نكت القرآن للقصاب *
الكاتب: أ.د. مساعد الطيار


"نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام"
للإمام الحافظ محمد بن علي القصاب، من علماء القرن الرابع والخامس.
حقَّق الكتاب الأفاضل:
1) د. علي بن غازي التويجري.
2) وإبراهيم بن منصور الجنيدل.
3) ود. شايع بن عبده بن شايع الأسمري.
وصدر عن دار ابن القيم ودار ابن عفان.
منهج المؤلف:
1) سار المؤلف على ترتيب السور، فبدأ بالفاتحة وختم بالناس.
2) لم يلتزم الطريقة المعتادة في تفسير السورة آية آية.
3) اعتمد المؤلف منهجًا فريدًا، حيث يذكر عنوانًا للآية التي سيتعرض للحديث عنها، فمثلاً في سورة التغابن ذكر العناوين الآتية:
· ذكر التأكيد، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} [التغابن: 9].
· ذكر الاحترازات، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14].
· ذكر الصبر على أذى الزوجة، وذكر تعليقه على قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} [التغابن: 14].
· المعتزلة، وذكر تعليقهم على قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} [التغابن: 16] الآيتين، وذكر الرد عليهم من هذه الآية.
وقد سار في أغلب كتابه على هذا الأسلوب، وحشد فيه جملة من المسائل الفقهية والعقدية واللطائف والمُلح، والرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة.
وقد قال في مقدمته؛ منبئًا عن مقصده في هذا الكتاب: "هذا كتاب نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام، والُمنبية -أي: المخبرة- عن اختلاف الأنام في أصول الدين وشرائعه، وتفصيله وجوامعه، وكل ما يحسن مقاصده، ويعظم فوائده من معنى لطيف في كل فن تدل عليه الآية من جليلها وغامضها، وظاهرها وعويصها، أودعته بعون الله تعالى كتابي هذا عدة على المخالفين، وحجة على المبتدعين ...".
والكتاب مليء بلطائف عجيبة، واستدلالات مطربة، ونفائس ودرر متناثرة في جنباته.
وأنقل لك مثالاً من هذا الكتاب:
قال القصاب: "دَعْوَى: وفي قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111] دليل على أنَّ كل مدعي دعوى محتاج إلى تثبيتها وإقامة البرهان عليها، ثم لا يقبل ذلك البرهان إلا أن يكون مأخوذًا عن الله -جل وتعالى- لقوله في الآية التي قبل هذه حيث ادعى القوم أن لا تمسهم النار إلا أيامًا معدودة: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 80]، فلم يصحح لهم دعواهم إلا بعهد يكون عنده، أو بضمان يسبق منه لهم؛ ليكون الارتياب زايلاً عن صحتها ومحققًا لها".
وبالجملة فالكتاب نفيس، وهو يدل على أن النظر الموضوعي، والنفَسَ التربوي، والتطبيق الواقعي للقرآن موجودًا في مصنفات العلماء، لكن كثيرًا منها لا زال مخبوءًا حبيس دور المخطوطات.
فنعم ما قدَّم المحققون لنا من تراث أئمتنا، وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور مساعد الطيار (http://www.attyyar.com/?action=articles_inner&show_id=3474).
نكت القرآن للقصاب * الكاتب: أ.د. مساعد الطيار "نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام" للإمام الحافظ محمد بن علي القصاب، من علماء القرن الرابع والخامس. حقَّق الكتاب الأفاضل: 1) د. علي بن غازي التويجري. 2) وإبراهيم بن منصور الجنيدل. 3) ود. شايع بن عبده بن شايع الأسمري. وصدر عن دار ابن القيم ودار ابن عفان. منهج المؤلف: 1) سار المؤلف على ترتيب السور، فبدأ بالفاتحة وختم بالناس. 2) لم يلتزم الطريقة المعتادة في تفسير السورة آية آية. 3) اعتمد المؤلف منهجًا فريدًا، حيث يذكر عنوانًا للآية التي سيتعرض للحديث عنها، فمثلاً في سورة التغابن ذكر العناوين الآتية: · ذكر التأكيد، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} [التغابن: 9]. · ذكر الاحترازات، وذكر فيه تعليقه على قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن: 14]. · ذكر الصبر على أذى الزوجة، وذكر تعليقه على قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} [التغابن: 14]. · المعتزلة، وذكر تعليقهم على قوله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} [التغابن: 16] الآيتين، وذكر الرد عليهم من هذه الآية. وقد سار في أغلب كتابه على هذا الأسلوب، وحشد فيه جملة من المسائل الفقهية والعقدية واللطائف والمُلح، والرد على المخالفين لأهل السنة والجماعة. وقد قال في مقدمته؛ منبئًا عن مقصده في هذا الكتاب: "هذا كتاب نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام، والُمنبية -أي: المخبرة- عن اختلاف الأنام في أصول الدين وشرائعه، وتفصيله وجوامعه، وكل ما يحسن مقاصده، ويعظم فوائده من معنى لطيف في كل فن تدل عليه الآية من جليلها وغامضها، وظاهرها وعويصها، أودعته بعون الله تعالى كتابي هذا عدة على المخالفين، وحجة على المبتدعين ...". والكتاب مليء بلطائف عجيبة، واستدلالات مطربة، ونفائس ودرر متناثرة في جنباته. وأنقل لك مثالاً من هذا الكتاب: قال القصاب: "دَعْوَى: وفي قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111] دليل على أنَّ كل مدعي دعوى محتاج إلى تثبيتها وإقامة البرهان عليها، ثم لا يقبل ذلك البرهان إلا أن يكون مأخوذًا عن الله -جل وتعالى- لقوله في الآية التي قبل هذه حيث ادعى القوم أن لا تمسهم النار إلا أيامًا معدودة: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 80]، فلم يصحح لهم دعواهم إلا بعهد يكون عنده، أو بضمان يسبق منه لهم؛ ليكون الارتياب زايلاً عن صحتها ومحققًا لها". وبالجملة فالكتاب نفيس، وهو يدل على أن النظر الموضوعي، والنفَسَ التربوي، والتطبيق الواقعي للقرآن موجودًا في مصنفات العلماء، لكن كثيرًا منها لا زال مخبوءًا حبيس دور المخطوطات. فنعم ما قدَّم المحققون لنا من تراث أئمتنا، وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * من الموقع الرسمي للأستاذ الدكتور مساعد الطيار (http://www.attyyar.com/?action=articles_inner&show_id=3474).
0