هود عليه السلام في القرآن الكريم

 

إعداد مركز المحتوى القرآني

 

واذكر أخا عاد

(من هو؟ ومن هم قومه؟)

 

جاء من بعد نوح عليه السلام أنبياء، وأقوام كثر، وسار جميع الأنبياء والمرسلين على النهج ذاته من الدعوة إلى التوحيد، وإنذار أقوامهم من الشرك، وسوء عاقبته.

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأحقاف: 21].

أخو عاد: هو هود عليه السلام، بعثه الله إلى عاد، وصوّر القرآن الكريم مشاهد عدة، ومواقف كثيرة من بعثة هذا النبي الكريم، وكيفية تعامل قومه معه.

فمن صور دعوة هذا النبي الكريم:

أولاً: الدعوة إلى التوحيد:

قال تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 65].

وقال تعالى: ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ﴾ [هود: 50].

ثانياً: الإخلاص في الدعوة والنصيحة دون طلب أجر أو مقابل:

قال تعالى: ﴿يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [هود: 51].

وقال تعالى: ﴿أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ [الأعراف: 68].

ثالثاً: تعريف قومه بكيفية التوبة وعوائدها ومنفعتها:

قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [هود: 52].

"يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل هود لقومه: (ويا قوم استغفروا ربكم)، يقول: آمنوا به حتى يغفر لكم ذنوبكم.

والاستغفار: هو الإيمان بالله في هذا الموضع؛ لأن هوداً صلى الله عليه وسلم إنما دعا قومه إلى توحيد الله؛ ليغفر لهم ذنوبهم، كما قال نوح لقومه:﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ۝يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ [نوح: 3- 4].

وقوله: (ثم توبوا إليه)، يقول: ثم توبوا إلى الله من سالف ذنوبكم وعبادتكم غيره بعد الإيمان به، (يرسل السماء عليكم مدراراً)، يقول: فإنكم إن آمنتم بالله وتبتم من كفركم به، أرسل قطر السماء عليكم يدر لكم الغيث في وقت حاجتكم إليه، وتحيا بلادكم من الجدب والقحط." ([1])

رابعاً: البراءة من الشرك:

قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ۝مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ﴾ [هود: 54- 55].

خامساً: صدق التوكل على الله وتفويض كل الأمور إليه: 

قال تعالى: ﴿إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ [هود: 56- 57].

مع كل ما بذله هذا النبي الكريم في مسيرة دعوته ونصحه، هل استجاب قومه أم لا؟ وما هي صفاتهم الخَلقية والخُلُقية في القرآن الكريم؟

 

خلفاء من بعد قوم نوح

(ما هي صفاتهم الخَلقية والخُلُقية؟)

 

قال تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69].

امتن الله عز وجل على قوم عاد أن استخلفهم من بعد قوم نوح عليه السلام، وميّزهم عنهم بصفات ومزايا عدة، وذكّرهم بمصير قوم نوح من قبلهم، وفي هذا وعيد وامتنان، وبيان ما قدموه مقابل ذلك من معصية وكفران.

قال الطبري: "يقول: فاتقوا الله في أنفسكم، واذكروا ما حل بقوم نوح من العذاب إذ عصوا رسولهم، وكفروا بربهم، فإنكم إنما جعلكم ربكم خلفاء في الأرض منهم، لما أهلكهم أبدلكم منهم فيها، فاتقوا الله أن يحل بكم نظير ما حل بهم من العقوبة، فيهلككم ويبدل منكم غيركم، سنته في قوم نوح قبلكم، على معصيتكم إياه وكفركم به." ([2])

وقد ذكر القرآن الكريم جملة من صفات هؤلاء القوم، ومنها:

أولاً: الصفات الخَلقية:

  • عظم الأجسام.
  • القوة.

"(وزادكم في الخلق بسطة)، زاد في أجسامكم طولاً وعظماً على أجسام قوم نوح، وفي قواكم على قواهم،نعمة منه بذلك عليكم، فاذكروا نعمه وفضله الذي فضلكم به عليهم في أجسامكم وقواكم،واشكروا الله على ذلك بإخلاص العبادة له، وترك الإشراك به، وهجر الأوثان والأنداد." ([3])

ثانياً: الصفات الخُلُقية:

  • الاستكبار.
  • الجحود.

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فُصّلت: 15].

 

الأحقاف

(أين مسكن قوم عاد؟ وماذا تعني الأحقاف؟)

 

من الجوانب التي صوّرها القرآن الكريم في قصة هود عليه السلام: الإشارة إلى مسكن قومه، وذكر القرآن الكريم أنهم بالأحقاف.

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأحقاف: 21].

وذكر الطبريأن الأحقاف: جمع حقف وهو من الرمل ما استطال، ولم يبلغ أن يكون جبلاً.

وقد اختُلف في معنى الأحقاف وموضعها على أقوال:

  • جبل بالشام.
  • وادٍ بين عمان ومهرة.
  • أرض.
  • رمال مشرفة على البحر بالشحر. ([4])

وقال الطبري: "أولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: أن الله تبارك وتعالى أخبر أن عاداً أنذرهم أخوهم هود بالأحقاف، والأحقاف ما وصفت من الرمال المستطيلة المشرفة، كما قال العجاج:

بات إلى أرطاة حقف أحقفاً

وكما حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف) قال: الأحقاف: الرمل الذي يكون كهيئة الجبل تدعوه العرب الحقف، ولا يكون أحقافاً إلا من الرمل، قال: وأخو عاد هود.

وجائز أن يكون ذلك جبلاً بالشأم.

وجائز أن يكون وادياً بين عمان وحضرموت.

وجائز أن يكون الشحر.

وليس في العلم به أداء فرض، ولا في الجهل به تضييع واجب، وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوماً منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة." ([5])

قال البقاعي: "ومن الأمر الجلي أن هذه الهيئة لا تكون في بلاد الريح بها غالبة شديدة؛ لأنه لو كان ذلك نسف الجبل نسفاً، بخلاف بلاد الجبال كمكة المشرّفة، فإن الريح تكون بها غاية في الشدة؛ لأنها إما أن تصك الجبل، فتنعكس راجعة بقوة شديدة، أو يكون هناك جبل فتراد بينها، أو تنضغط فتخرج مما تجد من الفروج على هيئة مزعجة، فينبغي أن يكون أهل الجبال أشد من ذلك حذراً." ([6])

 

عاد الأولى

(هل هناك عاد أخرى؟)

 

لعلك تساءلتَ عند قراءة قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ [النجم: 50]:

لم وصف الله عاداً هنا بـ: الأولى؟

هل هناك عاد أخرى؟

وما هي دلالة كلمة: (الأولى) في هذا الموضع؟

اختُلف في معنى: (الأولى) هنا على أقوال، منها:

أولاً: الأولى بمعنى القديمة:

أي القدماء في الزمان جداً.

وقدّمهم؛ لأن الشرّ أتاهم من حيث ظنّوه خيراً، وجزموا بأنه من الأنواء النافعة التي كانت عادتهم استمطارها.

ثانياً: إن عاداً قبيلتان:

الأولى: قوم هود عليه السلام.

الأخرى: إرم ذات العماد.

وقيل: الأولى: هي عاد إرم.

والأخرى: قوم هود عليه السلام. ([7])

وقد ذكر ابن كثير رحمه الله أن عاداً الأولى هم: "قوم هود، ويقال لهم: عاد بن إرم بن سام بن نوح، كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ۝ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: 6 – 8].

فكانوا من أشد الناس، وأقواهم، وأعتاهم على الله تعالى، وعلى رسوله، فأهلكهم الله." ([8])

 

إرم ذات العماد

 

تتضافر الأدلة، وتتآزر الآيات مبيّنة عظمة قوم عاد، جسماً، وقوة، ومسكناً.

قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ۝إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ۝الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾ [الفجر: 6 – 8].

وهؤلاء هم عاد الأولى، وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح.

وهم الذين بعث الله فيهم رسوله هوداً عليه السلام. ([9])

أولاً: معنى (إرم):

اختُلف في معنى إرم على أقوال:

  • اسم بلدة، واختلف في تعيينها، فقيل:
  • الإسكندرية.
  • دمشق.
  • أمة.
  • القديمة.
  • قبيلة من عاد (أو جد عاد).
  • الهالك.

والصواب: أنها اسم بلدة كانت تسكنها عاد، أو اسم قبيلة. ([10])

ثانياً: معنى (ذات العماد):

اختُلف في معنى قوله: (ذات العماد) في هذا الموضع على أقوال:

  • ذات الطول، وذهبوا في ذلك إلى قول العرب للرجل الطويل: رجل معمد، وقالوا: كانوا طوال الأجسام.
  • كانوا أهل عمد، ينتجعون الغيوث، وينتقلون إلى الكلأ حيث كان، ثم يرجعون إلى منازلهم.
  • لبناء بناه بعضهم، فشيد عمده، ورفع بناءه.
  • لشدة أبدانهم وقواهم.([11])

قال الطبري: "وأشبه الأقوال في ذلك بما دل عليه ظاهر التنزيل قول من قال: عني بذلك أنهم كانوا أهل عمود، سيارة؛ لأن المعروف في كلام العرب من العماد، ما عملبه الخيام من الخشب والسواري التي يحمل عليها البناء، ولا يعلم بناء كان لهم بالعماد بخبر صحيح؛ بل وجه أهل التأويل قوله: (ذات العماد) إلى أنه عني به طول أجسامهم، وبعضهم إلى أنه عني به عماد خيامهم، فأما عماد البنيان، فلا يعلم كثير أحد من أهل التأويل وجهه إليه، وتأويل القرآن إنما يوجه إلى الأغلب الأشهر من معانيه ما وجد إلى ذلك سبيلاً دون الأنكر." ([12])

وقال ابن كثير: "ذات العماد؛ لأنهم كانوا يسكنون بيوت الشعر التي تُرفع بالأعمدة الشداد، وقد كانوا أشد الناس في زمانهم خلقة، وأقواهم بطشاً، ولهذا ذكّرهم هود بتلك النعمة، وأرشدهم إلى أن يستعملوها في طاعة ربهم الذي خلقهم، فقال: ﴿وَاذْكُرُواإِذْجَعَلَكُمْخُلَفَاءَمِنْبَعْدِقَوْمِنُوحٍوَزَادَكُمْفِيالْخَلْقِبَسْطَةًفَاذْكُرُواآلَاءَاللَّهِلَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69]، وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾[فصلت: 15]."([13])

ثالثاً: معنى (التي لم يُخلق مثلها في البلاد):

قال الطبري: "يقول جل ثناؤه: ألم تر كيف فعل ربك بعاد، إرم التي لم يخلق مثلها في البلاد، يعني: مثل عاد، والهاء عائدة على عاد.

وجائز أن تكون عائدة على إرم لما قد بينا قبل أنها قبيلة." ([14])

ومعنى: لم يُخلق مثلها في البلاد:

  • لم يخلق مثلها في العظم والبطش والأيد.
  • لم يخلق مثل الأعمدة في البلاد. ([15])

فإن كان المقصود بإرم ذات العماد: هم قوم هود عليه السلام، فقد أكدت هذه الآيات عظمة خلقتهم وقوتهم.

وإن كان قوم هود عليه السلام غير عاد إرم، فقد ثبتت بسطة خلقتهم وعظمة أجسامهم، في آيات أخرى.

فهل نفعهم ما امتن الله به عليهم؟ وماذا كان جوابهم بعد دعوة نبيهم لهم؟

 

كيف كان جواب قوم هود عليه السلام؟

 

مع كل ما بذله هود عليه السلام في سبيل دعوة قومه إلى التوحيد، ونبذ الشرك، إلا أنهم كذبوا وكفروا، وبرز جوابهم في الجوانب التالية:

أولاً: تسفيه نبيهم وتكذيبه والجحود بآيات ربهم:

قال تعالى: ﴿قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [الأعراف: 66].

وفي هذا إساءة أدب مع نبيهم الكريم عليه السلام.

قال تعالى: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ [هود: 54].

"هذا خبر من الله تعالى ذكره، عن قول قوم هود: أنهم قالوا له، إذ نصح لهم ودعاهم إلى توحيد الله وتصديقه، وخلع الأوثان والبراءة منها: لا نترك عبادة آلهتنا، وما نقول إلا أن الذي حملك على ذمِّها والنهي عن عبادتها، أنه أصابك منها خبَلٌ من جنونٌ." ([16])

وقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ [هود: 59].

وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فصلت: 15].

ثانياً: التمسك بالباطل والإعراض عن الحق والتحدي:

قال تعالى: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الأعراف: 70].

وقال تعالى: ﴿قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [هود: 53].

وقال تعالى: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ [الأحقاف: 22].

 

ثالثاً: الجدال:

قال تعالى: ﴿أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ﴾ [الأعراف: 71].

فما هو رد نبيهم الكريم على جوابهم؟

 

ما هو جواب النبي هود عليه السلام؟

 

بعد أن كان جواب قوم هود عليه السلام: الصد، والجحود، والتكذيب والإنكار؛ زادهم تأكيداً على صدق رسالته ودعوته، وبراءته مما يقولون من الإفك، وما فعلوه من الشرك.

وأبلغهم بأن العذاب آتيهم لا محالهم، فلينتظروه، وهو معهم من المنتظرين، وإن العالم بموعده هو رب العالمين.

قال تعالى: ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾ [الأعراف: 71].

"(فانتظروا إني معكم من المنتظرين) يقول: فانتظروا حكمَ الله فينا وفيكم، (إني معكم من المنتظرين) حكمَه وفصل قضائه فينا وفيكم." ([17])

فيميز الله الخبيث من الطيب.

وإمعاناً في مقابلة تحديهم وجبروتهم بتحدٍ ويقين، طلب منهم هود عليه السلام أن يكيدوه جميعاً، ويستنصروا آلهتهم المزعومة في ذلك.

قال تعالى: ﴿قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ۝ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ۝ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ [هود: 54- 57].

"يقول: فاحتالوا أنتم جميعًا وآلهتكم في ضري ومكروهي، (ثم لا تنظرون)، يقول: ثم لا تؤخرون ذلك، فانظروا هل تنالونني أنتم وهم بما زعمتم أن آلهتكم نالتني به من السوء؟" ([18])

وقال تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾[الأحقاف: 23].

ولما تضمن قول قومه: فأتنا بما تعدنا إن كنتَ من الصادقين "في أنك رسول من الله، وأنه يأتينا بما تخافه علينا من العذاب إن أصررنا.

ولما تضمن قولهم هذا نسبة داعيهم عليه الصلاة والسلام إلى ما لا دلالة لكلامه عليه بوجه، وهو ادعاء العلم بعذابهم والقدرة عليه وتكذبيه في كل منهما اللازم منه أمنهم اللازم منه ادعاؤهم العلم بأنهم لا يعذبون، وكانوا كاذبين في جميع ذلك كان كأنه قيل:بم أجابهم؟ فقيل: (قال) مصدقاً لهم في سلب علمه بذلك وقدرته عليه، مكذباً لهم في نسبتهم إليه ادعاء شيء منهما وإلى أنفسهم بأنه لا يقع: (إنما العلم) أي المحيط بكل شيء عذابكم وغيره (عند الله) أي المحيط بجميع صفات الكمال، فهو ينزل علم ما توعدون على من يشاء إن شاء ولا علم لي الآن ولا لكم بشيء من ذلك ولا قدرة.

ولما كان العلم المحيط يستلزم القدرة، فكان التقدير: فليست القدرة على الإتيان بعذابكم إلا له سبحانه وتعالى لا لي ولا لغيري، وليس عليّ إلا البلاغ." ([19])

فما هو عذابهم؟ وكيف كان وقعه عليهم؟

 

الريح العقيم

 

حل بعاد الوعيد، ونزل بهم العذاب، فكيف صوّره القرآن الكريم؟

أولاً: إمعانهم في غيّهم واستبعاد عذابهم:

ما زال قوم هود عليه السلام على غيّهم، مؤملين في النعيم، مستبعدين للعذاب.

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأحقاف: 24].

ثانياً: أوصاف الريح كما صوّرها القرآن الكريم:

وصف القرآن الكريم الريح بمجموعة أوصاف تؤكد على شدة العذاب، فقال: إنها ريح صرصر، وعاتية، وريح عقيم، وريح فيها عذاب أليم، وتحدث عن المدة الزمنية التي استغرقتها، وعن أثرها.

"وعامّة المواضع التي ذكر الله تعالى فيها إرسال الريح بلفظ الواحد، فعبارة عن العذاب، وكل موضع ذُكر فيه بلفظ الجمع، فعبارة عن الرحمة." ([20])

قال تعالى: ﴿رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ۝تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأحقاف: 24- 25].

وقال تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾ [فصلت: 16].

وقال تعالى: ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ۝ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ ۝ تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ۝فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾[القمر: 18 – 21].

وقال تعالى: ﴿وفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ۝مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ﴾ [الذاريات: 41 – 42].

"يعني بالريح العقيم: التي لا تلقح الشجر." ([21])

وقال تعالى:﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ۝سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ۝فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾ [الحاقة: 6 – 8].

ومعنى قوله: بريح صرصر: "أي هي في غاية ما يكون من شدة البرد والصوت، كأنه كرر فيها البرد، حتى صار يحرق بشدته، والصوت حتى صار يصم بقوته." ([22])

فكيف كانت عاقبة الريح العقيم؟ وماذا بقي من عاد؟ وما حال المؤمنين؟

 

ما بعد الريح العقيم

(مصير المؤمنين وما بقي من الكافرين)

 

أولاً: ما حلّ بعاد بعد الريح العقيم:

قال تعالى: ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾ [هود: 60].

ولم يبقَ لأولئك المستكبرين أثر ولا باقية.

قال تعالى: ﴿فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ۝ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ﴾ [الحاقة: 7- 8].

"(صرعى) أي: مجدلين على الأرض موتى معصورين مجهزة على كل منهم من شدة ضغطها باد عليهم الذل والصغار، جمع صريع (كأنهم أعجاز) أي أصول (نخل) قد شاخت وهرمت فهي في غاية العجز والهرم (خاوية) أي متآكلة الأجواف ساقطة، منخوي النجم - إذا سقط للغروب، ومن خوي المنزل - إذا خلا من قطانه، قالوا: كانت تدخل من أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم، فالوصف بذلك؛ لعظم أجسامهم وتقطيع الريح لهم وقطعها لرؤوسهم وخلوهم من الحياة وتسويدها لهم.

ولما كان هذا أمراً رائعاً لمن له أدنى معقول، وكان الاستفهام مما يزيد الروعة، قال مسبباً عن استئصالهم؛ ليكون الإخبار به المستلزم لغاية العلم بالجزئيات كالدعوى بدليلها: (فهل ترى) أي أيها المخاطب الخبير الناس في جميع الأقطار (لهم) أي خصوصاً، وأعرق في النفي وعبر بالمصدر الملحق بالهاء مبالغة فقال: (من باقية) أي بقاء أو نفس موصوفة بالبقاء." ([23])

ثانياً: نجاة المؤمنين:

أخزى الله الكافرين، وأبادهم، ونجّ نبيه، والمؤمنين معه، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 103].

قال تعالى: ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 72]

وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾ [هود: 58].

فشتان ما بين مصير المؤمنين الناجين، وبين مصير الكافرين الهالكين.

 

هدايات وعبر من قصة هود عليه السلام مع قومه

 

فصّل القرآن الكريم الحديث عن قوم عاد: مسكنهم، أشكالهم، تعاملهم مع نبيهم، استكبارهم وجحودهم، طبيعة عذابهم، وغيرها من جوانب قصتهم.

ومن بعض الهدايات والعبر التي نستنبطها منها:

أولاً: الإمعان في الغي والإغراق في الباطل يعمي عن رؤية الحق:

قال تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأحقاف: 24].

وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ﴾ [فُصّلت: 15].

ثانياً: إذا شاء الله أمراً هيأ له الأسباب وإن كان ظاهره يتنافى مع السنن الكونية:

قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأحقاف: 21].

والأحقاف: (مسكن عاد) من طبيعته، وخصائصه أن الريح الشديدة لا تأتيه؛ ولكن لما جاءهم عذاب الله، كان ريحاً صرصراً عاتية.

ثالثاً: العبرة بالعقول والنُهى لا بالأجسام والقوى:

فهؤلاء عاد كانوا من أكثر الناس ضخامة وبسطة في الجسم، وزادهم الله قوة على غيرهم، فلم ينفعهم ذلك، ولم تغنِ عنهم قوتهم من الله شيئاً.

قال تعالى: ﴿أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69].

 

إعداد: 
جمانة بنت خالد
مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري 
إشراف: 
الشيخ غازي بن بنيدر العمري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1])  جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 15/ 358، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([2]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 12/ 504- 505، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([3]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 12/ 505، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([4]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 22/ 122- 124، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([5]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 22/ 124- 125، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([6]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 7/ 134، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([7]) انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 7/ 334، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([8]) تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 7/ 78، تحقيق: أ.د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.

([9]) انظر: تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 7/ 558 - 559، تحقيق: أ.د حكمت بشير ياسين، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1431 هـ.

([10]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 24/ 403- 405، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([11]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 24/ 405- 407.

([12]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 24/ 407.

([13])  تفسير القرآن العظيم، 7/ 559.

([14]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 24/ 407.

([15]) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 24/ 407.

([16]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 15/ 360، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([17]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 12/ 523، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([18]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 15/ 361.

([19]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 7/ 135، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([20]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الراء، مادة: (روح)، 370، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([21]) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 22/ 433، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.

([22]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 8/ 121- 122، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.

([23]) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: برهان الدين البقاعي، 8/ 123، تحقيق: عبد الرزاق غالب المهدي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الرابعة، 1432 هـ - 2011 م.