صالح عليه السلام في القرآن الكريم

 

إعداد مركز المحتوى القرآني

 

وإلى ثمود أخاهم صالحاً

 

بعث الله نبيه صالحاً عليه السلام إلى ثمود، وصور لنا القرآن الكريم مواقف شتى من قصة هذا النبي الكريم مع قومه، ومنها:

1-     دعوته إلى التوحيد.

2-     إظهار الأدلة والبينات على صدقه.

3-     أمانة النبي عليه السلام في دعوته، وعدم طلب أجر مقابل نصحه.

4-     تذكير قومه بامتنان الله عليهم.

5-    الجمع بين الترغيب والترهيب، وذلك يظهر من تلطفه، وحسن خطابه معهم، وتخويفهم من العذاب.

قال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾[هود: 61].

"يقول تعالى ذكره: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا، فقال لهم: يا قوم، اعبدوا الله وحده لا شريك له، وأخلصوا له العبادة دون ما سواه من الآلهة، فما لكم من إله غيره يستوجب عليكم العبادة، ولا تجوز الألوهة إلا له(هو أنشأكم من الأرض)، يقول: هو ابتدأ خلقكم من الأرض.

وإنما قال ذلك لأنه خلق آدم من الأرض، فخرج الخطاب لهم، إذ كان ذلك فعله بمن هم منه.

(واستعمركم فيها)، يقول: وجعلكم عُمَّارًا فيها، فكان المعنى فيه: أسكنكم فيها أيام حياتكم." ([1])

وقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ۝ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ۝ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ۝ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 142 – 145].

"دعاهم صالح أخوهم إلى الله، فقال لهم: ألا تتقون عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله.

(إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ) من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره (أمِينٌ) على رسالته التي أرسلها معي إليكم.

(فَاتَّقُوا اللَّهَ) أيها القوم، واحذروا عقابه (وأطيعون) في تحذيري إياكم، وأمر ربكم باتباع طاعته. (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) يقول: وما أسألكم على نصحي إياكم، وإنذاركم من جزاء ولا ثواب. (إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) يقول: إن جزائي وثوابي إلا على ربّ جميع ما في السماوات، وما في الأرض، وما بينهما من خلق." ([2])

فمن هم قومه؟ وما طبيعتهم؟ وكيف صورهم لنا القرآن الكريم؟

 

خلفاء من بعد عاد

 

فصّل القرآن الكريم الحديث عن ثمود، عن مساكنهم، وعن قوّتهم، وتعاملهم مع نبيهم ومع نعم الله عليهم.

ويُذكِّر صالح عليه السلام قومه بامتنان الله عليهم بالنعم الكثيرة، والأرزاق الوفيرة، ومن أجلّها:

أولاً: جعلهم خلفاء من بعد عاد:

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 74].

"يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل صالح لقومه، واعظًا لهم: واذكروا، أيها القوم، نعمة الله عليكم(إذ جعلكم خلفاء)، يقول: تخلفون عادًا في الأرض بعد هلاكها.

وخلفاء جمعخليفة." ([3])

ثانياً: اتخاذهم من الجبال بيوتاً:

من نعمه عليهم أن بوّأهم في الأرض، يتخذون من سهولها قصوراً، وينحتون الجبال بيوتاً.

وقوله: (وبوّأكم في الأرض) أي: "وأنزلكم في الأرض، وجعل لكم فيها مساكن وأزواجًا.

(تتخذون من سهولها قصورًا وتنحتون الجبال بيوتًا)، ذكر أنهم كانوا ينقُبون الصخر مساكن." ([4])

وقال تعالى: ﴿وثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ [الفجر: 9].

"أي: نقبوا وقطعوا قطعاً حقيقياً كأنه عندهم كالواجب (الصخر بالواد) أي وادي الحجر، أو وادي القرى، فجعلوا بيوتاً منقورة في الجبال فعل من يغتال الدهر ويفني الزمان." ([5])

ثالثاً: قوتهم وشدة بأسهم:

مما امتن به عليهم إظهار قوتهم بنحت الجبال.

قال تعالى: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ [الشعراء: 149].

"(وتنحتون) أي والحال أنكم تنحتون؛ إظهاراً للقدرة.

(من الجبال بيوتاً فارهين) أي مظهرين النشاط والقوة، تعظّماً بذلك وبطراً، لا لحاجتكم إلى شيء من ذلك." ([6])

رابعاً: أمنهم:

قال تعالى: ﴿وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ﴾ [الحجر: 82].

ومع كل هذه النعم والمنن هل آمنت ثمود؟ وما موقفهم من آيات ربّهم ودعوة نبيّهم؟

 

أصحاب الحِجر

(ما علاقة الحِجر بثمود؟)

 

سمّى الله تعالى قوم صالح باسمهم: (ثمود) في أكثر الآيات التي تحدثت عنهم في القرآن الكريم، وسماهم باسم آخر ورد مرة واحدة في القرآن الكريم، وهو: (أصحاب الحجر).

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الحجر: 80].

فماذا تعني كلمة: الحِجر؟ وما علاقة ثمود به؟ ولماذا نُسبوا إليه؟

"يقول تعالى ذكره: ولقد كذب سكان الحجر، وجعلوا لسكناهم فيها ومقامهم بها أصحابها، كما قال تعالى ذكره: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا﴾ [الأعراف: 44] فجعلهم أصحابها لسُكناهم فيها ومقامهم بها.

والحجر: مدينة ثمود." ([7])

وقال مشيراً "إلى إتقان بيوتهم: (أصحاب الحجر) وهم ثمود قوم صالح عليه السلام، وديارهم بين المدينة الشريفة والشام.

(المرسلين) أي كلهم بتكذيب رسولهم كما كذب هؤلاء المرسلين بتكذيبك؛ لأن الرسل يشهد بعضهم لبعض بالصدق، فمن كذب واحداً منهم فقد كذب الجميع، وهم في إثبات الرسالة بالمعجزة على حد سواء." ([8])

وفي الحديث الشريف: (قَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: مَرَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحِجْرِ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ، حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ. ثُمَّ زَجَرَ فَأَسْرَعَ حَتَّى خَلَّفَهَا.) [أخرجه مسلم 2980]

فمن حكم نسبتهم إلى الحجر:

  • بيان مسكنهم.
  • الإشارة إلى إتقان بيوتهم.

 

فريقان يختصمون

(ما بين مؤمن وكافر)

 

واجه صالح عليه السلام كفراً وعنتاً شديداً من قومه، وكانت هناك قلة مؤمنة كذلك، فكيف صورت الآيات الكريمة حال الفريقين؟

قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ﴾ [النمل: 45].

أولاً: فريق المؤمنين:

قال تعالى: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف: 75].

ثانياً: فريق الكافرين:

قال تعالى: ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [الأعراف: 76].

أسباب كفرهم كما بينوها:

  • الشك.

قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ [هود: 62].

  • بشرية النبي عليه السلام.

قال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ۝ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر: 23 – 24].

وقال تعالى: ﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الشعراء: 154].

  • تمسكهم بمعبودات أسلافهم.

قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ [هود: 62].

  • استنكارهم لاصطفاء هذا النبي من بينهم.

قال تعالى: ﴿أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ۝سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ﴾ [القمر: 25- 26].

  • اتهامه بأنه مسحور.

قال تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ [الشعراء: 153].

  • الطيرة والتشاؤم.

قال تعالى: ﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾[النمل: 47].

"قالت ثمود لرسولها صالح (اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ) أي: تشاءمنا بك وبمن معك من أتباعنا، وزجرنا الطير بأنا سيصيبنا بك وبهم المكاره والمصائب، فأجابهم صالح فقال لهم: (طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ) أي ما زجرتم من الطير لما يصيبكم من المكاره عند الله علمه، لا يدري أيّ ذلك كائن، أما تظنون من المصائب أو المكاره، أم ما لا ترجونه من العافية والرجاء والمحاب؟" ([9])

 

آمنون في جنات وعيون

(هكذا كان حال ثمود فهل هم على هذا الحال دائمون؟)

 

مما امتن الله به على ثمود، أنهم آمنون، تحيط بهم جنات وعيون، فكيف تحدث القرآن الكريم عن هذا الجانب من حالهم ومعيشتهم؟ وما علة تذكير نبيّهم لهم بهذا النعيم؟

قال تعالى مبيناً خطاب نبيهم لهم: ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ۝ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ [الشعراء: 146 – 148].

ومن حكم تذكيرهم بهذا النعيم:

  • الإنكار عليهم للإشراك في عبادة من أنعم عليهم.
  • التخويف.
  • الترغيب في مزيد من الخيرات.

قال البقاعي: "ولما ثبتت الأمانة، وانتفى موجب الخيانة، شرع ينكر عليهم أكل خيره وعبادة غيره، فقال مخوفاً لهم من سطواته، ومرغباً في المزيد من خيراته.

منكراً عليهم إخلادهم إلى شهوة البطن، واستنادهم إلى الرفاهية والرضى بالفاني: (أتتركون) أي من أيدي النوائب التي لا يقدر عليها إلا الله (فيما هاهنا) أي في بلادكم هذه من النعم حال كونكم (آمنين) أي أنتم تبارزون الملك القهار بالعظائم.

ولما كان للتفسير بعد الإجمال شأن؛ بين ما أجمل بقوله مذكراً لهم بنعمة الله ليشكروها: (في جنات) أي: بساتين تستر الداخل فيها وتخفيه لكثرة أشجارها.

(وعيون) تسقيها مع ما لها من البهجة وغير ذلك من المنافع.

(وزروع) وأشار إلى عظم النخيل، ولا سيما ما كان عندهم بتخصيصها بالذكر بعد دخولها في الجنات بقوله: (ونخل طلعها) أي: ما يطلع منها من الثمر.

قال الزمخشري: كنصل السيف في جوفه شماريخ القنو، والقنو اسم للخارج من الجذع كما هو بعرجونه وشماريخه." ([10])

واختلف في معنى هضيم على أقوال:

  • اليانع النضيج.
  • المتهشم المتفتت.
  • الرطب اللين.
  • الراكب بعضهم بعضاً. ([11])

وقال البقاعي: "(هضيم) أي جواد كريم من قولهم: يد هضوم - إذا كانت تجود بما لديها، وتفسيره بذلك يجمع أقوال العلماء." ([12])

فهل دام لهم هذا النعيم؟

 

الناقة

(الآية المبصرة)

 

كدأب مكذبي الأنبياء؛ طالب قوم صالح عليه السلام بآية بيّنة على صدقه:﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الشعراء: 154].

وكان لهم ذلك، وكانت الآية هي الناقة؛ فتنةً، واختباراً، قال تعالى: ﴿إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ﴾ [القمر: 27].

فكيف تعاملوا معها؟ وماذا كان مصيرهم ومصيرها؟

أولاً: الآية المبصرة:

قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59].

قال ابن قتيبة: "مبصرة: أي بيِّنة، يريد مُبْصَراً بها، كما قال: ﴿وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ [الإسراء: 12]." ([13])

وقال الطبري: "يقول تعالى ذكره: وقد سأل الآيات يا محمد مِن قَبْل قومك ثمود، فآتيناها ما سألت، وحملنا تلك الآية ناقة مبصرة، جعل الإبصار للناقة.

كما تقول للشجة: موضحة، وهذه حجه مبينة.

وإنما عنى بالمبصرة: المضيئة البينة التي من يراها كانوا أهل بصر بها، أنها لله حجة، كما قيل:﴿والنَهارَ مُبْصِرًا﴾ [يونس: 67]." ([14])

ثانياً: ضوابط في التعامل مع الآية (الناقة):

قال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[الأعراف: 73].

وقال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ﴾ [هود: 64].

وقال تعالى: ﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ۝وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الشعراء: 155- 156].

وقال تعالى: ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾ [القمر: 28].

فقد أُلزموا بعدة شروط، وضوابط في التعامل مع هذه الآية (الناقة)، وهي:

الشرط الأول: أن يذروها تأكل في أرض الله.

الشرط الثاني: اقتسام الماء بينهم وبينها، فيكون لها شرب، ولهم شرب يوم معلوم.

الشرط الثالث: ألّا يمسّوها بسوء.

وقد حذّرهم نبيّهم عليه السلام من الإخلال بشيء مما سبق، وأن عاقبة ذلك العذاب الأليم.

فهل استجابوا؟

ثالثاً: بداية النهاية:

عقروها، وتلك كانت بداية النهاية.

قال تعالى: ﴿فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأعراف: 77].

وقال تعالى:﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾[هود: 65].

وقال تعالى: ﴿فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ﴾[الشعراء: 157].

وقال تعالى: ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ﴾ [القمر: 29].

وقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ۝ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ۝ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ۝فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ۝وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا﴾ [الشمس: 11 – 15].

 

تسعة رهط

(يفسدون في الأرض ولا يصلحون)

 

من بين قوم ثمود، خص الله تسعة منهم ببيان شرّهم ومكرهم، فلماذا خصهم الله بالذكر؟ وماذا قال فيهم؟

قال تعالى: ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ ۝ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ۝ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النمل: 48 – 50].

أولاً: علة تخصيص التسعة بالذكر:

قال الطبري: "وكان في مدينة صالح، وهي حِجر ثمود، تسعة أنفس يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وكان إفسادهم في الأرض، كفرهم بالله، ومعصيتهم إياه.

وإنما خصّ الله جلّ ثناؤه هؤلاء التسعة الرهط بالخبر عنهم أنهم كانوا يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، وإن كان أهل الكفر كلهم في الأرض مفسدين؛ لأن هؤلاء التسعة هم الذين سعوا فيما بلغنا في عقر الناقة، وتعاونوا عليه، وتحالفوا على قتل صالح من بين قوم ثمود." ([15])

وقال البقاعي: "ولما كان الرهط بمعنى القوم والرجال، أضيفت التسعة إليه، فكأنه قيل: تسعة رجال، وإن كان لقوم ورجال مخصوصين، وهم ما بين الثلاثة أو السبعة إلى العشرة، وما دون التسعة فنفر، وقال في القاموس: إن النفر ما دون العشرة غير أنه يفهم التفرق، والرهط يفهم العظمة والشدة والاجتماع (يفسدون) وقال: (في الأرض) إشارة إلى عموم فسادهم ودوامه.

ولما كان الكفرة كلهم مفسدين بالكفر، وكان بعضهم ربما كان يصلح في بعض أفعاله، بين أن هؤلاء ليسوا كذلك؛ بل هم شرمحض فحقق خلوصهم للفساد بقوله مصرحاً بما أفهمته صيغة المضارع: (ولا يصلحون)." ([16])

ثانياً: التخطيط للمكر بصالح عليه السلام:

اشتملت خطتهم ومكرهم على عدة أمور، أبرزها:

  • الاتفاق بينهم والقسم على تنفيذه.
  • مباغتة صالح عليه السلام وأهله ليلاً.
  • التخطيط لنفي شهودهم وحضورهم القتل، فضلاً عن مباشرته.
  • التصميم على تنفيذ هذا الأمر، والتأكيد على قسمهم. ([17])

"ولما كانوا قد صمموا على هذا الأمر، وظنوا أنفسهم على المبالغة في الحلف والاجتراء على الكذب فقالو: (وإنا) أي ونقول في جملة القسم؛ تأكيداً للقسم، إيهاماً لتحقق الصدق: وإنا (لصادقون) فيا للعجب من قوم إذا عقدوا اليمين، فزعوا إلى الله العظيم، ثم نفروا عنه نفور الظليم، إلى أوثان أنفع منها الهشيم." ([18])

 

الطاغية

(عذاب ثمود)

 

تكبّر قوم صالح، وتجبّروا، وعقروا الآية التي طالبوا بها، فماذا بقي لهم؟ وماذا ينتظرهم؟

قال تعالى: ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ [هود: 65].

وتحقق الوعد، وحلّ بهم العذاب، وقد صوّر القرآن الكريم عذابهم بعدة صور:

أولاً: الرجفة:

قال تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ [الأعراف: 78].

"(الرجفة)، وهي الصيحة.

والرجفة،الفعلة، من قول القائل:رجَف بفلان كذا يرجُفُ رجْفًا، وذلك إذا حرَّكه وزعزعه." ([19])

ثانياً: الصيحة:

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ۝وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ۝ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ﴾ [هود: 66 – 68].

وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾ [القمر: 31].

ثالثاً: الطاغية:

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ [الحاقة: 5].

اختُلف في المراد بالطاغية على أقوال:

  • الطاغية هي الصيحة، وهو قول قتادة، واختيار ابن جرير.
  • الذنوب، وقال به مجاهد.
  • عاقر الناقة، وقال به السُّدّي. ([20])

رابعاً: الدمدمة:

قال تعالى: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس: 14].

"دمدم عليهم ربهم: أي أهلكهم، وأزعجهم، وقيل: الدمدمة حكاية صوت الهَدَّةِ، ومنه: دمدم فلان في كلامه." ([21])

والمراد: "عذّب عذاباً تاماً مجللاً مغطياً مطبقاً مستأصلاً، شدخ به رؤوسهم، وأسرع في الإجهاز، وطحنهم طحناً مع الغضب الشديد." ([22])

خامساً: الصاعقة:

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [فصلت: 17].

تآزرت هذه الآيات الكريمة في تصوير عذاب ثمود، وبيان شدته.

فهل ترى لهم من باقية؟

 

بين بيوت خاوية وأنفس ناجية

 

قال تعالى:﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ﴾[الأعراف: 79].

أدى النبي الرسالة، وأتمّ البلاغ، وما حدث هو بأيديهم، وبظلمهم أنفسهم، ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [الشعراء: 158].

فكيف كان مصيرهم بعد العذاب؟ وهل هناك من نجى منه؟

أولاً: نجاة المؤمنين مع نبيّهم الكريم:

قال تعالى:﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾ [هود: 66].

وقال تعالى: ﴿وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [النمل: 53].

ثانياً: تدمير الكافرين المعاندين:

أخذ الذين ظلموا العذاب، فلم يبقِ، ولم يذر.

قال تعالى: ﴿وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى﴾ [النجم: 51].

وقال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۝فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ۝ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾[النمل: 50 – 52].

"تلك مساكنهم خاوية خالية منهم، ليس فيها منهم أحد، قد أهلكهم الله فأبادهم (بِمَا ظَلَمُوا) يقول تعالى ذكره: بظلمهم أنفسهم بشركهم بالله، وتكذيبهم رسولهم." ([23])

وقال تعالى: ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ۝كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ﴾[هود: 67 – 68].

"(فأصبحوا في ديارهم جاثمين)، يقول: أصبحوا قد هلكوا.

(كأن لم يغنوا فيها)، يقول: كأن لم يعيشوا فيها، ولم يعمروا بها." ([24])

وقال تعالى: ﴿ووَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ ۝ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ۝فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ﴾ [الذاريات: 43 – 45].

 

هدايات وعبر من قصة صالح عليه السلام مع قومه

 

جوانب كثيرة، وتفاصيل عدة، بيّنها القرآن الكريم من قصة صالح عليه السلام مع قومه، فهل متعظٍ معتبر؟

  • الحجاج العقلي يؤازر الوحي في الدعوة النبوية:

قال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾ [هود: 61].

وقال تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ﴾ [هود: 63].

  • استذكار نعمة الله وفضله من وسائل الهداية والرشاد:

قال تعالى: ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ ۝فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ۝وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾ [الشعراء: 146 – 149].

وقال تعالى: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ﴾[هود: 61].

  • من أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها:

يقابل المعاند الآيات الربانية المبصرة بالعمى استحباباً واختياراً.

قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [فصلت: 17].

وقال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ [الإسراء: 59].

  • ترغيب الناس في التوبة وتذكيرهم برحمة الله الواسعة:

قال تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[النمل: 46].

 

إعداد: 
جمانة بنت خالد

مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري 

إشراف: 
الشيخ غازي بن بنيدر العمري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 15/ 368، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([2]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 19/ 380.

([3]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 12/ 540، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([4]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 12/ 541.

([5]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 8/ 417، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([6]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 5/ 381.

([7]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 17/ 126، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([8]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 4/ 233، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([9]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 19/ 476، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([10]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 5/ 380، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([11]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 19/ 380- 381، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([12]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 5/ 380 – 381.

([13]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 257، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.

([14])  جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 17/ 478، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([15]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 19/ 477، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([16]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 5/ 432، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([17]) انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 5/ 432- 433.

([18]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، 5/ 433.

([19]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 12/ 544، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([20]) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 7/ 362، تحقيق: أ.د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.

([21]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الدال، مادة: (دمدم)، 317- 318، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([22]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 8/ 443، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([23]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 19/ 480، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([24]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 15/ 381.