قصة ذي القرنين
إعداد مركز المحتوى القرآني
ذو القرنين
الطواف في الأرض
يأتي القصص القرآني لفوائد كثيرة، منها:
1- البرهنة على صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يتجلى من أخبار الغيب التي قصّها عليه القرآن.
2- تحذير المشركين، من مصير الأقوام السابقة، ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ [طه: 113].
3- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
ومن القصص التي جاءت برهاناً، وعبرة، قصة ذي القرنين، الطواف في الأرض.
قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف: 83- 85].
"يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ويسألك يا محمد هؤلاء المشركون عن ذي القرنين ما كان شأنه، وما كانت قصته، فقل لهم: سأتلو عليكم من خبره ذكراً يقول: سأقصّ عليكم منه خبراً.
وقد قيل: إن الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر ذي القرنين، كانوا قوماً من أهل الكتاب. ([1])"
ومن النعم التي آتاها الله هذا الرجل:
1- التمكين في الأرض.
والمراد بقوله: "(إنا مكنا له في الأرض) أي أعطيناه ملكاً عظيماً ممكناً فيه من جميع ما يؤتى الملوك من التمكين، والجنود، وآلات الحرب، والحصارات، ولهذا ملك المشارق والمغارب من الأرض، ودانت له البلاد، وخضعت له ملوك العباد، وخدمته الأمم من العرب والعجم، ولهذا ذكر بعضهم أنه إنما سمي ذا القرنين؛ لأنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها. ([2])"
2- آتاه الله تعالى من كل شيء سبباً.
فما هو المراد بالسبب هنا؟
"(وآتيناه من كل شيء سبباً) يقول وآتيناه من كل شيء، يعني ما يتسبب إليه وهو العلم به. ([3])"
مغرب الشمس
كان من ترحال ذي القرنين، وتطوافه في الأرض، أن بلغ مغرب الشمس، ووجد عندها قوماً.
فما هو حال تلك الشمس الغاربة؟
وما حال القوم الذين وجدهم عندها؟
قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: 86- 88].
غروب الشمس في عين حمئة:
اختلف قراءة القراء بكلمة: (حمئة)، وبناء عليه اختلف تأويلها على كل قراءة.
1- قراءة: (عين حمئة): أي ذات حمأة، وهو الطين الأسود.
2- قراءة: (عين حامية): أي حارة.
وكل واحدة منهما قراءة صحيحة مستفيضة، ولها وجه صحيح، فيجوز أن يكون المراد أن الشمس تغرب في عين حارة ذات حمأة. ([4])
حكم ذي القرنين بالعدل:
على الرغم من الملك والتمكين الذي آتاه الله ذا القرنين، إلا أنه لم يتجبر به، ولم يطغَ، ولم يظلم من لم يؤاخذ بجريرة أو ظلم؛ بل حكم بالعدل، فمن استحق العقاب، عوقب.
"قوله: (ووجد عندها قوماً) أي أمة من الأمم ذكروا أنها كانت أمة عظيمة من بني آدم.
وقوله: (قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً) معنى هذا أن الله تعالى مكنه منهم، وحكمه فيهم، وأظفره بهم، وخيّره إن شاء قتل وسبى، وإن شاء منّ أو فدى، فعرف عدله وإيمانه فيما أبداه عدله وبيانه في قوله: (أما من ظلم) أي من استمر على كفره وشركه بربه فسوف نعذبه. ([5])"
"وقوله: (وأما من آمن): أي اتبعنا على ما ندعوه إليه من عبادة الله وحده لا شريك له فله جزاء الحسنى، أي: في الدار الآخرة عند الله عز وجل، (وسنقول له من أمرنا يسراً) قال مجاهد: معروفاً. ([6])"
مطلع الشمس
بعد القوم الذين لقيهم ذو القرنين عندما بلغ مغرب الشمس، سلك طريقاً آخر، حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجد عندها قوماً.
فما كان حال هؤلاء القوم؟
قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [الكهف: 89- 92].
"يقول تعالى: ثم سلك طريقاً، فسار من مغرب الشمس، إلى مطلعها، وكان كلما مر بأمة قهرهم، وغلبهم، ودعاهم إلى الله عز وجل، فإن أطاعوه وإلا أذلهم، وأرغم آنافهم، واستباح أموالهم وأمتعتهم، واستخدم من كل أمة ما تستعين به جيوشه على قتال الأقاليم المتاخمة لهم.
وذكر في أخبار بني إسرائيل أنه عاش ألفاً وستمائة سنة يجوب الأرض، طولها والعرض، حتى بلغ المشارق والمغارب، ولما انتهى إلى مطلع الشمس من الأرض كما قال تعالى: (وجدها تطلع على قوم) أي أمة.
(لم نجعل لهم من دونها ستراً) أي ليس لهم بناء يكنهم، ولا أشجار تظلهم وتسترهم من حر الشمس.
وقال سعيد بن جبير كانوا حمراً قصاراً، مساكنهم الغيران، أكثر معيشتهم من السمك. ([7])"
"وقوله (وقد أحطنا بما لديه خبراً) يقول: وقد أحطنا بما عند مطلع الشمس علماً، لا يخفى علينا ما هنالك من الخلق وأحوالهم وأسبابهم، ولا من غيرهم شيء. ([8]) "
بين السدين
كان ذو القرنين في تطواف وترحال، يسلك طريقاً ويعبر آخر، فكما بلغ مغرب الشمس وحكم في القوم الذين وجدهم عندها بالعدل، وبلغ مطلع الشمس ووجد عندها قوماً لم يجعل الله لهم من دون الشمس ستراً، كذلك سلك طريقاً آخر، فبلغ بين السدين، ووجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً؛ "لاستعجام كلامهم وبعدهم عن الناس. ([9]) "
فما حال هؤلاء القوم؟
ومن هم يأجوج ومأجوج؟
وما قصة السد وبنائه؟
قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴾ [الكهف: 92- 94].
سلك ذو القرنين "طريقاً من مشارق الأرض، حتى إذا بلغ بين السدين، وهما جبلان متناوحان
بينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك، فيعيثون فيها فساداً، ويهلكون الحرث والنسل، ويأجوج ومأجوج من سلالة آدم عليه السلام كما ثبت في الصحيحين. ([10]) "
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَقُولُ اللهُ تَعَالَى يَا آدَمُ فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ، قَال:َ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ﴿وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2]، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ قَالَ : أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَكَبَّرْنَا فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ.) [صحيح البخاري 3348]
خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة:
قال تعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾ [الأنبياء: 96- 98].
بناء السد
أجاب ذو القرنين أولئك القوم إلى ما طلبوه، وطلب منهم إعانته بقوة حتى يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج ردماً، فيكفيهم أذاهم، ويكون حاجزاً يصدهم عنهم.
قال تعالى: ﴿قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف: 95- 100].
لوازم البناء:
- العون بقوة:
"قال ذو القرنين: الذي مكنني في عمل ما سألتموني من السد بينكم وبين هؤلاء القوم ربي، ووطأه لي، وقواني عليه، خير من جعلكم، والأجرة التي تعرضونها علي لبناء ذلك، وأكثر وأطيب؛ ولكن أعينوني منكم بقوة، أعينوني بفعلة وصناع يحسنون البناء والعمل. ([11])"
- زبر الحديد:
قال ذو القرنين للذين سألوه أن يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سداً (آتوني) أي جيئوني بزبر الحديد، وهي جمع زبرة، والزبرة: القطعة من الحديد. ([12])"
- القطر:
"حتى إذا ساوى بين الصدفين، أي وضع بعضه على بعض من الأساس حتى إذا حاذى به رؤوس الجبلين طولاً وعرضاً، واختلفوا في مساحة عرضه وطوله على أقوال، (قال انفخوا) أي أجج عليه النار حتى صار كله ناراً، (قال آتوني أفرغ عليه قطراً). ([13])"
وقد كان الردم محكماً ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ [الكهف: 97].
متى يكون هذا الردم دكاء؟
قال تعالى: ﴿قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ [الكهف: 98].
"وقوله: (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء) يقول: فإذا جاء وعد ربي الذي جعله ميقاتاً لظهور هذه الأمة وخروجها من وراء هذا الردم لهم؛ جعله دكاء، يقول: سواه بالأرض، فألزقه بها، من قولهم: ناقة دكاء: مستوية الظهر لا سنام لها.
وإنما معنى الكلام: جعله مدكوكاً، فقيل: دكاء. ([14])"
هدايات وعبر من قصة ذي القرنين
في قصة ذي القرنين من الهدايات والعظات، شيء كثير، فهو الملك العادل، الذي آتاه الله من القوة والتمكين ما سخره في سبيل الحق ونشر الخير.
ومن هذه الهدايات:
أولاً: نسبة القوة والتمكين إلى رب العالمين:
قال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾ [الكهف: 83- 84].
ونسب ذو القرنين هذا التمكين والفضل إلى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ [الكهف: 94- 95].
ثانياً: الحكم بالعدل:
قال تعالى: ﴿قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: 86- 88].
فلم يستغل القوة والمنعة في ظلم الناس، أو تعذيبهم، أو التسلط عليهم؛ بل حكم بينهم بالعدل.
ثالثاً: نشر الخير في الآفاق:
فلم يمنعه طول طريق، ولم يحده مكان.
كما في قوله تعالى: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ [الكهف: 85- 86].
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾ [الكهف: 89- 90].
وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ [الكهف: 92- 93].
رابعاً: ضرورة التعاون بين أفراد المجتمع الواحد لتحقيق الأهداف والمقاصد:
قال تعالى: ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ [الكهف: 95- 96].
والله سبحانه أعلى وأعلم.
إعداد:
جمانة بنت خالد
مراجعة وتدقيق:
عادل الشميري
إشراف:
الشيخ غازي بن بنيدر العمري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 92، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000م.
[2] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 171، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ.
[3] جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 18/ 93- 94.
[4] انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 97، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
[5] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 173- 174، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ
[6] تفسير القرآن العظيم، 5/ 174.
[7] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 174، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ.
[8] جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 101، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
[9] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 176، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ.
[10] تفسير القرآن العظيم، 5/ 175.
[11] جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 18/ 112، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000م.
[12] جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 18/ 114.
[13] تفسير القرآن العظيم: ابن كثير، 5/ 176، تحقيق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، 1419هـ.
[14] جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 18/ 118.