المص ( 1 )
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور
فيها إشارة إلى إعجاز القرآن;
فقد وقع به تحدي المشركين,
فعجزوا عن معارضته,
وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب.
فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله
- مع أنهم أفصح الناس-
على أن القرآن وحي من الله.
وهي تسمى الحروف المقطعة
أو الحروف النورانية
أو فواتح السور.
وقد ظهر لهذه الحروف الكثير جداً من الإعجاز العددي،
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 )
هذا القرآن كتاب عظيم أنزله الله عليك
- أيها الرسول-
فلا يكن في صدرك شك منه
في أنه أنزل من عند الله،
ولا تتحرج في إبلاغه والإنذار به،
أنزلناه إليك;
لتخوف به الكافرين
وتذكر المؤمنين.
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ( 3 )
اتبعوا - أيها الناس- ما أُنزل إليكم من ربكم
من الكتاب والسنة
بامتثال الأوامر واجتناب النواهي،
ولا تتبعوا من دون الله أولياء
كالشياطين والأحبار والرهبان.
إنكم قليلا ما تتعظون، وتعتبرون،
فترجعون إلى الحق.
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ( 4 )
وكثير من القرى أهلكنا أهلها بسبب مخالفة رسلنا وتكذيبهم،
فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا بذلِّ الآخرة،
فجاءهم عذابنا مرة وهم نائمون ليلا
ومرة وهم نائمون نهارًا.
وخَصَّ الله هذين الوقتين;
لأنهما وقتان للسكون والاستراحة،
فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشد.
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( 5 )
فما كان قولهم عند مجيء العذاب
إلا الإقرار بالذنوب والإساءة،
وأنهم حقيقون بالعذاب الذي نزل بهم.
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( 6 )
فلنسألن المرسل إليهم: ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟
ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم،
وعمَّا أجابتهم به أممهم.
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ( 7 )
فلَنقُصَّنَّ على الخلق كلهم ما عملوا
بعلم منا لأعمالهم في الدنيا
فيما أمرناهم به،
وما نهيناهم عنه،
وما كنا غائبين عنهم في حال من الأحوال.
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 )
ووزن أعمال الناس يوم القيامة
يكون بميزان حقيقي
بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه،
فمن ثقلت موازين أعماله
- لكثرة حسناته-
فأولئك هم الفائزون.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ( 9 )
ومن خَفَّتْ موازين أعماله
- لكثرة سيئاته-
فأولئك هم الذين أضاعوا حظَّهم من رضوان الله تعالى،
بسبب تجاوزهم الحد بجحد آيات الله تعالى
وعدم الانقياد لها.
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ ( 10 )
ولقد مكَّنَّا لكم - أيها الناس- في الأرض،
وجعلناها قرارًا لكم،
وجعلنا لكم فيها ما تعيشون به من مطاعم ومشارب،
ومع ذلك فشكركم لنعم الله قليل.
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( 11 )
ولقد أنعمنا عليكم بخلق أصلكم
- وهو أبوكم آدم من العدم-
ثم صوَّرناه على هيئته المفضلة على كثير من الخلق،
ثم أمرنا ملائكتنا عليهم السلام بالسجود له
- إكرامًا واحترامًا وإظهارًا لفضل آدم-
فسجدوا جميعًا،
لكنَّ إبليس الذي كان معهم لم يكن من الساجدين لآدم;
حسدًا له على هذا التكريم العظيم.
.
التفسير المُيَسَّر
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور
فيها إشارة إلى إعجاز القرآن;
فقد وقع به تحدي المشركين,
فعجزوا عن معارضته,
وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب.
فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله
- مع أنهم أفصح الناس-
على أن القرآن وحي من الله.
وهي تسمى الحروف المقطعة
أو الحروف النورانية
أو فواتح السور.
وقد ظهر لهذه الحروف الكثير جداً من الإعجاز العددي،
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 )
هذا القرآن كتاب عظيم أنزله الله عليك
- أيها الرسول-
فلا يكن في صدرك شك منه
في أنه أنزل من عند الله،
ولا تتحرج في إبلاغه والإنذار به،
أنزلناه إليك;
لتخوف به الكافرين
وتذكر المؤمنين.
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ( 3 )
اتبعوا - أيها الناس- ما أُنزل إليكم من ربكم
من الكتاب والسنة
بامتثال الأوامر واجتناب النواهي،
ولا تتبعوا من دون الله أولياء
كالشياطين والأحبار والرهبان.
إنكم قليلا ما تتعظون، وتعتبرون،
فترجعون إلى الحق.
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ( 4 )
وكثير من القرى أهلكنا أهلها بسبب مخالفة رسلنا وتكذيبهم،
فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا بذلِّ الآخرة،
فجاءهم عذابنا مرة وهم نائمون ليلا
ومرة وهم نائمون نهارًا.
وخَصَّ الله هذين الوقتين;
لأنهما وقتان للسكون والاستراحة،
فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشد.
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( 5 )
فما كان قولهم عند مجيء العذاب
إلا الإقرار بالذنوب والإساءة،
وأنهم حقيقون بالعذاب الذي نزل بهم.
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( 6 )
فلنسألن المرسل إليهم: ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟
ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم،
وعمَّا أجابتهم به أممهم.
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ( 7 )
فلَنقُصَّنَّ على الخلق كلهم ما عملوا
بعلم منا لأعمالهم في الدنيا
فيما أمرناهم به،
وما نهيناهم عنه،
وما كنا غائبين عنهم في حال من الأحوال.
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 )
ووزن أعمال الناس يوم القيامة
يكون بميزان حقيقي
بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه،
فمن ثقلت موازين أعماله
- لكثرة حسناته-
فأولئك هم الفائزون.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ( 9 )
ومن خَفَّتْ موازين أعماله
- لكثرة سيئاته-
فأولئك هم الذين أضاعوا حظَّهم من رضوان الله تعالى،
بسبب تجاوزهم الحد بجحد آيات الله تعالى
وعدم الانقياد لها.
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ ( 10 )
ولقد مكَّنَّا لكم - أيها الناس- في الأرض،
وجعلناها قرارًا لكم،
وجعلنا لكم فيها ما تعيشون به من مطاعم ومشارب،
ومع ذلك فشكركم لنعم الله قليل.
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( 11 )
ولقد أنعمنا عليكم بخلق أصلكم
- وهو أبوكم آدم من العدم-
ثم صوَّرناه على هيئته المفضلة على كثير من الخلق،
ثم أمرنا ملائكتنا عليهم السلام بالسجود له
- إكرامًا واحترامًا وإظهارًا لفضل آدم-
فسجدوا جميعًا،
لكنَّ إبليس الذي كان معهم لم يكن من الساجدين لآدم;
حسدًا له على هذا التكريم العظيم.
.
التفسير المُيَسَّر
المص ( 1 )
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور
فيها إشارة إلى إعجاز القرآن;
فقد وقع به تحدي المشركين,
فعجزوا عن معارضته,
وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب.
فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله
- مع أنهم أفصح الناس-
على أن القرآن وحي من الله.
وهي تسمى الحروف المقطعة
أو الحروف النورانية
أو فواتح السور.
وقد ظهر لهذه الحروف الكثير جداً من الإعجاز العددي،
كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 )
هذا القرآن كتاب عظيم أنزله الله عليك
- أيها الرسول-
فلا يكن في صدرك شك منه
في أنه أنزل من عند الله،
ولا تتحرج في إبلاغه والإنذار به،
أنزلناه إليك;
لتخوف به الكافرين
وتذكر المؤمنين.
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ( 3 )
اتبعوا - أيها الناس- ما أُنزل إليكم من ربكم
من الكتاب والسنة
بامتثال الأوامر واجتناب النواهي،
ولا تتبعوا من دون الله أولياء
كالشياطين والأحبار والرهبان.
إنكم قليلا ما تتعظون، وتعتبرون،
فترجعون إلى الحق.
وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ( 4 )
وكثير من القرى أهلكنا أهلها بسبب مخالفة رسلنا وتكذيبهم،
فأعقبهم ذلك خزي الدنيا موصولا بذلِّ الآخرة،
فجاءهم عذابنا مرة وهم نائمون ليلا
ومرة وهم نائمون نهارًا.
وخَصَّ الله هذين الوقتين;
لأنهما وقتان للسكون والاستراحة،
فمجيء العذاب فيهما أفظع وأشد.
فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ( 5 )
فما كان قولهم عند مجيء العذاب
إلا الإقرار بالذنوب والإساءة،
وأنهم حقيقون بالعذاب الذي نزل بهم.
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( 6 )
فلنسألن المرسل إليهم: ماذا أجبتم رسلنا إليكم؟
ولنسْألَنَّ المرسلين عن تبليغهم لرسالات ربهم،
وعمَّا أجابتهم به أممهم.
فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ( 7 )
فلَنقُصَّنَّ على الخلق كلهم ما عملوا
بعلم منا لأعمالهم في الدنيا
فيما أمرناهم به،
وما نهيناهم عنه،
وما كنا غائبين عنهم في حال من الأحوال.
وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 )
ووزن أعمال الناس يوم القيامة
يكون بميزان حقيقي
بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه،
فمن ثقلت موازين أعماله
- لكثرة حسناته-
فأولئك هم الفائزون.
وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ( 9 )
ومن خَفَّتْ موازين أعماله
- لكثرة سيئاته-
فأولئك هم الذين أضاعوا حظَّهم من رضوان الله تعالى،
بسبب تجاوزهم الحد بجحد آيات الله تعالى
وعدم الانقياد لها.
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ ( 10 )
ولقد مكَّنَّا لكم - أيها الناس- في الأرض،
وجعلناها قرارًا لكم،
وجعلنا لكم فيها ما تعيشون به من مطاعم ومشارب،
ومع ذلك فشكركم لنعم الله قليل.
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( 11 )
ولقد أنعمنا عليكم بخلق أصلكم
- وهو أبوكم آدم من العدم-
ثم صوَّرناه على هيئته المفضلة على كثير من الخلق،
ثم أمرنا ملائكتنا عليهم السلام بالسجود له
- إكرامًا واحترامًا وإظهارًا لفضل آدم-
فسجدوا جميعًا،
لكنَّ إبليس الذي كان معهم لم يكن من الساجدين لآدم;
حسدًا له على هذا التكريم العظيم.
.
التفسير المُيَسَّر