مفردات كلمات القرآن الكريم
(حرف الباء)
برأ
وردت مادة: (برأ) 31 مرة في القرآن الكريم، ومما اشتُق منها: (نبرأها، أبرِئ، تُبرِئ، أُبَرِّئ، تبرّأ، تبرّأنا، تبرؤوا، نتبرّأ، بريء، بريئاً، بريئون، براء، برآء ([1])، براءة، البريّة، البارئ، بارئكم، مُبرّؤون).
ومنها قوله تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [الحشر: 24].
فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: "(بارِئِكُمْ): خالقكم، من برأت." ([2])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البُرْءِ والبَرَاءِ والتَبَرِّي: التقصّي مما يكره مجاورته، ولذلك قيل: بَرَأْتُ من المرض وبَرِئْتُ من فلان وتَبَرَّأْتُ وأَبْرَأْتُهُ من كذا، وبَرَّأْتُهُ، ورجل بَرِيءٌ، وقوم بُرَآء وبَرِيئُون.
قال عزّ وجلّ: ﴿بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [التوبة: 1]، ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة:3]، وقال: ﴿أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [يونس:41]، ﴿إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [الممتحنة:4]، ﴿وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾ [الزخرف:26] ، ﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا﴾ [الأحزاب:69]، وقال: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا﴾ [البقرة:166].
والبارئ خصّ بوصف الله تعالى، نحو قوله: ﴿الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾ [الحشر:24]، وقوله تعالى: ﴿فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ﴾ [البقرة: 54]، والبَرِيَّة: الخلق، قيل: أصله الهمز فترك، وقيل: بل ذلك من قولهم: بريت العود، وسمّيت بريّة؛ لكونها مبريّة من البرى، أي: التراب، بدلالة قوله تعالى: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ﴾ [غافر:67]، وقوله تعالى: ﴿أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة:7]، وقال: ﴿شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ [البينة: 6]." ([3])
قال أبو حيان: "(بارئكم): خالقكم، (البريئة): الخلق، والفعل منه: برأ، ومن قرأ: (البريّة): فيحتمل أن يكون من: برأ، أو من البرى، وهو: التراب.
(برآء): خروج من الشيء ومفارقة." ([4])
باء وبوّأ ودلالاتهما في القرآن الكريم
وردت مادة: (باء) في 17 آية كريمة، ومما جاء منها: (باء، باءوا، تبوأ، بوّأكم، بوّأكم، بوّأنا، تُبوّئ، لنبوئنهم، تبوءوا، نتبوأ، يتبوأ، مُبَوّأ).
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [آل عمران: 162].
وقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ [يونس: 93].
وقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 74].
فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟ وهل كل كلمة من الكلمات السابقة لها المعنى ذاته؟ أم لا؟
قال أبو عبيدة: "(أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ): أي: أن تحتمل إثمي وتفوز به، وله موضع آخر: أن تقرّ به تقول: بؤت بذنبي، ويقال: قد أبأت الرجل بالرجل أي قتلته، وقد أبأ فلان بفلان، إذا قتله بقتيل." ([5])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البَواء: مساواة الأجزاء في المكان، خلاف النّبو الذي هو منافاة الأجزاء، يقال: مكان بَوَاء: إذا لم يكن نابياً بنازله، وبَوَّأْتُ له مكاناً: سوّيته فَتَبَوَّأَ، وبَاءَ فلان بدم فلان يَبُوءُ به أي: ساواه، قال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً﴾ [يونس:87]، ﴿وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ﴾ [يونس: 93]، ﴿تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ﴾ [آل عمران:121]، ﴿يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ﴾ [يوسف:56]." ([6])
قال أبو حيان: "(باءوا): انصرفوا، ولا يقال: باء، إلا بشر، و(بوأكم): أنزلكم."([7])
وعلى ذلك تكون دلالتها:
- النزول بالمكان.
- الإقرار بالذنب.
- الرجوع بالذنب.
بادي الرأي
(ما معناها؟ وما دلالتها؟ وما علاقتها بالبدء والبدوّ؟)
وردت كلمة: (بادئ) على هذه الصورة، مرة واحدة في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾ [هود: 27].
كما وردت مادة: (بدأ) في عدد من الآيات، ومنها هذه الكلمات: (بدأ، بدأكم، بدءوكم، بدأنا، يبدؤ، يُبدئ).
ووردت مادة: (بدا) في 31 موضعاً تقريباً، ومنها هذه الكلمات: (بدا، بدت، تُبدوا، تُبدون، تُبدونها، تُبدوه، لتبدي، يبدِها، يُبدون، ليبدي، يبدين، تُبدَ، البدو، الباد، بادي، بادون، مبديه).
قال أبو عبيدة: "(بادِيَ الرَّأْيِ): مهموز؛ لأنه من بدأت عن أبي عمرو، ومعناه: أول الرأي، ومن لم يهمز جعله ظاهر الرأي من بدا يبدو، وقال الراجز:
وقد علتني ذرأة بادي بدى
فلم يهمز جعلها من بدا." ([8])
وقال الراغب الأصفهاني: " يقال: بَدَأتُ بكذا وأَبْدَأتُ وابْتَدَأْتُ، أي: قدّمت، والبَدْءُ والابتداء: تقديم الشيء على غيره ضرباً من التقديم، قال تعالى: ﴿وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ﴾ [السجدة:7]، وقال تعالى: ﴿كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ [العنكبوت:20]، ﴿اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ﴾ [يونس: 34]، ﴿كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ﴾ [الأعراف: 29].
ومَبْدَأُ الشيء: هو الذي منه يتركب، أو منه يكون، فالحروف مبدأ الكلام، والخشب مبدأ الباب والسرير، والنواة مبدأ النخل، يقال للسيد الذي يبدأ به إذا عدّ السادات: بَدْءٌ.
والله هو المُبْدِئُ المعيد، أي: هو السبب في المبدأ والنهاية، ويقال: رجع عوده على بدئه، وفعل ذلك عائداً وبادئاً، ومعيداً ومبدئاً، وأَبْدَأْتُ من أرض كذا، أي: ابتدأت منها بالخروج، وقوله تعالى: ﴿بَادِئ الرأْي﴾ [هود: 27] أي: ما يبدأ من الرأي، وهو الرأي الفطير، وقرئ: بادِيَ
بغير همزة، أي: الذي يظهر من الرأي ولم يروّ فيه، وشيء بَدِيءٌ: لم يعهد من قبل كالبديع في كونه غير معمول قبل.
والبُدْأَةُ: النصيب المبدأ به في القسمة، ومنه قيل لكل قطعة من اللحم عظيمة بدء." ([9])
وقال: "بَدَا الشيء بُدُوّاً وبَدَاءً أي: ظهر ظهوراً بيّناً، قال الله تعالى: ﴿وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر:47]، ﴿وَبَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا﴾ [الزمر:48]، ﴿فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما﴾ [طه:121].
والبَدْوُ: خلاف الحضر، قال تعالى: ﴿وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾ [يوسف:100] أي: البادية، وهي كلّ مكان يبدو ما يعنّ فيه، أي: يعرض، ويقال للمقيم بالبادية: بادٍ، كقوله تعالى: ﴿سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ﴾ [الحج: 25]، ﴿لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ﴾ [الأحزاب/ 20]." ([10])
قال أبو حيان: "(بادئ): أول، (بادي): ظاهر." ([11])
وعلى ذلك يكون قوله: (بادي الرأي) دالاً على:
- البدء، إذا قرئ مهموزاً.
- البدوّ والظهور، إذا لم يُهمز.
بهت
وردت هذه المادة 7 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (تبهتهم، بُهت، بهتان، بهتاناً).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 258].
قال أبو عبيدة: "(فَبُهِتَ: انقطع، وذهبت حجته، وبُهِتَ: أكثر الكلام، وبَهُتَ إن شئت." ([12])
قال الراغب الأصفهاني: "قال الله عزّ وجل: ﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾ [البقرة:258]، أي: دهش وتحيّر، وقد بَهَتَهُ.
قال عزّ وجل: ﴿هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ﴾ [النور:16] أي: كذب يبهت سامعه لفظاعته.
قال تعالى: ﴿وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾ [الممتحنة:12]، كناية عن الزنا، وقيل: بل ذلك لكل فعل مستبشع يتعاطينه باليد والرّجل من تناول ما لا يجوز، والمشي إلى ما يقبح، ويقال: جاء بالبَهِيتَة، أي: بالكذب." ([13])
وقال أبو حيان: "(بُهت) و(بهَت): انقطع، (تبهتهم): تفجأهم." ([14])
وعلى ذلك تشترك جميع المفردات المشتقة من: (بهت) في الدلالة على:
فجأة المتلقي، وحيرته، ومباغتته، بما يسمع أو يرى.
إما لقوة الكلامِ أو الحِدَثِ، وإما لافتراءٍ قد حَدَثَ.
بهيج / بهجة
وردت مادة: (بهج): 3 مرات في القرآن الكريم.
قال تعالى: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ [النمل: 60].
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج: 5].
وقال تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق: 7].
قال أبو عبيدة: "(زَوْجٍ بَهِيجٍ): أي حسن قشيب جديد، ويقال أيضاً: بهج."([15])
وقال الراغب الأصفهاني: البَهْجَة: حسن اللون وظهور السرور، وفيه قال عزّ وجل: ﴿حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ﴾ [النمل:60]، وقد بَهُجَ فهو بَهِيج، قال: ﴿وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق:7]، ويقال: بَهِجٍ، كقول الشاعر:
ذات خلق بهج
ولا يجيء منه بهوج، وقد ابْتَهَجَ بكذا، أي: سرّ به سروراً بان أثره على وجهه، وأَبْهَجَهُ كذا." ([16])
وقال أبو حيان: "(بهيج): حسن، يبهج من يراه، أي: يسرّه." ([17])
بثّ
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 164].
قال أبو عبيدة: "﴿وبَثَّ فِيهَا﴾ [البقرة: 164] أي فرّق وبسط، ﴿وَزرابيُّ مبثُوثةٌ﴾ [الغاشية: 16] أي متفرقة مبسوطة". ([18])
وقال الراغب الأصفهاني: "أصل البَثّ: التفريق وإثارة الشيء كبثّ الريح التراب، وبثّ النفس ما انطوت عليه من الغمّ والسّرّ، يقال: بَثَثْتُهُ فَانْبَثَّ، ومنه قوله عزّ وجل: ﴿فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: 6] وقوله عزّ وجل: ﴿وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ﴾ [البقرة:164] إشارة إلى إيجاده تعالى ما لم يكن موجوداً وإظهاره إياه.
وقوله عزّ وجلّ: ﴿كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ﴾ [القارعة:4] أي: المهيّج بعد ركونه وخفائه.
وقوله عزّ وجل: ﴿إنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي﴾ [يوسف: 86] أي: غمّي الذي أبثّه عن كتمان، فهو مصدر في تقدير مفعول، أو بمعنى: غمّي الذي بثّ فكري، نحو: توزّعني الفكر، فيكون في معنى الفاعل." ([19])
وقال أبو حيان: "(بثّ): فرق، (بثّي): البثّ: أشد الحزن، لا يصبر عليه صاحبه حتى يبثّه، أي: يشكوه." ([20])
بغت
قال تعالى: ﴿إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً﴾ [الأنعام: 47].
وقال تعالى: ﴿أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾ [يوسف: 107].
يأتي وصف: (بغتة) في القرآن الكريم للعذاب، أو لقيام الساعة، وقد وردت 13 مرة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: " ﴿إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً﴾ [الأنعام: 47] مجاز بغتة: فجأة وهم لا يشعرون." ([21])
وقال: " ﴿أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾ [يوسف: 107] أي فجأة، قال ابن ضبّة وهو يزيد بن مقسم الثّقفي، وأمه ضبة التي قامت عنه أي ولدته:
ولكنّهم بانوا ولم أدر بغتة وأفظع شيء حين يفجأك البغت" ([22])
وقال الراغب الأصفهاني: "البَغْت: مفاجأة الشيء من حيث لا يحتسب.
قال تعالى: ﴿لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ [الأعراف:187]، وقال: ﴿بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً﴾ [الأنبياء: 40]، وقال: ﴿تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾ [يوسف: 107]، ويقال: بَغَتَ كذا فهو بَاغِت.
قال الشاعر:
إذا بغتت أشياء قد كان مثلها قديماً فلا تعتدّها بغتات" ([23])
وقال أبو حيان: "(بغتة): فجأة." ([24])
بيّت
قال أبو عبيدة: " ﴿بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ﴾ [النساء: 81] أي قدروا ذلك ليلاً." ([25])
وقال ابن قتيبة: " (بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ) أي: قالوا وقدَّروا ليلاً غير ما أعْطَوْك نهاراً. قال الشاعر:
أَتَوْنِي فَلَمْ أرْضَ ما بَيَّتُوا وكانوا أتوني بشيء نُكُرْ
والعرب تقول: هذا أمر قُدِّرَ بليل وفرغ منه بليل، ومنه قول الحارث بن حِلِّزَة:
أجْمَعُوا أمْرَهُمْ عِشَاءً فَلَما أصْبَحُوا أصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ
وقال بعضهم: بَيَّتَ طائفة: أي بدَّل وأنشد:
وَبَيَّتَ قَوْلي عبد المليك قَاتَلَكَ اللهُ عَبْدًا كَفورا" ([26])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَيَاتُ والتَّبْيِيتُ: قصد العدوّ ليلاً.
قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ﴾ [الأعراف: 97]، ﴿بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ﴾ [الأعراف:4].
والبَيُّوت: ما يفعل بالليل، قال تعالى: ﴿بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ﴾ [النساء: 81].
يقال لكلّ فعل دبّر فيه بالليل: بُيِّتَ، قال تعالى: ﴿إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ﴾ [النساء: 108]." ([27])
قال أبو حيان: " (بيّت): قدّر بليل." ([28])
بعث
وردت مادة: (بعث) في القرآن الكريم في 67 آية، ومنها هذه الكلمات: بعث، بعثنا، بعثناكم، بعثناهم، بعثه، نبعث، يبعث، يبعثك، يبعثكم، ليبعثن، يبعثهم، ابعث، فابعثوا، أُبعَث، لتبعثن، تُبعثون، يُبعث، يُبعثوا، يُبعثون، انبعث، البعث، يبعثكم، انبعاثهم، مبعوثون، مبعوثين).
فماذا تعني؟ وهل مدار جميع الكلمات حول معنى واحد أم لا؟
قال تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ [الكهف: 12].
وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا﴾ [الكهف: 19].
وقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس: 11 – 12].
قال أبو عبيدة: "(وكذلك بعثناهم): أي أحييناهم، وهو من يوم البعث." ([29])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البعث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال: بَعَثْتُهُ فَانْبَعَثَ، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علّق به، فَبَعَثْتُ البعير: أثرته وسيّرته، وقوله عزّ وجل: ﴿وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ﴾ [الأنعام:36]، أي: يخرجهم ويسيّرهم إلى القيامة، ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً﴾ [المجادلة: 6]، ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ [التغابن: 7]، ﴿ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ﴾ [لقمان:28]، فالبعث ضربان:
- بشريّ، كبعث البعير، وبعث الإنسان في حاجة.
- وإلهي، وذلك ضربان:
- أحدهما: إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع لا عن ليس، وذلك يختص به الباري تعالى، ولم يقدر عليه أحد.
- والثاني: إحياء الموتى، وقد خص بذلك بعض أوليائه، كعيسى صلّى الله عليه وسلم وأمثاله، ومنه قوله عزّ وجل: ﴿فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ﴾ [الروم:56]، يعني: يوم الحشر، وقوله عزّ وجلّ: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [المائدة:31]، أي: قيّضه، ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا﴾ [النحل:36]، نحو: ﴿أَرْسَلْنا رُسُلَنا﴾ [المؤمنون:44]، وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً﴾ [الكهف:12]، وذلك إثارة بلا توجيه إلى مكان، ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً﴾ [النحل:84]، ﴿قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ [الأنعام: 65]، وقال عزّ وجلّ: ﴿فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ﴾ [البقرة:259]، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ:
﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ ما جَرَحْتُمْ بِالنَّهارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ﴾ [الأنعام60]، والنوم من جنس الموت فجعل التوفي فيهما، والبعث منهما سواء، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ﴾ [التوبة:46]، أي: توجههم ومضيّهم." ([30])
وقال أبو حيان: "بعثناهم: أحييناهم، (انبعث): أسرع." ([31])
البروج
وردت مادة: (برج) في 7 آيات كريمة، ومنها هذه الكلمات: (بروج، تبرجن، بروجاً، البروج، متبرجات).
قال تعالى: ﴿أينَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا﴾ [النساء: 78].
وقال تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾ [البروج: 1].
وقال تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور: 60].
قال أبو عبيدة: " (البروج): كل برج يومين وثلث وهو للشمس شهر، وهي اثنا عشر برجاً، يسير القمر في كل برج يومين وثلث فذلك ثمانية وعشرون منزلة ثم يستسرّ ليلتين ومجرى الشمس في كل برج منها شهر." ([32])
وقال الراغب الأصفهاني: " البُرُوج: القصور، الواحد: بُرْج، وبه سمّي بروج السماء لمنازلها المختصة بها، قال تعالى: ﴿وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ﴾ [البروج:1]، وقال تعالى: ﴿تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً﴾ [الفرقان:61]، وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ [النساء:78] يصح أن يراد بها بروج في الأرض، وأن يراد بها بروج النجم، ويكون استعمال لفظ المشيدة فيها على سبيل الاستعارة، وتكون الإشارة بالمعنى إلى نحو ما قال زهير:
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ولو نال أسباب السّماء بسلّم
وأن يكون البروج في الأرض، وتكون الإشارة إلى ما قال الآخر:
ولو كنت في غمدان يحرس بابه أراجيل أحبوش وأسود آلف
إذا لأتتني حيث كنت منيّتي يخبّ بها هاد لإثريَ قائف
وثوب مُبَرَّج: صوّرت عليه بروج، واعتبر حسنه، فقيل: تَبَرَّجَتِ المرأة أي: تشبّهت به في إظهار المحاسن، وقيل: ظهرت من برجها، أي: قصرها، ويدلّ على ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى﴾ [الأحزاب:33]، وقوله: ﴿غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ﴾ [النور:60]، والبَرَجُ: سعة العين وحسنها؛ تشبيها بالبرج في الأمرين." ([33])
وقال أبو حيان: "(تبرجن): تبرزن محاسنكن، (في بروج): حصون، (ذات البروج)." ([34])
برح
وردت مادة: (برح) في 3 آيات كريمة، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يوسف: 80].
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ [الكهف: 60].
وقال تعالى: ﴿قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى﴾ [طه: 91].
قال أبو عبيدة: " ﴿لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ﴾ [طه: 91]: مجازه لن نزال." ([35])
وقال الراغب الأصفهاني: " (البَرَاح): المكان المتسع الظاهر الذي لا بناء فيه ولا شجر، فيعتبر تارة ظهوره فيقال: فعل كذا بَرَاحاً، أي: صراحاً لا يستره شيء، وبَرِحَ الخفاء: ظهر، كأنه حصل في براح يُرى، ومنه: بَرَاحُ الدار، وبَرِحَ: ذهب في البراح، ومنه: البَارِحُ للريح الشديدة، والبَارِحُ من الظباء والطير؛ لكن خصّ البارح بما ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكنه فيها الرمي فيتشاءم به، وجمعه بَوَارِح، وخصّ السّانح بالمقبل من جهة يمكن رميه، ويتيمّن به، والبَارِحَة: الليلة الماضية، وما بَرِحَ: ثبت في البراح، ومنه قوله عزّ وجلّ: ﴿لا أَبْرَحُ﴾ [الكهف:60]، وخصّ بالإثبات، كقولهم: لا أزال؛ لأنّ برح وزال اقتضيا معنى النفي، و (لا) للنفي، والنفيان يحصل من اجتماعهما إثبات، وعلى ذلك قوله عزّ وجل: ﴿لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ﴾ [طه:91]، وقال تعالى: ﴿لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ﴾ [الكهف/ 60]." ([36])
قال أبو حيان: "(أبرح الأرض): أفارق البراح." ([37])
البرزخ
يُطلق البرزخ ويراد به: الحاجز بين شيئين، وجاء في القرآن الكريم في الحديث عن الحاجز بين البحرين، والحاجز بين الدنيا والآخرة، وقد وردت كلمة: برزخ في 3 آيات قرآنية.
قال تعالى: ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 100].
وقال تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: 19 – 20].
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾ [الفرقان: 53].
قال أبو عبيدة: " ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ [الرحمن: 20] ما بين كل شيئين برزخ وما بين الدنيا والآخرة برزخ." ([38])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَرْزَخ: الحاجز والحدّ بين الشيئين، وقيل: أصله برزه فعرّب، وقوله تعالى: ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ [الرحمن:20]، والبرزخ في القيامة: الحائل بين الإنسان وبين بلوغ المنازل الرفيعة في الآخرة، وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة في قوله عزّ وجل: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ [البلد:11]، قال تعالى: ﴿وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون:100]، وتلك العقبة موانع من أحوال لا يصل إليها إلا الصالحون.
وقيل: البرزخ ما بين الموت إلى القيامة." ([39])
قال أبو حيان: "(البرزخ): القبر؛ لأنه حاجز بين الدنيا والآخرة." ([40])
البرد ودلالته في القرآن الكريم
وردت مادة: (برد) في 5 آيات كريمة، ومنها: (برداً، برَد، بارد) فماذا تعني؟ وهل كلها بمعنى واحد؟
قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69].
وقال تعالى: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ [النبأ: 24].
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ [النور: 43].
وقال تعالى: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ [ص: 42].
وقال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ﴾ [الواقعة: 41 – 44].
قال الراغب الأصفهاني: " أصل البرد خلاف الحر، فتارة يعتبر ذاته فيقال: بَرَدَ كذا، أي: اكتسب برداً، وبرد الماء كذا، أي: أكسبه برداً، نحو:
ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
ويقال: بَرَّدَهُ أيضاَ، وقيل: قد جاء أَبْرَدَ، وليس بصحيح، ومنه: البَرَّادَة لما يبرّد الماء، ويقال: بَرَدَ كذا، إذا ثبت ثبوت البرد، واختصاص للثبوت بالبرد كاختصاص الحرارة بالحرّ، فيقال: بَرَدَ كذا، أي: ثبت، كما يقال: بَرَدَ عليه دين، قال الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه
وقال الآخر:
قد برد الموت على مصطلاه أيّ برود
أي: ثبت، يقال: لم يَبْرُدْ بيدي شيء، أي: لم يثبت، وبَرَدَ الإنسان: مات.
وبَرَدَه: قتله، ومنه: السيوف البَوَارِد، وذلك لما يعرض للميت من عدم الحرارة بفقدان الروح، أو لما يعرض له من السكون.
وقولهم للنوم: بَرْد، إمّا لما يعرض عليه من البرد في ظاهر جلده، أو لما يعرض له من السكون، وقد علم أنّ النوم من جنس الموت؛ لقوله عزّ وجلّ: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها﴾ [الزمر:42]، وقال: ﴿لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً﴾ [النبأ: 24] أي: نوماً.
وعيش بارد، أي: طيّب، اعتباراً بما يجد الإنسان في اللذة في الحرّ من البرد، أو بما يجد من السكون.
والأبردان: الغداة والعشي؛ لكونهما أبرد الأوقات في النهار، والبَرَدُ: ما يبرد من المطر في الهواء فيصلب، وبرد السحاب: اختصّ بالبرد، وسحاب أَبْرَد وبَرِد: ذو برد، قال الله تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ﴾ [النور:43]." ([41])
قال أبو حيان: "(برداً ولا شراباً): أي نوماً، ويقال في المثل: منعَ البَرْدُ البَرْدَ." ([42])
ألا بُعداً لمدين
نجد في عدد من الآيات الكريمة -بعد الحديث عن هلاك قوم كافرين- هذه الجملة: (ألا بعداً) ويقبها اسم القوم أو قريتهم، أو صفتهم، فما المراد بقوله تعالى: ألا بعداً؟ وماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ [هود: 95].
وقال تعالى: ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 44].
وقال تعالى: ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾ [هود: 60].
وقال تعالى: ﴿كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ﴾ [هود: 68].
قال الراغب الأصفهاني: " البُعْد: ضد القرب، وليس لهما حدّ محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: ﴿ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً﴾ [النساء:167]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت:44]، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، ﴿وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [هود:83]، وبَعِدَ: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: ﴿بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ [هود:95]، وقد قال النابغة:
في الأدنى وفي البعد
والبَعَدُ والبُعْدُ يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: ﴿فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [المؤمنون:41]، ﴿فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [المؤمنون:44]، وقوله تعالى: ﴿بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ﴾ [سبأ:8]، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيهاً بمن ضلّ عن محجّة الطريق بعداً متناهياً، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ﴾ [هود:89]، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب." ([43])
قال أبو حيان: "(بعدت): هلكت، و(بعداً لمدين): أي هلاكاً.
والبعد ضد القرب، والبُعْد والبَعَد: الهلاك." ([44])
الأبتر
لم ترد مادة: (بتر) في القرآن الكريم إلا في موضع واحد في سورة الكوثر، قال تعالى: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر: 3].
فما هو معنى: (الأبتر)؟
قال أبو عبيدة: "(هُوَ الْأَبْتَرُ): الذي لا عقب له." ([45])
وقال الراغب الأصفهاني: البَتَر يقارب ما تقدّم؛ لكن يستعمل في قطع الذّنب، ثم أجري قطع العقب مجراه.
فقيل: فلان أَبْتَر: إذا لم يكن له عقب يخلفه، ورجل أَبْتَر وأَبَاتِر: انقطع ذكره عن الخير، ورجل أَبَاتِر: يقطع رحمه، وقيل على طريق التشبيه: خطبة بَتْرَاء لما لم يذكر فيها اسم الله تعالى.
وذلك لقوله عليه السلام: (كلّ أمر لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر)([46]) [مسند أحمد 8833].
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:3] أي: المقطوع الذّكْر، وذلك أنهم زعموا أنّ محمدا صلّى الله عليه وسلم ينقطع ذكره إذا انقطع عمره؛ لفقدان نسله، فنبّه تعالى أنّ الذي ينقطع ذكره هو الذي يشنؤه، فأمّا هو فكما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: 4] وذلك لجعله أباً للمؤمنين، وتقييض من يراعيه ويراعي دينه الحق، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله: (العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة) هذا في العلماء الذين هم تبّاع النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف هو وقد رفع الله عزّ وجل ذكره، وجعله خاتم الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام؟!" ([47])
وقال أبو حيان: "(الأبتر): الذي لا عقب له." ([48])
فمدار معنى كلمة: (الأبتر) حول:
انقطاع الذِّكْرِ؛ لانقطاعِ العَقِب.
البـِرُّ
وردت كلمة: (البِر) 8 مرات في القرآن الكريم، وقد وردت مادة: (بر) في عدد من الآيات الكريمة على صور مختلفة: (البرّ، الأبرار، برا،ً البررة، وغيرها) فما هي دلالتها؟ وهل جميع المواضع التي وردت فيها بمعنى واحد؟ أم لا؟
قال تعالى: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: 44].
وقال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].
وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [البقرة: 189].
قال أبو عبيدة: "﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها﴾ [البقرة: 189]: البرّ هنا: في موضع البار، ومجازها: أي اطلبوا البرّ من أهله ووجهه ولا تطلبوه عند الجهلة المشركين." ([49])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَرُّ خلاف البحر، وتصوّر منه التوسع فاشتق منه البِرُّ، أي: التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك إلى الله تعالى تارة نحو: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [الطور: 28]، وإلى العبد تارة، فيقال: بَرَّ العبد ربه، أي: توسّع في طاعته، فمن الله تعالى الثواب، ومن العبد الطاعة. وذلك ضربان:
- ضرب في الاعتقاد.
- وضرب في الأعمال، وقد اشتمل عليه قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ﴾ [البقرة: 177]." ([50])
وقال أبو حيان: "(بِرٌّ): دين وطاعة." ([51])
البشرى
وردت كلمة: (بشرى) في 14 آية كريمة، فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟
قال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة: 97].
وقال تعالى: ﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ [يوسف: 19].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾ [هود: 69].
وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾ [الزمر: 17].
قال الراغب الأصفهاني: "أَبْشَرْتُ الرجل وبَشَّرْتُهُ وبَشَرْتُهُ: أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه، وذلك أنّ النفس إذا سرّت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر، وبين هذه الألفاظ فروق، فإنّ بشرته عامّ، وأبشرته نحو: أحمدته، وبشّرته على التكثير، وأبشر يكون لازماً ومتعدياً، يقال: بَشَرْتُهُ فَأَبْشَرَ، أي: اسْتَبْشَرَ، وأَبْشَرْتُهُ، وقرئ: ﴿يُبَشِّرُكَ﴾ [آل عمران:39] و(يَبْشُرُكَ)، و (يُبْشِرُكَ)، قال الله عزّ وجلّ: ﴿لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قال أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُون َ قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ﴾ [الحجر/ 53- 55].
واستبشر: إذا وجد ما يبشّره من الفرح، قال تعالى: ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ﴾ [آل عمران:170]، ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ﴾ [آل عمران:171]، وقال تعالى: ﴿وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [الحجر: 67].
ويقال للخبر السارّ: البِشارة والبُشْرَى، قال تعالى: ﴿لهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [يونس: 64].
وقال تعالى: ﴿لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ﴾ [الفرقان:22]، ﴿وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى﴾ [هود:69]، ﴿يا بُشْرى هذا غُلامٌ﴾ [يوسف:19]، ﴿وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى﴾ [الأنفال:10].
والبشير: المُبَشِّر، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً﴾ [يوسف:96]، ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ﴾ [الزمر:17]، ﴿وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ﴾ [الروم: 46]، أي: تُبَشِّر بالمطر." ([52])
وقال أبو حيان: " (بالبشرى): الخبر السار، (يستبشرون): يفرحون." ([53])
البحيرة
كان لأهل الجاهلية تعامل خاص مع بهيمة الأنعام، من حيث العمر، وبعض الهيئات، منها ما يتاح للرجال والنساء، ومنها ما يحلّ للرجال، ويُحرّم على النساء.
وقد وردت كلمة: (بحيرة) مرة واحدة في القرآن الكريم، في سورة المائدة، قال تعالى: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [المائدة: 103].
قال أبو عبيدة: "﴿ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ﴾ [المائدة: 103] أي: ما حرّم الله البحيرة التي كان أهل الجاهلية يحرّمونها، وكانوا يحرّمون وبرها وظهرها ولحمها، ولبنها على النساء، ويحلّونها للرجال، وما ولدت من ذكر أو أنثى فهو بمنزلتها، وإن ماتت البحيرة اشترك الرجال والنساء في أكل لحمها، وإذا ضرب جمل من ولد البحيرة فهو عندهم حامٍ، وهو اسم له." ([54])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البَحْر: كل مكان واسع جامع للماء الكثير، هذا هو الأصل، ثم اعتبر تارة سعته المعاينة، فيقال: بَحَرْتُ كذا: أوسعته سعة البحر، تشبيهاً به، ومنه: بَحرْتُ البعير: شققت أذنه شقاً واسعاً، ومنه سميت البَحِيرَة.
قال تعالى: ﴿ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ﴾ [المائدة:103]، وذلك ما كانوا يجعلونه بالناقة إذا ولدت عشرة أبطن شقوا أذنها فيسيبونها، فلا تركب ولا يحمل عليها، وسموا كلّ متوسّع في شيء بَحْراً." ([55])
وقال أبو حيان: "(البحيرة): هي الناقة إذا نتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكراً نحروه فأكله الرجال والنساء، أو أنثى بحروا أذنها أي: شقوها، وحرم على النساء لبنها، فإذا ماتت حلت للنساء." ([56])
بصائر
وردت كلمة: (بصائر) في 5 آيات كريمة، ووردت كلمة: (بصيرة) في آيتين.
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾ [الأنعام: 104].
وقال تعالى: ﴿قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا﴾ [الإسراء: 102].
وقال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108].
قال أبو عبيدة: " ﴿قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [الأنعام: 104] واحدتها بصيرة، ومجازها:
حجج بيّنة واضحة ظاهرة." ([57])
وقال الراغب الأصفهاني: "﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى بَصائِرَ لِلنَّاسِ﴾ [القصص: 43] أي: جعلناها عبرة لهم." ([58])
وقال أبو حيان: "(بصائر): جمع بصيرة: يقين." ([59])
وبناء على ما تقدم، فإن معنى: (بصائر) يدور حول ما يلي:
- الحجج الواضحة.
- اليقين.
- العبرة.
وبينها ارتباط وثيق.
باسرة
وردت مادة: (بسر) في موضعين في القرآن الكريم.
قال تعالى: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: 22].
وقال تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ﴾ [القيامة: 24].
فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: "﴿عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: 22] كرّه وجهه، وقال توبة:
وقد رابني منها صدود رأيته وإعراضها عن حاجتي وبسورها" ([60])
وبيّن الراغب الأصفهاني أن البسر: الاستعجال بالشيء قبل أوانه، وقال: "قوله عزّ وجل: ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ﴾ [المدثر: 22] أي: أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته، فإن قيل: فقوله: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ﴾ [القيامة: 24] ليس يفعلون ذلك قبل الوقت، وقد قلت: إنّ ذلك يقال فيما كان قبل الوقت! قيل: إنّ ذلك إشارة إلى حالهم قبل الانتهاء بهم إلى النار، فخصّ لفظ البسر، تنبيهاً أنّ ذلك مع ما ينالهم من بعد يجري مجرى التكلف ومجرى ما يفعل قبل وقته، ويدل على ذلك قوله عزّ وجل: ﴿تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ﴾ [القيامة: 25]." ([61])
وقال أبو حيان: "بسر: (باسرة): مستكرهة." ([62])
تبذر
وردت مادة: (بذر) في 3 مواضع في القرآن الكريم، وجاء منها: (تُبذّر، تبذيراً، المبذرين) وجميعها في سورة الإسراء في آيتين متجاورتين.
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 26 – 27].
قال أبو عبيدة: "(المبذّرين): المبذّر: هو المسرف المفسد العائث." ([63])
وقال الراغب الأصفهاني: " التبذير: التفريق، وأصله إلقاء البذر وطرحه، فاستعير لكلّ مضيّع لماله، فتبذير البذر: تضييع في الظاهر لمن لم يعرف مآل ما يلقيه.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ﴾ [الإسراء:27]، وقال تعالى: ﴿وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً﴾ [الإسراء/ 26]." ([64])
وقال أبو حيان: "بذر: (تبذر): تسرف." ([65])
فكان القاسم المشترك بين المبذر الذي ورد ذمّه في القرآن الكريم، وبين أصل التبذير هو:
التفريق والتضييع.
بداراً
وردت كلمة: (بداراً) مرة واحدة في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾ [النساء: 6].
فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟
قال أبو عبيدة: " (وَبِداراً) أي: مبادرة قبل أن يدرك فيؤنس منه الرّشد فيأخذ منك." ([66])
وقال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً﴾ [النساء: 6] أي: مسارعة، يقال: بَدَرْتُ إليه وبَادَرْتُ، ويعبّر عن الخطأ الذي يقع عن حدّة: بادرة.
يقال: كانت من فلان بَوَادِر في هذا الأمر.
والبَدْرُ قيل سمّي بذلك؛ لمبادرته الشمس بالطلوع، وقيل: لامتلائه تشبيها بالبَدْرَةِ، فعلى ما قيل يكون مصدراً في معنى الفاعل.
والأقرب عندي أن يجعل البدر أصلاً في الباب، ثم تعتبر معانيه التي تظهر منه، فيقال تارة: بَدَرَ كذا، أي: طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه تارة فشبّه البدرة به.
والبَيْدَرُ: المكان المرشح لجمع الغلّة فيه وملئه منه؛ لامتلائه من الطعام.
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ﴾ [آل عمران:123]، وهو موضع مخصوص بين مكة والمدينة." ([67])
وقال أبو حيان: "(بداراً): مسارعة." ([68])
وفي هذه الكلمة الواردة في حق اليتيم، وما يلزم من حفظ ماله لطيفة فيها نوع توبيخ وتحذير.
دار البوار
وردت مادة: (بور) في 5 مواضع في القرآن الكريم، وجاء منها هذه الكلمات: (تبور، يبور، بوراً، البوار).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾ [إبراهيم: 28 - 29].
قال أبو عبيدة: "(دارَ الْبَوارِ)": أي الهلاك والفناء، ويقال بار ببور، ومنه قول عبد الله بن الزّبعرى:
يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
البور والبوار واحد." ([69])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَوَار: فرط الكساد، ولمّا كان فرط الكساد يؤدّي إلى الفساد- كما قيل: كسد حتى فسد- عبّر بالبوار عن الهلاك، يقال: بَارَ الشيء يَبُورُ بَوَاراً وبَوْراً، قال عزّ وجل: ﴿تِجارَةً لَنْ تَبُورَ﴾ [فاطر:29]، ﴿وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾ [فاطر:10]." ([70])
قال أبو حيان: "(بوار): هلاك، (بوراً): هلكى." ([71])
فمدار معنى البور حول الهلاك.
وأما دار البوار فهي دار الهلاك، وهي جهنم كما فسرتها الآية التالية.
بعثر / بعثرت
جاءت: بعثر/ بعثرت، في سياق الحديث عن بعثرة القبور، وعن بعثرة ما فيها، فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ [العاديات: 9].
وقال تعالى: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ [الانفطار: 4].
ولم ترد سوى في هذين الموضعين.
قال أبو عبيدة: "(إذا بعثر ما في القبور): أُثير فأُخرج." ([72])
وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ [الانفطار: 4].
أي: قُلب ترابها وأثير ما فيها، ومن رأى تركيب الرباعي والخماسيّ من ثلاثيين نحو: تهلل وبسمل: إذا قال: لا إله إلا الله وبسم الله يقول: إنّ بعثر مركّب من: بعث وأثير، وهذا لا يبعد في هذا الحرف، فإنّ البعثرة تتضمن معنى بعث وأثير." ([73])
قال أبو حيان: "بعثر: (بعثرت): وبحثرت: أي أُثيرت واستُخرجت." ([74])
برز
وردت مادة: (برز) في تسع آيات كريمة، ومنها هذه الكلمات: (برز، برزوا، بُرّزت، بارزة، بارزون) فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً﴾ [الكهف: 47].
وقال تعالى: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى﴾ [النازعات: 36].
وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: 48].
قال أبو عبيدة: "﴿وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً﴾ [الكهف: 47] أي ظاهرة." ([75])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَرَاز: الفضاء، وبَرَزَ: حصل في بَرَاز، وذلك إمّا أن يظهر بذاته نحو: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً﴾ [الكهف: 47] تنبيهاً أنه تبطل فيها الأبنية وسكّانها، ومنه: المبارزة للقتال، وهي الظهور من الصف، قال تعالى: ﴿لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ﴾ [آل عمران:154]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ [البقرة:250]، وإمّا أن يظهر بفضله، وهو أن يسبق في فعل محمود، وإمّا أن ينكشف عنه ما كان مستوراً منه، ومنه قوله تعالى: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: 48] ، وقال تعالى: ﴿يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ﴾ [غافر: 16]، وقوله عزّ وجلّ: ﴿وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ﴾ [الشعراء: 91] تنبيهاً أنهم يعرضون عليها." ([76])
وقال أبو حيان: "برز: (برزوا): ظهروا." ([77])
فمدار معنى: (برز) حول الظهور.
بسطة
وردت كلمة: (بسطة) في موضعين في القرآن الكريم، وجاءت مادة: (بسط) في 25 موضعاً في القرآن الكريم، ومنها: (يبسط، باسط، البسط، مبسوطتان، تبسطها، وغيرها).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 247].
وقال تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69].
قال أبو عبيدة: "﴿بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [البقرة: 247] أي زيادة، وفضلاً وكثرة." ([78])
وقال الراغب الأصفهاني: "بَسْطُ الشيء: نشره وتوسيعه، فتارة يتصوّر منه الأمران، وتارة يتصور منه أحدهما، ويقال: بَسَطَ الثوب: نشره، ومنه: البِسَاط، وذلك اسم لكلّ مَبْسُوط، قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً﴾ [نوح:19].
والبِسَاط: الأرض المتسعة وبَسِيط الأرض: مبسوطه، واستعار قوم البسط لكل شيء لا يتصوّر فيه تركيب وتأليف ونظم، قال الله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ﴾ [البقرة:245]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ﴾ [الشورى:27] أي: لو وسّعه، ﴿وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾
[البقرة: 247] أي: سعة.
قال بعضهم: بَسَطْتُهُ في العلم هو أن انتفع هو به ونفع غيره، فصار له به بسطة، أي: جوداً.
وبَسْطُ اليد: مدّها، قال عزّ وجلّ: ﴿وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾ [الكهف:18]، وبَسْطُ الكف يستعمل تارة للطلب نحو: ﴿كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ﴾ [الرعد:14]، وتارة للأخذ، نحو: ﴿وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ﴾ [الأنعام:93]، وتارة للصولة والضرب، قال تعالى: ﴿وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ﴾ [الممتحنة: 2]، وتارة للبذل والإعطاء: ﴿بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ﴾ [المائدة: 64] .
والبَسْطُ: الناقة تترك مع ولدها، كأنها المبسوط نحو: النّكث والنّقض في معنى المنكوث والمنقوض، وقد أَبْسَطَ ناقَتَه، أي: تركها مع ولدها." ([79])
وقال أبو حيان: "بسط: (بسطة): سعة." ([80])
بكة
وردت كلمة: (بكة) مرة واحدة في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96 - 97].
فهل هي ذاتها: (مكة)؟ أم لا؟
قال أبو عبيدة: " ﴿لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ [آل عمران: 96]: هي اسم لبطن مكة؛ وذلك لأنهم يتباكّون فيها ويزدحمون." ([81])
وقال الراغب الأصفهاني: "بكّة هي مكة عن مجاهد، وجعله نحو: سبد رأسه وسمده، وضربة لازب ولازم في كون الباء بدلاً من الميم، قال عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً﴾ [آل عمران: 96].
وقيل: بطن مكة، وقيل: هي اسم المسجد، وقيل: هي البيت، وقيل: هي حيث الطواف، وسمّي بذلك من التَبَاكِّ، أي: الازدحام؛ لأنّ الناس يزدحمون فيه للطواف، وقيل: سميت مكّة بَكَّة؛ لأنها تبكّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم." ([82])
وقال أبو حيان: "(بكة): اسم لبطن مكة، وقيل: اسم لمكان البيت." ([83])
البركة ودلالاتها في القرآن الكريم
وردت مادة: (برك) في 32 موضعاً في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بارك، باركنا، تبارك، بورك، مبارك، بركات، بركاته، وغيرها).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 96].
قال الراغب الأصفهاني: "البَرَكَةُ: ثبوت الخير الإلهي في الشيء.
قال تعالى: ﴿لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ﴾ [الأعراف:96]، وسمّي بذلك؛ لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة.
والمُبَارَك: ما فيه ذلك الخير، على ذلك: ﴿وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ﴾ [الأنبياء:50] تنبيهاً على ما يفيض عليه من الخيرات الإلهية، وقال: ﴿كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ﴾ [الأنعام:155]، وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَنِي مُبارَكاً﴾ [مريم:31] أي: موضع الخيرات الإلهية، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ﴾ [الدخان:3]، ﴿رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً﴾ [المؤمنون: 29] أي: حيث يوجد الخير الإلهي، وقوله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً﴾ [ق:9] فبركة ماء السماء هي ما نبّه عليه بقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ﴾ [الزمر:21]، وبقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ﴾ [المؤمنون: 18] ، ولمّا كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحسّ، وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل لكلّ ما يشاهد منه زيادة غير محسوسة: هو مُبَارَكٌ، وفيه بركة، وإلى هذه الزيادة أشير بما روي أنه:
(لا ينقص مال من صدقة) [صحيح مسلم 2588] لا إلى النقصان المحسوس حسب ما قال بعض الخاسرين حيث قيل له ذلك، فقال: بيني وبينك الميزان.
وقوله تعالى: ﴿تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً﴾ [الفرقان: 61].
فتنبيه على ما يفيضه علينا من نعمه بواسطة هذه البروج والنيّرات المذكورة في هذه الآية، وكلّ موضع ذكر فيه لفظ (تبارك) فهو تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات المذكورة مع ذكر (تبارك).
وقوله تعالى: ﴿فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14]، ﴿تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ﴾ [الفرقان: 1]، ﴿تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ﴾ [الفرقان:10]، ﴿فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾ [غافر:64]، ﴿تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك:1].
كلّ ذلك تنبيه على اختصاصه تعالى بالخيرات المذكورة مع ذكر (تبارك)." ([84])
قال أبو حيان: "برك: (تبارك): من البركة، وهي الزيادة والنماء." ([85])
بعل
وردت مادة: (بعل) 7 مرات في القرآن الكريم، وجاءت بمعنيين، حيث ورد المعنى الأول 6 مرات في 4 آيات، والمعنى الآخر ورد مرة واحدة، وهما:
- الزوج.
كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 128].
وقوله تعالى: ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾ [هود: 72].
وقوله تعالى: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 228].
وقوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].
- صنم.
قال تعالى: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الصافات: 123 – 126].
قال أبو عبيدة: "(أتدعون بعلاً) أي رباً يقال: أنا بعل هذه الدابة أي ربها، والبعل الزوج ويقال: لما استبعل واستغنى بماء السماء من النخل ولم يكن سقيا فهو بعل." ([86])
وقال أبو حيان: "بعل: (وبعولتهن): أزواجهن.
(بعلاً): صنماً." ([87])
نبتهل
(ابتهال أم مباهلة؟)
وردت مادة: (بهل) مرة واحدة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟ وهل هي من الابتهال؟ أم من المباهلة؟ أم هما بمعنى واحد؟
قال تعالى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ [آل عمران: 61].
قال أبو عبيدة: " (ثُمَّ نَبْتَهِلْ) أي نلتعن يقال: ما له بهله الله، ويقال: عليه بهلة الله.
والناقة باهل وباهلة، إذا كانت بغير صرار، والرجل باهل، إذا لم يكن معه عصا ويقال: أبهلت ناقتي، تركتها بغير صرار." ([88])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البَهْل: كون الشيء غير مراعى، والباهل: البعير المخلّى عن قيده أو عن سمة، أو المخلّى ضرعها عن صرار.
قالت امرأة: أتيتك باهلاً غير ذات صرار، أي: أبحت لك جميع ما كنت أملكه لم أستأثر بشيء من دونه، وأَبْهَلْتُ فلاناً: خلّيته وإرادته، تشبيهاً بالبعير الباهل.
والبَهْل والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع، نحو قوله عزّ وجل: ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ﴾ [آل عمران:61]، ومن فسّر الابتهال باللعن؛ فلأجل أنّ الاسترسال في هذا المكان لأجل اللعن، قال الشاعر:
نظر الدّهر إليهم فابتهل
أي: استرسل فيهم فأفناهم." ([89])
قال أبو حيان: "بهل: (نبتهل): نلعن، ندعوا الله." ([90])
أبسلوا
وردت مادة: (بسل) مرتين في القرآن الكريم في آية واحدة، ودائماً ما تقترن البسالة في استعمالنا بالشجاعة والتضحية والمبادرة، فهل لهذا تعلق بتلك؟
قال تعالى: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [الأنعام: 70].
قال أبو عبيدة: "(أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) أي: ترتهن وتسلم، قال عوف بن الأحوص بن جعفر:
وإبسالي بنيّ بغير جرم بعوناه ولا بدم مراق" ([91])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَسْلُ: ضم الشيء ومنعه، ولتضمّنه لمعنى الضّم استعير لتقطيب الوجه، فقيل: هو بَاسِل ومُبْتَسِل الوجه، ولتضمنه لمعنى المنع قيل للمحرّم والمرتهن: بَسْلٌ، وقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ﴾ [الأنعام:70] أي: تحرم الثواب، والفرق بين الحرام والبَسْل أنّ الحرام عامّ فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر، والبسل هو الممنوع منه بالقهر، قال عزّ وجل: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا﴾ [الأنعام:70] أي: حرموا الثواب، وفسّر بالارتهان لقوله: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38].
قال الشاعر:
وإبسالي بنيّ بغير جرم
وقال آخر:
فإن تقويا منهم فإنهم بسل
أقوى المكان: إذا خلا.
وقيل للشجاعة: البَسالة، إمّا لما يوصف به الشجاع من عبوس وجهه، أو لكون نفسه محرّماً على أقرانه لشجاعته، أو لمنعه لما تحت يده عن أعدائه، وأَبْسَلْتُ المكان: حفظته وجعلته بسلاً على من يريده، والبُسْلَةُ: أجرة الراقي، وذلك لفظ مشتق من قول الراقي: أَبْسَلْتُ فلاناً، أي:
جعلته بَسَلاً، أي: شجاعاً قوياً على مدافعة الشيطان أو الحيّات والهوام، أو جعلته مُبْسَلًا، أي: محرّما عليها، وسمّي ما يعطى الراقي بسلة، وحكي: بَسَّلْتُ الحنظل: طيّبته، فإن يكن ذلك صحيحاً فمعناه: أزلت بَسَالَتَه، أي: شدّته، أو بَسْلَهُ أي: تحريمه، وهو ما فيه من المرارة الجارية مجرى كونه محرّماً." ([92])
قال أبو حيان: "بسل: (أبسلوا): ارتهنوا وأسلموا للهلكة." ([93])
التبتل ودلالته في القرآن الكريم
وردت مادة: (بتل) مرتين في القرآن الكريم، في الآية ذاتها، فماذا تعني؟ وما هي دلالتها؟
قال تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ [المزمل: 5 - 10].
قال ابن قتيبة: "(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ) أي انقطع إليه.
من قولك: بَتَلْتُ الشيء؛ إذا قطعته." ([94])
وذكر الراغب الأصفهاني أن كلمة (تبتل) في قوله تعالى: ﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ [المزمّل: 8].
تعني: انقطع في العبادة وإخلاص النية انقطاعاً يختص به.
واستدل على هذا المعنى بقوله تعالى في آية كريمة أخرى: ﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ﴾ [الأنعام:91].
وبيّن أن التبتل المنهي عنه في السنة هو الانقطاع عن النكاح، وبذلك لا تنافي بين الآية وبين الحديث. ([95])
وقال أبو حيان: "بتل: (وتبتل): انقطع." ([96])
وبناء على ما تقدم يتبين أن التبتل في القرآن الكريم يراد به الانقطاع في العبادة.
الإبرام
وردت مادة: (برم) مرتين في القرآن الكريم في الآية ذاتها، فماذا يعني الإبرام؟ وما هي دلالته؟
قال تعالى: ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ [الزخرف: 79].
قال أبو عبيدة: " ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً﴾ [الزخرف: 79] أم أحكموا." ([97])
وقال ابن قتيبة: "﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا﴾ [الزخرف: 79] أي أحكموه." ([98])
وقال الراغب الأصفهاني: " الإِبْرَام: إحكام الأمر، قال تعالى: ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ [الزخرف:79]، وأصله: من إبرام الحبل، وهو ترديد فتله، قال الشاعر:
على كلّ حال من سحيلٍ ومبرم
والبَرِيمُ: المُبْرَم، أي: المفتول فتلاً محكماً، يقال: أَبْرَمْتُهُ فبَرِمَ، ولهذا قيل للبخيل الذي لا يدخل في الميسر: بَرَم، كما يقال للبخيل: مغلول اليد.
والمُبْرِم: الذي يلحّ ويشدّد في الأمر تشبيهاً بمبرم الحبل، والبرم كذلك، ويقال لمن يأكل تمرتين تمرتين: بَرَمٌ، لشدة ما يتناوله بعضه على بعض، ولما كان البريم من الحبل قد يكون ذا لونين سمّي كلّ ذي لونين به من جيش مختلط أسود وأبيض، ولغنم مختلط، وغير ذلك.
والبُرْمَةُ في الأصل هي القدر المبرمة، وجمعها بِرَامٌ، نحو حفرة وحفار، وجعل على بناء المفعول، نحو: ضحكة وهزأة." ([99])
قال أبو حيان: " برم: (أبرموا): أحكموا." ([100])
وعلى ذلك يدور معنى (الإبرام) حول إحكام الأمر.
تبسم
وردت مادة: (بسم) مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة النمل.
فهل التبسم بمعنى الضحك؟ أم هو مختلف عنه؟
قال تعالى: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل: 19].
قال الزجّاج: "قوله: ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ [النمل: 19].
لأن أكثر ضحك الأنبياء عليهم السلام التبسم.
و (ضاحكاً) منصوب، حال مؤكدة؛ لأن تبسم بمعنى ضحك." ([101])
وقال أبو حيان: " بسم: (فتبسم): التبسم الضحك من غير صوت معه." ([102])
وعلى ذلك يكون التبسم نوع ضحك؛ لكنه أخص منه.
البنان
ورد ذكر البنان مرتين في القرآن الكريم، فما هو؟
قال تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾ [الأنفال: 12].
وقال تعالى: ﴿بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾ [القيامة: 4].
قال أبو عبيدة: "(واضربوا منهم كل بنان): وهي أطراف الأصابع واحدتها بنانة." ([103])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَنَان: الأصابع، قيل: سمّيت بذلك؛ لأنّ بها صلاح الأحوال التي يمكن للإنسان أن يبنّ بها، يريد: أن يقيم بها.
ويقال: أَبَنَّ بالمكان يُبِنُّ، ولذلك خصّ في قوله تعالى: ﴿بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ﴾ [القيامة:4].
وقوله تعالى: ﴿وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ﴾ [الأنفال:12]، خصّه لأجل أنهم بها تقاتل وتدافع." ([104])
وقال أبو حيان: "(بنانه): أصابعه، واحدها بنانة.
ويقال: البنام بإبدال النون ميماً." ([105])
وعلى ذلك يدور معنى البنان حول:
الأصابع، أو أطرافها.
البُدن
عظّم الله تعالى شعائره، وكان حقاً علينا تعظيمها.
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
وترتبط البدن بشعائر الحج، وقد وردت كلمة: (البُدن) مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة الحج، فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الحج: 34 - 36].
قال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ﴾ [الحج: 36].
هو جمع البدَنة التي تهدى." ([106])
وقال أبو حيان: "(البدن): جمع بدنة، وهي ما جعل للنحر والأضحى وأشباه ذلك.
فإذا كانت للنحر فهي جزور." ([107])
البيْن
(هل هو وصل أم فراق؟)
وردت كلمة: (بين) في كثير من الآيات الكريمة، فعلى ماذا تدل؟ على الوصل أم الفرق؟
قال تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ﴾ [البقرة: 66 – 68].
وقال تعالى: ﴿وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة: 237].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [الأنعام: 94].
قال الراغب الأصفهاني: " بَيْن: موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً﴾ [الكهف:32]، يقال: بَانَ كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستتراً منه، ولمّا اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كلّ واحد منفرداً، فقيل للبئر البعيدة القعر: بَيُون، لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها.
وبان الصبح: ظهر، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام:94]، أي: وصلكم، وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ﴾ [الشعراء:88]، وعلى ذلك قوله: ﴿لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى﴾ الآية [الأنعام: 94].
و(بَيْن): يستعمل تارة اسماً وتارة ظرفاً، فمن قرأ: ﴿بينُكم﴾ [الأنعام: 94]، جعله اسماً، ومن قرأ: ﴿بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام: 94] جعله ظرفاً غير متمكن وتركه مفتوحاً، فمن الظرف قوله: ﴿لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات:1]، وقوله: ﴿فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً﴾ [المجادلة:12]، ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ﴾ [ص: 22]، وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما﴾ [الكهف:61]، فيجوز أن يكون مصدراً، أي: موضع المفترق.
﴿وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ﴾ [النساء:92].
ولا يستعمل (بين) إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعداً نحو: الرجلين، وبين القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: ﴿وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ﴾ [فصلت:5]، ﴿فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً﴾ [طه:58]، ويقال: هذا الشيء بين يديك، أي: متقدماً لك، ويقال: هو بين يديك أي: قريب منك، وعلى هذا قوله: ﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ [الأعراف:17]، ﴿ولَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا﴾ [مريم:64]، ﴿وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا﴾ [يس: 9]، ﴿مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ﴾ [المائدة: 46] ، ﴿أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا﴾ [ص: 8]، أي: من جملتنا، وقوله: ﴿وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [سبأ: 31]، أي: متقدّماً له من الإنجيل ونحوه، وقوله: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: 1]، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزاد في بين (ما) أو الألف، فيجعل بمنزلة (حين)، نحو: بَيْنَمَا زيد يفعل كذا، وبَيْنَا يفعل كذا، قال الشاعر:
بينا يعنّقه الكماة وروغه يوماً أتيح له جريء سلفع" ([108])
وقال أبو حيان: "البين: الوصل، ومنه (لقد تقطع بينكم).
ويقع أيضاً على الفرق (الفراق)، فهو من الأضداد." ([109])
باخع
وردت كلمة: (باخع) مرة واحدة في القرآن الكريم، فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف: 6].
قال أبو عبيدة: " ﴿فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ﴾ [الكهف: 6] مهلك نفسك.
قال ذو الرّمّة:
ألا أيّهذا الباخع الوجد نفسه لشيء نحته عن يديه المقادر
أي نحّته مشدّد، ويقال: بخعت له نفسي ونصحي أي: جهدت له." ([110])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَخْعُ: قتل النفس غمّاً، قال تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ﴾ [الكهف:6] حثّ على ترك التأسف، نحو: ﴿فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ﴾ [فاطر: 8]. قال الشاعر:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه
وبَخَعَ فلان بالطاعة وبما عليه من الحق: إذا أقرّ به وأذعن مع كراهة شديدة تجري مجرى بَخَعَ نفسه في شدته." ([111])
قال أبو حيان: "بخع: (باخع): قاتل." ([112])
بديع
وردت مادة: (بدع) ثلاث مرات في القرآن الكريم.
قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: 117].
وقال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام: 101].
وقال تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الأحقاف: 9].
قال أبو عبيدة: "﴿قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 9]: ما كنتُ أولهم معناها بدأ من الرسل." ([113])
وقال الراغب الأصفهاني: " الإِبْدَاع: إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، ومنه قيل: ركيّة بَدِيع أي: جديدة الحفر، وإذا استعمل في الله تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادّة ولا زمان ولا مكان، وليس ذلك إلا لله.
والبديع يقال للمُبْدِعِ، نحو قوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ﴾ [البقرة:117]، ويقال للمبدع نحو: ركيّة بديع، وكذلك البِدْعُ يقال لهما جميعاً بمعنى الفاعل والمفعول، وقوله تعالى: ﴿قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 9] قيل: معناه: مبدعاً لم يتقدّمني رسول، وقيل: مبدعاً فيما أقوله." ([114])
وقال أبو حيان: "(بدعاً): بداعاً، (بديع): مخترع." ([115])
بضع
وردت كلمة: (بضع) مرتين في القرآن الكريم، فماذا تعني؟ وعلى ماذا تدل؟
قال تعالى: ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾ [يوسف: 42].
وقال تعالى: ﴿في بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [الروم: 4].
قال أبو عبيدة: "﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ [الروم: 4] والبضع ما بين ثلاث سنين وخمس سنين." ([116])
وقال الراغب الأصفهاني: "البِضع بالكسر: المنقطع من العشرة.
ويقال ذلك لما بين الثلاث إلى العشرة.
وقيل: بل هو فوق الخمس ودون العشرة، قال تعالى: ﴿بِضْعَ سِنِينَ﴾ [الروم:4]." ([117])
وقال أبو حيان: "(في بضع سنين): البضع ما بين الثلاث إلى التسع." ([118])
بِيَع
للصلاة شأن عظيم في الأديان كافة، ولكل أهل ملة مكان محدد للصلاة.
وقد وردت كلمة: (بيَع) مرة واحدة في القرآن الكريم، في سياق متصل بذكر الصلوات والصوامع والمساجد، يجمع بينها جميعاً أنها دور عبادة، وأماكن مخصصة للصلوات.
فماذا تعني كلمة: (بيَع)؟
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40].
قال ابن قتيبة: "(وَبِيَعٌ) للنَّصارى." ([119])
قال أبو حيان: "(بيَع): جمع بيعة، وهي معبد النصارى." ([120])
بازغ
وردت مادة: (بزغ) مرتين في القرآن الكريم في آيتين متتاليتين، فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 77 – 78].
قال أبو عبيدة: " ﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً﴾ [الأنعام: 77] أي طالعاً." ([121])
وقال الراغب الأصفهاني: "قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً﴾ [الأنعام: 78].
﴿فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً﴾ [الأنعام:77] أي: طالعاً منتشر الضوء.
وبَزَغَ النَّابُ، تشبيهاً به.
وأصله من: بَزَغَ البيطارُ الدَّابَّةَ: أسال دمها فبزغ هو، أي: سال." ([122])
قال أبو حيان: " بزغ: (بازغاً): طالعاً." ([123])
برق
وردت مادة: (برق) في عدد من الآيات الكريمة، منها ما جاء على صيغة الفعل: (برِقَ) ومنها ما جاء اسماً: (البرق).
قال تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ﴾ [القيامة: 7].
وقال تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 19].
وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ [النور: 43].
قال أبو عبيدة: " ﴿فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ﴾ [القيامة: 7] إذا شقّ البصر." ([124])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَرْقُ: لمعان السحاب، قال تعالى: ﴿فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ [البقرة:19].
يقال: بَرِقَ وأَبْرَقَ، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال عزّ وجل: ﴿فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ﴾ [القيامة:7]، وقرئ: (برق)، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق:
الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة:
شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة.
وبَرَقَ طعامه بزيت: إذا جعل فيه قليلاً يلمع منه.
والبارقة والأُبَيْرِق: السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ صلّى الله عليه وسلم لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد: إذا تهدّد." ([125])
قال أبو حيان: "برق: (برق البصر): شق، أي شخص، يعني فتح العينين عند الموت، وبرق: من البريق." ([126])
بخس
وردت مادة: (بخس) سبع مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (تبخسوا، يبخس، يبخسون، بخسٍ، بخساً).
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 85].
وقوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ﴾ [يوسف: 20].
وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا﴾ [الجن: 13].
قال أبو عبيدة: " أي بعته بخس: أي نقصان ناقص، منقوص، يقال: بخسني حقي، أي نقصني وهو مصدر بخست فوصفوا به وقد تفعل العرب ذلك." ([127])
وقال الراغب الأصفهاني: "البَخْسُ: نقص الشيء على سبيل الظلم، قال تعالى: ﴿وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ﴾ [هود:15]، وقال تعالى: ﴿وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ﴾ [الأعراف:85]، والبَخْسُ والبَاخِسُ: الشيء الطفيف الناقص، وقوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف:20] قيل: معناه: بَاخِس، أي: ناقص، وقيل: مَبْخُوس أي: منقوص، ويقال: تَبَاخَسُوا أي: تناقصوا وتغابنوا فبخس بعضهم بعضاً." ([128])
وقال أبو حيان: "(بخساً): نقصاناً." ([129])
بُسّت الجبال بسّاً
وردت مادة: (بسّ) مرتين في القرآن الكريم في الآية ذاتها، في مشهد من مشاهد يوم القيامة.
فماذا تعني؟ وعلى ماذا تدل؟
قال تعالى: ﴿إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا﴾ [الواقعة: 4- 6].
قال أبو عبيدة: " ﴿وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا﴾ [الواقعة: 5] مجازها كمجاز السّويق المبسوس أي المبلول، والعجين، قال لصّ من غطفان، وأراد أن يخبز، فخاف أن يعجل عن الخبز فبلّ الدقيق فأكله عجيناً وقال:
لا تخبزا خبزاً وبسّاً بسّا" ([130])
وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا﴾ [الواقعة:5]، أي: فتّتت، من قولهم: بَسَسْتُ الحنطة والسويق بالماء: فتتّه به، وهي بَسِيسَةٌ، وقيل: معناه: سقت سوقاً سريعاً، من قولهم: انْبَسَّتِ الحيّات: انسابت انسياباً سريعاً، فيكون كقوله عزّ وجلّ: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ﴾ [الكهف:47]، وكقوله: ﴿وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ﴾ [النمل:88]." ([131])
وقال أبو حيان: "(بُست): فتت." ([132])
البؤس والبأس ودلالته في القرآن الكريم
وردت مادة: (بأس) 73 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (تبتئس، بأس، بأساً، بأسكم، بأسنا، بأسه، بأسهم، البأساء، البائس، بئيس، بئس، بئسما).
قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177].
وقال تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28].
وقال تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ [النساء: 84].
قال الراغب الأصفهاني: " البُؤْسُ والبَأْسُ والبَأْسَاءُ: الشدة والمكروه، إلا أنّ البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، نحو: ﴿وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ [النساء:84]، ﴿فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ [الأنعام:42]، ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ﴾ [البقرة:177]، وقال تعالى: ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ﴾ [الحشر:14]، وقد بَؤُسَ يَبْؤُسُ، و﴿بِعَذابٍ بَئِيسٍ﴾ [الأعراف:165]، فعيل من البأس أو من البؤس، ﴿فَلا تَبْتَئِسْ﴾ [هود:36]، أي: لا تلزم البؤس ولا تحزن." ([133])
وقال أبو حيان: " (بؤس): فقر وسوء حال." ([134])
مبلسون
وردت مادة: (بلس) 16 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (يبلس، مبلسون، مبلسين، إبليس).
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام: 44].
وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الروم: 12].
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 34].
قال الراغب الأصفهاني: "الإِبْلَاس: الحزن المعترض من شدة البأس، يقال: أَبْلَسَ، ومنه اشتق إبليس فيما قيل.
قال عزّ وجلّ: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الروم:12]، وقال تعالى: ﴿أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام:44]، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ﴾ [الروم: 49].
ولمّا كان المبلس كثيراً ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه؛ قيل: أَبْلَسَ فلان: إذا سكت وإذا انقطعت حجّته، وأَبْلَسَتِ الناقة فهي مِبْلَاس: إذا لم ترع من شدة الضبعة.
وأمّا البَلَاس: للمسح، ففارسي معرّب." ([135])
قال أبو حيان: " بلس: (مبلسون): آيسون." ([136])
انبجست
للمفردة القرآنية دلالة دقيقة حيثما وردت في سياقها في القرآن الكريم، ولا يفي بدلالتها الدقيقة أي كلمة أخرى، وإن تقارب معناهما.
وقد ترد كلمتان في التعبير عن الشيء ذاته؛ ولكن في موضعين مختلفين، مما يستدعي استنباط الفرق بين دلالاتهما، فقد تكون دلالة إحداهما أخص من الأخرى.
كما في التقارب بين كلمتَي: (انبجست) و(انفجرت).
وقد وردت مادة: (بجس) مرة واحدة في القرآن الكريم، وهي في كلمة: (انبجست) فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [الأعراف: 160].
قال أبو عبيدة: "(فانبجست): أي انفجرت." ([137])
وقال الراغب الأصفهاني: "يقال: بَجَسَ الماء وانْبَجَسَ: انفجر؛ لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عزّ وجل: ﴿فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ [الأعراف:160]، وقال في موضع آخر: ﴿فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ [البقرة:60]، فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظان، قال تعالى: ﴿وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً﴾ [الكهف:33]، وقال: ﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً﴾ [القمر:12] ولم يقل: بجسنا." ([138])
وقال أبو حيان: "بجس: (انبجست): انفجرت." ([139])
البطشة الكبرى
وردت مادة: (بطش) 10 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بطشتم، نبطش، يبطش، يبطشون، بطش، بطشاً، البطشة، بطشتنا).
قال تعالى: ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ﴾ [الدخان: 16].
فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: "﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى﴾ [الدخان: 16] يقال: إنها يوم بدر." ([140])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَطْشُ: تناول الشيء بصولة، قال تعالى: ﴿وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾ [الشعراء:130]، ﴿يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى﴾ [الدخان: 16]، ﴿وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا﴾ [القمر:36]، ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾ [البروج:12].
يقال: يد بَاطِشَة." ([141])
وقال أبو حيان: "بطش: (البطشة الكبرى): يوم بدر، ويقال: يوم القيامة.
(البطش): الأخذ بشدة." ([142])
البلاء
وردت مادة: (بلو) في كثير من الآيات الكريمة، ومنها هذه الكلمات: (نبلوهم، تُبلى، ابتلى، بلاء، مبتليكم، وغيرها).
فماذا تعني؟ وهل هي دالة على الاختبار؟ أم المكاره؟ أم النعم؟
كما قال تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35].
قال أبو عبيدة: "﴿وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 49] أي ما ابتليتم من شدة، وفي موضع آخر: البلاء الابتلاء، يقال: الثناء بعد البلاء، أي الاختبار، من يلوته، ويقال: له عندي بلاء عظيم أي نعمة ويد، وهذا من: ابتليته خيراً." ([143])
وقال الراغب الأصفهاني: "يقال: بَلِيَ الثوب بِلىً وبَلَاءً، أي: خلق، ومنه قيل لمن سافر: بلو سفر وبلي سفر، أي: أبلاه السفر، وبَلَوْتُهُ: اختبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، وقرئ: ﴿هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ﴾ [يونس:30]، أي: تعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل: بلوت فلاناً: إذا اختبرته، وسمّي الغم بلاءً من حيث إنه يبلي الجسم، قال تعالى: ﴿وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾ [البقرة:49]، ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ﴾ الآية [البقرة:155]، وقال عزّ وجل: ﴿إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ﴾ [الصافات:106]، وسمي التكليف بلاء من أوجه:
- أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان، فصارت من هذا الوجه بلاء.
- والثاني: أنّها اختبارات، ولهذا قال الله عزّ وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ﴾ [محمد:31].
- والثالث: أنّ اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر.
والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر فصارت المنحة أعظم البلاءين." ([144])
وقال أبو حيان: "بلو: (البلاء): مشترك بين النعمة، والاختبار، والمكروه." ([145])
البغي والابتغاء ودلالاته في القرآن الكريم
وردت مادة: (بغى) في آيات قرآنية كثيرة، منها هذه الكلمات: (بغى، أبغي، يبغونكم، البغي، باغٍ، البغاء، ابتغاء، وغيرها).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ [البقرة: 207].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾ [القصص: 76].
وقال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 33].
قال الراغب الأصفهاني: " البَغْي: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرّى، تجاوزه أم لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال: بَغَيْتُ الشيء: إذا طلبت أكثر ما يجب، وابْتَغَيْتُ كذلك، قال الله عزّ وجل: ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ﴾ [التوبة:48]، وقال تعالى: ﴿يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ﴾ [التوبة:47].
والبَغْيُ على ضربين:
- أحدهما محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والفرض إلى التطوع.
- والثاني مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل، أو تجاوزه إلى الشّبه." ([146])
قال أبو حيان: "بغي: (البِغاء): الزنا.
(بغيّاً): فاجرة.
(بغى عليهم) ترفع وعلا." ([147])
بهيمة الأنعام
جاءت مادة: (بهم) 3 مرات في القرآن الكريم، في كلمة واحدة: (بهيمة) وورد ذكر بهيمة الأنعام، بهذا اللفظ في 3 آيات كريمة.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ﴾ [المائدة: 1].
وقال تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28].
وقال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34].
قال أبو عبيدة: "﴿مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ﴾ [الحج: 28] خرجت مخرج ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ [غافر: 67]. والهائم: الأنعام والدواب." ([148])
وقال الراغب الأصفهاني: " البُهْمَة: الحجر الصلب، وقيل للشجاع بهمة تشبيهاً به، وقيل لكلّ ما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوساً، وعلى الفهم إن كان معقولاً: مُبْهَم.
ويقال: أَبْهَمْتُ كذا فَاسْتَبْهَمَ، وأَبْهَمْتُ الباب: أغلقته إغلاقاً لا يهتدى لفتحه، والبَهيمةُ: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام؛ لكن خصّ في التعارف بما عدا السباع والطير.
فقال تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ﴾ [المائدة:1]، وليل بَهِيم، فعيل بمعنى مُفْعَل، قد أبهم أمره للظلمة، أو في معنى مفعل؛ لأنه يبهم ما يعنّ فيه فلا يدرك، وفرس بَهِيم: إذا كان على لون واحد لا يكاد تميّزه العين غاية التمييز." ([149])
وقال أبو حيان: " بهم: (البهيمة): الحيوان الذي لا يعقل." ([150])
باسقات
وردت كلمة: (باسقات) مرة واحدة في القرآن الكريم في وصف النخيل.
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ [ق: 10].
قال أبو عبيدة: "﴿وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ﴾ [ق: 10] طوال.
ويقال: جبل باسق وحسب باسق.
قال ابن نوفل لابن هبيرة:
يا بن الذين بفضلهم بسقت على قيس فزاره" ([151])
وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله عزّ وجل: ﴿وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ [ق: 10].
أي: طويلات، والباسق هو الذاهب طولاً من جهة الارتفاع.
ومنه: بَسَقَ فلان على أصحابه: علاهم." ([152])
بطانة
ورد ذكر كلمة: (بطانة) مرة واحدة في القرآن الكريم، وقد جاءت مادة: (بطن) 25 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بَطَن، الباطن، بطائنها، بطانة، باطنة، وغيرها).
فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: "﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ﴾ [آل عمران: 118].
البطانة: الدّخلاء من غيركم." ([153])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل البَطْن الجارحة، وجمعه بُطُون، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ﴾ [النجم:32].
وقد بَطَنْتُهُ: أصبت بطنه، والبَطْن: خلاف الظّهر في كلّ شيء، ويقال للجهة السفلى: بَطْنٌ، وللجهة العليا: ظهر، وبه شبّه بطن الأمر وبطن الوادي، والبطن من العرب اعتباراً بأنّهم كشخص واحد، وأنّ كلّ قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وكاهل، وعلى هذا الاعتبار قال الشاعر:
النّاس جسم وإمام الهدى رأس وأنت العين في الرأس
ويقال لكلّ غامض: بطن، ولكلّ ظاهر: ظهر، ومنه: بُطْنَان القدر وظهرانها، ويقال لما تدركه الحاسة: ظاهر، ولما يخفى عنها: باطن.
قال عزّ وجلّ: ﴿وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ﴾ [الأنعام:120]، ﴿ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
والبَطِين: العظيم البطن، والبَطِنُ: الكثير الأكل، والمِبْطَان: الذي يكثر الأكل حتى يعظم بطنه، والبِطْنَة: كثرة الأكل، وقيل: (البطنة تذهب الفطنة).
وقد بَطِنَ الرجل بَطَناً: إذا أشر من الشبع ومن كثرة الأكل، وقد بَطِنَ الرجل: عظم بطنه، ومُبَطَّن: خميص البطن، وبَطَنَ الإنسان: أصيب بطنه، ومنه: رجل مَبْطُون: عليل البطن، والبِطانَة: خلاف الظهارة، وبَطَّنْتُ ثوبي بآخر: جعلته تحته.
وقد بَطَنَ فلان بفلان بُطُوناً، وتستعار البِطَانَةُ لمن تختصه بالاطّلاع على باطن أمرك.
قال عزّ وجل: ﴿لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ﴾ [آل عمران:118] أي: مختصاً بكم يستبطن أموركم، وذلك استعارة من بطانة الثوب، بدلالة قولهم: لبست فلاناً: إذا اختصصته، وفلان شعاري ودثاري. " ([154])
باقية
وردت مادة: (بقي) 21 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بقي، يبقى، أبقى، تُبقي، باقٍ، الباقين، باقية، الباقيات، بقية).
قال أبو عبيدة: "﴿فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ﴾ [الحاقة: 8] من بقية، ومجازها مجاز الطاغية مصدر.
وقلّما ما جاء المصدر في تقدير فاعل إلّا أربعة أحرف، وكذلك جاءت مصادر في مفعول أيضاً في حروف منها: اقبل ميسوره، ودع معسوره، ومعقوله." ([155])
وذكر الراغب الأصفهاني أن البَقَاء يعني: ثبات الشيء على حاله الأولى، وهو يضادّ الفناء، وقد بَقِيَ بَقَاءً.
وقوله تعالى: ﴿وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ﴾ [الكهف:46]، أي: ما يبقى ثوابه للإنسان من الأعمال، وقد فسّر بأنها الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله، والصحيح أنها كلّ عبادة يقصد بها وجه الله تعالى، وعلى هذا قوله: ﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [هود: 86]، وأضافها إلى الله تعالى، وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ﴾ [الحاقة:8]، أي: جماعة باقية، أو: فعلة لهم باقية.
وقيل: معناه: بقية.
قال: وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل، وما هو على بناء مفعول، والأوّل أصح. ([156])
بدل
وردت مادة: (بدل) 44 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بدّل، أبدله، تبدّل، يبدلَنا، تتبدلوا، تستبدلون، بدلاً، تبديل، مبدّل، استبدال).
فما هي دلالاتها؟
قال الراغب الأصفهاني: " الإبدال والتَّبديل والتَّبَدُّل والاستبدال: جعل شيء مكان آخر، وهو أعمّ من العوض، فإنّ العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقاً وإن لم يأتِ ببدله، قال تعالى: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ [البقرة:59]، ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾ [النور: 55] وقال تعالى: ﴿فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ [الفرقان:70] قيل: أن يعملوا أعمالاً صالحة تبطل ما قدّموه من الإساءة، وقيل: هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم.
وقال تعالى: ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ﴾ [البقرة:181]، ﴿وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ﴾ [النحل:101]، ﴿وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ﴾ [سبأ:16]، ﴿ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ﴾ [الأعراف/ 95]، ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ﴾ [إبراهيم:48] أي: تغيّر عن حالها، ﴿أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ﴾ [غافر:26]، ﴿وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ﴾ [البقرة:108]، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ﴾ [محمد: 38].
وقوله: ﴿ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ﴾ [ق:29] أي: لا يغيّر ما سبق في اللوح المحفوظ، تنبيهاً على أنّ ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغيّر عن حاله، وقيل: لا يقع في قوله خلف.
وعلى الوجهين قوله تعالى: ﴿لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ﴾ [يونس: 64]، ﴿لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ﴾ [الروم:30] قيل: معناه أمر وهو نهي عن الخصاء.
والأَبْدَال: قوم صالحون يجعلهم الله مكان آخرين مثلهم ماضين.
وحقيقته: هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى: ﴿فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾ [الفرقان:70]. " ([157])
برهان
ورد ذكر البرهان 8 مرات في القرآن الكريم، ومنه هذه الكلمات: (برهان، برهانكم، برهانان).
فما هو معنى البرهان؟
قال أبو عبيدة: "(بُرْهانٌ): بيان وحجة سواء." ([158])
وقال الراغب الأصفهاني: " البُرْهَان: بيان للحجة، وهو فعلان مثل: الرّجحان والثنيان، وقال بعضهم: هو مصدر بَرِهَ يَبْرَهُ: إذا ابيضّ، ورجل أَبْرَهُ وامرأة بَرْهَاءُ، وقوم بُرْهٌ، وبَرَهْرَهَة: شابة بيضاء.
والبُرْهَة: مدة من الزمان، فالبُرْهَان أوكد الأدلّة، وهو الذي يقتضي الصدق أبداً لا محالة، وذلك أنّ الأدلة خمسة أضرب:
- دلالة تقتضي الصدق أبداً.
- ودلالة تقتضي الكذب أبداً.
- ودلالة إلى الصدق أقرب.
- ودلالة إلى الكذب أقرب.
- ودلالة هي إليهما سواء.
قال تعالى: ﴿قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [البقرة: 111].
﴿قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ﴾ [الأنبياء:24].
﴿قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [النساء: 174]." ([159])
البكرة والإبكار
وردت مادة: (بكر) 12 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بكر، أبكاراً، بكرة، الإبكار).
فماذا تعني؟
قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ [آل عمران: 41].
قال أبو عبيدة: "(وَالْإِبْكارِ): مصدر من قال أبكر يبكر.
وأكثرها بكّر يبكّر وباكر." ([160])
وقال الراغب الأصفهاني: " أصل الكلمة هي البُكْرَة التي هي أوّل النهار.
فاشتق من لفظه لفظ الفعل، فقيل: بَكَرَ فلان بُكُوراً: إذا خرج بُكْرَةً.
والبَكُور: المبالغ في البكرة، وبَكَّر في حاجته وابْتَكَر وبَاكَرَ مُبَاكَرَةً.
وتصوّر منها معنى التعجيل؛ لتقدمها على سائر أوقات النهار، فقيل لكلّ متعجل في أمر: بِكْر."([161])
بُكم
وردت مادة: (بكم) 6 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكمات: (أبكم، بُكم، بكماً).
فماذا تعني؟
قال أبو عبيدة: "﴿صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ﴾ [الأنعام: 39] مثل للكفار؛ لأنهم لا يسمعون الحق والدين وهم قد يسمعون غيره، وبكم لا يقولونه، وهم ليسوا بخرس." ([162])
قال الراغب الأصفهاني: " قال عزّ وجلّ: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ﴾ [البقرة:18]، جمع أَبْكَم، وهو الذي يولد أخرس، فكلّ أبكم أخرس، وليس كل أخرس أبكم.
قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ﴾ [النحل: 76].
ويقال: بَكِمَ عن الكلام: إذا ضعف عنه لضعف عقله، فصار كالأبكم." ([163])
بيضاء
ورد ذكر البياض في القرآن الكريم 12 مرة، ومنه: (ابيضت، تبيض، الأبيض، بيضاء، بِيض، بَيض).
قال أبو عبيدة: "﴿تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ﴾ [طه: 22] أي تخرج نقيّة شديدة البياض من غير برص، والسوء كل داء معضل من جذام أو برص، أو غير ذلك." ([164])
وبيّن الراغب الأصفهاني أن البَيَاضُ في الألوان: ضدّ السواد، يقال: ابْيَضَّ يَبْيَضُّ ابْيِضَاضاً وبَيَاضاً، فهو مُبْيَضٌّ وأَبْيَضُ.
قال عزّ وجل: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَتِ اللَّهِ﴾ [آل عمران:106- 107].
وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران:106]، فابيضاض الوجوه عبارة عن المسرّة، واسودادها عن الغم، وعلى ذلك: ﴿وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾ [النحل: 58]، وعلى نحو الابيضاض قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ﴾ [القيامة:22]، وقوله: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ [عبس: 38- 39].
وسمّي البَيْض لبياضه، الواحدة: بَيْضَة، وكنّي عن المرأة بالبيضة تشبيهاً بها في اللون، وكونها مصونة تحت الجناح.
وبيضة البلد يقال في المدح والذم. ([165])
البطر ودلالته
وردت مادة: (بطر) مرتين في القرآن الكريم، في كلمتين، وهما: (بطرت، بطراً).
قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ [الأنفال: 47].
وقال تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 58].
فماذا يعني البطر؟ وماهي دلالته؟
قال أبو عبيدة: " ﴿بَطِرَتْ مَعِيشَتَها﴾ [القصص: 58]: مجازها أنها أشرت وطغت وبغت." ([166])
وقال الراغب الأصفهاني: " البَطَر: دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلّة القيام بحقّها، وصرفها إلى غير وجهها.
قال عزّ وجلّ: ﴿بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ﴾ [الأنفال: 47].
وقال: ﴿بَطِرَتْ مَعِيشَتَها﴾ [القصص: 58].
أصله: بطرت معيشته، فصرف عنه الفعل ونصب.
ويقارب البطر الطرب، وهو خطّة أكثر ما تعتري من الفرح، وقد يقال ذلك في التّرح، والبيطرة: معالجة الدابّة." ([167])
بتك
وردت مادة: (بتك) مرة واحدة في القرآن الكريم، في كلمة واحدة: (فليبتكن).
قال تعالى: ﴿إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 117 – 119].
فما هو البتك؟
قال أبو عبيدة: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ﴾ [النساء: 119] بتكه: قطعه." ([168])
وقال الراغب الأصفهاني: "البَتْك يقارب البتّ؛ لكن البتك يستعمل في قطع الأعضاء والشعر، يقال: بَتَكَ شعره وأذنه.
قال الله تعالى: ﴿فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ﴾ [النساء:119].
ومنه سيف بَاتِك: قاطع للأعضاء، وبَتَّكْتُ الشعر: تناولت قطعة منه، والبَتْكَة: القطعة المنجذبة، جمعها بِتَكٌ، قال الشاعر:
طارت وفي كفّه من ريشها بتك
وأمّا البتّ فيقال في قطع الحبل والوصل، ويقال: طلقت المرأة بتّة وبتلة، وبتتّ الحكم بينهما."([169])
البكاء
(معناه ودلالته)
وردت مادة: (بكي) 7 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (بكت، تبكون، ليبكوا، يبكون، أبكى، بُكيّاً).
فماذا تعني؟
وماذا عن بكاء السماء والأرض في قوله تعالى: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ﴾ [الدخان: 29].
هل هو بكاء على الحقيقة أم على المجاز؟
قال الراغب الأصفهاني: "بَكَى يَبْكِي بُكًا وبُكَاءً، فالبكاء بالمدّ: سيلان الدمع عن حزن وعويل، يقال إذا كان الصوت أغلب كالرّغاء والثغاء وسائر هذه الأبنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب، وجمع البَاكِي بَاكُون وبُكِيّ.
قال الله تعالى: ﴿خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا﴾ [مريم:58].
وأصل بكيّ فُعُول، كقولهم: ساجد وسجود، وراكع وركوع، وقاعد وقعود؛ لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو: جاثٍ وجثيّ، وعاتٍ وعتيّ.
وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معاً، ويقال في كل واحد منهما منفرداً عن الآخر، وقوله عزّ وجلّ: ﴿فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً﴾ [التوبة:82] إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: ﴿فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ﴾ [الدخان: 29].
وقد قيل: إنّ ذلك على الحقيقة، وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلماً، وقيل: ذلك على المجاز، وتقديره: فما بكت عليهم أهل السماء." ([170])
البينة والبيان
ورد ذكر البيّنة والبيّنات والبيان في كثير من الآيات الكريمة، فماذا تعني؟ وما هي دلالاتها؟
قال تعالى: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 138].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ [البقرة: 87].
وقال تعالى: ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: 1].
قال الراغب الأصفهاني: " يقال: بَانَ واسْتَبَانَ وتَبَيَّنَ نحو عجل واستعجل وتعجّل، وقد بَيَّنْتُهُ.
قال الله سبحانه: ﴿وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ﴾ [العنكبوت:38]، ﴿وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ﴾ [إبراهيم:45]، ﴿ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأنعام:55]، ﴿قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة:256]، ﴿قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ﴾ [آل عمران:118]، ﴿وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ [الزخرف:63]، ﴿وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل:44]، ﴿لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ﴾ [النحل:39]، ﴿فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ﴾ [آل عمران:97]، وقال: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ﴾ [البقرة:185].
ويقال: آية مُبَيَّنَة اعتباراً بمن بيّنها، وآية مُبَيِّنَة اعتباراً بنفسها، وآيات مبيّنات ومبيّنات.
والبَيِّنَة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة." ([171])
البيان:
"البَيَان: الكشف عن الشيء، وهو أعمّ من النطق؛ لأنّ النطق مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّن به بياناً.
قال بعضهم: البيان يكون على ضربين:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدلّ على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقاً، أو كتابة، أو إشارة.
فممّا هو بيان بالحال قوله: ﴿وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [الزخرف:62].
أي: كونه عدوّاً بَيِّن في الحال.
﴿تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾ [إبراهيم:10].
وما هو بيان بالاختبار: ﴿فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 43- 44]، وسمّي الكلام بياناً؛ لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو: ﴿هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران:138].
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بياناً، نحو قوله: ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ﴾ [القيامة: 19]، ويقال: بَيَّنْتُهُ وأَبَنْتُهُ: إذا جعلت له بياناً تكشفه، نحو: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، وقال: ﴿نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [ص:70]، ﴿وإِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ﴾ [الصافات: 106]، ﴿وَلا يَكادُ يُبِينُ﴾ [الزخرف:52]، أي: يبيّن، ﴿وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18]." ([172])
والله أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) بُرَآؤُا كما في القرآن الكريم.
([2]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 41، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([3]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برأ)، 121 - 122، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([4]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 60، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([5]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 161، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([6]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (باء)، 158، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([7]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 60، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([8]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 287 - 288، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([9]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بدأ)، 113، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([10]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الباء، مادة: (بدا)، 113.
([11]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 61، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([12]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 79، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([13]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بهت)، 148، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([14]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 61، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([15]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 45، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([16]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بهج)، 148 - 149، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([17]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 62، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([18]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 62، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([19]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بث)، 108، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([20]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 62، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([21]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 193، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([23]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بغت)، 135 - 136، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([24]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 61، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([25]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 132، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([26]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 131 - 132، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.
([27]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بيت)، 152، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([28]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 61، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([29]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 397، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([30]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بعث)، 132 - 133، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([31]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 62، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([32]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 293، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([33]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برج)، 115، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([34]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 63، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([35]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 25، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([36]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برح)، 115 - 116، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([37]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 63، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([38]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 243، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([39]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برزخ)، 118، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([40]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 63، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([41]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برد)، 116 - 118، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([42]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 63 - 64، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([43]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بعد)، 133، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([44]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 64، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([45]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 314، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([46]) ورد في المسند بهذا اللفظ: (كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ : أَقْطَعُ).
([47]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بتر)، 107، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([48]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 64، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([49]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 68، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([50]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بر)، 114، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([51]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 65، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([52]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بشر)، 125 - 126، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([53]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 65، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([54]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 177، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([55]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بحر)، 108 - 109، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([56]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 65 - 66، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([57]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 203، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([58]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بصر)، 128، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([59]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 66، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([60]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 275، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([61]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بسر)، 122، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([62]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 66، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([63]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 374، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([64]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بذر)، 113 - 114، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([65]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 66، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([66]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 117، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([67]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بدر)، 110، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([68]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 66، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([69]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 340، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([70]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بور)، 152، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([71]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 67، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([72]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 308، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([73]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بعثر)، 133، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([74]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 67، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([75]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 406، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([76]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برز)، 118، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([77]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 67، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([78]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 77، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([79]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بسط)، 122 - 123، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([80]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 67، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([81]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 97، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([82]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بك)، 139 - 140، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([83]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 67، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([84]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برك)، 119 - 120، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([85]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 68، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([86]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 172، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([87]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 68، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([88]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 96، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([89]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بهل)، 149، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([90]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 68، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([91]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 194، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([92]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بسل)، 123- 124، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([93]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 68، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([94]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 494، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.
([95]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بتل)، 107، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([96]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 69، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([97]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 206، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([98]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 400، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.
([99]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برم)، 120، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([100]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 69، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([101]) معاني القرآن وإعرابه: الزجّاج، 4/ 86، تحقيق: د. عبد الجليل عبده شلبي، دار الحديث، القاهرة، 1424 هـ - 2004 م.
([102]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 69، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([103]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 242، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([104]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بن)، 147، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([105]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 69، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([106]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بدن)، 113، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([107]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 69، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([108]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بين)، 156 - 157، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([109]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 70، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([110]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 393، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([111]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بخع)، 110، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([112]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 70، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([113]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 212، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([114]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بدع)، 110 - 111، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([115]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 70، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([116]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 119، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([117]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بضع)، 129، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([118]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 70، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([119]) تفسير غريب القرآن: ابن قتيبة، 293، تحقيق: السيد أحمد صقر، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، 1398 هـ - 1978م.
([120]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 70، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([121]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 200، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([122]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بزغ)، 122، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([123]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 71، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([124]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 277، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([125]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (برق)، 118 - 119، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([126]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 71، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([127]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 304، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([128]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بخس)، 110، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([129]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 71، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([130]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 247 - 248، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([131]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بس)، 122، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([132]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 72، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([133]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بؤس)، 153، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([134]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 72، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([135]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بلس)، 143 - 144، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([136]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 72، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([137]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 230، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([138]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بجس)، 108، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([139]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 72، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([140]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 208، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([141]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بطش)، 129، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([142]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 73، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([143]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 40، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([144]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بلى)، 145، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([145]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 73، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([146]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بغي)، 136، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([147]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 74، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([148]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 50، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([149]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بهم)، 149، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([150]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 71، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.
([151]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 223، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([152]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بسق)، 123، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([153]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 103، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([154]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بطن)، 130 - 131، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([155]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 267، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([156]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بقي)، 138 - 139، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([157]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بدل)، 111 - 112، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([158]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 144، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([159]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بره)، 121، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([160]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 93، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([161]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بكر)، 140، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([162]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 191، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([163]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بكم)، 140 - 141، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([164]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 18، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([165]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بيض)، 154 - 155، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([166]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 108، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([167]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بطر)، 129، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([168]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 140، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.
([169]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بتك)، 106 - 107، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([170]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بكي)، 141، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([171]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الباء، مادة: (بين)، 157، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.
([172]) مفردات ألفاظ القرآن، كتاب الباء، مادة: (بين)، 157 – 158.