مفردات كلمات القرآن الكريم

(حرف الألف)

 

أبٌّ

مرعى ومتاع

 

قال تعالى: ﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ۝ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾ [عبس: 31- 32]، أما الفاكهة، فقد عرفناها، فما هو الأبّ؟

روي هذا السؤال عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو لسان حال كل منا بعد قراءة هذه الآية الكريمة، ومعنى الأبّ يدور حول ما يلي:

أولاً: مرعى البهائم:

قال أبو عبيدة: "وأما الأبّ كل مرعى للهوام". ([1])

وقال ابن قتيبة: "والأبُّ: المرعى". ([2])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأبُّ: المرعى المتهيء للرعي والجزّ، من قولهم: أبَّ لكذا، أي: تهيأ، أبّاً، وأبابَةً، وأباباً". ([3])

وقال أبو حيان الأندلسي: "الأبُّ: ما رعته الأنعام". ([4])

ثانياً: هو للبهائم كالفاكهة للناس:

ذكر هذا المعنى أبو حيان الأندلسي([5])، ولا تعارض بين المعنيين، فقد يكون ما رعته البهائم هو بالنسبة إليها، كالفاكهة بالنسبة إلى الناس، والله أعلم.

 

أبابيل

طير هزمت جيش أبرهة

 

يتبادر إلى أذهان بعضهم عند قراءة سورة الفيل، أن الطير الأبابيل صنف من الطيور، خُص بالعذاب، إلا أن حقيقة الكلمة غير ذلك.

قال تعالى: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾ [الفيل: 3].

معنى كلمة أبابيل:

أبابيل تعني: جماعات متفرقة، وعلى هذا المعنى تدور عبارات المفسرين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنها: هي التي يتبع بعضها بعضاً، وعن الحسن أنها الكثيرة، وعن مجاهد: هي شتى متتابعة مجتمعة. ([6])

صفة الطير:

"ذُكر أنها كانت طيراً أُخرجت من البحر، وقال بعضهم: جاءت من قِبل البحر، ثم اختلفوا في صفتها، فقال بعضهم كانت بيضاء، وقال آخرون: كانت سوداء، وقال آخرون: كانت خضراء، لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكفّ كأكفّ الكلاب." ([7])

واختلف فيها هل لها مفرد أم لا، وبيانه فيما يلي:

أولاً: أبابيل جمع لا يأتي منها مفرد:

قال أبو عبيدة: "(طيراً أبابيل) جماعات في تفرقة، جاءت الطير أبابيل من ها هنا، وها هنا، ولم نرَ أحداً يجعل لها واحداً." ([8])

ثانياً: أبابيل جمع ويأتي منها مفرد:

قال الراغب الأصفهاني: "وقوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ﴾ [الفيل: 3] أي: متفرقة كقطعات إبلٍ، الواحد إبِّيل." ([9]) 

وقال أبو حيان الأندلسي: "أبابيل: جماعة في تفرقة، أي: حلقة حلقة، واحدها إَبّالَة، وإبَّوْل، وإِبّيل." ([10])

فحاصل ما سبق أن كلمة أبابيل تعني جماعات متفرقة متتابعة، وهي وإن كانت لا تعني صنفاً من أصناف الطيور، إلا أنها تُصوّر شدة العذاب، حيث باغتهم حشد من الطير، من كل جانب، ﴿تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ۝فجَعَلَهُم كَعَصفٍ مَأكُول﴾ [الفيل: 4- 5].

 

الإربة

ومآرب أخرى

 

تدل كلمة الإربة، على وجود حاجة، فهل كل حاجة إربة؟ أم كل إربة حاجة؟

وردت مادة (أرب) في القرآن الكريم، في آيتين:

الأولى: قوله تعالى: ﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ [طه: 18] وهي على لسان موسى عليه السلام.

الثانية: قوله تعالى: ﴿أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].

قال الراغب الأصفهاني: "الأرَب: فرط الحاجة المقتضي للاحتيال في دفعه، فكل أرب حاجة، وليس كل حاجة أرباً، ثم يُستعمل تارة في الحاجة المفردة، وتارة في الاحتيال وإن لم يكن حاجة، كقولهم: فلان ذو أرَبٍ، وأريبٌ: أي ذو احتيال، وقد أرِب إلى كذا، أي احتاج إليه حاجة شديدة، وقد أرِب إلى كذا أرَباً، وأُربةً، وإِربةً، ومأرَبة، قال تعالى: ﴿وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ [طه: 18]، ولا أرب لي في كذا، أي: ليس بي شدة حاجة إليه، وقوله: ﴿أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ﴾ [النور: 31] كناية عن الحاجة إلى النكاح." ([11])

وقال أبو حيان الأندلسي: "الإربة: الحاجة." ([12])

 

أمتاً

(جانب من أحوال الجبال وأهوال القيامة)

 

يصور لنا القرآن الكريم مشاهد القيامة، وأهوالها، ومنها تغيّر حال الجبال الراسية، بنسفها وتسويتها، قال تعالى: ﴿لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا﴾ [طه: 107].

فما معنى: (أمتاً)؟ وهل وجوده في الدنيا نعمة ومِنّة؟ ودلالة على استقرار الحياة؟

ورد في تفسير الأمت أقوال أربعة، وهي:

الأول: الروابي، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

الثاني: الارتفاع من الآكام، وأشباهها، وهو مروي عن قتادة.

الثالث: الأثر، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.

الرابع: الحدب، وهو مروي عن قتادة. ([13])

قال أبو عبيدة: "(ولا أمتاً): مجازه لا رُبى، ولا وطئاً، أي: لا ارتفاع ولا هبوط، يقال: مدّ حبله حتى ما ترك فيه أمتاً، أي استرخاء، وملأ سقاءه حتى ما ترك فيه أمتاً، أي: انثناءً". ([14])

وهذا المعنى هو الذي رجحه الطبري، وتأويل الكلام حينئذ: لا ترى فيها ميلاً عن الاستواء، ولا ارتفاعاً ولا انخفاضاً؛ ولكنها مستوية ملساء. ([15])

وهو من المشاهد التي تبث الرعب في النفوس؛ لأن استقرار الجبال، دليل على استقرار الحياة، فإن اضطربت وتزلزت، هال ذلك الناس، فكيف إن نُسفت تماماً، وبالأرض استوت؟!

 

أوّاب

من صفات الأنبياء عليهم السلام

 

يُطلق الأَوب، ويراد به: الرجوع، بفعل الطاعات، وترك فعل المعاصي، ووُصف به نبي الله أيوب، وداود، وابنه سليمان، عليهم السلام، فهي تأتي في سياق المدح والثناء، والترغيب في التوبة والإنابة.

قال أبو عبيدة: "(أوّاب): الأوّاب: الرجّاع، وهو: التوّاب مخرجها، من آب إلى أهله، أي: رجع".([16])

وقال الراغب الأصفهاني: "والأوّاب كالتوّاب، وهو: الراجع إلى الله تعالى، بترك المعاصي، وفعل الطاعات، قال تعالى: ﴿أَوَّابٍ حَفِيظٍ﴾ [ق: 32] وقال: ﴿إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 30]، ومنه قيل للتوبة: أَوْبة." ([17])

وقال أبو حيان الأندلسي: "(أوّاب): رجّاع، (أوّبي): سبحي." ([18])

ومن شواهدها في القرآن الكريم:

أولاً: بصيغة الإفراد في 5 آيات:

قال تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 17]

قال تعالى: ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 19]

قال تعالى: ﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 30]

قال تعالى: ﴿وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 44].

قال تعالى: ﴿هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ﴾ [ق: 32]

ثانياً: بصيغة الجمع في آية واحدة:

قال تعالى: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ [الإسراء: 25].

كما وردت مادة (أوب) في آيات قرآنية بصور أخرى، مثل: (مآب)، (إيابهم)، وهي تدل كذلك على معنى الرجوع. ([19])

 

من أحسن أثاثاً ورئياً؟

 

غرّ كثيراً من الكفار حسن هيئتهم، وكثرة مالهم، ومتاعهم، ويظنون في ذلك خيرية لهم، وأفضلية على من سواهم، فيمدون في غيّهم، ولا يُقصرون، ولا بمن هلك من الأمم الذين هم أحسن أثاثاً ورئياً يعتبرون.

قال تعالى: ﴿وَكَمْ أَهلَكْنا قَبْلهُم مِّن قرنٍ هُم أَحسنُ أثاثاً وَرِئياً﴾ [مريم: 74].

"(أثاثاً): أي: متاعاً، وهو جيد المتاع". ([20])

"الأثاث: متاع البيت الكثير، وأصله من: أثَّ، أي: كثُر وتكاثف، وقيل للمال كلِّه إذا كثر: أثاث، ولا واحد له، كالمتاع، وجمعه أثاث، قال تعالى: ﴿أثاثاً وَرِئياً﴾ [مريم: 74]." ([21])

قال ابن كثير: "كانوا أحسن من هؤلاء أموالاً، ومناظر، وأشكالاً، وأمتعة". ([22])

ولم يرد في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع.

 

أجاج

(من الملح أم الحرارة؟)

 

مظاهر عظمة الله عز وجل في خلقه كثيرة، في السماء والأرض، في الآفاق والأنفس، في الصحاري، والجبال، والسهول، في البحار عذبها، وملحها.

قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾ [الفرقان: 53].

الأُجاج يعني:

  • شديد الملوحة.
  • شديد الحرارة.

ولا تعارض بينهما؛ لأن شدة الملوحة مُحرقة.

قال أبو عبيدة: "والأجاجُ: أملح الملوحة، وما بين ذلك المسوس، والزُّعاق الذي يحرق كل شيء من ملوحته". ([23])

وقال الراغب الأصفهاني: "شديد الملوحة، والحرارة، من قولهم: أجيجُ النار، وأجَّتُها، وقد أَجَّت، وائتجَّ النهار.

ويأجوج ومأجوج منه، شُبهوا بالنار المضطرمة، والمياه المتموجة؛ لكثرة اضطرابهم.

وأجَّ الظَّليم: إذا عدا، أجيجاً تشبيهاً بأجيج النار". ([24])

وهذا الملح الأُجاج نعمة، ولله في خلقه حكمة، قال تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [فاطر: 12].

 

أحدٌ .. أحد

 

كلمة (أحد) إذا جاءت وصفاً في سياق الإثبات، لها دلالة مختلفة عن ورودها في سياق النفي،

فما هو الفرق بينهما؟

  • أحد في سياق الإثبات:

"أحد، في مثل: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] بمعنى: واحد، وهمزته بدل من (واو)، أصله: (وحد) بخلاف (أحد) المختص بالنفي". ([25])

و(أحد) المستعمل في الإثبات على ثلاثة أوجه:

"الأول: في الواحد المضموم إلى العشرات، نحو: أحد عشر، وأحد وعشرين.

والثاني: أن يُستعمل مضافاً، أو مضافاً إليه بمعنى الأول، كقوله تعالى: ﴿أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا﴾ [يوسف: 41]، وقولهم: يوم الأحد، أي: يوم الأول، ويوم الاثنين.

والثالث: أن يُستعمل مطلقاً وصفاً، وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، وأصله: وحد؛ ولكن (وحد) يُستعمل في غيره([26]) ". ([27])

  • أحد في سياق النفي:

أحد المختص بالنفي، "همزته أصل، وليست بدلاً من واو، فهو مُؤلّف من همزة وحاء ودال، ويختص بالعقلاء". ([28])

 

اُشْدُد به أَزْرِي

 

مهما بلغ الإنسان من قوة، ومنعة، إلا أنه يظل محتاجاً إلى من يشد أزره، ويعضده، ويقوّي أمره، فما معنى الأزر؟

قال تعالى: ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي﴾ [طه: 31].

"أي: ظهري، معناه صار مثلي، وعاونني على من يكفله، ويقال: قد أزرَني، أي: كان لي ظهراً، وآزرني أي: صار لي وزيراً". ([29])

"(أزري): عوني". ([30])

وقال تعالى: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ [الفتح: 29].

"فآزره: ساواه، صار مثل الأم." ([31])

"فآزره: أعانه، وزنه: فاعَلَ؛ لقولهم: يُؤازِر."([32]) 

"والأَزْر: القوة الشديدة، وآزره: أعانه وقوّاه، وأصله من شد الإزار، قال تعالى: ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ﴾ [الفتح: 29]." ([33])

"وتأزَّر النَّبتُ: طال، وقوي." ([34])

فمدار الكلمة حول الدعم، والتقوية، والعون.

أما كلمة: (آزر) في قوله تعالى: ﴿وإِذْ قالَ إبراهيمُ لأَبيهِ آزرَ﴾ [الأنعام: 74]:

"قيل: كان اسم أبيه تارخ، فعُرّب، فجُعل آزر، وقيل: آزر معناه الضَّال في كلامهم." ([35])

 

الأَيْد

 

تجلّت طلاقة القدرة الإلهية، وإحكام الخلق، وقوته، وإتقانه، في آيات قرآنية، وآيات كونية، ومن المفردات القرآنية الدالة على القوة، والسلطان: الأيد، والتأييد، ومن شواهد ذلك:

قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47].

بأيد: "أي: بقوة". ([36])

"قال الله عز وجل: ﴿أيّدتك بروحِ القُدُسِ﴾ [المائدة: 110] فعَّلْتُ من الأيد، أي: القوة الشديدة، وقال تعالى: ﴿واللهُ يؤيّدُ بنصرهِ مَنْ يشاءُ﴾ [آل عمران: 13] أي: يُكثر تأييده." ([37])

وممن وصفهم الله عز وجل بالأيد:

داوُد عليه السلام.

قال تعالى: ﴿اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ [ص: 17].

"ذا الأيد: ذا القوة، وبعض العرب تقول: آد". ([38])

"الأيد: القوة، ومنه: أيّدْناه." ([39])

 

أَثْل

(عندما تُبدّل النعمة)

 

الناس للنعم بين شاكر، وكافر، فمن شكر؛ فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر؛ جازاه الله، وبدّل نعمته نقمة، والله غني عن العالمين.

قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ۝ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ۝ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ﴾ [سبأ: 15- 17].

ويذكر قتادة: "كانت جنتان بين جبلين، فكانت المرأة تُخرج مكتلها على رأسها، فتمشي بين جبلين، فيمتلىء مكتلها، وما مست بيدها، فلما طغوا بعث الله عليهم دابة، يقال لها: (جرذ) فنقبت عليهم فغرقتهم، فما بقي لهم إلا أثل، وشيء من سدر قليل." ([40])

ولم يرد الأثل في القرآن الكريم إلا في موضع واحد، في هذه الآية، وقد صوّرته لنا كشيء من النقمة، فما هو؟

الأثل شجر، قيل هو:

  • الطرفاء.
  • شجر شبيه بالطرفاء، غير أنه أعظم منها.
  • السمر. ([41])

والأثل: "شجر ثابت الأصل، وشجر متأثِّل: ثابتٌ ثبوته، وتأثّل كذا: ثبت ثبوته". ([42])

فشتان بين ما كانت عليه جنان سبأ، وبين ما أصبحت عليه.

وفي ذلك قال قتادة: "بينما شجر القوم خير الشجر، إذ صيّره الله من شر الشجر بأعمالهم." ([43])

 

أزَّاً

(من أساليب الشياطين في إغواء الكافرين)

 

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ [مريم: 83].

قال أبو عبيدة: "(تؤزهم أزاً): أي تُهيجهم وتُغويهم، قال رؤبة:

لا يأخذ التأفيكُ والتَّحزي         فينا ولا قذفُ العُدَى ذو الأزِّ

العُدى بضم العين: الأعداء، والعِدى بكسر العين: الغرباء." ([44])

وقال ابن قتيبة: "تؤزّهم: تزعجهم، وتُحركهم إلى المعاصي". ([45])

وقال الراغب الأصفهاني: "أي تزعجهم إزعاج القدر إذا أزَّت، أي: اشتدَّ غليانها." ([46])

وحاصل دلالة الكلمة هنا:

  • الإغواء والتحريك إلى المعاصي.
  • الإزعاج.

 

الإصر

(عهد أم ثقل؟)

 

ورد الإصر في القرآن الكريم في كلمات ثلاث: (إصري، إصرهم، إصراً)، فهل جميعها بمعنى واحد؟ وإلى ماذا يرجع معنى الإصر؟ إلى العهد أم الثقل؟

قال أبو حيان الأندلسي: "الإصر: الثقل، والعهد". ([47])

والآيات الكريمة التي ورد فيها هذه الكلمات، هي:

الآية الأولى:

قال تعالى: ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ [البقرة: 286].

قال أبو عبيدة: "الإصر: الثِّقل، وكل شيء عطفك على شيء من عهد، أو رحم فقد أصرك عليه، وهو الأصر مفتوحة، فمن ذلك قولك: ليس بيني وبينك آصِرة رحم تأصُرني عليك، وما يأصرني عليك حق: ما يعطفني عليك." ([48])

وقال ابن قتيبة: "الإصر: الثِّقْل، أي: لا تثقل علينا من الفرائض، ما ثقلته على بني إسرائيل." ([49])

الآية الثانية:

قال تعالى: ﴿قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ [آل عمران: 81].

قال أبو عبيدة: "(على ذلكم إصري): أي عهدي". ([50])

وإلى هذا المعنى ذهب ابن قتيبة؛ وعلل تسمية العهد إصراً، فقال: "وأصل الإصر الثِّقل، فسمّي العهد إصراً؛ لأنه يمنع من الأمر الذي أُخذ له وثُقِّل وشُدِّد". ([51])

الآية الثالثة:

قال تعالى: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: 157].

قال ابن قتيبة: "أي: الثقل الذي كان بنو إسرائيل أُلزِموه". ([52])

فمدار هذه الكلمات في القرآن الكريم حول:

  • العهد.
  • الثقل.

والعهد مرجعه إلى الثقل كما تبين.

 

الإفك

(ما هي دلالاته في القرآن الكريم)

 

وردت مادة (إفك) في عدة كلمات في القرآن الكريم: (الإفك، يؤفك، أُفِك، المؤتفكات، يؤفكون) وغيرها من الكلمات التي ترجع إلى المادة ذاتها، فماذا تعني؟

"الإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهابّ: مؤتفكة." ([53])

وتدور دلالات هذه الكلمات في القرآن الكريم حول المعاني التالية:

أولاً: الصرف.

ومنه قوله تعالى: ﴿قاتَلهم اللهُ أنَّى يُؤفَكون﴾ [التوبة: 30]، "أي: يُصرَفون عن الحق". ([54])

وقوله تعالى: ﴿أَجِئتَنا لتَأْفِكنا عن آلهتِنا﴾ [الأحقاف: 22]، "فاستعملوا الإفك في ذلك لما اعتقدوا أنَّ ذلك صرفٌ من الحق إلى الباطل." ([55])

والمؤتفكات: "قوم لوط، ائتفكت بهم الأرض، أي انقلبت بهم." ([56])

وقد يرجع معنى الانقلاب هنا إلى الصرف؛ لأن الأرض حُولت عن وجهها، والله أعلم.

ثانياً: "أسوأ الكذب"([57]) .

ومنه قوله تعالى: ﴿إنَّ الذين جاءوا بالإِفكِ عُصبةٌ مِنكُم﴾ [النور: 11].

وقوله تعالى: ﴿ويلٌ لكُلِّ أفَّاكٍ أَثيم﴾ [الجاثية: 7].

 

إمراً

 

وردت هذه الكلمة على لسان موسى عليه السلام، كرد فعل على صنيع الخضر في خرق السفينة، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [الكهف: 71].

قال أبو عبيدة: "أي: داهية نُكراً عظيماً، وفي آية أخرى: ﴿شيئاً إداً﴾ [مريم: 89] قال:

لقد لقي الأقرانُ مني نُكراً          داهية دَهْيَاء إداً إمراً." ([58])

وقال ابن قتيبة: "(شيئاً إمراً): أي عجباً." ([59])

وقال الراغب الأصفهاني: "أي: منكراً، من قولهم: أمِرَ الأمرُ، أي: كَبُر وكثُر، كقولهم: استفحل الأمر." ([60])

وقال أبو حيان: "الإمر: العجب". ([61])

وعلى هذا دار معنى كلمة: (إمراً):

  • التعجب.
  • الإنكار.

فخرق السفينة ليس أمراً مقبولاً، ولا مألوفاً، ولذلك تعجب موسى عليه السلام، ولا سيما أن الأمر لم يظهر له ما يسوّغه، إلا أنه أخذ عهداً ألّا يسأل عن شيء، حتى يحدث له الخضر منه ذكراً.

 

الآصال

 

وردت كلمة الأصيل في القرآن الكريم:

  • مجموعةً: (الآصال).

في 3 آيات.

  • مفردةً: (أصيلاً).

في 4 آيات.

فماذا تعني؟

قال أبو عبيدة: "(والآصال): واحدتها أصُل، وواحد الأصُل أَصِيل، ومجازه ما بين العصر إلى المغرب.

وقال أبو ذؤيب:

لَعمري أنت البيت أكرِم أهله

وأقصدُ في أفيائه بالأصائلِ

يقال: آخر النهار." ([62])

قال الراغب الأصفهاني: "﴿بِالغُدُوَّ والآصالِ﴾ [الأعراف: 205] أي: العَشايا، يثال للعشية: أصيل وأصيلة، فجمع الأصيل: أُصُل وآصال، وجمع الأَصيلة: أصائل، وقال تعالى: ﴿بُكرةً وأصيلاً﴾ [الفتح: 9]." ([63])

وقال أبو حيان الأندلسي: "الأصيل: ما بين العصر إلى الليل". ([64])

 

إرم ذات العماد

 

اقترنت كلمة: (إرم) في القرآن الكريم بقصة قوم عاد، ولم ترد هذه الكلمة إلا في موضع واحد، فهل هو اسم لهم؟ أم هي مدينتهم؟ أم ما هي علاقته بهم؟

قال أبو عبيدة: "(بعاد): يقال: هما عادان؛ عاد الأخيرة، وعاد الأولى، وهي: (إرم ذات العماد): ذات الطول، ويقال: رجل مُعْمَدٌ." ([65])

وقال الراغب الأصفهاني: "الإِرَم: علَمٌ يبنى من الحجارة، وجمعه: آرام، وقيل للحجارة: أُرَّم.

ومنه قيل للمتغيظ: يحرق الأُرَّم.

وقوله تعالى: ﴿إِرَمَ ذَاتِ العمادِ﴾ [الفجر: 7] إشارة إلى عُمدٍ مرفوعة مزخرفة.

وما بها أَرِم وأَريم، أي: أحد.

وأصله اللازم للإِرَم، وخص به النفي، كقولهم: ما بها ديَّار، وأصله للمقيم في الدار." ([66])

وقال أبو حيان: "إرَم: هو إرَم بن سام بن نوح، وقيل: إرم هو اسم بلدته، وإرَم هو أبو عاد." ([67])

وعلى ذلك تدل كلمة إرم على:

  • نسب قوم عاد.
  • قوتهم وعُمدهم المرتفعة.

 

الأنام

 

لم ترد كلمة: (الأنام) إلا في موضع واحد في سورة الرحمن، قال تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾ [الرحمن: 10].

وهي تدور حول معنى واحد كما سيأتي:

قال أبو عبيدة: "(وضعها للأنام): للخلق." ([68])

وقال ابن قتيبة: "(للأنام): الخلق." ([69])

وقال أبو حيان: "الأنام: الخلق." ([70])

وقال البقاعي: " (للأنام): أي: كل من فيه قابلية النوم، أو قابلية الونيم، وهو الصوت، بعد أن وضع لهم الميزان الذي لا تقوم الأرض إلا به." ([71])

 

أزفت الآزفة

 

وردت الآزفة في سياق الحديث عن القيامة، والتخويف منها، فماذا تعني؟ وما هي علاقة معناها بالتخويف من القيامة؟

قال تعالى: ﴿أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].

وقال تعالى: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾ [النجم: 57].

قال أبو عبيدة: "(أزفت الآزفة): أي دنت القيامة." ([72])

وقال ابن قتيبة: "(الآزفة): القيامة، سُميت بذلك؛ لقربها، يقال: أَزِفتْ فهي آزفة؛ وأزف شخوص فلان، أي قرُب." ([73])

وقال: "(أزفت الآزفة) أي: قربت القيامة." ([74])

وقال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿أَزِفَتِ الْآزِفَةُ﴾ [النجم: 57] أي: دنت القيامة.

وأزِفَ وأفِد يتقاربان؛ لكن يُقال اعتباراً بضيق وقتها، ويقال: أَزِف الشخوص، والأَزَفُ: ضيق الوقت، وسمّيت به لقرب كونها، وعلى ذلك عُبِّر عنها بالساعة، وقيل: ﴿أَتى أمرُ اللهِ﴾ [النحل: 1]، فعُبِّر عنها بالماضي؛ لقربها وضيق وقتها، قال تعالى: ﴿أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ﴾ [غافر: 18]." ([75])

وقال أبو حيان: "(أزفت): قربت." ([76])

ويلاحظ مدار جميع الأقوال حول معنى: القرب.

وفي معنى القرب تخويف ووعيد؛ كي يستعد لها الإنسان، ولا يغفل عن قرب موعدها.

 

أبق

 

وردت كلمة: (أبق) مرة واحدة في القرآن الكريم، في قصة يونس عليه السلام، فماذا تعني؟ وما دلالتها؟

قال تعالى: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ۝ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الصافات: 139 – 140].

قال أبو عبيدة: "﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الصافات: 140] فزع إلى الفلك." ([77])

وقال الطبري: "يقول تعالى ذكره: وإن يونس لمرسل من المرسلين إلى أقوامهم، (إذ أبق إلى الفلك المشحون) يقول: حين فرّ إلى الفلك، وهو السفينة، المشحون: وهو المملوء من الحمولة الموقر." ([78])

وقال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الصافات: 140] يقال: أَبَق العبد يأْبِق إباقاً، وأَبِقَ يَأْبَقُ: إذا هرب." ([79])

وقال أبو حيان: "(أبق) هرب وفرَّ." ([80])

 

أوَّاهٌ

 

وردت كلمة: (أوّاه) في القرآن الكريم صفة مدح لإبراهيم عليه السلام، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ [هود: 75].

قال أبو عبيدة: " ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ [التوبة: 114] مجازه مجاز فَعَّال من التأوّه، ومعناه: متضرع شفقاً وفرَقَاً ولزوماً لطاعة ربّه." ([81])

وقال ابن قتيبة: "(الأَوّاه): المتأوِّه حزناً، وخوفاً." ([82])

قال الراغب الأصفهاني: "الأوّاه: الذي يُكثر التأوّه، وهو أن يقول: أَوَّه أَوَّه، وكل كلام يدل على حزن يقال له: التأوّه.

ويُعبّر بالأوَّاه عمَّن يُظهر خشية الله تعالى، وقيل في قوله تعالى: ﴿أَوَّاهٌ مُنيبٌ﴾ [هود: 75] أي: المؤمن الداعي، وأصله راجعٌ إلى ما تقدم." ([83])

وقال أبو حيان: "(أوَّاه): دَعَّاء، ويقال: (التَّأَوُّه): التوجّع." ([84])

وحاصل ما تقدم دلالة كلمة أوّاه على الخشية والتضرّع لله عز وجل، مع ظهور أثره على الإنسان.

 

الأود ودلالته في القرآن الكريم

 

نعلم جميعاً أن أعظم آية في كتاب الله عز وجل، هي: آية الكرسي، ونرددها في كل آنٍ وحين، ونقرأ قول الله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ [البقرة: 255].

ونعلم أن فيه تنزيهاً لله عز وجل، وتعظيماً له، وأن قوله تعالى: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: 255] دالٌّ على أن حفظ السماوات والأرض لا يعجزه سبحانه، وهو معنى صحيح؛ ولكن هل هو الدلالة الدقيقة لكلمة: (يؤوده) والمشتقة من: الأود؟ أم لا؟

قال أبو عبيدة: "(وَلَا يَئُودُهُ): ولا يُثقله.

تقول: لقد آداني هذا الأمر، وما أداك فهو لي آئدُ." ([85])

وقال ابن قتيبة: "( وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) أي: لا يُثقله.

يقال: آدَهُ الشيءُ يؤودُه وآدَه يئيدُه، والوأد: الثّقل." ([86])

وقال الراغب الأصفهاني: "وقوله عز وجل: ﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: 255] أي: لا يثقله، وأصله من الأود، آدَ يؤودُ أَوْداً وإياداً: إذا أثقله، نحو: قال يقول قولاً، وفي الحكاية عن نفسك: أُدتُ، مثل: قلتُ، فتحقيق آده: عوَّجه من ثقله في ممره."([87])

وقال أبو حيان: "(يؤوده): يثقله." ([88])

 

الإدّ

 

وردت كلمة: (إدّاً) مرة واحدة في القرآن الكريم، وقد جاءت في سياق حقيق بهذا الوصف، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ۝ لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ۝ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ۝ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ [مريم: 88- 91].

قال أبو عبيدة: "﴿جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ [مريم: 89]: عظيماً من أعظم الدَّواهي، قال رؤبة:

نَطَحَ بني أُدٍّ رؤوس الأدادْ

وقال:

كيلاً على دُجْوَةَ كيلا إدّا

كيلا عليه أربعين مُدّا

وكذلك ﴿إِمراً﴾ [الكهف: 71] وكذلك ﴿شيئاً نُكراً﴾ [الكهف: 74] وكذلك ﴿شيئاً فرياً﴾ [مريم: 27] عظيماً من أعظم الدواهي." ([89])

وقال ابن قتيبة: "﴿جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ [مريم: 89]: أي عظيماً." ([90])

وقال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا﴾ [مريم: 89] أي: أمراً منكراً فظيعاً يقع فيه جلبة، من قولهم: أدّت الناقةُ تَئِدُّ، أي: رجّعت حنينها ترجيعاً شديداً.

والأديد: الجلبة، وأُدٌّ قيل: من الود، أو من أَدَّت الناقة." ([91])

وقال أبو حيان: "الإدُّ: العظيم." ([92])

 

أسرهم 

 

يقرأ بعضهم قول الله تعالى: ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا﴾ [الإنسان: 28] وقد يتبادر إلى ذهنه أن كلمة: أسرهم، مأخوذة من الأسر في الحروب، فهل هذا هو معناها على الحقيقة؟ وما هي علاقة المعنيين ببعضهما وبدلالة هذه الكلمة في هذه الآية الكريمة وسياقها الذي وردت فيه؟

قال أبو عبيدة: "(أسرهم): شدة الخلق، يُقال للفرس: شديد الأسر، شديد الخلق.

وكل شيء شددته من قَتَبٍ، أو من غبيطٍ، فهو مأسور." ([93])

وقال ابن قتيبة: " ﴿وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾ [الإنسان: 28] أي: خَلْقَهم، يقال: امرأةٌ حسنةُ الأسْرِ؛ أي: حسنة الخَلق: كأنها أُسرت، أي شُدّت.

وأصل هذا من (الإسار) وهو: القِدُّ الذي يُشدُّ به الأقتاب.

يقال: ما أحسَنَ ما أسَرَ قَتَبَهُ! أي: ما أحسنَ ما شدَّه بالقدِّ!

وكذلك: امرأةٌ حسنة العَصَب، إذا كانت مُدمجة الخلقِ: كأنها عُصّبت، أي شدتْ." ([94])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأسر: الشدّ بالقِدِّ، من قولهم: أسرتُ القتب، وسُمّي الأسيرُ بذلك، ثم قيل لكل مأخوذٍ ومقيّد وإن لم يكُن مشدوداً ذلك.

وقيل في جمعه: أَسارى، وأُسارى، وأَسرى، وقال تعالى: ﴿ويَتيماً وأَسيراً﴾ [الإنسان: 8].

ويُتجوّز به، فيقال: أنا أسيرُ نعمتك.

وأُسرة الرجل: من يتقوَّى به.

قال تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾ [الإنسان: 28] إشارة إلى حكمته تعالى في تراكيب الإنسان المأمور بتأمّلها، وتدبرها في قوله تعالى: ﴿وفي أَنفُسِكم أَفلا تُبصِرونَ﴾ [الذاريات: 21]." ([95])

وقال أبو حيان: "(أسرهم): خلقهم." ([96])

 

إلاً

 

وردت كلمة: إلّاً (المنونة وليست حرف الاستثناء) في القرآن الكريم مرتين في سورة التوبة في سياق التعامل مع المشركين، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 8].

وقال تعالى: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾ [التوبة: 10].

اختُلف في المراد بـ: (إلّاً) على أقوال، ومنها:

  • أنها اسم لله عز وجل.
  • العهد.
  • القرابة.
  • اليمين، أو الحلف.

قال أبو عبيدة: "مجاز الإلّ: العهد، والعقد، واليمين." ([97])

وقال ابن قتيبة: "و(الإلُّ): العهد، ويقال: القرابة، ويقال: الله جلّ ثناؤه." ([98])

وقال الراغب الأصفهاني: "الإلُّ: كل حالة ظاهرة من عهد حلفٍ، وقرابةٍ تئلُّ: تلمع، فلا يمكن إنكاره.

قال تعالى: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً﴾ [التوبة: 10].

وألَّ الفرس، أي: أسرع، وحقيقته: لمع، وذلك استعارة في باب الإسراع، نحو: بَرق وطار.

والأَلَّة: الحربة اللامعة، وأُلَّ بها: ضُرِبَ.

وقيل: إِلّ وإيل اسم الله تعالى، وليس ذلك بصحيح.

وأُذُنٌ مؤَلَّلة، والأللان: صفحتا السكين." ([99])

فلم يُصحح الراغب القول إن من معاني (إلاً): اسم الله عز وجل.

وقال أبو حيان: "الإلُّ: قيل: الله، والعهد، والقرابة، والحلف." ([100])

 

لأي يوم أُجّلت

 

تدور كلمة: أجل، حول معانٍ تتعلق بالتوقيت، أو المدة، فماذا تعني كلمة: أُجّلت في قوله تعالى:

﴿وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ۝ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ۝ لِيَوْمِ الْفَصْلِ﴾ [المرسلات: 11- 13].

قال ابن قتيبة: "﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ [المرسلات: 12] استفهام على التعظيم لليوم؛ كما يقال: ليومٍ أيِّ يوم! و(أُجّلت): أُخّرت." ([101])

وقال الراغب الأصفهاني: الأَجَل: المدّة المضروبة للشيء، قال تعالى: ﴿لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى﴾ [غافر:67]، ﴿أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ﴾ [القصص: 28].

ويقال: دينه مُؤَجَّل، وقد أَجَّلْتُهُ: جعلت له أجلًا، ويقال للمدّة المضروبة لحياة الإنسان أجل فيقال: دنا أجله، عبارة عن دنوّ الموت.

وأصله: استيفاء الأجل أي: مدّة الحياة، وقوله تعالى: ﴿بَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا﴾ [الأنعام:128]، أي: حدّ الموت، وقيل: حدّ الهرم، وهما واحد في التحقيق.

وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ﴾ [الأنعام: 2]، فالأول: هو البقاء في الدنيا، والثاني: البقاء في الآخرة، وقيل: الأول: هو البقاء في الدنيا، والثاني: مدّة ما بين الموت إلى النشور، عن الحسن، وقيل: الأول للنوم، والثاني للموت، إشارة إلى قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها﴾ [الزمر: 42]، عن ابن عباس.

وقيل: الأجلان جميعاً للموت." ([102])

وقال أبو حيان: "(أجل): مدة، (أُجّلت): أُخّرت." ([103]) 

 

عين آنية

 

وردت كلمة: (آنية) في القرآن الكريم في سياقين؛ أحدهما في النعيم، والآخر في العذاب:

أولاً: آنية من فضة:

قال تعالى: ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا﴾ [الإنسان: 15].

وهذه في سياق النعيم، وتشير إلى الأواني، وأنها من فضة.

ثانياً: عين آنية:

قال تعالى: ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ۝ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: 4 – 5].

وعين آنية هنا في سياق العذاب.

ومعنى كلمة: آنية في هذا السياق:

قال أبو عبيدة: "(من عين آنية): مثل حميم." ([104])

وقال أبو حيان: "(آنية): انتهى حرها." ([105])

ومن هذا المعنى قوله تعالى: ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ۝ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: 43 – 44].

قال ابن قتيبة: "الحميم: الماء المغلي، والآني: الذي قد انتهت شدة حرّه." ([106])

وقال الراغب الأصفهاني: " ﴿حَمِيمٍ آنٍ﴾ [الرحمن: 44] بلغ إناه من شدة الحر، ومنه قوله تعالى: ﴿مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ﴾ [الغاشية: 5]." ([107])

فدارت أقوالهم، في بيان معناها حول: شدة الحرارة.

وهي هنا وصف العين.

 

آسى

 

قال تعالى: ﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾ [الأعراف: 93].

ماذا تعني كلمة: (آسى) في هذه الآية؟ وهل لها شواهد من القرآن الكريم؟

قال أبو عبيدة: "أي: أحزن، وأتندم، وأتوجع، ومصدره الأسى، وقال:

وانحلبت عيناهُ من فَرْط الأسَى" ([108])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأسى: الحزن، وحقيقته: إتباع الفائت بالغم، يقال: أسِيتُ عليه، وأَسِيتُ له، قال تعالى: ﴿فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: 26].

وقال الشاعر:

أسيتُ لأخوالي ربيعة

وأصله من الواو؛ لقولهم: رجل أسوان، أي: حزين." ([109])

وقال أبو حيان: "آسى: أحزن." ([110])

ومن شواهد هذا المعنى في القرآن الكريم:

قال تعالى: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾ [المائدة: 26].

وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [المائدة: 68].

وقال تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23].

 

أذنت لربها

 

قال تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ۝ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ۝ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ۝ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ۝ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ [الانشقاق: 1 – 5].

أذنت السماء لربها، وأذنت الأرض، فماذا تعني كلمة: (أذنت) في هذا السياق؟ وما دلالة كلمة: (حُقّت) بعدها؟

قال أبو عبيدة: "أذِنت: استمعت، قال رؤبة:

صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذكرتُ به

وإن ذُكرتُ بسوءٍ عندهم أذنوا

حُقّت: حُقّ لها." ([111])

وكذلك قال ابن قتيبة. ([112])

وقال الراغب الأصفهاني: "أذِنَ: استمع، نحو قوله: ﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ [الانشقاق: 2]، ويُستعمل ذلك في العلم الذي يُتوَصّل إليه بالسماع، نحو قوله: ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة: 279]." ([113])

وقال أبو حيان: "أذنت لربها: سمعت، وأذان: إعلام." ([114])

وعلى ذلك تدل كلمة: (أذنت) هنا على: الاستماع.

 

أَمَنَة

 

وردت كلمة: (أَمَنَة) مرتين في القرآن الكريم، فماذا تعني؟ وما هي علاقتها بالأمن والأمان؟

قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ [آل عمران: 154].

وقال تعالى: ﴿إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ﴾ [الأنفال: 11].

وفي كلا الموضعين جاءت كلمة: (أمنة) في سياق الامتنان، والإنعام، وبيان معناها فيما يلي:

قال أبو عبيدة: "وهي مصدر بمنزلة أمنت أَمَنَةً وأماناً وأمناً، كلّهن سواء." ([115])

وقال ابن قتيبة: "(الأمنة): الأمن، يُقال: وقعت الأمنة في الأرض، ومنه يقال: أعطيته أماناً، أي: عهداً يأمن به." ([116])

وأصل الأمن طمأنينة النفس، وزوال الخوف، والأمن، والأمانة، والأمان في الأصل مصادر، ويُجعل الأمان تارة اسماً للحالة التي يكون عليها الإنسانُ في الأمن، وتارة اسماً لما يؤمَن عليه الإنسان.

وقوله: ﴿أمنَةً نُعَاساً﴾ [آل عمران: 154] أي: أمناً، وقيل: هي جمع كالكتبة. ([117])

قال أبو حيان: "آمن: صدّق، أمنةً: أمناً." ([118])

وعلى ذلك يكون معنى: (أمنة) راجعاً إلى الأمن والأمان.

 

ماء غير آسن

 

من وجوه نعيم الجنة أن فيها من المطاعم والمشارب ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ومن مشاربها: اللبن، والعسل، والماء، والخمر، ولكل منها صفة مباينة لما في الدنيا.

والماء موصوف بأنه غير آسن.

فماذا تعني كلمة: (آسن)؟ ولماذا كان وصفه بـ: (غير آسن) لوناً من النعيم؟

قال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ [محمد: 15].

قال أبو عبيدة: "الآسن: المتغيّر الريح، يقال: قد أسَن ماء ركيّتك." ([119])

وقال ابن قتيبة: "أي: غير متغير الريح والطعم، والآجن نحوه." ([120])

وقال الراغب الأصفهاني: "يقال: أَسِنَ الماءُ يأْسَنُ، وأَسَنَ يأْسُنُ: إذا تغيّر ريحه تغيّراً منكراً، وماء آسنٌ، قال تعالى: ﴿مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ [محمد: 15]." ([121])

وقال أبو حيان: "آسن: متغيّر الطعم والريح." ([122])

وتبيّن مما سبق أن عدم تغير الماء لا طعماً ولا ريحاً، لون من ألوان نعيم الجنة.

 

أمرنا مترفيها

 

لعل بعضهم يتعجّب بعد قراءة قوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء: 16].

هل كان فسق المترفين أمراً ربانياً؟ أم هو باختيار الإنسان وسعيه؟ وإذا كان اختياراً فما دلالة الأمر هنا؟

واقع الأمر أن في معنى هذه الكلمة خلافاً، والمراد بها يدور حول المعاني التالية:

  • أمرنا بمعنى: كثّرنا.
  • أمرناهم بالطاعة، فعصوا وفسقوا.
  • جعلناهم أمراء، وهذا على قراءة التشديد: أَمَّرْنا.

قال أبو عبيدة: " أي: أكثرنا مترفيها، وهي من قولهم: قد أمر بنو فلان، أي كثروا فخرج على تقدير قولهم: علم فلان، وأعلمته أنا ذلك، قال لبيد:

كلّ بنى حرّة قصارهم

قلّ وإن أكثرت من العدد

إن يغبطوا يهبطوا وإن أمروا

يوماً يصيروا للهلك والنّفدِ" ([123])

وقال ابن قتيبة: " أي أكْثَرْنَا مُتْرَفِيهَا.

يقال: أَمَّرْتُ الشيءَ وأمَرْتُه، أي كثَّرته.

تقدير: فَعَّلت وأَفْعَلْت، ومنه قولهم: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أي: كثيرة النِّتاج.

ويقال: أَمِرَ بنو فلان يأمرون أمرًا؛ إذا كثروا.

وبعض المفسرين يذهب إلى أنه من الأمْر.

يقول: نأمرهم بالطاعة ونفرض عليهم الفرائض، فإذا فسقوا حقَّ عليهم القول، أي وَجَب.

ومن قرأ (أَمَّرْنَا) فهو من الإمارة، أي: جعلناهم أُمراء.

وقرأ أقوام (آمَرْنَا) بالمد، وهي اللغة العالية المشهورة، أي: كَثَّرْنا." ([124])

قال أبو حيان: "أمرنا: كثّرنا، وكذلك آمَرْنا." ([125])

 

أمه هاوية

 

تدرك الفطرة الإنسانية ما للأم من مكانة عظيمة، فهي أمان، وملجأ، ومأوى، يتصاغر ابنها دونها مهما علا شأنه، وعظُم مقامه، ويظلّ في حاجة إليها ما بقي حياً.

وقد حدثنا القرآن الكريم في آيات كثيرة عن الأم الوالدة وما لها من حقوق.

كما حدّثنا عن أمهات أخر، كأم الكتاب، والأم الهاوية، وأم القرى.

وقد وردت (أمّ هاوية) في القرآن الكريم في سياق التهديد والوعيد، وفُسّرت في الآية التي تليها بأنها النار الحامية.

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ۝ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ۝ نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ [القارعة: 8 – 11].

فلماذا عُبّر عن النار بالأم في هذا السياق؟

قال ابن قتيبة: " (فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) أي النارُ له كالأم يأْوِي إليها." ([126])

وقال الراغب الأصفهاني: " ويقال لكل ما كان أصلاً لوجود شيء، أو تربيته، أو إصلاحه، أو مبدئه أمّ.

قال الخليل: كلّ شيء ضمّ إليه سائر ما يليه يسمّى أمّاً.

قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ﴾ [الزخرف:4] أي: اللوح المحفوظ؛ وذلك لكون العلوم كلها منسوبة إليه، ومتولّدة منه.

وقيل لمكة: أم القرى، وذلك لما روي: (أنّ الدنيا دحيت من تحتها)، وقال تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها﴾ [الأنعام: 92].

وأمّ النجوم: المجرّة.

قال:

بحيث اهتدت أمّ النجوم الشوابك

وقيل: أم الأضياف وأم المساكين، كقولهم: أبو الأضياف، ويقال للرئيس: أمّ الجيش كقول الشاعر:

وأمّ عيال قد شهدت نفوسهم

وقيل لفاتحة الكتاب: أمّ الكتاب؛ لكونها مبدأ الكتاب.

وقوله تعالى: ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ [القارعة:9].

أي: مثواه النار فجعلها أمّا له، قال: وهو نحو: ﴿مَأْواكُمُ النَّارُ﴾ [الحديد:15]." ([127])

 

غضبان أسفاً

 

يدور الأسف في استعمالنا العرفي على عدة معانٍ من أبرزها الاعتذار، والندم، فهل هو المراد في هذه الآيات الكريمة؟

قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: 150].

وقال تعالى: ﴿فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي﴾ [طه: 86].

قال أبو عبيدة: "(غَضْبانَ أَسِفاً) من شدة، يقال: أَسِفَ، وعَنَد، وأَضِمَ.

 ومن شدّة الغضب يتأسف عليه أي: يتغيظ." ([128])

وقال ابن قتيبة: " (أَسِفًا) شديد الغضب.

يقال: آسفني فأسفت، أي: أغضبني فغضبت.

ومنه قوله: ﴿فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾ [الزخرف: 55]." ([129])

وقال أبو حيان: "(أسفاً) حزيناً." ([130])

ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: 6].

قال ابن قتيبة: "(أَسَفًا) حُزْنًا." ([131])

ومما سبق تبيّن أن مراد الكلمة يدور حول معنيين:

  • الحزن.
  • شدة الغضب.

 

الأيامى

 

وردت كلمة الأيامى مرة واحدة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 32].

قال أبو عبيدة: "(الأَيامى) من الرجال والنساء الذين لا أزواج لهم ولهن.

ويقال: رجل أيم، وامرأة أيمة، وأيم أيضاً." ([132])

وقال ابن قتيبة: " والأَيَامَى من الرجال والنساء: هم الذين لا أزواج لهم.

يقال: رجل أيِّم، وامرأة أيِّم." ([133])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأَيَامَى: جمع أَيِّم.

وهي المرأة التي لا بعل لها.

وقد قيل للرجل الذي لا زوج له." ([134])

وقال أبو حيان: "(الأيامى): من لا أزواج لهم من الرجاء والنساء، الواحد أيّم." ([135])

 

آل فرعون

 

يتبادر إلى الأذهان عند قراءة كلمة: آل فلان، أنها تعني أهله، وقرابته، فهل الشأن كذلك في الآيات التي ذكرت آل فرعون؟ وإن كان ذلك كذلك، فهل هي قاصرة على أهله وأقاربه دون غيرهم؟ وأين قومه وأتباعه من مصير فرعون وآله؟

قال تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ۝ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ [البقرة: 49 – 50].

قال أبو عبيدة: "آلَ فِرْعَوْنَ: قومه وأهل دينه، ومثلها: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ﴾ [غافر: 46]." ([136])

وقال ابن قتيبة: "(آلَ فِرْعَوْنَ) أهل بيته وأتباعه وأشياعه.

وآل محمد أهل بيته وأتباعه وأشياعه.

قال الله عز وجل: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]." ([137])

وقال الراغب الأصفهاني: "الآل: مقلوب من الأهل، ويصغّر على أهيل إلا أنّه خصّ بالإضافة إلى الأعلام الناطقين دون النكرات، ودون الأزمنة والأمكنة، يقال: آل فلان، ولا يقال: آل رجل ولا آل زمان كذا، أو موضع كذا، ولا يقال: آل الخياط بل يضاف إلى الأشرف الأفضل، يقال: آل الله وآل السلطان.

والأهل يضاف إلى الكل، يقال: أهل الله وأهل الخياط، كما يقال: أهل زمن كذا وبلد كذا.

وقيل: هو في الأصل اسم الشخص، ويصغّر أُوَيْلًا، ويستعمل فيمن يختص بالإنسان اختصاصا ذاتيا إمّا بقرابة قريبة، أو بموالاة، قال الله عزّ وجل: ﴿وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ﴾ [آل عمران: 33]، وقال: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ﴾ [غافر: 46].

قيل: وآل النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه، وقيل: المختصون به من حيث العلم، وذلك أنّ أهل الدين ضربان:

- ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحكم فيقال لهم: آل النبي وأمته.

- وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد، يقال لهم: أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يقال لهم آله، فكلّ آل للنبيّ أمته، وليس كل أمة له آله.

وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه: الناس يقولون: المسلمون كلهم آل النبي صلّى الله عليه وسلم، فقال: كذبوا وصدقوا، فقيل له: ما معنى ذلك؟ فقال:

كذبوا في أنّ الأمّة كافتهم آله، وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله.

وقوله تعالى: ﴿رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [غافر: 28] أي: من المختصين به وبشريعته، وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم." ([138])

وقال أبو حيان: "آل فرعون: قومه، والألف بدل من الواو في الأصح، لا من الهاء، بدليل تصغيره: أُوَيْل." ([139])

وتبيّن مما سبق أن آل فرعون تشمل: قومه، وأهل دينه.

 

الإستبرق

 

من وجوه نعيم أهل الجنة التي ذكرها القرآن الكريم، بيان ملبسهم، ونوع ثيابهم، وفُرُشهم، ومن ذلك: الإستبرق.

فما هو الإستبرق؟

قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: 31].

وقال تعالى: ﴿يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الدخان: 53].

وقال تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ [الرحمن: 54].

وقال تعالى: ﴿عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا﴾ [الإنسان: 21].

قال أبو عبيدة: "قد يوافق اللفظُ اللفظَ ويقاربه، ومعناهما واحد، وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك الإستبرق بالعربية، وهو الغليظ من الدّيباج، والفِرِند، وهو بالفارسية إسْتَبْرَهْ." ([140])

وقال: "يسمى المتاع الصيني الذي ليس له صفاقة الديباج، ولا خفة الفِرنِدِ إستبرقاً." ([141])

وقال ابن قتيبة: " (السُّنْدُس) رقيق الديباج.

و(الإسْتَبْرَق) ثخينه.

ويقول قوم: فارسي معرب، أصله: اسْتَبْرَهَ، وهو الشديد." ([142])

 

الأشِر

 

من التهم التي افتراها قوم صالح عليه السلام على نبيّهم: أنه كذاب أشِر، وحاشاه ذلك.

فماذا تعني كلمة: (أشِر)؟

قال تعالى: ﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ۝ سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر: 25- 26].

قال أبو عبيدة: "(الْأَشِرُ): ذو التجبّر والكبرياء، وربما كان النّشاط." ([143])

وقال ابن قتيبة: "(الأَشِرُ): المَرِح المتكبر." ([144])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأَشَرُ: شدّة البطر، وقد أَشِرَ يَأْشَرُ أَشَراً، قال تعالى: ﴿سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر: 26]، فالأشر أبلغ من البطر، والبطر أبلغ من الفرح، فإنّ الفرح- وإن كان في أغلب أحواله مذموماً لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ [القصص:76]- فقد يحمد تارة إذا كان على قدر ما يجب، وفي الموضع الذي يجب، كما قال تعالى: ﴿فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس:58].

وذلك أنّ الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل، والأَشَرُ لا يكون إلا فرحاً بحسب قضية الهوى، ويقال: ناقة مِئْشِير، أي: نشيطة على طريق التشبيه، أو ضامر من قولهم: أشرتُ الخشبة."([145])

 

أفّ

(ماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟)

 

وردت كلمة: (أف) في القرآن الكريم في 3 آيات:

أولاً: في مخاطبة الوالدين:

  • على سبيل النهي عن هذه الكلمة:

قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].

  • على سبيل بيان حال خطاب الابن الكافر لوالديه المؤمنين:

وقال تعالى: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الأحقاف: 17].

ثانياً: في خطاب الكافرين:

قال تعالى: ﴿قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ۝ أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [الأنبياء: 66 – 67].

فماذا تعني هذه الكلمة؟

قال أبو عبيدة: "(فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ): تُكسر وتُضمّ وتفُتح بغير تنوين، وموضعه في معناه ما غلظ وقبح من الكلام." ([146])

وقال الراغب الأصفهاني: "أصل الأُفِّ: كل مستقذر من وسخ وقلامة ظفر وما يجري مجراها، ويقال ذلك لكل مستخف به استقذاراً له، نحو: ﴿أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [الأنبياء: 67]، وقد أَفَّفْت لكذا: إذا قلت ذلك استقذاراً له، ومنه قيل للضجر من استقذار شيء: أفّف فلان." ([147])

وقال أبو حيان: "(أفّ لكما) أي: أتضجّر لأجلكما، وهي اسم فعل، وفيها لغات كثيرة." ([148])

 

إيلاف

 

قال تعالى: ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ۝ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ [قريش: 1- 2].

قال أبو عبيدة: "﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾ [قريش: 1].

العرب تقول: آلفت وألفت ذاك لغتان فمجاز هذا من: (ألفت تؤلف)، ومجاز (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) على: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ﴾ [الفيل: 1] لإيلاف قريش." ([149])

وقال ابن قتيبة: "(الإيلاف) مصدرُ: (آلَفْتُ فلانًا كذا إيلافًا)؛ كما تقول: ألزمتُه إيَّاه إلزامًا.

يقول: فَعَل هذا بأصحاب الفيل؛ ليُؤْلِفَ قريشًا هاتَيْن الرِّحلَتَيْن فتُقيمَ بمكةَ.

وقد بينتُ هذا في المشكل." ([150])

وقال الراغب الأصفهاني: "الإِلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة ويقال للمألوف: إِلْفٌ وأَلِيفٌ.

قال تعالى: ﴿إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾ [آل عمران:103]، وقال: ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [الأنفال:63].

والمُؤَلَّف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيباً قدّم فيه ما حقه أن يقدّم، وأخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر.

و﴿لِإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾ [قريش: 1]: مصدر من آلف.

﴿والمؤلَّفة قلوبهم﴾ [التوبة: 60]: هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، ﴿لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ [الأنفال:63] وأوالف الطير: ما ألفت الدار." ([151])

 

آوى

 

يدور معنى الإيواء حول الضمّ، والالتجاء.

وقد وردت مادة: (أوى) في عدد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: 69].

وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسف: 99].

قال ابن قتيبة: "(آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ) أي: ضَمَّه إليه.

يقال: آوَيْتُ فلانا إليَّ بِمَدّ الألف -: إذا ضممتَه إليك.

وَأَوَيْتُ إلى بني فلان - بقصر الألف -: إذا لجأت إليهم." ([152])

وقال الراغب الأصفهاني: " المأْوَى مصدر أَوَى يَأْوِي أَوِيّاً ومَأْوًى، تقول: أوى إلى كذا: انضمّ إليه يأوي أويّا ومأوى، وآوَاهُ غيره يُؤْوِيهِ إِيوَاءً، قال عزّ وجلّ: ﴿إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ﴾ [الكهف: 10]، وقال: ﴿سَآوِي إِلى جَبَلٍ﴾ [هود:43]، وقال تعالى: ﴿آوى إِلَيْهِ أَخاهُ﴾ [يوسف:69] ، وقال: ﴿تُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ﴾ [الأحزاب:51]، ﴿وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ﴾ [المعارج:13]، وقوله تعالى: ﴿جَنَّةُ الْمَأْوى﴾ [النجم:15] ، كقوله: ﴿دارُ الْخُلْدِ﴾ [فصلت:28] في كون الدار مضافة إلى المصدر، وقوله تعالى: ﴿مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ﴾ [آل عمران:197] اسم للمكان الذي يأوي إليه.

وأَوَيْتُ له: رحمته، أَوِيّاً وأَيَّةً ومَأْوِيَةً، ومَأْوَاةً.

وتحقيقه: رجعت إليه بقلبي و﴿آوى إِلَيْهِ أَخاهُ﴾ [يوسف:69] أي: ضمّه إلى نفسه." ([153])

 

أيّان

 

وردت كلمة: (أيّان) 6 مرات في القرآن الكريم.

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 187].

قال أبو عبيدة: "(أيان مرساها) أي: متى، وقال:

أيان تقضى حاجتى أيانا 

أما ترى لنجحها إبانا

أي متى خروجها."([154])

وقال ابن قتيبة: "(أيان مرساها) أي متى ثبوتها." ([155])

وقال تعالى: ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ [النحل: 21].

قال أبو عبيدة: "(أيان يبعثون) مجازه: متى يحيون. ([156])

وقال ابن قتيبة: " (وما يشعرون أيان يبعثون) أي: متى يبعثون." ([157])

وقال الراغب الأصفهاني: "(أيان): عبارة عن وقت الشيء، ويقارب معنى متى، قال تعالى: ﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ [الأعراف: 187]، ﴿أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الذاريات:12] من قولهم: أي، وقيل: أصله: أي أوان، أي: أي وقت، فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيان." ([158])

وجميع الآيات التي وردت فيها: (أيّان) هي في شأن يوم القيامة، والبعث.

 

الأمد

(ما معناه؟ وما الفرق بينه وبين الأبد؟)

 

وردت كلمة: أمد 4 مرات في القرآن الكريم، ويدور معناها حول:

  • الزمن.
  • الأجل.
  • الغاية.

قال تعالى: ﴿أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً﴾ [الكهف: 12].

قال أبو عبيدة: "﴿أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً﴾ [الكهف: 12] أي غايةً." ([159])

وقال ابن قتيبة: "(وَالأَمَدُ) الغاية." ([160])

وقال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً﴾ [آل عمران:30]. والأَمَد والأبد يتقاربان؛ لكن الأبد عبارة عن مدّة الزمان التي ليس لها حدّ محدود، ولا يتقيد، لا يقال: أبدُ كذا.

والأَمَدُ: مدّة لها حدّ مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر نحو أن يقال: أمد كذا، كما يقال: زمان كذا.

والفرق بين الزمان والأمد: أنّ الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمان عامّ في المبدأ والغاية، ولذلك قال بعضهم: المدى والأمد يتقاربان." ([161])

 

آنفاً

 

وردت كلمة: (آنفاً) مرة واحدة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ﴾ [محمد: 16].

قال الزجاج: "كانُوا يَسْمُعونَ خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا خرجوا سألوا أصحاب رسول الله استهزاء وإعلاماً أنهم لم يلتفتوا إلى ما قال.

فقالوا: (مَاذَا قَال آنِفاً)، أي: ماذا قال الساعة.

ومعنى آنفاً: من قولك: استأنَفْتُ الشيء، إذا ابْتَدَأتُه.

ورَوْضَة أُنُفٌ، إذَا لَمْ تُرْعَ بعد، أي لها أولٌ يُرعَىْ.

فالمعنى ماذا قال من أول وقت يَقْرُب مِنَّا." ([162])

قال الراغب الأصفهاني: "استأنفت الشيء: أخذت أنفه، أي: مبدأه، ومنه قوله عزّ وجل: ﴿ماذا قالَ آنِفاً﴾ [محمد:16] أي: مبتدأ." ([163])

وقال أبو حيان: "(آنفاً): أي الساعة." ([164])

 

الإملاق

 

وردت كلمة: إملاق، مرتين في القرآن الكريم في سياق الوصية بالأولاد، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 151].

قال أبو عبيدة: " ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ﴾ [الأنعام: 151] من ذهاب ما فى أيديكم.

يقال: أملق فلان، أي: ذهب ماله، واحتاج، وأقفر مثلها." ([165])

وقال ابن قتيبة: " (الإمْلاقُ) الفقر.

يقال: أملق الرجل، فهو مملق: إذا افتقر." ([166])

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 31].

قال أبو عبيدة: " ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 31] كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر، وهو الإملاق." ([167])

 

الآفاق

 

وردت كلمة: الأفق، بالإفراد مرتين في القرآن الكريم.

قال تعالى: ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾ [النجم: 7].

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾ [التكوير: 23].

كما وردت بالجمع مرة واحدة، فماذا تعني؟

قال الزجاج: "قوله: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت:53].

"أي: سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد في الآفاق، وواحدها أُفُق.

يقول: سنريهم آثار مَن مَضَى قبلهم مِمنْ كَذبَ الرسُلَ من الأمم وآثرَ خلقِ اللَّه في كل البلاد

(وَفِي أَنْفُسِهِمْ) من أنهم كانوا نُطَفاً ثم عَلقَاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً." ([168])

قال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ﴾ [فصلت: 53].

أي: في النواحي، والواحد: أُفُق وأفق، ويقال في النسبة إليه: أُفُقِيّ.

وقد أَفَقَ فلان: إذا ذهب في الآفاق.

وقيل: الآفِقُ للذي يبلغ النهاية في الكرم؛ تشبيهاً بالأفق الذاهب في الآفاق." ([169])

 

أثاماً

 

قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا﴾ [الفرقان: 68 - 69].

ما معناه؟ وهل هو راجع إلى الإثم؟ أم ما هي علاقته به؟

قال أبو عبيدة: "(يلقَ أثاماً) أي: عقوبة.

(يضعف له العذاب يوم القيامة) أي: يلقَ عقوبة وعقاباً كما وصف (يضاعف له العذاب) وقال بلعاء بن قيس الكناني:

جزى الله ابن عروة حيث أمسى

عقوقاً والعقوق له أثام

أي: عقاباً." ([170])

وقال ابن قتيبة: " (ومن يفعل ذلك يلقَ أثاماً) أي: عقوبة.

قال الشاعر:

عقوقاً والعقوق له أثام

أي: عقوبة. " ([171])

والإثم والأثام: اسم للأفعال المبطئة عن الثواب، وجمعه آثام، ولتضمنه لمعنى البطء.

وقوله تعالى: ﴿أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ﴾ [البقرة:206] أي: حملته عزته على فعل ما يؤثمه.

﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾ [الفرقان:68] أي: عذاباً، فسماه أثاماً؛ لمّا كان منه، وذلك كتسمية النبات والشحم ندى لما كانا منه في قول الشاعر:

تعلى الندى في متنه وتحدرا

وقيل: معنى: (يلقَ أثاماً) أي: يحمله ذلك على ارتكاب آثام، وذلك؛ لاستدعاء الأمور الصغيرة إلى الكبيرة، وعلى الوجهين حمل قوله تعالى: ﴿فَسوفَ يَلْقَونَ غَيًّا﴾ [مريم:59]. ([172])

 

الأُكل

 

وردت كلمة: الأُكُل، 7 مرات في القرآن الكريم: (أُكُله، أكُلُها)، في سياق الحديث عن الجنان، والزروع، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 265].

وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأنعام: 141].

وقال تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [الرعد: 4].

وقال تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ﴾ [الرعد: 35].

قال أبو عبيدة: "(ونفضل بعضها على بعض في الأكل) في الثمرة والأكل." ([173])

وقال ابن قتيبة: "(ونفضل بعضها على بعض في الأكل) أي: في الثمر." ([174])

وقال الزجاج: "الأكل: الثمر الذي يؤكل، ويجوز، ويفضل بعضها على بعض؛ لأنه

جرى ذكر الله، فالمعنى يفضل الله." ([175])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأَكْل: تناول المطعم، وعلى طريق التشبيه قيل: أكلت النار الحطب، والأُكْل لما يؤكل، بضم الكاف وسكونه، قال تعالى: ﴿أُكُلُهَا دَائِمٌ﴾ [الرعد: 35]." ([176])

 

آمّين

 

وردت كلمة: (آمّين) مرة واحدة في القرآن الكريم.

فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].

قال أبو عبيدة: " (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ): ولا عامدين، ويقال: أممت.

وتقديرها هممت خفيفة.

وبعضهم يقول: يمّمت، وقال:

إني كذاك إذا ما ساءني بلد

يمّمت صدر بعيري غيره بلدا" ([177])

وقال ابن قتيبة: "(وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ) يعني: العَامِدِين إلى البيت.

واحدهم آمٌّ." ([178])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأَمُّ: القصد المستقيم، وهو التوجه نحو مقصود، وعلى ذلك: ﴿وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ﴾ [المائدة: 2]." ([179])

وقال أبو حيان: "آمّين: قاصدين." ([180])

 

أناسي

(ماذا تعني؟ وهل هي جمع إنسان؟)

 

قال تعالى: ﴿لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا﴾ [الفرقان: 49].

قال الزجاج: " وقوله: (وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا).

أَنَاسِي جمع إنْسِي مِثْلُ كُرْسِي وكرَاسي.

ويجوز أن يكون جمع إنسان.

وتكون الياء بدلاً من النون، الأصل أَنَاسِين بِالنُّون مثل سَرَاحِين." ([181])

وقال الراغب الأصفهاني: "الإنسيّ منسوب إلى الإنس، يقال ذلك لمن كثر أنسه، ولكلّ ما يؤنس به، ولهذا قيل: إنسيّ الدابة للجانب الذي يلي الراكب.

وإنسيّ القوس: للجانب الذي يقبل على الرامي.

والإنسيّ من كل شيء: ما يلي الإنسان.

والوحشيّ: ما يلي الجانب الآخر له.

وجمع الإنس أَناسيُّ، قال الله تعالى: ﴿وَأَناسِيَّ كَثِيراً﴾ [الفرقان:49]." ([182])

وقال أبو حيان: "أنسيّ: جمع إنسي، وهو واحد الإنس، جمع على لفظه نحو كرسي وكراسي.

ولا تقول: إنه جمع إنسان، فيكون أصله: أناسين، وتكون الياء فيه بدلاً من النون، وقد ذُهب إلى ذلك." ([183])

 

أذى

 

وردت كلمة: (أذى/الأذى) 8 مرات في القرآن الكريم، ووردت (أذاهم) مرة واحدة، كما جاءت على صورة أفعال: (يؤذي، آذوهما، أوذينا، وغيرها).

فما هو الأذى؟

أولاً: الآيات الكريمة التي وردت فيها كلمة: أذى/ الأذى:

قال تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة: 196].

وقال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ۝ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 262 – 264].

قال تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ [آل عمران: 111].

وقال تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ [آل عمران: 186].

وقال تعالى: ﴿وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا﴾ [النساء: 102].

ثانياً: معنى الأذى:

قال الراغب الأصفهاني: "الأذى: ما يصل إلى الحيوان من الضرر إمّا في نفسه أو جسمه أو تبعاته دنيوياً كان أو أخروياً، قال تعالى: ﴿لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى﴾ [البقرة:264]، قوله تعالى: ﴿فَآذُوهُما﴾ [النساء:16] إشارة إلى الضرب، ونحو ذلك في سورة التوبة: ﴿وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ: هُوَ أُذُنٌ﴾ [التوبة:61]، ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة:61]، ﴿ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى﴾ [الأحزاب:69]، ﴿وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا﴾ [الأنعام:34]، وقال: ﴿لِمَ تُؤْذُونَنِي﴾ [الصف:5] ، وقوله: ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً﴾ [البقرة:222]، فسمّى ذلك أذىً باعتبار الشرع، وباعتبار الطب على حسب ما يذكره أصحاب هذه الصناعة.

يقال: آذَيْتُهُ أو أَذَيْتُهُ إِيذاءً وأذيّة وأذىً، ومنه: الآذيّ، وهو الموج المؤذي لركاب البحر." ([184])

قال أبو حيان: "الأذى: ما يُكرَه، ويُغتَمُّ به." ([185])

 

الأجرة والاستئجار

(ما هي دلالتهما في القرآن الكريم؟)

 

نقرأ في قصة موسى عليه السلام: تأجرني، استأجره، استأجرت.

فماذا تعني هذه الكلمات، وما علاقتها بالأجر؟

قال تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ۝ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [القصص: 26 – 27].

قال أبو عبيدة: "(على أن تأجرني ثماني حجج) مجازه من الإجارة، وهي أجر العمل يقال: أجرت أجيري أي أعطيته أجره، ويفعل منها: (يأجر) تقديره أكل يأكل، ومنه قول الناس: أجرك الله وهو يأجرك أي أثابك الله." ([186])

وقال ابن قتيبة: "(على أن تأجرني) أي تجازيني عن التزويج، والأجر من الله إنما هو: الجزاء على العمل." ([187])

وقال الراغب الأصفهاني: " الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العمل دنيوياً كان أو أخروياً، نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾ [يونس:72]، ﴿وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [العنكبوت: 27]، ﴿وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ [يوسف: 57].

والأُجرة في الثواب الدنيوي، وجمع الأجر أجور، وقوله تعالى: ﴿وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ﴾ [النساء:25] كناية عن المهور، والأجر والأجرة يقال فيما كان عن عقد، وما يجري مجرى العقد، ولا يقال إلا في النفع دون الضر، نحو قوله تعالى: ﴿لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ [آل عمران:199]، وقوله تعالى: ﴿فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى:40].

والجزاء يقال فيما كان عن عقدٍ وغير عقد، ويقال في النافع والضار، نحو قوله تعالى: ﴿وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً﴾ [الإنسان:12]، وقوله تعالى: ﴿فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ﴾ [النساء:93].

يقال: أَجَر زيد عمراً يأجره أجراً: أعطاه الشيء بأجرة، وآجَرَ عمرو زيداً: أعطاه الأجرة، قال تعالى: ﴿عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ﴾ [القصص :27]، وآجر كذلك، والفرق بينهما: أنّ أجرته يقال إذا اعتبر فعل أحدهما، وآجرته يقال إذا اعتبر فعلاهما، وكلاهما يرجعان إلى معنى واحدٍ، ويقال: آجره الله وأجره الله.

والأجير: فعيل بمعنى فاعل أو مفاعل، والاستئجارُ: طلب الشيء بالأجرة، ثم يعبّر به عن تناوله بالأجرة، نحو: الاستيجاب في استعارته الإيجاب، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ [القصص:26]." ([188])

 

أتى / آتى

(هل هناك فرق؟ وما دلالة كل منهما؟)

 

جاء الإتيان والإيتاء في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، فما هو الفرق بينهما؟ وما هي دلالة كل منهما؟ ولماذا اقترنت الزكاة بالإيتاء؟ وهل الإتيان يكون في الخير والشر؟ أم في أحدهما؟ وما الفرق بين دلالة: أوتوا، وبين دلالة: آتينا؟

أولاً: معنى أتى:

"أتى: جاء." ([189])

ثانياً: معنى آتى:

"آتَوا: أعطوا." ([190])

وتفصيل ذلك كما قال الراغب الأصفهاني:

"الإتيان: مجيء بسهولة، ومنه قيل للسيل المارّ على وجهه: أَتِيّ وأَتَاوِيّ، وبه شبّه الغريب فقيل: أتاويّ.

والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير، ويقال في الخير وفي الشر وفي الأعيان والأعراض، نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ﴾ [الأنعام:40]، وقوله تعالى: ﴿أَتى أَمْرُ اللَّهِ﴾ [النحل:1]، وقوله: ﴿فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ﴾ [النحل:26]، أي: بالأمر والتدبير، نحو: ﴿وَجاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر:22]، وعلى هذا النحو قول الشاعر:

أتيت المروءة من بابها

﴿فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها﴾ [النمل:37]، وقوله: ﴿لا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى﴾ [التوبة:54]، أي: لا يتعاطون، وقوله: ﴿يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ﴾ [النساء:15]، وفي قراءة عبد الله: (تأتي الفاحشة) فاستعمال الإتيان منها كاستعمال المجيء في قوله: ﴿لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا﴾ [مريم: 27].

يقال: أتيته وأتوته، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده: قد جاء أتوه، وتحقيقه: جاء ما من شأنه أن يأتي منه، فهو مصدر في معنى الفاعل.

وهذه أرض كثيرة الإتاء أي: الرّيع، وقوله تعالى: ﴿مَأْتِيًّا﴾ [مريم:61] مفعول من أتيته.

قال بعضهم: معناه: آتيا، فجعل المفعول فاعلًا، وليس كذلك بل يقال: أتيت الأمر وأتاني الأمر، ويقال: أتيته بكذا وآتيته كذا.

قال تعالى: ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً [البقرة:25]، وقال: ﴿فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها﴾ [النمل:37]، وقال: ﴿وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً﴾ [النساء:54].

وكلّ موضع ذكر في وصف الكتاب (آتينا) فهو أبلغ من كلّ موضع ذكر فيه (أوتوا)؛ لأنّ (أوتوا) قد يقال إذا أوتي من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول.

وقوله تعالى: ﴿آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ﴾ [الكهف: 96] وقرأه حمزة موصولة.

أي: جيئوني.

والإِيتاء: الإعطاء، وخصّ دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء، نحو: ﴿وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ﴾ [البقرة:277]، ﴿وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ﴾ [الأنبياء:73]، و ﴿وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً﴾ [البقرة:229]، و ﴿وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ﴾ [البقرة:247]." ([191])

 

يأتل

 

قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 22].

قال أبو عبيدة: "(وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ) مجازه ولا يفتعل من آليت:

أقسمت، وله موضع آخر من ألوت بالواو." ([192])

وقال ابن قتيبة: "(وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ) أي: لا يحلِف.

وهو يَفْتَعِل من الألِيَّةِ، وهي اليمين.

وقُرِئَت أيضًا: ولا يَتَأَلَّ على يَتَفَعَّل." ([193])

وقال الراغب الأصفهاني: " أَلَوْتُ في الأمر: قصّرت فيه، هو منه، كأنه رأى فيه الانتهاء، وأَلَوْتُ فلاناً، أي: أوليته تقصيراً نحو: كسبته، أي: أوليته كسباً، وما ألوته جهداً، أي: ما أوليته تقصيراً بحسب الجهد، فقولك: (جهداً) تمييز، وكذلك: ما ألوته نصحاً.

وقوله تعالى: ﴿لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا﴾ [آل عمران: 118] منه.

أي: لا يقصّرون في جلب الخبال، وقال تعالى: ﴿وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ﴾ [النور: 22].

قيل: هو يفتعل من ألوت، وقيل: هو من: آليت: حلفت.

وقيل: نزل ذلك في أبي بكر، وكان قد حلف على مسطح أن يزوي عنه فضله." ([194])

وقال أبو حيان: "(يؤلون): يحلفون، وهي: الأَلْوة والإلْوة والأُلْوة والأليَّة.

يأتل: يحلف." ([195])

وعلى ذلك يدور معنى الكلمة حول: الحلف، والقسم.

 

أليم

 

اقترنت كلمة: (أليم) -في أكثر مواضع ورودها في القرآن الكريم- بالعذاب.

قال تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة 10].

كما جاءت في شأن الحرب: (تألمون).

قال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 104].

أولاً: المراد بعذاب أليم:

قال أبو عبيدة: "(عَذابٌ أَلِيمٌ) أي: موجع من الألم، وهو في موضع مُفعِل، قال ذو الرمة:

ونرفع في صدور شمر دلات

يصكّ وجوهها وهج أليم" ([196])

وقال ابن قتيبة: "عذابٌ أليمٌ: أي: مؤْلمٌ، وضرْبٌ وَجِيع أي: مُوجِع." ([197])

وقال أبو حيان: "(أليم): مؤلم أو ذو ألم، كما قالوا: شعر شاعر." ([198])

ثانياً: المراد بـ: تألمون/ يألمون:

قال أبو عبيدة: "(تَأْلَمُونَ): توجعون، قال أبو قيس بن الأسلت:

لا نألم الحرب ونجزى بها الأعداء كيل الصّاع بالصّاع" ([199])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأَلَمُ الوجع الشديد، يقال: أَلَمَ يَأْلَمُ أَلَماً فهو آلِمٌ.

قال تعالى: ﴿فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ﴾ [النساء:104]، وقد آلمت فلاناً، وعذاب أليم، أي: مؤلم." ([200])

 

أداء

 

ورد الأداء في القرآن الكريم بهذه الصورة: أداء، كما ورد: تُؤدوا، فليؤد، أدّوا، يؤدّه.

فماذا تعني هذه الكلمة؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 178].

قال ابن قتيبة: "(وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) أي: لِيُؤَدِ المُطَالَبُ ما عليه أداء بإحسان لا يَبْخَسُه ولا يَمْطُلُه مطل مُدَافِع." ([201]) 

وقال الراغب الأصفهاني: "الأداء: دفع الحق دفعةً وتوفيته، كأداء الخراج والجزية وأداء الأمانة.

قال الله تعالى: ﴿فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ﴾ [البقرة:283].

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها﴾ [النساء: 58].

وقال: ﴿وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ﴾ [البقرة:178].

وأصل ذلك من الأداة، تقول: أدوت بفعل كذا، أي: احتلت.

وأصله: تناولت الأداة التي بها يتوصل إليه.

واستأديت على فلان نحو: استعديت." ([202])

 

الإمام ودلالاته في القرآن الكريم

 

تستعمل كلمة: (الإمام) ويراد بها -غالباً- الشخص الذي يؤتَم به، ويقتدى.

وقد وردت بهذا المعنى في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

وقال تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 124].

كما وردت بمعانٍ قريبة في الدلالة، إلا أنها وقعت على أمور أخرى ولم تقع على أشخاص، ومن هذه المعاني:

  • الطريق.
  • الكتاب.
  • الدين.

قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [الإسراء: 71].

وقد جاءت بالإفراد: إمام (7) مرات. ([203])

كما جاءت بالجمع: أئمة (5) مرات.

قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء: 73].

وقال تعالى: ﴿وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ﴾ [التوبة: 12].

وبيان ذلك على التفصيل:

قال تعالى: ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ [القصص: 5]: " أي نجعلهم ولاة يؤتم بهم." ([204])

وقال أبو حيان: "(إماماً): متّبَعاً، (لبإمام): طريق، (بإمامهم): كتابهم، ويقال: دينهم." ([205])

قال الراغب الأصفهاني: "الإمام: المؤتم به، إنسانا ًكأن يقتدى بقوله أو فعله، أو كتاباً، أو غير ذلك محقاً كان أو مبطلاً، وجمعه: أئمة.

وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ [الإسراء: 71] أي: بالذي يقتدون به، وقيل: بكتابهم، وقوله: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

قال أبو الحسن: جمع آمٍ، وقال غيره: هو من باب درعٌ دِلاص، ودروعٌ دِلاص، وقوله: ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً﴾ [القصص: 5]، وقال: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ﴾ [القصص: 41]، جمع إمام.

وقوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ [يس: 12] فقد قيل: إشارة إلى اللوح المحفوظ." ([206])

 

أميون

 

وُصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة: الأميّ، كما وُصف بها قومه: الأميون.

وجاءت في سياق وصف آخرين كذلك.

فما هي الأمية؟ وماذا تعني في حق أولئك الموصوفين؟ ولماذا كانت مدحاً في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال أبو عبيدة: "(في الأميين): الذين لا يكتبون." ([207])

قال الراغب الأصفهاني: "الأمي: هو الذي لا يكتب ولا يقرأ من كتاب.

وعليه حُمل: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ﴾ [الجمعة: 2].

قال قطرب: الأمية: الغفلة والجهالة، فالأمي منه، وذلك هو قلة المعرفة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ﴾ [البقرة: 78] أي: إلا أن يتلى عليهم.

قال الفراء: هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب.

و ﴿النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ﴾ [الأعراف: 157] قيل: منسوب إلى الأمة الذين لم يكتبوا؛ لكونه على عادتهم كقولك: عامي؛ لكونه على عادة العامة، وقيل: سمي بذلك؛ لأنه لم يكن يكتب ولا يقرأ من كتاب، وذلك فضيلة له لاستغنائه بحفظه، واعتماده على ضمان الله منه بقوله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾ [الأعلى:6].

وقيل: سمي بذلك لنسبته إلى أم القرى." ([208])

 

أهل البيت

 

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: 33].

فما معنى كلمة: (أهل)؟ وما المراد بـ: (أهل البيت) في هذا السياق؟

قال الزجّاج: "قيل: إن أهل البيت ههنا يعنى به نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والرجال الذين هم آله.

واللغة تدل على أنه للنساء والرجال جميعاً لقوله (عنكم) بالميم، ويطهركم.

ولو كان للنساء لم يجز إلا: عنكن ويطهركن.

والدليل على هذا قوله: ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 34] حيث أفرد النساء بالخطاب." ([209])

وقال الراغب الأصفهاني: " أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين، أو ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد.

وأهل الرجل في الأصل: من يجمعه وإياهم مسكن واحد، ثم تجوز به فقيل: أهل الرجل لمن يجمعه وإياهم نسب، وتُعورف في أسرة النبي عليه الصلاة والسلام مطلقا إذا قيل: أهل البيت.

لقوله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [الأحزاب: 33]، وعُبّر بأهل الرجل عن امرأته.

وأهل الإسلام: من يجمعهم، ولما كانت الشريعة حكمت برفع حكم النسب في كثير من الأحكام بين المسلم والكافر قال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ [هود:46]، وقال تعالى: ﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾ [هود:40].

وقيل: أهل الرجل يأهل أهولاً.

وقيل: مكان مأهول: فيه أهله، وأهل به: إذا صار ذا ناس وأهل، وكل دابة ألف مكاناً يقال: آهل وأهليّ." ([210])

 

آبائي

 

ورد في القرآن الكريم على لسان يوسف عليه السلام تسمية جدّه إبراهيم، وإسحاق، وعمّه -عمّ أبيه- إسماعيل عليهم السلام آباءً له، فهل يُطلق الأب ويراد به غير الأب الوالد؟

قال تعالى: ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ [يوسف: 38].

وقال تعالى: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133].

قال أبو عبيدة: "العرب تجعل العم والخال أباً." ([211])

والأب: الوالد، ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً.

ويسمى العم مع الأب أبوين، وكذلك الأم مع الأب، وكذلك الجد مع الأب، قال تعالى في قصة يعقوب: ما تعبدون من بعدي؟ قالوا: ﴿أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133]، وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمهم.

وسمي معلم الإنسان أباً لما تقدم ذكره.

وقد حُمل قوله تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ [الزخرف:22] على ذلك.

أي: علماءنا الذين ربونا بالعلم، بدلالة قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ [الأحزاب: 67].

وقيل في قوله: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14].

إنه عنى الأب الذي ولده، والمعلم الذي علمه. ([212])

وبذلك يتبين أن كلمة: أب، تأتي في القرآن الكريم ويراد بها: الوالد حقيقة.

كما تأتي في معانٍ أخرى: كالعم، والجد، وغيرهما.

 

أمة

(ما دلالة وصف إبراهيم عليه السلام بها؟)

 

دلت كلمة: (أمة) حين وصف إبراهيم عليه السلام بها على أنه:

  • معلم للخير.
  • إمام.
  • قائم مقام جماعة في عبادة الله تعالى.

قال تعالى: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [النحل: 120].

قال أبو عبيدة: "(إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله) أي إماماً مطيعاً لله." ([213])

وقال ابن قتيبة: "(كان أمة) أي معلماً للخير يقال: فلان أمة.

وقد بينت هذا في كتاب المشكل." ([214])

وقال الزجّاج: " جاء في التفسير أنه كان آمن وحده، وفي أكثر التفسير أنه كان معلماً للخير." ([215])

وقال الراغب الأصفهاني: " وقوله: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ﴾ [النحل: 120].

أي: قائماً مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم: فلان في نفسه قبيلة." ([216])

 

أنى لك هذا

 

وردت كلمة: (أنّى) 28 مرة في القرآن الكريم، وتتضمن معنى:

  • كيف؟
  • أين؟

قال تعالى: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37].

قال أبو عبيدة: "(أَنَّى لَكِ هذا) أي: من أين لك هذا، قال الكميت بن زيد:

أنّى ومن أين آبك الطّرب

من حيث لا صبوة ولا ريب" ([217])

وقال ابن قتيبة: " (أَنَّى لَكِ هَذَا) أي: من أين لك هذا؟" ([218])

قال تعالى: ﴿وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [سبأ: 52].

قال أبو عبيدة: " (أَنَّى لَهُمُ) أي: كيف لهم وأين." ([219])

قال تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ﴾ [الزمر: 6].

قال الراغب الأصفهاني: " أَنَّى للبحث عن الحال والمكان، ولذلك قيل: هو بمعنى كيف وأين؛ لتضمنه معناهما.

قال الله عزّ وجل: ﴿أَنَّى لَكِ هذا﴾ [آل عمران:37]، أي: من أين، وكيف." ([220]) 

 

الأنعام

 

يمتن الله تبارك وتعالى علينا في كثير من آيات كتابه الحكيم بالأنعام، فهل هي الإبل؟ أم هي أصناف أخرى متعددة؟ وهل يلزم حينئذ دخول الإبل فيها أم لا؟

قال تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14].

قال أبو عبيدة: " (الْأَنْعامِ): جماعة النّعم." ([221])

وقال ابن قتيبة: "(وَالأَنْعَامِ) الإبل والبقر والغنم، واحدها نَعَمٌ.

وهو جمع لا واحد له من لفظه." ([222])

وقال الراغب الأصفهاني: "النَّعَمُ مختصٌّ بالإبل، وجمْعُه: أَنْعَامٌ.

وتسميتُهُ بذلك؛ لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ.

لكن الأنعَام تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها: أنعام حتى يكون في جملتها الإبل.

قال: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ﴾ [الزخرف: 12].

﴿وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً﴾ [الأنعام:142].

وقوله: ﴿فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ﴾ [يونس:24] فالأنعام هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها." ([223])

 

الأمانيّ والأمنيّة

 

نقرأ في كتاب الله الكريم: الأمانيّ، والأمنية، فما هو معنى كل منهما؟ وهل هو راجع إلى التمني؟ أم إلى الأمن؟ أم إلى الكذب (المين)؟ وهل كل تمنٍ يكون عن باطل واختلاق؟ أم منه ما يكون عن روية وحق؟

قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [البقرة: 78].

أولاً: كلمة: أمانيّ:

ترجع إلى أحد ثلاثة معانٍ:

  • الكذب.
  • التمني.
  • التلاوة المجردة عن المعرفة.

ثانياً: كلمة: أمنيّة ([224]):

ترجع إلى معنى واحد، وهو:

التلاوة.

وبيان ذلك على التفصيل فيما يلي:

قال ابن قتيبة: "(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ) أي لا يعلمون الكتاب إلا أن يُحدِّثهم كبراؤُهم بشيء، فيقبلونه ويظنون أنه الحق، وهو كذب.

ومنه قول عثمان رضي الله عنه: (ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْت) أي: ما اخْتَلَقْتُ الباطل.

وتكون الأمانِيُّ التلاوة.

قال الله عز وجل: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: 52] يريد إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته.

يقول: فهم لا يعلمون الكتاب إلا تلاوة ولا يعملون به، وليسوا كمن يتلوه حَقَّ تلاوته: فيُحِلُّ حلالَه ويُحَرِّم حرامَه، ولا يحرفه عن مواضعه." ([225])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأُمْنِيَّةُ: الصّورة الحاصلة في النّفس من تمنّي الشيء، ولمّا كان الكذب تصوّر ما لا حقيقة له وإيراده باللفظ صار التّمنّي كالمبدإ للكذب، فصحّ أن يعبّر عن الكذب بالتّمنّي، وعلى ذلك ما روي عن عثمان رضي الله عنه: (ما تغنّيت ولا تَمَنَّيْتُ منذ أسلمت)، وقوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ﴾ [البقرة:78].

قال مجاهد: معناه: إلّا كذباً، وقال غيره إلّا تلاوة مجرّدة عن المعرفة.

من حيث إنّ التّلاوة بلا معرفة المعنى تجري عند صاحبها مجرى أمنيّة تمنيتها على التّخمين.

وقوله: ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ [الحج: 52] أي: في تلاوته، فقد تقدم أنّ التّمنّي كما يكون عن تخمين وظنّ فقد يكون عن رويّة وبناء على أصل.

ولمّا كان النبيّ صلّى الله عليه وسلم كثيراً ما كان يبادر إلى ما نزل به الرّوح الأمين على قلبه حتى قيل له: ﴿لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ﴾ [طه:114]، و ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ [القيامة: 16].

سمّى تلاوته على ذلك تمنّياً، ونبّه أنّ للشيطان تسلّطاً على مثله في أمنيّته." ([226])

 

الأعلام

 

وردت كلمة: (الأعلام) مرتين في القرآن الكريم، في سياق الحديث عن السفن الجارية، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ﴾ [الشورى: 32].

قال أبو عبيدة: "(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ): أي الجبال." ([227])

وقال ابن قتيبة: "(كَالأَعْلامِ) أي الجبال، واحدها: عَلَم." ([228])

وقال تعالى: ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ۝ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: 24 - 25].

قال أبو عبيدة: "(كَالْأَعْلامِ): كالجبال قال جرير يصف الإبل:

إذا قطعن علماً بدا علم" ([229])

وقال ابن قتيبة: "(الأَعْلامُ): الجبال، واحدها: "عَلَم". ([230])

وقال الراغب الأصفهاني: "العَلَمُ: الأثر الذي يُعْلَمُ به الشيء كعلم الطّريق وعلم الجيش، وسمّي الجبل علماً لذلك، وجمعه أَعْلَام، وقرئ: ﴿وإنّه لَعَلَمٌ للسّاعة﴾ [الزخرف: 61].

وقال: ﴿وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ [الشورى:32]، وفي أخرى: ﴿وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ [الرحمن:24]." ([231])

وعلى ذلك يكون معنى: (الأعلام) في القرآن الكريم: الجبال.

وسبب تسميتها بذلك: لأن الطريق يُعلم بها، والله أعلم.

 

الأكمام

 

وردت كلمة: (الأكمام) مرتين في القرآن الكريم، في الحديث عن النخل والثمار، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ﴾ [فصلت: 47].

قال أبو عبيدة: "(مِنْ أَكْمامِها): أي أوعيتها، واحدها كمّة، وهو ما كانت فيه، وكم وكمّة واحد وجمعها: أكمام، وأكمّة." ([232])

قال تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ۝ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾ [الرحمن: 10 – 11].

قال أبو عبيدة: "(وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ): واحدها كمّ." ([233])

وقال ابن قتيبة: "(ذَاتُ الأَكْمَامِ): أي ذات الكُفُرَّى قبل أن ينفتق.

وغِلاف كل شيء: كُمُّه.

والكُفُرَّى: هو الجُفُّ، وهو الكُمُّ، وهو الكافور، وهو الذي ينشق عن الطَّلْع." ([234])

وقال الراغب الأصفهاني: "الكُمُّ: ما يغطّي اليد من القميص، والكِمُّ: ما يغطّي الثّمرةَ، وجمعه: أَكْمَام، قال: ﴿وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ﴾ [الرحمن:11].

والْكُمَّةُ: ما يغطّي الرأس كالقلنسوة." ([235])

 

أكنة وأكناناً

 

وردت كلمة: أكنة في 4 آيات، ووردت كلمة: أكناناً مرة واحدة، فهل هما يرجعان إلى المادة ذاتها؟ وهل هما بمعنى؟

قال أبو عبيدة: "(قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ): أي في أغطية واحدها كنان، قال عمر بن أبى ربيعة:

تحت عين كنانها

ظلّ برد مرحّل" ([236])

وقال ابن قتيبة: " (أَكِنَّةً) جمع كِنَان، مثل غِطاء وأغطية." ([237])

وقال الراغب الأصفهاني: " الْكِنُّ: ما يحفظ فيه الشيء.

يقال: كَنَنْتُ الشيء كَنّاً: جعلته في كِنٍّ، وخُصَّ كَنَنْتُ بما يستر ببيت أو ثوب، وغير ذلك من الأجسام، قال تعالى: ﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ [الصافات: 49]، ﴿كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ﴾ [الطور: 24].

وأَكْنَنْتُ: بما يُستَر في النّفس، قال تعالى: ﴿أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ﴾ [البقرة: 235] وجمع الكنّ أَكْنَانٌ، قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً﴾ [النحل:81].

والكِنَانُ: الغطاء الذي يكنّ فيه الشيء، والجمع أَكِنَّة.

نحو: غطاء وأغطية، قال: ﴿وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ﴾ [الأنعام:25]، وقوله تعالى: ﴿وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ﴾ [فصلت:5] قيل: معناه في غطاء عن تفهّم ما تورده علينا، كما قالوا: ﴿يا شُعَيْبُ ما نَفْقَهُ الآية﴾ [هود:91]." ([238])

وعلى ذلك يدور معنى: الأكنة، والأكنان حول الستر والتغطية الحسية، والمعنوية.

 

الأحقاف

 

تقترن كلمة: الأحقاف، بقصة عاد قوم هود عليه السلام، ومسكنهم، وقد سميت بهذا الاسم سورة قرآنية، ووردت هذه الكلمة مرة واحدة في القرآن الكريم، فهل (الأحقاف) اسم مدينتهم؟ أم ظاهرة جغرافية (تضاريسية) واضحة المعالم في بلادهم؟ وماذا تعني هذه المفردة القرآنية؟

قال أبو عبيدة: " (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ) أحقاف الرّمال قال العجّاج:

بات إلى أرطاة حقّف أحقفا

وإنما حقفه اعوجاجه." ([239])

وقال ابن قتيبة: " (إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ) واحدها: (حِقْف) وهو من الرمل ما أشرف من كُثْبانه واستطال وانحنى." ([240])

وقال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ﴾ [الأحقاف:21].

جمع الحِقْف، أي: الرمل المائل، وظبي حاقف: ساكن للحقف، واحْقَوْقَفَ: مال حتى صار كحقف، قال:

سماوة الهلال حتى احقوقفا" ([241])

وتبيّن مما سبق:

أن الأحقاف إشارة إلى هيئة الكثبان الرملية في بلادهم، وبيان استطالتها.

 

الإنابة ودلالتها في القرآن الكريم

 

ترد الإنابة في القرآن الكريم على عدة صور: أُنيب، أنيبوا، أناب، منيبين، أنابوا.

فماذا تعني؟ ولماذا استحق المنيبون البشرى من ربهم؟

قال تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [هود: 88]

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾ [الزمر: 17].

وقال تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾ [الرعد: 27].

وقال تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان: 15].

قال أبو عبيدة: "(مَنْ أَنابَ): من تاب." ([242])

" (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ) أي طريق من رجع وتاب إلى الله، وهذا مما وصّى الله به." ([243])

وقال ابن قتيبة: "(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) أي: مُقبِلين إليه بالطاعة.

ويقال: أنابَ يُنِيبُ؛ إذا رجع عن باطلٍ كان عليه." ([244])

وبذلك يتبين مدار الإنابة حول الرجوع إلى الله، والتوبة، وبذلك استحق المنيبون إلى الله هذا الثناء، والبشرى من ربهم، ولا سيما أنها من مسالك الأنبياء عليهم السلام.

 

الأصفاد

 

وردت كلمة: (الأصفاد) مرتين في القرآن الكريم، إحداهما في سياق الحديث عن المجرمين، والأخرى في سياق الحديث عن الشياطين المسخرين، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾ [إبراهيم: 49].

وقال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ۝ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ ۝ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ ۝ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [ص: 36 - 39].

قال أبو عبيدة: "(مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ): أي في الأغلال، وواحدها صفد.

والصّفد في موضع آخر: العطاء وقال الأعشى:

تضيفته يوماً فقرّب مقعدي

 وأصفدني على الزّمانة قائدا

وبعضهم يقول: صفدني." ([245])

وقال ابن قتيبة: "(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) أي: قد قُرن بعضُهم إلى بعض في الأغلال، واحدها: صَفد." ([246])

وقال الراغب الأصفهاني: " الصَّفَدُ والصِّفَادُ: الغلُّ، وجمعه أَصْفَادٌ.

والأَصْفَادُ: الأغلالُ، قال تعالى: ﴿مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ﴾ [إبراهيم: 49]، والصَّفَدُ: العطيّة.

اعتباراً بما قيل: أنا مغلولُ أياديك، وأسيرُ نعمتِك، ونحو ذلك من الألفاظ الواردة عنهم في ذلك."([247])

 

أبى

 

وردت مادة: (أبى) في القرآن الكريم 13 مرة، على عدة صور، وهي: أبى، أبَوا، أبَين، تأبى، يأبَ، يأبى، فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا﴾ [الإسراء: 89].

وقال تعالى: ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف: 77].

وقال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: 72].

وقال تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [التوبة: 8].

وقال تعالى: ﴿وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا﴾ [البقرة: 282].

قال أبو عبيدة: "(وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) قال فيمن شهد: لا يأب إذا دُعي، وله قبل أن يشهد ألّا يفعل." ([248])

قال الراغب الأصفهاني:" الإباء: شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباءً.

قوله تعالى: ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ﴾ [التوبة:32]، وقال: ﴿وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ﴾ [التوبة: 8]، وقوله تعالى: ﴿أَبى وَاسْتَكْبَرَ﴾ [البقرة:34]، وقوله تعالى: ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى﴾ [طه: 116].

وروي: (كلّكم في الجنّة إلا من أبى) ([249]) [صحيح البخاري 7280]

ومنه: رجل أَبِيٌّ: ممتنع من تحمّل الضيم." ([250]) 

 

أَثَارَة من علم

 

جاءت مادة: (أثر) في القرآن الكريم، على عدة صور ومعانٍ، فمن هذه الكلمات: (آثرك، نؤثرك، آثارهم، أثارة، وغيرها) ومن معانيها:

  • بقية الشيء.
  • ما يدل على وجود شيء.
  • التفضيل (على الاستعارة).

قال أبو عبيدة: "﴿أَو أَثَارَةٍ مِن عِلْمٍ﴾ [الأحقاف: 4] أي بقية، وقال راعي الإبل:

وذاتِ أثارةٍ أكلتْ عليه             نباتاً في أكمّته قَفَارا

أي: بقية من شحمٍ أكلتْ عليه.

ومن قال: أثَرة، فهو مصدر أَثَره يأثُره يذكره." ([251])

وأثر الشيء: حصول ما يدل على وجوده، يقال: أثَر، وإثْر، والجمع: الآثار.

ومن هذا يقال للطريق المستَدل به على من تقدَّم: آثار.

نحو قوله تعالى: ﴿فهُم على آثارِهِم يُهرعون﴾ [الصافات: 70].

وقوله: ﴿هم أُولاءِ على أَثري﴾ [طه: 84].

وأثرتُ العلم: رويته، آثُرُه أَثْراً، وأَثاَرةً، وأُثْرَةً، وأصله: تتبعتُ أثره.

قال تعالى: ﴿أَو أَثَارَةٍ مِن عِلْمٍ﴾ [الأحقاف: 4]، وقُرئ: (أَثَرة) وهو ما يروى أو يُكتب فيبقى له أثر.

ويستعار الأثر للفضل، والإيثار للتفضل.

والاستئثار: التفرّد بالشيء من دون غيره. ([252])

"آثرك: فضّلك، أثارة: بقية تُؤثر عن الأولين." ([253])

وبقية الشيء فيها دليل على وجوده، فهما يرجعان إلى المعنى نفسه، والله أعلم.

 

الأرائك

 

يرد ذكر الأرائك في القرآن الكريم في سياق الحديث عن الجنة ونعيمها.

قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف: 31].

وقال تعالى: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس: 56].

وقال تعالى: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ۝ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ [الإنسان: 12- 13].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ۝ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾ [المطففين: 22- 23].

قال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ۝ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ﴾ [المطففين: 34- 35].

قال أبو عبيدة: "واحدتها أريكة، وهي السُّرُر في الحجال". ([254])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأريكة: حجلة على سرير، جمعها: أرائك، وتسميتها بذلك إما لكونها في الأرض مُتَّخَذة من أراكٍ، وهو شجرة، أو لكونها مكاناً للإقامة من قولهم: أرَكَ بالمكان أُرُوكاً." ([255])

وقال أبو حيان: "الأرائك: الأسرّة في الحِجال، واحدها أريكة". ([256])

 

أفل

 

وردت مادة (أفل) في القرآن الكريم أربع مرات في ثلاث آيات متتالية.

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ۝ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ۝ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُون﴾ [الأنعام: 76- 78].

قال أبو عبيدة: "أي: غاب، يقال: أين أفلتَ عنا، أي أين غبتَ عنا، وهو يأفِل مكسورة الفاء، والمصدر: أفل أفولاً، كقوله:

إذا ما الثُّريَّا أحسَّتْ أُفُولاً

أي: غيبوبة.

قال ذو الرُّمَّة:

مصابيحُ ليست باللواتي تقودها             نُجومٌ ولا بالآفلاتِ الدَّوالِكِ

(لا أُحبُّ الآفلين) أي من الأشياء، ولم يقصد قصدَ الشمس والقمر والنجوم فيجمعها على جميع الموات ([257])." ([258])

وقال ابن قتيبة: "(أفلت): غابت." ([259])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأُفول: غيبوبة النَّيِّرات كالقمرين والنجوم، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ﴾ [الأنعام: 76]، وقال: ﴿فَلَمَّا أَفَلَتْ﴾ [الأنعام: 78]، والإِفال: صغار الغنم/ والأَفيل: الفصيل الضئيل". ([260])

فمدار معاني هذه الكلمات حول معنى: الغياب، ولعلّه لفظ خاص يُطلق على غياب النيّرات كما قال الراغب الأصفهاني، والله أعلم.

 

الأيكة

(ما هي؟ ومن هم أصحابها؟)

 

وردت كلمة (الأيكة) في 4 آيات قرآنية.

قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ﴾ [الحجر: 78].

وقال تعالى: ﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ۝ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ۝ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ۝ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ۝ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 176- 180].

وقال تعالى: ﴿وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ﴾ [ص: 13].

وقال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ﴾ [ق: 14].

قال أبو عبيدة: "﴿أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ﴾ [الشعراء: 176] وجمعها أيْكٌ، وهي جماعٌ من الشَّجر." ([261])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأيك: شجر ملتفٌ، وأصحاب الأيكة قيل: نُسبوا إلى غيضة كانوا يسكنونها، وقيل: هي اسم بلد." ([262])

وقال أبو حيان: "الأيكة: الغيضة، وهي جماعٌ من الشَّجر." ([263])

ومما تقدَّم يتبين أن:

  • معنى كلمة: (الأيكة) الشجر الملتف، سواء هي المذكورة في القرآن، أم معنى الكلمة على وجه العموم.
  • كلمة: (الأيكة) في القرآن الكريم اقترن ذكرها بقوم شعيب عليه السلام، وهم المقصودون بـ: أصحاب الأيكة، وهي إما غيضة كانوا يسكنونها، وإما اسم بلد.

 

وما ألتناهم

 

تدل مادة: (ألت) على النقص، ووردت في القرآن الكريم مقترنة بأداة نفي، لا يلتكم من أعمالكم، وما ألتناهم من عملهم.

قال تعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الحجرات: 14].

قال أبو عبيدة: "لا ينقصكم، لا يحبس وهو من ألتَ يألت، وقوم يقولون: لاتَ يليت، وقال رؤبة:

وليلةٍ ذات ندى سريتُ            ولم يلتني عن سراها ليتُ

وبعضهم يقول: ألاتني حقي، وألاتني عن وجهي وعن حاجتي، أي: صرفني عنها.

قال الحطيئة:

أبلغ سراة بني كعبٍ مغلغلةً            جهدَ الرسالة لا ألتاً ولا كَذِباً"([264])

وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾ [الطور: 21].

قال أبو عبيدة: "أي ما نقصناهم ولا حبسنا منه شيئاً." ([265])

قال أبو حيان: "ألتَ: نقص، ويقال: لاتَ يليتُ." ([266])

وفيها طمأنة لمن آمن، ولمن سيؤمن أن أعمالهم لن ينقص منها شيء.

 

آنسَ من جانب الطور ناراً

 

وردت كلمة: (آنس) في قصة موسى عليه السلام، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾ [طه: 10].

وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾ [القصص: 29].

قال أبو عبيدة: "(آنسَ من جانب الطور ناراً): أي أبصرَ." ([267])

قال أبو حيان: "آنستُ: أبصرتُ." ([268])

وأما قوله تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [النساء: 6].

قال الراغب الأصفهاني: "قوله عز وجل: ﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا﴾ [النساء: 6] أي: أبصرتم أُنساً بهم، و﴿آنَسْتُ نَارًا﴾ [طه: 10]، وقوله: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾ [النور: 27] أي: تجدوا إيناساً." ([269])

وقال أبو حيان: "آنستم: علمتم." ([270])

 

أسوة حسنة

 

اقترنت كلمة: (أسوة) في القرآن الكريم بالحديث عن بعض الأنبياء عليهم السلام، ومن سار على هداهم واتبع خطاهم، وذلك في 3 آيات، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].

وقال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَ اؤُا۟ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [الممتحنة: 4].

وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الممتحنة: 6].

قال ابن قتيبة: "﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الممتحنة: 4] أي: عبرةٌ وائتمام.

﴿إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ﴾ [الممتحنة: 4] قال قتادة: ائتسوا بأمر إبراهيم كله، إلا في استغفار إبراهيم لأبيه: فلا تأتسّوا به في ذلك؛ لأنه كان عن موعدة منه له." ([271])

وقال الراغب الأصفهاني: "الأُسوة والإِسوة كالقُدوة والقِدوة، وهي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره إن حسناً وإن قبيحاً، وإن ساراً وإن ضاراً، ولهذا قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب: 21]، فوصفها بالحسنة.

ويقال: تأسَّيتُ به." ([272])

وقال أبو حيان: "أسوة: اقتداء." ([273])

 

آلاء

 

وردت كلمة: (آلاء) في القرآن الكريم 34 مرة، مرتين في سورة الأعراف، ومرة في سورة النجم، وفي سورة الرحمن 31 مرة، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69].

وقال تعالى: ﴿بِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى﴾ [النجم: 55].

وقال تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: 13].

قال أبو عبيدة: "أي: فبأي نعمه، واحدها ألىً، تقديرها: قفىً، وقال بعضهم: تقديرها: مِعىً."([274])

وإلى ذلك ذهب ابن قتيبة. ([275])

وقال أبو حيان: " الآلاء: النعم، واحدها أَلًا، وإِلْيٌ وإِلًى." ([276])

فتدور الكلمة في كافة المواضع التي وردت فيها حول معنى واحد، وهو:

النعم.

إلا أن تحديد النعمة، والمراد بها على التعيين يختلف في كل موضع بحسب سياقه.

 

آناء وإناه

 

وردت كلمة: آناء 3 مرات في القرآن الكريم، بينما وردت كلمة: إناه، مرة واحدة، فهل هما بمعنى واحد؟

قال تعالى: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [آل عمران: 113].

قال الراغب الأصفهاني: "آناء الليل: ساعاته، الواحد: إنْيٌ، وإنىً، وأناً، قال عز وجل: ﴿يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ﴾ [آل عمران: 113].

وقال تعالى: ﴿ومن آناءِ الليلِ فسبِّحْ﴾ [طه: 130]." ([277])

قال أبو حيان: "ساعات، واحدها أنًا وإنًى وإنْي." ([278])

وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 53].

قال الراغب الأصفهاني: "قوله تعالى: ﴿غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ [الأحزاب: 53]، أي: وقته." ([279]) 

قال أبو حيان: "إناه: بلوغ وقته." ([280])

فمدار دلالة الكلمتين، حول الوقت، أو جزء منه.

 

آيات

 

ترد الآيات في القرآن الكريم على عدة معانٍ، ومنها:

  • العلامة والدليل.
  • الآية القرآنية.

كما ترد بصيغة الإفراد: (آية)، والتثنية: (آيتين)، والجمع: (آيات).

قال الراغب الأصفهاني: "الآية: هي العلامة الظاهرة، وحقيقته لكل شيء ظاهر، وهو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره، فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته، إذ كان حكمهما سواء، وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات، فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج، ثم وجد العلم علم أنه وجد الطريق، وكذا إذا علم شيئا مصنوعاً علم أنّه لا بدّ له من صانع.

واشتقاق الآية إمّا من أيّ فإنها هي التي تبيّن أيّا من أيّ، أو من قولهم: أوى إليه.

والصحيح أنها مشتقة من التأيي الذي هو: التثبت، والإقامة على الشيء.

يقال: تأيّ، أي: ارفق، أو من قولهم: أوى إليه.

وقيل للبناء العالي آية، نحو: ﴿أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ﴾ [الشعراء: 128].

ولكلّ جملة من القرآن دالة على حكم آية، سورة كانت أو فصولاً أو فصلاً من سورة، وقد يقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي: آية.

وعلى هذا اعتبار آيات السور التي تعدّ بها السورة.

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الجاثية:3]، فهي من الآيات المعقولة التي تتفاوت بها المعرفة بحسب تفاوت منازل الناس في العلم، وكذلك قوله: ﴿بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ [العنكبوت:49].

وكذا قوله تعالى: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ [يوسف: 105]، وذكر في مواضع آية وفي مواضع آيات، وذلك لمعنى مخصوص ليس هذا الكتاب موضع ذكره.

وإنما قال: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾ [المؤمنون:50] ولم يقل: آيتين؛ لأنّ كل واحد صار آية بالآخر." ([281])

وقال أبو حيان: "(والآيات): العلامات والعجائب."([282])

"(آية): من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه، والآية الجماعة." ([283])

 

أكواب وأباريق

 

وصف الله نعيم الجنة، وفصّل الحديث عنه في كثير من آيات كتابه العزيز، ومن ذلك أواني الشرب، وأقداحها، وبيان صفتها، ومنها: الأكواب، والأباريق.

فماذا تعني الأكواب؟ وماذا تعني الأباريق؟ وما الفرق بينهما؟

قال تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ۝ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ۝ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ﴾ [الواقعة: 17 - 19].

قال أبو عبيدة: "(بأكواب وأباريق) واحدها كوب، وهو الذي لا خرطوم له من الأباريق واسع الرأس." ([284])  

وقال ابن قتيبة: "(بأكواب وأباريق) لا عرى لها ولا خراطم." ([285])

وقال الزجاج: " وقوله عز وجل: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ۝ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ [الواقعة: 17 - 18].

الأكواب آنية لا عرى لها ولا خراطيم، والإبريق: ما له خرطوم وعروة." ([286])

وقال الراغب الأصفهاني: "الكوب: قدح لا عروة له، وجمعه أكواب.

قال: ﴿بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ﴾ [الواقعة: 18].

والكوبة: الطبل الذي يلعب به." ([287])

وقد ورد ذكر الأكواب في آيات أخرى، كما قال تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الزخرف: 71].

وقال تعالى: ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ۝ قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا﴾ [الإنسان: 15 – 16].

وقال تعالى: ﴿وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ﴾ [الغاشية: 14].

 

الأقطار

 

قال تعالى: ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا﴾ [الأحزاب: 14].

وقال تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ۝فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن: 33 - 34].

فما هي أقطار السماوات؟ وماذا تعني؟

قال أبو عبيدة: "(من أقطار السماوات): جوانبها، مجازها مجاز الفوت، والأقطار والأقتار واحد." ([288])

وقال ابن قتيبة: " (أقطار السماوات) وأقتارها: جوانبها." ([289])

وقال الزجاج: " وقوله عز وجل: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ﴾ [الرحمن: 33].

والأقطار النواحي." ([290])

وقال الراغب الأصفهاني: " القطر: الجانب، وجمعه: أقطار. قال تعالى: ﴿إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [الرحمن: 33]، وقال: ﴿وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا﴾ [الأحزاب: 14].

وقطرته: ألقيته على قطره، وتقطر: وقع على قطره، ومنه: قطر المطر، أي: سقط، وسمي لذلك قطراً، وتقاطر القوم: جاؤوا أرسالاً كالقطر، ومنه قطار الإبل." ([291])

 

الأرجاء

 

قال تعالى: ﴿وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ۝ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: 16 – 17].

قال أبو عبيدة: "(أرجائها): الأرجاء الجوانب والحروف يقال: رمى بفلان الرجوان، فهذا من الجوانب أي لا يستطيع أن يستمسك."([292])

وقال ابن قتيبة: "(والملك على أرجائها): أي على جوانبها، ونواحيها." ([293])

وقال الزجاج: " المعنى الملائكة على جوانبها، ورجا كل شيء ناحيته، مقصور، والتثنية:

رَجَوان، والجمع: أرجاء." ([294])

وقال الراغب الأصفهاني: "رجا البئر والسماء وغيرهما: جانبها، والجمع أرجاء، قال تعالى: ﴿وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا﴾ [الحاقة: 17].

والرجاء ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة، وقوله تعالى: ﴿مَا لَكُم لا تَرْجُون لله وَقَارًا﴾ [نوح: 13]، قيل: ما لكم لا تخافون، وأنشد:

إذا لسعته النحل لم يرجُ لسعها                وحالفها في بيت نوب عوامل

ووجه ذلك:

أن الرجاء والخوف يتلازمان، قال تعالى: ﴿وترجُونَ مِن اللهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾ [النساء: 104]." ([295])

 

أتراب

 

مما ورد من وصف نساء الجنة: أنهن أتراب، فماذا تعني هذه الصفة؟ وما هي دلالتها؟

قال تعالى: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ [ص: 52].

وقال تعالى: ﴿عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: 37].

وقال تعالى: ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾ [النبأ: 33].

قال أبو عبيدة: " (أتراب): أسنان، واحدها ترب." ([296])

وقال ابن قتيبة: "(أتراب): أسنان واحدة." ([297])

وقال الزجاج: " (أتراب): أقران، (وكواعب أتراباً) أي أسنانهن واحدة، وهن في غاية الشباب." ([298])

وقال الراغب الأصفهاني: " وقوله: ﴿أَبْكاراً ۝ عُرُباً أَتْراباً﴾ [الواقعة: 36 – 37].

﴿وَكَواعِبَ أَتْراباً﴾ [النبأ:33]، ﴿وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ﴾ [ص:52]، أي: لدات، تنشأن معاً تشبيهاً في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر.

أو لوقوعهنّ معا على الأرض.

وقيل: لأنهنّ في حال الصبا يلعبن بالتراب معاً." ([299])

 

الأسباب

 

وردت كلمة: الأسباب، في آيات عدة، فهل جميعها على المعنى ذاته؟ أم لا؟

قال تعالى: ﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ﴾ [البقرة: 166].

وقال تعالى: ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ﴾ [ص: 10].

وقال تعالى: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ ۝ أَسْبابَ السَّماواتِ﴾ [غافر: 36- 37]

قال أبو عبيدة: " (فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ): تقول العرب للرجل الفاضل في الدين:

قد ارتقى فلان في الأسباب.

والسبب الحبل أيضاً، والسبب أيضاً ما تسببت به من رحم أو يد أو دين." ([300])

وقال أيضاً: "(وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ): أي الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها في الدنيا، واحدتها: وصلة." ([301])

وقال الراغب الأصفهاني: " السَّبَبُ: الحبل الذي يصعد به النّخل، وجمعه أَسبَاب، قال: ﴿فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ﴾ [ص:10]، والإشارة بالمعنى إلى نحو قوله: ﴿أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ [الطور: 38].

وسمّي كل ما يتوصل به إلى شيء سبباً، قال تعالى: ﴿وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً﴾ [الكهف: 84- 85]، ومعناه: أنّ الله تعالى آتاه من كلّ شيء معرفة، وذريعة يتوصّل بها، فأتبع واحداً من تلك الأسباب، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ﴾ [غافر:36- 37]، أي: لعلّي أعرف الذرائع والأسباب الحادثة في السماء، فأتوصّل بها إلى معرفة ما يدعيه موسى، وسمّي العمامة والخمار والثوب الطويل سَبَباً، تشبيهاً بالحبل في الطّول.

وكذا منهج الطريق وصف بالسّبب، كتشبيهه بالخيط مرّة، وبالثوب الممدود مرّة." ([302])

 

أولو الألباب

 

نقرأ في كثير من الآيات الكريمة ثناء على أولي الألباب، وخطاباً خاصاً بهم، فماذا تعني؟

قال تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 269].

وقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 179].

وقال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197].

قال أبو عبيدة: "(أُولُوا الْأَلْبابِ) أي: ذوو العقول، واحدها لبّ، وأولو: واحدها ذو." ([303])

وقال ابن قتيبة: " (أُولُو الأَلْبَابِ) ذوو العقول، وواحد (أولو): ذو، وواحد أولات: ذات." ([304])

وقال الراغب الأصفهاني: "اللُّبُّ: العقل الخالص من الشّوائب، وسمّي بذلك؛ لكونه خالص ما في الإنسان من معانيه، كَاللُّبَابِ واللُّبِّ من الشيء، وقيل: هو ما زكى من العقل، فكل لبّ عقل وليس كل عقل لبّاً.

ولهذا علّق الله تعالى الأحكام التي لا يدركها إلّا العقول الزّكيّة بأولي الألباب، نحو قوله: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً﴾ [البقرة: 269] إلى قوله: ﴿أُولُوا الْأَلْبابِ﴾ [البقرة: 269].

ونحو ذلك من الآيات، ولَبَّ فلان يَلَبُّ: صار ذا لبّ.

وقالت امرأة في ابنها: اضربه كي يلبّ، ويقود الجيش ذا اللّجب.

ورجل أَلبَب: من قوم أَلِبَّاء، ومَلْبُوب: معروف باللّبّ." ([305])

 

الأخدود

 

ورد ذكر الأخدود مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة البروج، في قصة أصحاب الأخدود.

فماذا تعني هذه الكلمة؟

قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ۝ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ۝ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ۝ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ۝ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ۝ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ۝ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ۝ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ۝ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [البروج: 1 – 9].

قال ابن قتيبة: "(الأخدود): الشق العظيم المستطيل في الأرض، وجمعه: أخاديد." ([306])

وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ﴾ [البروج: 4].

الخَدُّ والأخدود: شقّ في الأرض، مستطيل غائص، وجمع الأخدود أخاديد.

وأصل ذلك من خَدَّيِ الإنسان، وهما: ما اكتنفا الأنف عن اليمين والشمال.

والخَدّ يستعار للأرض، ولغيرها كاستعارة الوجه.

وتَخَدُّدُ اللّحمِ: زواله عن وجه الجسم، يقال: خَدَّدْتُهُ فَتَخَدَّدَ." ([307])

ومما سبق يتبين أن الأخدود هو الشق المستطيل الغائص في الأرض، وأصله من خدَّي الإنسان، واستعير للأرض، كما استعير الوجه.

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مجاز القرآن، 2/ 286.

([2]) تفسير غريب القرآن، 515.

([3]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أبَّ)، 59.

([4]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 41.

([5]) انظر: تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 41.

([6]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 30/ 378 – 380.

([7]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 30/ 380.

([8]) مجاز القرآن، 2/ 312.

([9]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (إِبل)، 60.

([10]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 49.

([11]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أرب)، 72.

([12]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 41.

([13]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 16/ 265 – 266.

([14]) مجاز القرآن، 2/ 29.

([15]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 16/ 266 – 267.

([16]) مجاز القرآن، 2/ 179.

([17]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة (أوب)، 97.

([18]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 41.

([19]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أوب)، 97.

([20]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 10، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([21]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أثّ)، 61، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([22]) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 253، تحقيق: أ.د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.

([23]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 77، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([24]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أجّ)، 64، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([25]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 44، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([26]) يريد بذلك أن كلمة (وحد) على هذه الصورة قد تستعمل في غير ما ذُكر، أما كلمة (أحد) بمعنى واحد، فلا تأتي إلا في حق الله تعالى.

([27]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أحد)، 67، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([28]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 44.

([29]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 18، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([30]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 45، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([31]) مجاز القرآن، 2/ 218.

([32]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 45، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([33]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَزر)، 74، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([34]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أَزر)، 74.

([35]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أَزر)، 74- 75.

([36]) تفسير غريب القرآن، 422، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([37]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أيد)، 97، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.        

([38]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 179، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([39]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 44، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([40]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 20/ 376، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([41]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 20/ 383، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([42]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أثْل)، 63، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([43]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 20/ 384، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([44]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 11، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([45]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 275، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([46]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أزَّ)، 74، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([47]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 46، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([48]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 84، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([49]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 100، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([50]) مجاز القرآن، 1/ 97.

([51]) تفسير غريب القرآن، 107.

([52]) تفسير غريب القرآن، 173.

([53]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (إفك)، 79، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([54]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (إفك)، 79.

([55]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (إفك)، 79.

([56]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 263، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([57]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 46، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([58]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 409، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([59]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 269، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([60]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أمر)، 90، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([61]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 45، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([62]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 239، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([63]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أصل)، 78، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([64]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 47، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([65]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 297، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([66]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَرم)، 74، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([67]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 50، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([68]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 242، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([69]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة،436، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([70]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 50، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([71]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 7/ 376، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([72]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 239، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([73]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة،386، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([74]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة،430، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([75]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَزِف)، 75، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([76]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 55، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([77]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 174، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([78]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 21/ 106، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([79])  مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَبَق)، 59، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([80]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 55، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([81]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 270، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([82]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة،193، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([83]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أوَّه)، 101، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([84]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 56، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([85]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 12/ 78، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([86]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 93، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([87]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أيد)، 97 - 98، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([88]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 44، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([89])  مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 11- 12، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([90]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 276، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([91]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (إدّ)، 69، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([92]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 43، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([93]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 280، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([94]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 504، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([95]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَسر)، 76، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([96]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 46، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([97]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 253، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([98]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 183، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([99]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (ألَّ)، 81، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([100]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 49، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([101]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 506، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([102]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أجل)، 65، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([103]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 49، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([104]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 296، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([105]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 59، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([106]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 439، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([107]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنا)، 96، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([108]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 222، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([109]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أسا)، 77، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([110]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 58، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([111]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 291، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([112]) انظر: تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 521، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([113]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أذن)، 70، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([114]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 53، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([115]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 242، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([116]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 114، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([117]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أمن)، 90، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([118]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 53، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([119]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 215، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([120]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 410، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([121]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أسن)، 76، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([122]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 54، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([123]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 372 - 373، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([124]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 253، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([125]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 45، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([126]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 537، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([127]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أمّ)، 85، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([128]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 228، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([129]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 173، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([130]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 54، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([131]) تفسير غريب القرآن، 263.

([132]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 65، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([133]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 304، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([134]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أيم)، 100، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([135]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 50، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([136]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 40، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([137]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 48، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([138]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (آل)، 317- 318، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([139]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 98، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([140]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 17 - 18، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([141]) مجاز القرآن، 2/ 245.

([142]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 267 تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([143]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 241، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([144]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 433، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([145]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أشر)، 77- 78، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([146]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 374، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([147]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أف)، 79، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([148]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 54، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([149]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 312، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([150]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 540، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([151]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (ألف)، 81، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([152]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 219، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([153]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أوى)، 103 - 104، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([154]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 234، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([155]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 175، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([156]) مجاز القرآن، 1/ 375.

([157]) تفسير غريب القرآن، 242.

([158]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أي)، 103، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([159]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 394، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([160]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 264، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([161]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أمد)، 88، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([162]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 5/ 9، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([163]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنف)، 95، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([164]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 55، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([165]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 208، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([166]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 163، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([167]) مجاز القرآن، 1/ 375.

([168]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 296، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([169]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنف)، 95، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([170]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 81، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([171]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 315، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([172]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أثم)، 63- 64، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([173]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 322، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([174]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 224، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([175]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 3/ 112، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([176]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أكل)، 80، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([177]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 146، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([178]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 139، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([179]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أم)، 87، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([180]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 51، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([181]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 56، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([182]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنس)، 94، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([183]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 55، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([184]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أذي)، 71 - 72، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([185]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 57، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([186]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 102، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([187]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 332، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([188]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أجر)، 64- 65، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([189]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 56، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([190]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 56.

([191]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أتى)، 60- 61، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([192]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 65، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([193]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 302، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([194]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (إلى)، 83- 84، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([195]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 58، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([196]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 32، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([197]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 17، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([198]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 52، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([199]) مجاز القرآن، 1/ 139.

([200]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (ألم)، 82، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([201]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 71، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([202]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أدى)، 69 - 70، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([203]) بعض هذه الكلمات جاءت على صورة الإفراد، ومعناها للجمع.

([204]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 100، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([205]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 51 - 52، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([206]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أم)، 87، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([207]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 258، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([208]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أم)، 87، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([209]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 171 - 172، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([210]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أهل)، 96، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([211]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 57، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([212]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أب)، 57 - 58، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([213]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 369، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([214]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 249، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([215]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 3/ 181، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([216]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أم)، 86، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([217]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 91، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([218]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 104، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([219]) مجاز القرآن، 2/ 150.

([220]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنى)، 95، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([221]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 89، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([222]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة،102، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([223]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب النون، مادة: (نعم)، 815، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([224]) المقصود بذلك ورودها في القرآن الكريم على هذه الصورة (على صورة الإفراد)، لا في غيره، وقلنا: إنها بمعنى واحد فقط؛ لأنه المعنى الوارد في تفسير هذه الآية، ولأنها جاءت في سياق الحديث عن الأنبياء عليهم السلام، فلا يُحتمل إلا هذا المعنى في حقهم، وهو التلاوة، والله أعلم.

([225]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 55 - 56، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([226]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الميم، مادة: (منى)، 780، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([227]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 200، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([228]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 393، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([229]) مجاز القرآن، 2/ 244.

([230]) تفسير غريب القرآن، 438.

([231]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب العين، مادة: (علم)، 581، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([232]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 198، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([233]) مجاز القرآن، 2/ 242.

([234]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 436 - 437، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([235]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الكاف، مادة: (كم)، 726، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([236])  مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 46، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([237]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 255، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([238]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الكاف، مادة: (كن)، 726- 727، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([239]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 213، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([240]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 407، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([241]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الحاء، مادة: (حقف)، 248، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([242]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 330، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([243]) مجاز القرآن، 2/ 127.

([244]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 341، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([245]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 345، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([246]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 234، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([247]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الصاد، مادة: (صفد)، 486 - 487، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([248]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 83، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([249]) رواية البخاري: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى).

([250]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أبى)، 58، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([251]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 212، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([252]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَثر)،62، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([253]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 44، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([254]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 401، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([255]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أرك)، 73، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([256])  تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 47، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([257]) باستقراء كتاب أبي عبيدة تبين أنه يعني بـ: (الموات) ما سوى الكائنات الحية.

([258])  مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 199- 200، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([259]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 156، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([260]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أفل)،80، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([261]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 90، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([262]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أيك)، 98، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([263]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 47، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([264]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 221، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([265]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 232، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([266]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 42، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([267]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 102، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([268]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 55، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([269]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (إنس)، 94، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([270]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 55.

([271]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 461 ، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([272]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أَسَا)، 76-77، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([273]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 56، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([274]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 243، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([275]) انظر: تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 437، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([276]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 57، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([277]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أنا)، 96، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([278]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 58، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([279]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الألف، مادة: (أنا)، 96.

([280])  تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 59.

([281]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الألف، مادة: (أي)، 101- 102، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([282]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 57، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([283]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 58.

([284]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 249، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([285]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 447، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([286]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 5/ 88، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([287]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الكاف، مادة: (كوب)، 728، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([288]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 244، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([289]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 438، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([290]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 5/ 79، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([291]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب القاف، مادة: (قطر)، 676، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([292]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 268، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([293]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 484، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([294]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 5/ 168، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([295]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الراء، مادة: (رجا)، 346، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([296]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 185، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([297]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 381، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([298]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 254، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.

([299]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب التاء، مادة: (ترب)، 165، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([300]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 177 - 178، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([301]) مجاز القرآن، 1/ 63.

([302]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب السين، مادة: (سبب)، 391، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([303]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 329، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([304]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 101، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([305]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب اللام، مادة: (لب)، 733، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([306]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 522، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([307]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خد)، 275 - 276، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.