يقول الحافظ الحكمي رحمه الله:

هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ يَقْرَؤُهُ ** كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ بالكَلِمِ

هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ الْ ** ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى لَمُعْتَصِمِ

هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ ** تَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ مُنْبَهِمِ

هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ ** هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ عَمِي

هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى ** وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن سَقَمِ

لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ عَمِلُوا ** بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ حِكَمِ

أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو عَمًى ** لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ عُمِي

فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ لَهُ ** خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ والنِّعَمِ

كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ إلَى ** دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ والألَمِ

وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ أنَّهُما ** ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ الغَمَمِ

وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ ** مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ

والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ويُلْبِسُهُ ** تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ

يُقالُ اقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ الْ ** جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ النَّعِمِ

وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ كُسِيَتْ ** لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ تَقُمِ

قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ بِما ** أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي النِّعَمِ

كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ مُعْجِزَةً ** دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ

لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا غِيَرٌ ** وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ

مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ ** مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ

فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ نَبَأٍ ** عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن الأمَمِ

فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ بِهِ ** وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ إرَمِ

وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ هلْ ** تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ مُنْفَصِمِ

أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ لَهُ ** أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ يَلُمِ

أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن هِدايَتِهِ ** جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ نُظُمِ

أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ عِبَرٌ ** وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي صَمَمِ

لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ لِتَسْمَعَهُ ** إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم لِقَوْمِهِمِ

اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن عِبَرٍ ** ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن حِكَمِ

واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ بلاغَتُهُ ** وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ والعَجَمِ

كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي مُعارَضَةً ** فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ والرَّغَمِ

هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما قَصَدُوا ** وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا بِذُلِّهِمِ

خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ وُجُوهُهُمُ ** زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ القِيَمِ

كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ وهُمْ ** أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ كُلِّهِمِ

بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ واحدةٍ ** فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ يُرَمِ

الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ اجْتمعوا ** بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ

أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ قائِلُهُ ** سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له وسَمِي

مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا تَصَوَّرَهُ ** نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ

بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ ** وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ الفَهِمِ

واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ شاهِدَةٌ ** والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ والعَجَمِ
يقول الحافظ الحكمي رحمه الله: هُوَ الكِتابُ الذي مَن قامَ يَقْرَؤُهُ ** كَأنَّما خاطَبَ الرَّحْمَنَ بالكَلِمِ هُوَ الصِّراطُ هُو الْحَبْلُ الْمَتِينُ هُوَ الْ ** ميزانُ والعُرْوَةُ الوُثْقَى لَمُعْتَصِمِ هُو البَيانُ هُو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ هُوَ التْ ** تَفْصِيلُ فاقْنَعْ بِهِ فِي كُلِّ مُنْبَهِمِ هُو البَصائِرُ والذكرَى لِمُدَّكِرٍ ** هو الْمواعِظُ والبُشْرى لِغَيرِ عَمِي هُو الْمُنَزَّلُ نُورًا بَيِّنًا وهُدًى ** وهو الشِّفاءُ لِما فِي القَلْبِ مِن سَقَمِ لَكَنَّهُ لِأُولِي الإيمانِ إذْ عَمِلُوا ** بِما أتَى فِيه مِنْ عِلْمٍ ومِنْ حِكَمِ أمَّا عَلى مَن تَوَلّى عنه فهو عَمًى ** لِكَوْنِهِ عَنْ هُداهُ الْمُسْتَنيرِ عُمِي فمَنْ يُقِمْهُ يَكُنْ يَومَ الْمَعادِ لَهُ ** خَيرَ الإِمامِ إلَى الفِرْدَوسِ والنِّعَمِ كمَا يَسُوقُ أولِي الإِعْراضِ عنهُ إلَى ** دارِ الْمَقامِعِ والأَنْكالِ والألَمِ وقَدْ أتَى النصُّ في الطُّولَيْنِ أنَّهُما ** ظِلٌّ لِتالِيهِما فِي مَوْقِفِ الغَمَمِ وأنَّه فِي غَدٍ يَأتِي لِصاحِبِهِ ** مُبَشِّرًا وحَجِيجًا عَنْهُ إنْ يَقُمِ والْمُلْكَ والْخُلْدَ يُعْطِيهِ ويُلْبِسُهُ ** تاجَ الوَقارِ الإِلهُ الْحَقُّ ذو الكَرَمِ يُقالُ اقْرَأْ ورَتِّلْ وارْقَ فِي غُرَفِ الْ ** جَناتِ كيْ تَنْتَهِي لِلْمَنْزِلِ النَّعِمِ وحُلَّتانِ مِن الفِرْدَوسِ قَدْ كُسِيَتْ ** لِوالِدَيْهِ لَها الأكْوانُ لَمْ تَقُمِ قالَا بِماذا كُسِيناهَا فقيلَ بِما ** أقْرَأْتُمَا ابْنَكُما فاشْكُرْ لِذِي النِّعَمِ كَفَى وحَسْبُكَ بالقُرْآنِ مُعْجِزَةً ** دامَتْ لَدَيْنَا دومًا غيْرَ مُنْصَرِمِ لَمْ يَعْتَرِهْ قطُّ تَبْدِيلٌ ولا غِيَرٌ ** وَجَلَّ فِي كَثْرَةِ التَّرْدادِ عنْ سَأَمِ مُهَيْمِنًا عَرَبِيًّا غَيرَ ذِي عِوَجٍ ** مُصَدِّقًا جاءَ فِي التَّنْزِيلِ فِي القِدَمِ فيهِ التفاصِيلُ للأحْكامِ مَعْ نَبَأٍ ** عمَّا سَيأتِي وعنْ ماضٍ مِن الأمَمِ فانْظُرْ قَوارِعَ آياتِ الْمَعادِ بِهِ ** وانْظُرْ لِما قَصَّ عَنْ عادٍ وعنْ إرَمِ وانْظُرْ بهِ شَرْحَ أحْكامِ الشَّريعَةِ هلْ ** تَرى بِها مِن عَويصٍ غَيرِ مُنْفَصِمِ أمْ مِن صَلاحٍ ولَمْ يَهْدِ الأنامَ لَهُ ** أمْ بابُ هلْكٍ ولَمْ يَزْجُرْ ولَمْ يَلُمِ أمْ كانَ يُغْنِي نَقِيرًا عن هِدايَتِهِ ** جَميعُ ما عندَ أهلِ الأرضِ مِنْ نُظُمِ أخبارُهُ عِظَةٌ أمثالُهُ عِبَرٌ ** وكُلُّهُ عَجَبٌ سُحْقًا لِذِي صَمَمِ لَمْ تَلْبَثِ الْجِنُّ إذْ أصْغَتْ لِتَسْمَعَهُ ** إنْ بادَرُوا نُذُرًا مِنْهم لِقَوْمِهِمِ اللهُ أكْبَرُ ما قدْ حازَ مِن عِبَرٍ ** ومِن بَيانٍ وإعْجازٍ ومِن حِكَمِ واللهُ أكْبَرُ إذْ أعْيَتْ بلاغَتُهُ ** وحُسْنُ تَرْكِيبِهِ للعُرْبِ والعَجَمِ كمْ مُلْحِدٍ رامَ أن يُبْدِي مُعارَضَةً ** فعَادَ بالذُّلِّ والْخُسْرانِ والرَّغَمِ هيْهاتَ بُعْدًا لِما رامُوا وما قَصَدُوا ** وما تَمَنَّوْا لَقَدْ بَاؤُوا بِذُلِّهِمِ خابَتْ أمانِيهِمْ شاهَتْ وُجُوهُهُمُ ** زَاغَتْ قُلوبُهُمُ عنْ هَدْيِهِ القِيَمِ كَمْ قَدْ تَحدَّى قريشًا في القديمِ وهُمْ ** أهلُ البلاغةِ بينَ الخَلْقِ كُلِّهِمِ بِمِثْلِهِ وبِعَشْرٍ ثمَّ واحدةٍ ** فلَمْ يَرُومُوهُ إذْ ذا الأمرُ لَمْ يُرَمِ الجنُّ والإنسُ لم يأتوا لَوِ اجْتمعوا ** بِمِثْلِهِ ولَوِ انْضَمُّوا لِمِثْلِهِمِ أنَّى وكيْفَ وربُّ العَرْشِ قائِلُهُ ** سبْحانَهُ جلَّ عنْ شِبْهٍ له وسَمِي مَا كان خَلْقًا ولا فَيْضًا تَصَوَّرَهُ ** نَبِيُّنا لا ولا تَعبيرَ ذِي نَسَمِ بلْ قالَهُ ربُّنا قوْلا وأنْزَلَهُ ** وَحْيًا عَلى قلْبِهِ الْمُسْتَيْقِظِ الفَهِمِ واللهُ يَشْهَدُ والأملاكُ شاهِدَةٌ ** والرُّسْلُ معْ مُؤْمِنِي العُرْبَانِ والعَجَمِ
0