مفردات كلمات القرآن (حرف الخاء)

 

إعداد مركز المحتوى القرآني

 

 

انقلاب البصر خاسئاً

 

لإبعاد المكروه، وزجره طرق في التعبير، ومصطلحات دالة عليه لا تخطئها أذنٌ سمعتها، ومن ذلك استعمال مادة: (خسأ) والتي وردت 4 مرات في القرآن الكريم.

مرة في شأن من خفت موازينه في قوله تعالى: ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: 108].

ومرة في شأن البصر إذا ارتد خاسئاً: ﴿ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ [الملك: 4].

ومرتين في شأن اليهود لما مسخهم قردة: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [البقرة: 65].

وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [الأعراف: 166].

قال أبو عبيدة: "(خاسئاً): مبعداً.([1]) "

وقال الراغب الأصفهاني: خسأت الكلب فخسأ، أي: زجرته مستهيناً به فانزجر، وذلك إذا قلت له: اخسأ.

قال تعالى في صفة الكفار: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون:108]، وقال تعالى: ﴿فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [البقرة:65]، ومنه: خسأ البصر، أي انقبض عن مهانة، قال: ﴿خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ﴾ [الملك: 4]." ([2])

وقال أبو حيان: "(اخسئوا): ابعدوا، وهو إبعاد للمكروه.([3])"

فكان في هذه الكلمة الدالة على الزجر، والمهانة، والبعد؛ عذاباً للكافرين فوق العذاب.

 

الخطأ

معانيه ودلالاته في القرآن الكريم

 

الخطأ ضد الصواب، ويرد باستعمالات متعددة في القرآن الكريم، ومنها: ما هو ضد العمد، ومنها: الإثم، وغيرهما، ويتعين المراد منها بحسب السياق الذي جاءت فيه.

ووردت مادة: (خطأ) 22 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (خطأ، خطيئة، خاطئين، خاطئة، الخاطئون، أخطأتم، وغيرها).

قال أبو عبيدة: "﴿إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 31]: إثماً، وهو اسم من خطأت، وإذا فتحته فهو مصدر. ([4])

وقال في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً﴾ [النساء: 92]: "وليس لمؤمن أن يقتل مؤمناً على حال إلا أن يقتله مخطئاً، فإن قتله خطئاً، فعليه ما قال الله في القرآن، وفي القرآن: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ [النجم: 32].

واللمم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل: إلا أن يلموا من غير الكبائر والفواحش. " ([5])

وبيّن الراغب الأصفهاني أن الخطأ: العدول عن الجهة، وأنه أضرب:

أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان.

والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أخطأ إخطاء فهو مخطئ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل.

والثالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله. ([6])

وقال أبو حيان: "(خطأ): إثماً، يقال: خطئ وأخطأ واحد، وقيل: خطئ في الدين، وأخطأ في كل شيء. ([7])"

 

الخبء

 

علم الله تعالى محيط بكل شي، فلا تخفى عليه خافية، قال تعالى: ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام: 59].

وقال تعالى: ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ [النمل: 25].

قال أبو عبيدة: "﴿الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النمل: 25] ما خبأت في نفسك، أي ما أسررت." ([8])

وقال الراغب الأصفهاني: " ﴿يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ [النمل:25]، يقال ذلك لكل مدخر مستور، ومنه قيل: جارية مخبأة، والخبأة: الجارية التي تظهر مرة، وتخبأ أخرى، والخباء: سمة في موضع خفي." ([9])

وقال أبو حيان: "(الخبء): المستتر، وخبء السماوات: المطر، وخبء الأرض: النبات. ([10])"

وعلى ذلك مدار الكلمة حول معنى: الاستتار والخفاء، فأكدت شمول علم الله تعالى وإحاطته بكل شيء.

 

الخطب

 

وردت مادة: (خطب) 12 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خطبكن، خطبك، خطاباً، خطبة، تخاطبني، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ﴾ [طه: 95].

وقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ [القصص: 23].

وقوله تعالى: ﴿قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ [الحجر: 57].

وقوله تعالى: ﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ [ص: 20].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾ [ص: 23].

وقوله تعالى: ﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا﴾ [النبأ: 37].

وقوله تعالى: ﴿وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: 235].

(فما خطبك يا سامري؟):

قال أبو عبيدة: "ما خطبك: أي ما بالك وشأنك وأمرك واحد. ([11])"

وبيّن الراغب الأصفهاني أن الخَطْب والمُخَاطَبَة والتَّخَاطُب: المراجعة في الكلام، ومنه: الخُطْبَة والخِطْبَة؛ لكن الخطبة تختصّ بالموعظة، والخطبة بطلب المرأة قال تعالى: ﴿وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ﴾ [البقرة:235].

وذكر أن الخطب: الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب، قال تعالى: ﴿فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ [طه/ 95]، ﴿فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ [الذاريات:31]، وفصل الخِطَاب: ما ينفصل به الأمر من الخطاب. ([12])

وقال أبو حيان: "(ما خطبكن): أمركن، (خطبة): تزويج. ([13]) "

 

المخبتون

 

يدور معنى الإخبات حول اللين والتواضع.

وقد وردت مادة: (خبت) 3 مرات في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [هود: 23].

وقوله تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الحج: 54].

وقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34].

قال أبو عبيدة: " ﴿وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ﴾ [هود: 23] مجازه: أنابوا إلى ربهم وتضرعوا إليه، وخضعوا وتواضعوا له. ([14]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَبْتُ: المطمئن من الأرض، وأَخْبَتَ الرّجل: قصد الخبت، أو نزله، نحو: أسهل وأنجد، ثمّ استعمل الإخبات استعمال اللّين والتّواضع، قال الله تعالى: ﴿وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ﴾ [هود:23]، وقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ [الحج: 34]، أي: المتواضعين، نحو: ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ﴾ [الأعراف:206]، وقوله تعالى: ﴿فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ [الحج:54]، أي: تلين وتخشع، والإخبات هاهنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ [البقرة:74]. ([15]) "

وقال أبو حيان: "(وأخبتوا): تواضعوا، من الخبت وهو المطمئن من الأرض. ([16]) "

 

يتخافتون

 

يدل الخفوت على معنى الإسرار.

وقد وردت مادة: (خفت) 3 مرات في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 110].

وقوله تعالى: ﴿يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا﴾ [طه: 103].

وقوله تعالى: ﴿فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾ [القلم: 23].

قال أبو عبيدة: "﴿يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ﴾ [طه: 103]: يتسارّون، ويهمس بعضهم إلى بعض بالكلام وفي آية أخرى: ﴿وَلا تُخافِتْ بِها﴾ [الإسراء: 110]. ([17]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ﴾ [طه:103]، ﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها﴾ [الإسراء:110]، المخافتة والخفت: إسرار المنطق، قال:

وشتّان بين الجهر والمنطق الخَفْت ([18]) "

وقال أبو حيان: "(ولا تخافت بها): ولا تخفها، (يتخافتون): يتسارون. ([19]) "

 

الخراج والخرج

 

قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ۝ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ۝ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ۝ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ۝ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ۝ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ۝ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ﴾ [المؤمنون: 68- 74].

قال أبو عبيدة: " ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً﴾ [المؤمنون: 72] أي إتاوة وغلّة كخرج العبد إلى مولاه، أو الرعية إلى الوالي، والخرج أيضا ًمن السحاب ومنه يرى اشتقّ هذا أجمع. ([20]) "

قال الراغب الأصفهاني: "والتَّخْرِيجُ أكثر ما يقال في العلوم والصّناعات، وقيل لما يخرج من الأرض ومن وكر الحيوان ونحو ذلك: خَرْج وخَرَاج، قال الله تعالى: ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ﴾ [المؤمنون:72]، فإضافته إلى الله تعالى تنبيه أنه هو الذي ألزمه وأوجبه، والخرج أعمّ من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدّخل، وقال تعالى: ﴿فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً﴾ [الكهف:94]، والخراج مختصّ في الغالب بالضّريبة على الأرض، وقيل: العبد يؤدّي خرجه، أي: غلّته، والرّعيّة تؤدّي إلى الأمير الخراج، والخَرْج أيضاً من السحاب، وجمعه خُرُوج. ([21]) "

وقال أبو حيان: "(خرجاً): أجراً، والخروج والخراج: الغلة. ([22]) "

 

أخلد إلى الأرض

 

وردت مادة: (خلد) 87 مرة في القرآن تقريباً.

ومنها: خالدون، مخلدون، أخلد، الخلود، وغيرها.

كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 176].

وقوله تعالى: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ [الواقعة: 17].

وقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾ [ق: 34].

قال أبو عبيدة: " ﴿أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾ [الأعراف: 176] لزم وتقاعس وأبطأ، يقال: فلان مخلد أي بطيء الشّيب، والمخلد الذي تبقى ثنيتاه حتى تخرج رباعيتاه، وهو من ذاك أيضاً. ([23]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخُلُود: هو تبرّي الشيء من اعتراض الفساد، وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكلّ ما يتباطأ عنه التغيير والفساد تصفه العرب بالخلود. ([24]) "

وقال أبو حيان: "(أخلد): اطمأن، (مخلدون): مبقون دائماً، وقيل في آذانهم الخلدة ([25])."

 

خامدون

 

وردت مادة: (خمد) مرتين في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس: 29].

وقوله تعالى: ﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ﴾ [الأنبياء: 15].

قال أبو عبيدة: " ﴿حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ﴾ [الأنبياء: 15] مجاز الخامد مجاز الهامد، كما يقال للنار إذا طفئت: خمدت النار. ([26]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ﴾ [الأنبياء:15]، كناية عن موتهم، من قولهم: خَمَدَتِ النار خُمُوداً: طفئ لهبها، وعنه استعير: خمدت الحمّى: سكنت، وقوله تعالى: ﴿فَإِذا هُمْ خامِدُونَ﴾ [يس: 29]. ([27]) "

وقال أبو حيان: " (خامدون): ميتون. ([28]) "

وقد بيّن ابن قتيبة تفريق العرب بين استعمال: (خامدة) واستعمال: (هامدة) فيقال: " للنار إذا طفئت: هامدة، فإن سكن اللهب وبقي من جمرها شيء؛ قيل: خامدة. ([29]) "

 

سدر مخضود

 

في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وما فيها من نعيم لا يجمع بينه وبين ما في الدنيا إلا الأسماء.

ومن نعيم الجنة لأصحاب اليمين أنهم في سدر مخضود، فما معنى: (مخضود)؟

قال تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ۝ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ۝ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ۝ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ۝ وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ ۝ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ۝ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ۝ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ﴾ [الواقعة: 27- 34].

قال أبو عبيدة: " ﴿سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة: 28] لا شوك فيه. ([30]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قال الله: ﴿فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ﴾ [الواقعة:28]، أي: مكسور الشّوك، يقال: خَضَدْتُهُ فانخضد، فهو مخضود وخضيد، والخَضْدُ: المخضود، كالنّقض في المنقوض، ومنه استعير: خَضَدَ عُنُقَ البعير، أي: كسر. ([31]) "

وقال أبو حيان: "(مخضود): لا شوك فيه. ([32]) "

فكان من تمام النعيم أن سدر أهل الجنة لا شوك فيه.

 

ختار

 

يلجأ المؤمن لربه اختياراً واضطراراً، ويلجأ الكافر لربه اضطراراً، فإذا مسّه الضر، ضلّ من يدعوه إلا الله سبحانه.

ولا يجحد بآيات ربنا مع ظهورها وجلائها إلا كل ختار كفور.

وقد وردت كلمة: (ختار) مرة واحدة في القرآن، في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ [لقمان: 32].

قال أبو عبيدة: " ﴿كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ [لقمان: 32] الختر أقبح الغدر، قال الأعشى:

بالأبلق الفرد من تيماء منزله           حصن حصين وجار غير ختّار

وقال عمرو بن معديكرب:

وإنك لو رأيت أبا عمير                ملأت يديك من غدر وختر ([33]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخَتْرُ: غدر يَخْتِرُ فيه الإنسان، أي: يضعف ويكسر لاجتهاده فيه، قال الله تعالى: ﴿كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ﴾ [لقمان: 32]. ([34]) "

وقال أبو حيان: "(ختار): غدار. ([35]) "

 

خرّ من السماء

 

وردت مادة: (خرّ) 12 مرة في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (خرّ، يخرّون، تخرّ، خرّ، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأعراف: 143].

وقوله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: 100].

وقوله تعالى: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا﴾ [مريم: 90].

قال الراغب الأصفهاني: " ﴿فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ﴾ [الحج:31]، وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ﴾ [سبأ:14]، وقال تعالى: ﴿فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ [النحل:26]، فمعنى خَرَّ سقط سقوطاً يسمع منه خرير، والخَرِير يقال لصوت الماء والرّيح وغير ذلك ممّا يسقط من علوّ.

وقوله تعالى: ﴿خَرُّوا سُجَّداً﴾ [السجدة:15]، فاستعمال الخرّ تنبيه على اجتماع أمرين:

السّقوط، وحصول الصّوت منهم بالتّسبيح، وقوله من بعده: ﴿وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ [السجدة: 15]، فتنبيه أنّ ذلك الخرير كان تسبيحاً بحمد الله لا بشيء آخر. ([36]) "

وقال أبو حيان: "(خرّ): سقط. ([37]) "

 

الخير والخيرَة والخيرات

 

ورد ذكر الخير في كثير من الآيات الكريمة، ومعناه معروف، وهو ضد الشر، إلا أن دلالته قد تختلف من موضع إلى آخر بحسب السياق الذي ترد فيه الكلمة.

أما الخيرة الواردة في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].

فهي من الاختيار.

وبيّن الراغب الأصفهاني أن الخير: ما يرغب فيه الكلّ، كالعقل مثلاً، والعدل، والفضل، والشيء النافع، وضدّه: الشرّ.

وقوله تعالى: ﴿فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ﴾ [الرحمن:70]، قيل: أصله خَيِّرَات، فخفّف، فالخيرات من النساء الخيّرات، والمراد بذلك المختارات، أي: فيهنّ مختارات لا رذل فيهنّ.

والخير: الفاضل المختصّ بالخير، يقال: ناقة خِيَار، وجمل خيار، واستخار اللهَ العبدُ فَخَارَ له، أي: طلب منه الخير فأولاه، وخَايَرْتُ فلاناً كذا فَخِرْتُهُ، والخِيَرَة: الحالة التي تحصل للمستخير والمختار، نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس.

والاختيارُ: طلب ما هو خير وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيراً، وإن لم يكن خيراً. ([38])

وقال أبو حيان: "(الخيرة): الاختيار، خيْرات: خيِّرات.([39])"

 

عجل له خوار

 

لما ذهب موسى عليه السلام لميقات ربه، فتن قومَه السامريُّ، وأضلّهم، وصنع لهم من حليهم عجلاً جسداً له خوار.

وقد وردت كلمة: (خوار) مرتين في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾ [الأعراف: 148].

وقوله تعالى: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ﴾ [طه: 88].

قال أبو عبيدة: "(له خوار) أي صوت كخوار البقر إذا خار، وهو يخور. ([40]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "قوله تعالى: ﴿عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ﴾ [الأعراف:148].

الخُوَار مختصّ بالبقر، وقد يستعار للبعير، ويقال: أرض خَوَّارَة، ورمح خَوَّار، أي: فيه خَوَرٌ. ([41]) "

وقال أبو حيان: "(خوار): صوت البقر. ([42]) "

 

الخُمُر

 

وردت مادة: (خمر) 7 مرات في القرآن الكريم، 6 مواضع منها بمعنى: الخَمر.

ومنه قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 219].

وقوله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ [محمد: 15].

وموضع واحد فقط (خُمُرهن)، جمع: خمار.

قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

قال الراغب الأصفهاني: " أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خِمَار؛ لكن الخمار صار في التعارف اسماً لما تغطّي به المرأة رأسها، وجمعه خُمُر، قال تعالى: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31].

واختمرت المرأة وتَخَمَّرَت، وخَمَّرت الإناء: غطّيته. ([43]) "

وقال أبو حيان: "(بخمرهن): بمقانعهن. ([44]) "

 

الخُسر

 

وردت مادة: (خسر) 65 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خَسِر، تخسروا، الخسران، خُسر، خاسرين، تخسير، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾ [العصر: 1-2].

وقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾ [الرحمن: 9].

وقوله تعالى: ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ﴾ [هود: 63].

قال أبو عبيدة: " ﴿وَلا تُخْسِرُوا﴾ [الرحمن: 9] أي لا تظلموا وتنقصوا، بالقسط والعدل. ([45]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخُسْرُ والخُسْرَان: انتقاص رأس المال، وينسب ذلك إلى الإنسان، فيقال: خَسِرَ فلان، وإلى الفعل فيقال: خسرت تجارته، قال تعالى: ﴿تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ﴾ [النازعات:12]، ويستعمل ذلك في المقتنيات الخارجة كالمال والجاه في الدّنيا وهو الأكثر، وفي المقتنيات النّفسيّة كالصّحّة والسّلامة، والعقل والإيمان، والثّواب، وهو الذي جعله الله تعالى الخسران المبين، وقال: ﴿الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ﴾ [الزمر:15]، وقوله: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾ [البقرة:121]، وقوله: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾ إلى ﴿أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾ [البقرة: 27]، وقوله: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ [المائدة:30].

وقوله: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ﴾ [الرحمن:9]، يجوز أن يكون إشارة إلى تحرّي العدالة في الوزن، وترك الحيف فيما يتعاطاه في الوزن، ويجوز أن يكون ذلك إشارة إلى تعاطي ما لا يكون به ميزانه في القيامة خاسراً، فيكون ممّن قال فيه: ﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ﴾ [الأعراف: 9]، وكلا المعنيين يتلازمان، وكلّ خسران ذكره الله تعالى في القرآن فهو على هذا المعنى الأخير، دون الخسران المتعلّق بالمقتنيات الدّنيويّة والتّجارات البشريّة. ([46]) "

وقال أبو حيان: "(تخسروا): تنقصوا. ([47]) "

 

أُكل خمط

 

وردت مادة: (خمط) مرة واحدة في القرآن الكريم.

وذلك في سياق الحديث عن قصة سبأ لما أعرضوا، فأرسل الله عليه سيل العرم، وبدلهم بجنتيهم جنتين من صفاتهما:

أنهما ذواتا أُكل خمط، وأثل، وشيء من سدر قليل.

قال تعالى: ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ [سبأ: 16].

قال أبو عبيدة: "﴿أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ [سبأ: 16] والخمط كل شجرة ذي شوك، والأكل هو الجنى.([48])"

وقال الراغب الأصفهاني: " الخمط: شجر لا شوك له، قيل: هو شجر الأراك. ([49]) "

قال أبو حيان: "الخمط: كل شجر ذي شوك، وقيل: شجر الأراك.([50]) "

ويلاحظ على بعض الأقوال السابقة شيء من التباين في طبيعة هذا الشجر، هل هو ذو شوك أم لا؟

ولما كان السياق في شأن العذاب، فإنه يرجح أن يكون المراد بالخمط شجراً ذا شوك؛ لكونه أبلغ في العذاب والحرمان من النعم، والله أعلم.

 

الخلطاء

 

وردت مادة: (خلط) 6 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خلطوا، تخالطوهم، الخلطاء، وغيرها).

ومنه قوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 102].

وقوله تعالى: ﴿فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 220].

وقوله تعالى: ﴿قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ﴾ [ص: 24].

قال أبو عبيدة: " (الْخُلَطاءِ): الشركاء. ([51]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَلْطُ: هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعداً، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعاً والآخر جامداً، وهو أعمّ من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى:

﴿فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ﴾ [يونس:24]، ويقال للصّديق والمجاور والشّريك: خَلِيطٌ، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ﴾ [ص:24]، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:

بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا

وقال: ﴿خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً﴾ [التوبة:102].

أي: يتعاطون هذا مرّة وذاك مرّة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه. ([52]) "

وقال أبو حيان: "(الخلطاء): الشركاء. ([53]) "

 

الخيط الأبيض والخيط الأسود

 

لما نزل قول الله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187] ظن بعض الصحابة رضي الله عنهم أن المراد بالخيط، الخيط المادي المعروف.

وفي الحديث الشريف: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: (أُنْزِلَتْ: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ، مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187] وَلَمْ يَنْزِلْ ﴿مِنَ الفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الخَيْطَ الأَبْيَضَ وَالخَيْطَ الأَسْوَدَ، وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ: ﴿مِنَ الفَجْرِ﴾ [البقرة: 187] فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.) [صحيح البخاري، 1917]

وقد وردت مادة: (خيط) 3 مرات في القرآن الكريم.

مرتين في قوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187].

ومرة في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾ [الأعراف: 40].

قال أبو عبيدة: "﴿الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ﴾ [البقرة: 187]: الخيط الأبيض: هو الصبح المصدّق، والخيط الأسود هو الليل، والخيط هو اللون. ([54]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخَيْطُ معروف، وجمعه خُيُوط، وقد خِطْتُ الثوب أَخِيطُهُ خِيَاطَةً، وخَيَّطْتُهُ تَخْييطاً.

والخِيَاطُ: الإبرة التي يخاط بها، قال تعالى: ﴿حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ﴾ [الأعراف:40]، ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة:187]، أي: بياض النهار من سواد اللّيل. ([55]) "

وقال أبو حيان: "(الخيط الأبيض): بياض النهار، و(الخيط الأسود): سواد الليل. ([56]) "

 

التخييل والخيلاء

 

لم يرد الحديث عن المختال والخيلاء في الكتاب والسنة إلا في موطن ذم؛ ولكن مادة الكلمة: (خيل) يشتق منها: الخيلاء، كما يشتق منها: الخيل، وكذلك: التخييل.

وقد وردت مادة: (خيل) 9 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (يخيل، مختال، مختالاً، الخيل، بخيلك).

كما في قوله تعالى: ﴿قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66].

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: 18].

وقوله تعالى: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [الحديد: 23].

وقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].

وقوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران: 14].

قال أبو عبيدة: "(مختالاً): المختال، ذو الخيلاء والخال، وهما واحد، ويجيء مصدراً، قال العجّاج:

والخال ثوب من ثياب الجهّال

وقال العبديّ:

فإن كنت سيّدنا سدتنا        وإن كنت للخال فاذهب فخل

أي: اختل. ([57]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَيَال: أصله الصّورة المجرّدة كالصّورة المتصوّرة في المنام، وفي المرآة وفي القلب بعيد غيبوبة المرئيّ، ثم تستعمل في صورة كلّ أمر متصوّر، وفي كلّ شخص دقيق يجري مجرى الخيال، والتّخييل: تصوير خيال الشيء في النّفس، والتّخيّل: تصوّر ذلك، وخلت بمعنى ظننت، يقال اعتباراً بتصوّر خيال المظنون، ويقال خَيَّلَتِ السّماءُ: أبدت خيالاً للمطر، وفلان مَخِيل بكذا، أي: خليق.

وحقيقته: أنه مظهر خيال ذلك، والخُيَلَاء: التّكبّر عن تخيّل فضيلة تراءت للإنسان من نفسه، ومنها يتأوّل لفظ الخيل لما قيل: إنه لا يركب أحد فرساً إلّا وجد في نفسه نخوة، والْخَيْلُ في الأصل اسم للأفراس والفرسان جميعاً، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ﴾ [الأنفال:60]. ([58]) "

وقال أبو حيان: "(مختال): متكبر. ([59]) "

 

الخبال

معناه ودلالته

 

وردت مادة: (خبل) مرتين في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118].

وقوله تعالى: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 47].

ويدور معناها حول: الشر والفساد.

قال أبو عبيدة: "﴿لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا﴾ [آل عمران: 118] أي لا تألوكم هذه البطانة خبالاً، أي شرّاً. ([60]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَبَالُ الفساد الذي يلحق الحيوان فيورثه اضطراباً، كالجنون والمرض المؤثّر في العقل والفكر، ويقال: خَبَلٌ وخَبْلٌ وخَبَال، ويقال: خَبَلَهُ وخَبَّلَهُ فهو خَابِل، والجمع الخُبَّل، ورجل مُخَبَّل، قال الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا﴾ [آل عمران:118]، وقال عزّ وجلّ: ﴿ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا﴾ [التوبة:47]. ([61]) "

وقال أبو حيان: "(خبالاً): فساداً. ([62]) "

 

خلال الديار

 

وردت مادة: (خلل) 13 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خلال، خلة، خليلاً، الأخلاء، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾ [إبراهيم: 31].

وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ﴾ [النور: 43].

وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولً﴾ [الإسراء: 5].

وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: 125].

وقوله تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 67].

قال أبو عبيدة: "﴿خِلالَ الدِّيارِ﴾ [الإسراء: 5] بين الديار. ([63]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَلَل: فرجة بين الشّيئين، وجمعه خِلَال، كخلل الدّار، والسّحاب، والرّماد وغيرها، قال تعالى في صفة السّحاب: ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ﴾ [النور:43]، ﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ [الإسراء:5]، قال الشاعر:

أرى خلل الرّماد وميض جمر

﴿وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ﴾ [التوبة:47]، أي: سعوا وسطكم بالنّميمة والفساد. ([64]) "

وقال أبو حيان: "(خليل): صديق، خلال الديار: وسط الديار، وخلال السحاب وخِلله الذي يخرج منه القطر. ([65]) "

 

خولناكم

 

وردت مادة: (خول) 8 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خولناكم، خولناه، خوله، خالك، أخوالهم، خالاتك، خالتكم).

كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [الأنعام: 94].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الزمر: 8].

وقوله تعالى: ﴿فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 49].

قال أبو عبيدة: " ﴿ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ﴾ [الزمر: 8] كل مالك وكل شيء أعطيته فقد خوّلته قال أبو النّجم:

أعطى فلم يبخل ولم يبخّل       كوم الذّرى من خول المخوّل

يريد الله تبارك وتعالى، وسمعت أبا عمرو يقول في بيت زهير:

هنالك إن يستخولوا المال يخولوا        وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا ([66]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [الأنعام:94]، أي: ما أعطيناكم، والتّخويل في الأصل: إعطاء الخَوَل، وقيل: إعطاء ما يصير له خولاً، وقيل: إعطاء ما يحتاج أن يتعهّده، من قولهم: فلان خَالُ مَالٍ، وخَايِلُ مالٍ، أي: حسن القيام به. ([67]) "

وقال أبو حيان: "(ما خولناكم): ملكناكم. ([68]) "

 

ختامه مسك

 

يدور معنى الختم حول:

  • آخر الشيء، أو عاقبته.
  • الطبع على الشيء.

وقد وردت مادة: (ختم) 8 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (ختم، نختم، يختم، خاتم، ختامه، مختوم).

كما في قوله تعالى: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 7].

وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب: 40].

وقوله تعالى: ﴿يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ۝ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 25- 26].

وقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [يس: 65].

قال أبو عبيدة: "(مَخْتُومٍ): له ختام، عاقبة ريح.

(خِتامُهُ) عاقبته. ([69]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخَتْمُ والطّبع يقال على وجهين: مصدر خَتَمْتُ وطبعت، وهو تأثير الشيء كنقش الخاتم، والطّابع.

والثاني: الأثر الحاصل عن النّقش، ويتجوّز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتباراً بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ [البقرة:7]، ﴿وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ﴾ [الجاثية:23]، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتباراً بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي: انتهيت إلى آخره، فقوله: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ﴾ [البقرة:7]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ﴾ [الأنعام:46]، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أنّ الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور- ولا يكون منه تلفّت بوجه إلى الحقّ- يورثه ذلك هيئة تمرّنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه.

وعلى ذلك: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ﴾ [النحل:108]. ([70]) "

وقال أبو حيان: "(ختامه): آخر طعمه، ختم: طبع، خاتم: آخر. ([71]) "

 

أخدان

 

وردت مادة: (خدن) مرتين في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النساء: 25].

وقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [المائدة: 5].

قال الراغب الأصفهاني: " قال الله تعالى: ﴿وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ﴾ [النساء:25]، جمع خِدْن، أي المصاحب، وأكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة. ([72]) "

وقال أبو حيان: "(أخدان): أصدقاء. ([73]) "

 

خائنة الأعين

 

وردت مادة: (خون) 16 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خانوا، تختانون، خيانة، الخائنين، خائنة، خوان، وغيرها).

ولها عدة دلالات في القرآن الكريم.

كما في قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ [التحريم: 10].

وقوله تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 187].

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾ [النساء: 107].

وقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ [الحج: 38].

قال أبو عبيدة: "﴿وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ﴾ [الأنفال: 58] مجاز (وإما) وإن، ومعناها وإما توقننّ منهم خيانة أي غدراً، وخلافاً وغشّاً، ونحو ذلك. ([74]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخِيَانَة والنّفاق واحد، إلا أنّ الخيانة تقال اعتباراً بالعهد والأمانة، والنّفاق يقال اعتباراً بالدّين، ثم يتداخلان، فالخيانة: مخالفة الحقّ بنقض العهد في السّر، ونقيض الخيانة: الأمانة، يقال: خُنْتُ فلاناً، وخنت أمانة فلان، وعلى ذلك قوله: ﴿لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ﴾ [الأنفال:27].

وقوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما﴾ [التحريم:10].

وقوله: ﴿وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ﴾ [المائدة:13]، أي: على جماعة خائنة منهم.

وقيل: على رجل خائن، يقال: رجل خائن، وخائنة، نحو: راوية، وداهية، وقيل: (خائنة) موضوعة موضع المصدر، نحو: قم قائماً، وقوله: ﴿يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ [غافر:19]، على ما تقدّم، وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾ [الأنفال:71]، وقوله:

﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ﴾ [البقرة:187].

والاختيان: مراودة الخيانة، ولم يقل: تخونون أنفسكم؛ لأنه لم تكن منهم الخيانة، بل كان منهم الاختيان، فإنّ الاختيان تحرّك شهوة الإنسان لتحرّي الخيانة، وذلك هو المشار إليه بقوله تعالى: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ [يوسف: 53]. ([75]) "

وقال أبو حيان: "(تختانون): تخونون. ([76]) "

 

الخالص

 

يدور معنى الإخلاص حول التفرد، أو الانفراد.

وقد وردت مادة: (خلص) 31 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خلصوا، أخلصناهم، الخالص، خالصة، مخلصين، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [يوسف: 80].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾ [ص: 46].

وقوله تعالى: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: 3].

قال أبو عبيدة: " ﴿خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف: 80] أي اعتزلوا نجيّاً يتناجون. ([77]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخالص كالصافي إلّا أنّ الخالص هو ما زال عنه شوبه بعد أن كان فيه، والصّافي قد يقال لما لا شوب فيه، ويقال: خَلَّصْته فَخَلَصَ، ولذلك قال الشاعر:

خلاص الخمر من نسج الفدام

قال تعالى: ﴿وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا﴾ [الأنعام:139]، ويقال: هذا خالص وخالصة، نحو: داهية وراوية، وقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا﴾ [يوسف:80]، أي: انفردوا خالصين عن غيرهم.

وقوله: ﴿وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ﴾ [البقرة:139]، ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ [يوسف:24]، فإخلاص المسلمين أنّهم قد تبرّؤوا ممّا يدّعيه اليهود من التشبيه، والنصارى من التثليث، قال تعالى: ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ [الأعراف:29]، وقال: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ﴾ [المائدة:73]، وقال: ﴿وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ﴾ [النساء:146]، وهو كالأوّل، وقال: ﴿إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ [مريم:51]، فحقيقة الإخلاص: التّبرّي عن كلّ ما دون الله تعالى. ([78]) "

وقال أبو حيان: "(خلصوا): انفردوا. ([79]) "

 

مخمصة

 

وردت كلمة: (مخمصة) مرتين في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 3].

وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [التوبة: 120].

قال أبو عبيدة: "(مَخْمَصَةٌ)، المخمصة: المجاعة. ([80]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿فِي مَخْمَصَةٍ﴾ [المائدة:3]، أي: مجاعة تورث خَمْصَ البطن، أي: ضموره، يقال: رجل خامص، أي: ضامر، وأَخْمَص القدم: باطنها؛ وذلك لضمورها. ([81]) "

وقال أبو حيان: "(في مخمصة): مجاعة. ([82]) "

 

الخراصون

 

وردت مادة: (خرص) 5 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (تخرصون، يخرصون، الخراصون).

كما في قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 148].

وقوله تعالى: ﴿إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: 116].

وقوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ۝ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الذاريات: 10- 12].

قال أبو عبيدة: "﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ [الذاريات: 10] المتكّهنون. ([83]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَرْص: حرز الثّمرة، والخَرْص: المحروز، كالنّقض للمنقوض، وقيل: الخَرْص الكذب في قوله تعالى: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ [الزخرف:20]، قيل: معناه يكذبون، وقوله تعالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ [الذاريات:10]، قيل: لعن الكذّابون، وحقيقة ذلك: أنّ كلّ قول مقول عن ظنّ وتخمين يقال: خَرْصٌ، سواء كان مطابقاً للشيء أو مخالفاً له، من حيث إنّ صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظنّ ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظّنّ والتّخمين، كفعل الخارص في خرصه. ([84]) "

وقال أبو حيان: "(الخراصون): الكذابون، والخرص: الكذب، أو الظن، أو الحزر. ([85]) "

وعلى ذلك مدار مادة: (خرص) حول معنى:

التكهن، والكذب.

 

خصاصة

 

وردت مادة: (خص) 4 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (يختص، خاصة، خصاصة).

كما في قوله تعالى: ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [البقرة: 105].

وقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25].

وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر: 9].

قال الراغب الأصفهاني: " التّخصيص والاختصاص والخصوصيّة والتّخصّص: تفرّد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، وذلك خلاف العموم، والتّعمّم، والتّعميم، وخُصَّان الرّجل: من يختصّه بضرب من الكرامة، والْخاصَّةُ: ضدّ العامّة، قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ [الأنفال:25]، أي: بل تعمّكم، وقد خَصَّهُ بكذا يخصّه، واختصّه يختصّه، قال: ﴿يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ﴾ [آل عمران:74]، وخُصَاصُ البيت: فرجة، وعبّر عن الفقر الذي لم يسدّ بالخصاصة، كما عبّر عنه بالخلّة، قال: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]، وإن شئت قلت من الخصاص، والخُصُّ: بيت من قصب أو شجر، وذلك لما يرى فيه من الخصاصة. ([86]) "

وقال أبو حيان: "(خصاصة): حاجة وفقر. ([87]) "

 

الخشوع

معانيه ودلالاته في القرآن الكريم

 

وردت مادة: (خشع) 17 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خشعت، خشوعاً، خاشعاً، خاشعين، خشعاً، خاشعة، الخاشعات).

كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾ [طه: 108].

وقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: 21].

وقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: 39].

قال الراغب الأصفهاني: " الخُشُوع: الضّراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضّراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب. ([88]) "

وقال أبو حيان: " (وخشعت الأصوات للرحمن): خفتت.

(ترى الأرض خاشعة): ساكنة مطمئنة.

(خاشعين): متواضعين. ([89]) "

وبناء على ما تقدم يدور معنى الخشوع في القرآن الكريم حول ما يلي:

  • الخضوع والتضرع والتواضع.
  • الخفوت.
  • السكون والاطمئنان.

 

يخادعون

 

وردت مادة: (خدع) 5 مرات في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (يخدعوك، يخدعون، يخادعون، خادعهم).

كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: 62].

وقوله تعالى: ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 9].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142].

قال أبو عبيدة: " (يُخادِعُونَ): في معنى يخدعون، ومعناها: يظهرون غير ما في أنفسهم، ولا يكاد يجيء (يفاعل) إلّا من اثنين، إلا في حروف هذا أحدها قوله: ﴿قاتَلَهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: 30].

معناها: قتلهم الله. ([90]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخِدَاع: إنزال الغير عمّا هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه، قال تعالى: ﴿يُخادِعُونَ اللَّهَ﴾ [البقرة:9]، أي: يخادعون رسوله وأولياءه، ونسب ذلك إلى الله تعالى من حيث إنّ معاملة الرّسول كمعاملته، ولذلك قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ [الفتح:10]، وجعل ذلك خداعاً؛ تفظيعاً لفعلهم، وتنبيهاً على عظم الرّسول وعظم أوليائه. ([91]) "

وقال أبو حيان: "(يخادعون): يظهرون غير ما في نفوسهم. ([92]) "

 

خلفة

 

وردت مادة: (خلف) في كثير من الآيات الكريمة.

ومنها هذه الكلمات: (الخالفين، خلفة، خلافك، الخوالف، مختلف، خلائف، اختلافاً، المخلفون، وغيرها).

في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 76].

وقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾ [الفرقان: 62].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 30].

قال أبو عبيدة: " ﴿جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً﴾ [الفرقان: 62] أي يجيء الليل بعد النهار ويجيء النهار بعد الليل يخلف منه، وجعلهما خلفة، وهما اثنان؛ لأن الخلفة مصدر فلفظه من الواحد والاثنين والجميع من المذكر والمؤنث واحد. ([93]) "

ويطلق الخلف على أمور ذكرها الراغب الأصفهاني، منها:

  • خلف ضد القدام.

كما في قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ﴾ [البقرة:255]، وقوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ [الرعد:11].

  • المتأخر.

كما في قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ [الأعراف:169].

  • ويعبّر عن الرديء بخلف.

كما في قوله تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ﴾ [مريم: 59].

  • الخِلْفَةُ يقال في أن يخلف كلّ واحد الآخر.

كما في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً﴾ [الفرقان:62]. ([94])

وقال أبو حيان: "(خلفة) يخلف هذا هذا.

(الخالفين): المتخلفين عن القوم، الشاخصين.

(الخوالف): النساء.

(خلاف رسول الله): مخالفه. ([95]) "

 

يخصفان

 

وردت مادة: (خصف) مرتين في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [الأعراف: 22].

وقوله تعالى: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [طه: 121].

قال أبو عبيدة: "﴿وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما﴾ [الأعراف: 22] يقال: طفقت أصنع كذا وكذا كقولك: ما زلت أصنع ذا وظللت، ويخصفان الورق بعضه إلى بعض. ([96]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " قال تعالى: ﴿وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما﴾ [الأعراف:22].

أي: يجعلان عليهما خَصَفَةً، وهي أوراق، ومنه قيل لجلّة التّمر: خَصَفَة، وللثّياب الغليظة، جمعه خَصَفٌ، ولما يطرق به الخفّ: خَصَفَة، وخَصَفْتُ النّعل بالمِخْصَف.([97]) "

وقال أبو حيان: "(يخصفان): يلصقان الورق بعضه على بعض. ([98]) "

 

الخوف والتخوف

 

يرد الخوف في القرآن الكريم على بابه، كما يرد بدلالات أخرى، ومنها:

  • التنقص.
  • الحث على التحرز.

قال أبو عبيدة: " ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ﴾ [النحل: 47] مجازه: على تنقّص. ([99]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَوْف: توقّع مكروه عن أمارة مظنونة، أو معلومة، كما أنّ الرّجاء والطمع توقّع محبوب عن أمارة مظنونة، أو معلومة، ويضادّ الخوف الأمن، ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية.

قال تعالى: ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ﴾ [الإسراء:57]، وقال: ﴿وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ﴾ [الأنعام:81]، وقال تعالى: ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾ [السجدة:16]، وقال: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا﴾ [النساء:3]، وقوله: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما﴾ [النساء:35]، فقد فسّر ذلك بعرفتم، وحقيقته: وإن وقع لكم خوف من ذلك لمعرفتكم.

والخوف من الله لا يراد به ما يخطر بالبال من الرّعب، كاستشعار الخوف من الأسد؛ بل إنما يراد به الكفّ عن المعاصي واختيار الطّاعات، ولذلك قيل: لا يعدّ خائفاً من لم يكن للذنوب تاركاً. والتَّخويفُ من الله تعالى: هو الحثّ على التّحرّز، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ﴾ [الزمر:16].

ونهى الله تعالى عن مخافة الشيطان، والمبالاة بتخويفه فقال: ﴿إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران:175]، أي: فلا تأتمروا لشيطان وائتمروا لله، ويقال: تخوّفناهم أي: تنقّصناهم تنقّصاً اقتضاه الخوف منه، وقوله تعالى: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي﴾ [مريم:5]، فخوفه منهم: أن لا يراعوا الشّريعة، ولا يحفظوا نظام الدّين، لا أن يرثوا ماله كما ظنّه بعض الجهلة، فالقنيّات الدّنيويّة أخسّ عند الأنبياء عليهم السّلام من أن يشفقوا عليها.

 والخِيفَةُ: الحالة التي عليها الإنسان من الخوف، قال تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى قُلْنا لا تَخَفْ﴾ [طه:67]، واستعمل استعمال الخوف في قوله: ﴿وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ﴾ [الرعد:13]، وقوله: ﴿تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ [الروم:28]، أي: كخوفكم، وتخصيص لفظ الخيفة تنبيهاً أن الخوف منهم حالة لازمة لا تفارقهم.

والتَّخَوُّفُ: ظهور الخوف من الإنسان، قال: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ﴾ [النحل:47]. ([100]) "

وقال أبو حيان: "(على تخوف): على تنقص. ([101]) "

 

خطف الخطفة

 

وردت مادة: (خطف) 7 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (خطف، فتخطفه، يخطف، يتخطفكم، يتخطف، نتخطف، الخطفة).

كما في قوله تعالى: ﴿إلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ﴾ [الصافات: 10].

وقوله تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 20].

وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ [العنكبوت: 67].

قال الراغب الأصفهاني: "الخَطْفُ والاختطاف: الاختلاس بالسّرعة، يقال: خَطِفَ يَخْطَفُ، وخَطَفَ يَخْطِفُ، وقرئ بهما جميعاً قال: ﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ﴾ [الصافات: 10].

وذلك وصف للشّياطين المسترقة للسّمع، قال تعالى: ﴿فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ﴾ [الحج:31]، ﴿يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ﴾ [البقرة:20]، وقال: ﴿وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ [العنكبوت:67]، أي: يقتلون ويسلبون. ([102])"

وقال أبو حيان: "(خطف الخطفة): أخذ بسرعة. ([103]) "

 

خسف القمر

 

وردت مادة: (خسف) 8 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (خسف، خسفنا، يخسف، نخسف).

كما في قوله تعالى: ﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾ [القيامة: 8].

وقوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ۝ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ [القصص: 81- 82].

وقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ [سبأ: 9].

قال أبو عبيدة: "﴿وَخَسَفَ الْقَمَرُ﴾ [القيامة: 8] وكسف القمر واحد: ذهب ضوءه. ([104]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخُسُوف للقمر، والكسوف للشمس، وقال بعضهم: الكسوف فيهما إذا زال بعض ضوئهما، والخسوف: إذا ذهب كلّه.

ويقال خَسَفَهُ الله وخسف هو، قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ﴾ [القصص:81]، وقال: ﴿لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا﴾ [القصص:82]. ([105])"

وقال أبو حيان: "(وخسف القمر): ذهب. ([106]) "

 

لن تخرق الأرض

 

وردت مادة: (خرق) 4 مرات في القرآن الكريم، ومنها هذه الكلمات: (أخرقتها، خرقها، خرقوا، تخرق).

وذلك في قوله تعالى: ﴿فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [الكهف: 71].

وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنعام: 100].

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا﴾ [الإسراء: 37].

قال أبو عبيدة: "﴿إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ﴾ [الإسراء: 37] مجازه: لن تقطع الأرض.([107]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " الخَرْقُ: قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبّر ولا تفكّر، قال تعالى: ﴿أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها﴾ [الكهف:71]، وهو ضدّ الخلق، فإنّ الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ [الأنعام:100]، أي: حكموا بذلك على سبيل الخرق، وباعتبار القطع قيل: خَرَقَ الثوبَ، وخَرَّقَه، وخَرَقَ المفاوز، واخْتَرَقَ الرّيح. ([108])"

وقال أبو حيان: "(وخرقوا): افتعلوا واختلقوا كذباً.

(لن تخرق): تقطع. ([109]) "

 

تخلقون إفكاً

 

يأتي الخلق في القرآن الكريم بمعنى التقديم، وبمعنى الإنشاء والإيجاد  غير مثال سابق، كما يأتي بمعانٍ أخرى، منها: الاختلاق والكذب.

كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [العنكبوت: 17].

وقوله تعالى: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ﴾ [ص: 7].

قال أبو عبيدة: "﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً﴾ [العنكبوت: 17] مجازه: تختلقون وتفترون. ([110]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " والخلق لا يستعمل في كافّة النّاس إلا على وجهين:

أحدهما في معنى التّقدير كقول الشاعر:

فلأنت تفري ما خلقت وبعض            القوم يخلق ثمّ لا يفري

والثاني: في الكذب نحو قوله: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً﴾ [العنكبوت: 17]، إن قيل: قوله تعالى:

﴿فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14]، يدلّ على أنّه يصحّ أن يوصف غيره بالخلق؟ قيل: إنّ ذلك معناه: أحسن المقدّرين، أو يكون على تقدير ما كانوا يعتقدون ويزعمون. ([111]) "

وقال أبو حيان: "(تخلق من الطين): تقدر.

(وتُخَلِّقون) يختلقون. ([112]) "

كما بيّن أن معنى: "(مخلقة): مخلوقة تامة، (وغير مخلقة): وهو السقط.

(خلق الأولين): اختلاقهم وكذبهم. ([113]) "

 

المنخنقة

 

وردت مادة: (خنق) مرة واحدة في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 3].

قال أبو عبيدة: "(الْمُنْخَنِقَةُ): التي انخنقت في خناقها حتى ماتت. ([114])"

وقال الراغب الأصفهاني: " قوله تعالى: ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ﴾ [المائدة: 3]، أي: التي خُنِقَتْ حتى ماتت، والمِخْنَقَة: القلادة. ([115]) "

وقال أبو حيان: "(والمنخنقة): تخنق فتموت، ولا تدرك ذكاتها. ([116]) "

 

خلاق

 

وردت كلمة: (خلاق) 6 مرات في القرآن الكريم، ومنها: (خلاق، بخلاقكم، بخلاقهم).

كما في قوله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 102].

وقوله تعالى: ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [التوبة: 69].

قال أبو عبيدة: "(لا خَلاقَ لَهُمْ): أي لا نصيب لهم. ([117]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "الخلَاق: ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه، قال تعالى: ﴿ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ﴾ [البقرة:102]، وفلان خليق بكذا، أي: كأنّه مخلوق فيه، ذلك كقولك: مجبول على كذا، أو مدعوّ إليه من جهة الخلق. ([118]) "

وقال أبو حيان: "(خلاق): نصيب. ([119]) "

 

الخنس

 

وردت مادة: (خنس) مرتين في القرآن الكريم.

إحداهما في شأن إبليس الوسواس الخناس.

في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ ۝ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس: 1- 6].

والأخرى في شأن النجوم.

في قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ۝ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: 15- 16].

قال أبو عبيدة: " ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ۝ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ [التكوير: 15- 16].

هي: النجوم. ([120]) "

وقال الراغب الأصفهاني: قوله تعالى: ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ﴾ [الناس:4]، أي: الشيطان الذي يَخْنُسُ، أي: ينقبض إذا ذكر الله تعالى، وقوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ﴾ [التكوير:15].

أي: بالكواكب التي تخنس بالنهار، وقيل: الخنّس هي زحل والمشتري والمرّيخ؛ لأنها تخنس في مجراها، أي: ترجع، وأَخْنَسْتُ عنه حَقَّه: أخّرته. ([121]) "

وقال أبو حيان: "(بالخنس): الراجعة في مجراها. ([122]) "

 

خطوات

 

وردت كلمة: (خطوات) 5 مرات في القرآن الكريم.

كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة: 168].

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [البقرة: 208].

وقوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [الأنعام: 142].

قال أبو عبيدة: " (خُطُواتِ الشَّيْطانِ) مجازه: آثار الشيطان، ومذاهبه، ومسالكه، وهو من (خُطُواتِ). ([123]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "خَطَوْتُ أَخْطُو خَطْوَةً، أي: مرّة، والخُطْوَة ما بين القدمين، قال تعالى: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ﴾ [البقرة:168]، أي: لا تتّبعوه، وذلك نحو قوله: ﴿وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى﴾ [ص:26]. ([124]) "

وقال أبو حيان: "(خطوات): آثار. ([125]) "

 

خبت

 

وردت مادة: (خبو) مرة واحدة في القرآن الكريم.

في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ [الإسراء: 97].

قال أبو عبيدة: "﴿كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً﴾ [الإسراء: 97] أي تأجّجاً، وخبت سكنت.([126]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " خَبَت النار تَخْبُو: سكن لهبها، وصار عليها خباء من رماد، أي: غشاء.

وأصل الخِبَاء الغطاء الذي يتغطّى به، وقيل لغشاء السّنبلة خباء، قال عزّ وجلّ: ﴿كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً﴾ [الإسراء:97]. ([127]) "

وقال أبو حيان: "(خبت): سكنت. ([128]) "

 

خلت

 

وردت مادة: (خلا) 28 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (خلا، خلت، خلوا، الخالية، يخلُ، فخلّوا، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ﴾ [يوسف: 9].

وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون﴾ [البقرة: 14].

وقوله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ [الحاقة: 24].

قال أبو عبيدة: " ﴿خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ﴾ [الرعد: 30] أي مضت قرون من قبلها وملل. ([129]) "

وقال الراغب الأصفهاني: "خَلَا الإنسان: صار خَالِياً، وخَلَا فلان بفلان: صار معه في خَلَاءٍ، وخَلَا إليه: انتهى إليه في خلوة، قال تعالى: ﴿وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ﴾ [البقرة:14]، وخلّيت فلاناً: تركته في خَلَاءٍ، ثم يقال لكلّ ترك تخلية، نحو: ﴿فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ﴾ [التوبة:5]. ([130]) "

وقال أبو حيان: "(خلوا إلى شياطينهم): انفردوا بهم.

(وتخلت): من الخلوة. ([131]) "

 

خاوية

 

وردت كلمة: (خاوية) 5 مرات في القرآن الكريم.

كما في قوله تعالى: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 259].

وقوله تعالى: ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا﴾ [الكهف: 42].

وقوله تعالى: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة: 7].

قال أبو عبيدة: "﴿وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها﴾ [الكهف: 42] مجازه: خالية على بيوتها. ([132]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " أصل الخَوَاء: الخلا، يقال خَوَى بطنه من الطعام يَخْوِي خَوًى، وخَوَى الجوز خَوىً تشبيهاً به، وخَوَتِ الدار تَخْوِي خَوَاءً، وخَوَى النجم وأَخْوَى: إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر، تشبيهاً بذلك، وأخوى أبلغ من خوى، كما أن أسقى أبلغ من سقى.

والتّخوية: ترك ما بين الشيئين خالياً. ([133]) "

وقال أبو حيان: "(خاوية): خالية. ([134]) "

 

الخزي

 

وردت مادة: (خزى) 26 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (الخزي، أخزى، نخزى، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾ [فصلت: 16].

وقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى﴾ [طه: 134].

وقوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98].

ذكر الراغب الأصفهاني أن معنى: خَزِيَ الرّجل: لحقه انكسار، إمّا من نفسه، وإمّا من غيره. فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط.

والذي يلحقه من غيره يقال: هو ضرب من الاستخفاف، ومصدره الخِزْي.

قال تعالى: ﴿ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا﴾ [المائدة:33]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ﴾ [النحل:27]، ﴿فَأَذاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا﴾ [الزمر:26]. ([135])

وقال أبو حيان: "(خزي): هوان أو هلاك، وحقيقته: الهوان. ([136]) "

 

الخفاء والإخفاء

 

وردت مادة: (خفى) 34 مرة في القرآن الكريم.

ومنها هذه الكلمات: (أخفيها، تخفى، يخفى، مستخفٍ، خفية، خافية، وغيرها).

كما في قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ [الحاقة: 18].

وقوله تعالى: ﴿سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ [الرعد: 10].

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾ [طه: 15].

قال أبو عبيدة: "﴿أَكادُ أُخْفِيها﴾ [طه: 15] له موضعان:

موضع كتمان، وموضع إظهار، كسائر حروف الأضداد. ([137]) "

وقال الراغب الأصفهاني: " خَفِيَ الشيء خُفْيَةً: استتر، قال تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف:55]، والخَفَاء: ما يستر به كالغطاء، وخَفَيْتَهُ: أزلت خفاه، وذلك إذا أظهرته، وأَخْفَيْتَهُ:

أوليته خفاء، وذلك إذا سترته، ويقابل به الإبداء والإعلان، قال تعالى: ﴿إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة:271]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ﴾ [الممتحنة:1]، ﴿بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ﴾ [الأنعام:28]، والاسْتِخْفَاءُ: طلب الإخفاء، ومنه قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ﴾ [هود:5]، والخَوَافي: جمع خافية، وهي: ما دون القوادم من الرّيش. ([138]) "

وقال أبو حيان: "(أخفيها): أسترها وأظهرها، من الأضداد. ([139]) "

 

إعداد: 
جمانة بنت خالد

مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري 

إشراف: 
الشيخ غازي بن بنيدر العمري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 262، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([2]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خسأ)، 282، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([3]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([4]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 376، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([5]) مجاز القرآن، 1/ 136- 137.

([6]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خطأ)، 287- 288، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([7]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([8]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 94، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([9]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خبء)، 274، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([10]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([11]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 26، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([12]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خطب)، 286، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([13]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([14]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 286، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([15]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خبت)، 272، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([16]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([17]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 29، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([18]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خفت)، 289، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([19]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 110، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([20]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 61، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([21]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خرج)، 278، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([22]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 111، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([23]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 233، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([24]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلد)، 291، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([25]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 111، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([26]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 36، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([27]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خمد)، 298، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([28]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 111، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([29]) تأويل مشكل القرآن: ابن قتيبة، 19، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان.

([30]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 250، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([31]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خضد)، 285، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([32]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 111، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([33]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 129، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([34]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (ختر)، 274، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([35]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([36]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خر)، 277، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([37]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([38]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خير)، 300- 302، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([39]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([40]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 228، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([41]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خور)، 302، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([42]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([43]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خمر)، 298، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([44]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([45]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 242، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([46]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خسر)، 281- 282، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([47]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([48]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 147، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([49]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خمط)، 299، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([50]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([51]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 181، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([52]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلط)، 293، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([53]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 112، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([54]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 68، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([55]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خيط)، 302، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([56]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 113، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([57]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 127، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([58]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خيل)، 304، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([59]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 113، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([60]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 103، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([61]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خبل)، 274، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([62]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 113، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([63]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 370، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([64]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خل)، 290، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([65]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 113، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([66]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 188، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([67]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خول)، 304- 305، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([68]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 113، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([69]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 290، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([70]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (ختم)، 274- 275، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([71]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([72]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خدن)، 277، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([73]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([74]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 249، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([75]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خون)، 305، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([76]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([77]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 315، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([78]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلص)، 292- 293، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([79]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([80]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 271، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([81]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خمص)، 299، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([82]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([83]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 225، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([84]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خرص)، 279، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([85]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([86]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خص)، 284، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([87]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 114، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([88]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خشع)، 283، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([89]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 115، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([90]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 31، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([91]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خدع)، 276، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([92]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 115، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([93]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 79، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([94]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلف)، 293- 296، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([95]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 115- 116، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([96]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 212، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([97]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خصف)، 284، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([98]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 116، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([99]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 360، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([100]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خوف)، 303- 304، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([101]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 116، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([102]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خطف)، 286، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([103]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 116، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([104]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 277، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([105]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خسف)، 282، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([106]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 116، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([107]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 380، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([108]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خرق)، 279- 280، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([109]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 117، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([110]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 114، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([111]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلق)، 296، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([112]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 117، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([113]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، 117- 118.

([114]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 151، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([115]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خنق)، 300، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([116]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 117، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([117]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 97، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([118]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلق)، 297، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([119]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 117، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([120]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 287، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([121]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خنس)، 300، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([122]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 118، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([123]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 65، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([124]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خطو)، 288، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([125]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 118، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([126]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 391، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([127]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خبو)، 274، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([128]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 118، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([129]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 330، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([130]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خلا)، 298، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([131]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 118، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([132]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 1/ 405، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([133]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خوى)، 305، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([134]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 118، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([135]) انظر: مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خزى)، 281، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([136]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 119، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.

([137]) مجاز القرآن: أبو عبيدة معمر بن المثنى، 2/ 16، تحقيق: د.محمد فؤاد سزكين، مكتبة الخانجي بالقاهرة.

([138]) مفردات ألفاظ القرآن: الراغب الأصفهاني، كتاب الخاء، مادة: (خفى)، 289 - 290، تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة، 1433 هـ - 2011م.

([139]) تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب: أبو حيان الأندلسي، 119، تحقيق: سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى، 1403 هـ - 1983 م.