 - 186، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([49]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 89، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([50]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جثم)، 187، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([51]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 89، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([52]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جرم)، 192 - 194، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([53]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 89، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([54]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جم)، 200، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([55]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 90، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([56]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جفن)، 197، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.  

([57]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 90، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([58]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جن)، 203 - 205، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([59]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 90، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([60]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جنف)، 207، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([61]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 91، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([62]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جرف)، 192، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([63]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 91، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([64]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جاس)، 212، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([65]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 91، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([66]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جسس)، 196، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([67]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 91، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([68]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جذو)، 190، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([69]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 91، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([70]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جفأ)، 197 - 198، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م

([71]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 92، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([72]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جلو)، 200، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([73]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 92، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([74]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جثى)، 187، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([75]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 92، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([76]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جزا)، 195 - 196، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([77]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 92، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([78]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جرى)، 194، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([79]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 93، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([80]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جوب)، 210، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([81]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 93، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([82]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الجيم، مادة: (جنى)، 207 - 208، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([83]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 93، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([84]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 3 - 4، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([85]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 84، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.