إدريس عليه السلام

 

أنعم الله على بعض عباده، واصطفاهم للنبوة وحمل رسالته، ومنهم: إدريس عليه السلام.

وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في موضعين، ووصفه الله بصفات كريمة، منها:

  • الصدّيق.
  • الرفعة.
  • الصبر.

قال تعالى:﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ۝وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ۝أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مريم: 56- 58].

وقال تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ۝ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الأنبياء: 85 – 86].

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: واذكر يا محمد في كتابنا هذا إدريس (إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا) لا يقول الكذب.

(نَبِيًّا) نوحي إليه من أمرنا ما نشاء.

(وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) يعني به إلى مكان ذي علوّ وارتفاع.

وقال بعضهم: رُفع إلى السماء السادسة.

وقال آخرون: الرابعة." ([1])

وقال ابن كثير: "هذا ذكر إدريس عليه السلام بالثناء عليه بأنه كان صديقاً نبياً، وأن الله رفعه مكاناً علياً، وقد تقدم في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به في ليلة الإسراء وهو في السماء الرابعة." ([2])

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 212، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([2]) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 237، تحقيق: أ.د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.