انتشار ترجمات معاني القرآن الكريم في مشرق العالم ومغربه
بقلم : السيد أحمد أبو الفضل عوض الله
(مجلة البحوث الإسلامية بإشراف ومسؤولية الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية - العدد الثلاثون - الإصدار : من ربيع الأول إلى جمادى الثانية لسنة 1411هـ)
لقد كان ظهور الإسلام حدثا عالميا أوجد حركة إنسانية كبرى ، ترتبت عليها نتائج ضخمة لم تقف عند الحدود الجغرافية للبلاد التي شهدت بوادره الأولى ، بل لقد تجاوزت هذه الحدود إلى ما وراءها . واستمرت تفاعلاتها الفكرية تنتقل من بلد إلى آخر ، ومن زمن إلى زمن ، حتى فرضت نفسها على تطور الحضارة العالمية ، وأصبحت إحدى الظواهر الأساسية لتطلع الإنسان إلى حياة أفضل ، وبذلك لم يجد أهل العلم من رجال الفكر على تباين لغاتهم ومذاهبهم بدا من العودة إلى الكتاب الذي ضم بين دفتيه شعائر هذا الدين وأركانه ، للاطلاع عليه ودراسته وتدبره وتمحيصه . ومن ثم أصبحت ترجمة معاني القرآن ، هذا الكتاب الخالد الذي لا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الترداد ، هكذا أصبحت ترجمة معاني القرآن الكريم هدفا لمحاولات جادة قام بها العلماء في مشرق العالم ومغربه ، ولا تزال هذه المحاولات قائمة حتى الآن ، وكلها تسعى إلى ترجمة النص العربي لمعاني القرآن الكريم ونقله إلى لغات العالم الحية بقدر الإمكان .
ولسنا هنا بصدد تحليل هذه الترجمات ومناقشتها في قربها أو بعدها عن الغرض الذي تسامت إليه ، وإنما نريد أن نعطي القارئ عرضا تاريخيا لهذا الموضوع الخطير ، ونضع بين يدي المهتمين بالدراسات القرآنية تعريفا بهؤلاء الأشخاص الذين ندبوا أنفسهم للتصدي لهذا العمل الجليل . ولا نزاع أن الترجمة الحرفية للقرآن الكريم ستبقى الضالة المنشودة ، كما أنها ستبقى الغاية التي لن تدرك ؛ لأن ترجمة الوحي الإلهي الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليست بالأمر الهين ، وفي ذلك يقول المستشرق الألماني " فيشر " : " لا يداخل الذين تعمقوا في أسرار العربية شك في أنه لا يوجد بين تراجم القرآن ، سواء أكانت كاملة أم قاصرة على بعض آيات منه - ترجمة تفي بالمطالب اللغوية الدقيقة " .
القرآن الكريم في أوروبا :
إن التواتر الدائم الذي كانت تتميز به العلاقات بين الإسلام والنصرانية لا سيما في أثناء الحروب الصليبية وبعدها ، كان يقف حجر عثرة يحول دون اطلاع الأوربيين على القرآن الكريم ، سواء بغلته العربية الأصيلة أو مترجما إلى إحدى اللغات الأوربية السائدة .
وعندما أقدم العالم الإيطالي " باكانين " على طبع القرآن الكريم في مدينة البندقية سنة 1530 ميلادية ، بادر البابا بولس الثالث [ 1534 - 1537 م ] إلى إصدار الأمر المشدد بإتلاف كافة النسخ المطبوعة في الحالة . غير أن البابا الكسندر السابع [ 1555 -1567 ] عاد فألغى أمر الباب السابق وسمح بطبع القرآن الكريم لمن شاء كما سمح بترجمته والقيام بدراسته .
أول ترجمة للقرآن الكريم في أوربا .
إن أول ترجمة للقرآن الكريم في أوربا كانت بإشارة من بطرس المحترم abbot GLUG ny petrus venerabilis رئيس دير كلوني المتوفى سنة 1157 ميلادية فبعد قيامه برحلة إلى إسبانيا بين سنتي 1141 - 1143 م وبمساعدة ريمون الطليطلي كما هو مظنون ، ألف لجنة رأسها روبرت الراتيني ( إنجليزي ) Robert of Ratina الذي كان يشغل منصب رئيس الشمامسة بمدينة بمبلونا يساعده راهب ألماني يدعى هرمان Hermann ورجل آخر اسمه بطرس الطيطلي ويرجح أن هذا الأخير هو المترجم الحقيقي لمعاني القرآن الكريم إذ كان يتقن العربية اتقانا تاما .
وتمت هذه الترجمة حوالي سنة 1143 م ، وأرسلت بعد إنجازها إلى رئيس دير كلوني العام برندوس الذي وضعها تحت تصرف رجال الكنيسة ليستفيدوا منها في استكمال دراساتهم اللاهوتية أو القيام بأعمال التبشير وكان ظهور هذه الترجمة بعد الحملة الصليبية بأربع سنوات .
وقد ذكر هذه الترجمة المفهرس الألماني شتور في الصفحة ( 421 : 427 ) من الفهرس الذي وضعه بعنوان " المكتبة العربية " وكذلك أشار إليها مفهرس ألماني آخر هو " بيفان مولر " في الصفحة ( 213 ) والجدير بالذكر أن هذه الترجمة بالذات هي التي طبعها تيودور بيبلنياندر Theodor Bibilander : في بازل سنة 1543 ونقلت بعد ذلك إلى الإيطالية والألمانية والهولندية .
وقد ظهرت فيما بعد طبعات أخرى لترجمة بيبلياندر وذلك سنة 1550م م سسنة 1721م في مدينة ليبزج EBZIG كما طبع في هذه المدينة أيضا ترجمة لاتينية لمعاني القرآن الكريم مع أصله العربي سنة 1768 قام بها جوستاس فريد ريكوس فورياب justas وثمة اعتقاد بأن الكتاب الذي نشره العالم الإيطالي " أندريا اريفايانيه سنة 1547م بعنوان : " قرآن محمد L ، alcorno de Macometto " لم يكن في الواقع سوى الترجمة الإيطالية من الأصل اللاتيني الذي وضعه كما ذكرنا من قبل روبرت الراتيني ، وهذه الترجمة بالذات هي التي نقلت فيما بعد إلى الألمانية وطبعت سنة 1616م ، وإلى الهولندية سنة 1647م وطبعت في هامبورج .
ولقد ترجمت معاني القرآن الكريم مرة أخرى إلى اللاتينة على يد الأب بولس لويس مراكشي owis Marracciوذلك سنة 1698م وقد تضمنت هذه الترجمة الأصل العربي والترجمة اللاتينية والألفاظ المصححة .
ومن الطريف أن رجال الدين النصارى في أوربا حاربوا القرآن الكريم ، عن طريق إطلاق الشائعات بأن من يطبعه أو يحاول طبعه فإنه يلاقي الموت الزؤام قبل أن يحل أجله الطبيعي .
القرآن الكريم في ألمانيا :
على أنه على الرغم من حرب الأعصاب التي شنتها الكنيسة على أتباعها ، لكي تصرفهم عن الاهتمام بطبع القرآن الكريم ، فإنه ما إن حل القرن السابع عشر للميلاد حتى ظهر هذا الكتاب المقدس في ألمانيا نفسها على يد المستشرق " هيابل " الذي نقله إلى الألمانية عن الترجمة الإيطالية للنسخة الأصلية التي وضعت في الأساس باللغة اللاتينية .
محاولات ألمانية لتعميم طبع القرآن الكريم في ألمانيا .
ولقد جرت في ذلك الزمن عدة محاولات جادة لتعميم طبع القرآن الكريم في ألمانيا ، يقول المؤرخ الألماني المعروف " ولهلم ايرنست تينتزل من مدينة جونا " في أحد أعداد مجلته الشهرية " مكالمات شهرية يا أصدقاء " الصادرسنة 1662م : " علمنا من البروفسور يوهان أندرياس دانتز ، أستاذ اللغات الشرقية أنه مزمع على طبع القرآن باللغة العربية . . وقد ذكر " فون أوست " بفايفر من لوبيك بألمانيا عن طبعات القرآن وذلك في مقدمة كتابه " علوم الدين في اليهودية والإسلام " الذي ظهر سنة 1687م ، في هذا الوقت الذي يسعى فيه كثيرون من الذين يدرسون اللغات الشرقية وعلومها للحصول على نسخ مطبوعة للقرآن ، تقرر طباعة مجموعة جديدة للقرآن . . . ولكن هذا الحلم لم يتحقق آنذاك لصعوبات وقفت في وجه كل من الرجلين ا . هـ " .
أول طبعة للقرآن الكريم في ألمانيا :
كانت أول طبعة لترجمة معاني القرآن الكريم في ألمانيا باللاتينية ، ثم تلتها ترجمات أخرى إحداها لسكويجر ( schweigger ) وكانت عن الإيطالية طبعت في نورنبرج سنة 1616م ، وفي سنة 1693 م ، سنحت الفرصة للناشر هينكلمان في ألمانيا فتم له طبع القرآن الكريم سفر 1694م . وتقع هذه الطبعة في 560 صفحة بحجم 17 . 5 X 21 . 5 سم ، ولقد لقي هينكلمان الاحترام من الجميع ، وفي مقدمة هذه الطبعة التي بلغ عدد صفحاتها 80 صفحة ضمن هينكلمان آراءه الشخصية في الآداب والعلوم الشرقية بالعربية ، وفي نهاية هذه المقدمة أبدى أسفه لقلة ما يعرفه الأوربيون بصورة عامة عن العرب واللغة العربية . ولا تزال نسختان من طبعة هينكلمان للقرآن الكريم موجودتين في ألمانيا إحداهما في المكتبة العامة بمدينة هامبورج والأخرى بمكتبة جامعتها .
طبعات قديمة للقرآن الكريم في ألمانيا :
ثم توالت طبعات القرآن الكريم في ألمانيا ، ومن ذلك طبعة لفردريك مجرلين ( Fredrick Megrerlin ) التي صدرت في فرانكفورت سنة 1772م وطبعة ترجمة سيل ( Sale ) الإنجليزية التي نقلها إلى الألمانية ثيو أرنولد ( Theo Arnold ) التي طبعت في لمجو ( Lemgo ) سنة 1746 م . على أن أحسن الترجمات الألمانية هي التي قام بها بويسون ( Beyson ) سنة 1773 م ، وهي التي نقحها فيما بعد وهل ( G . Wahl ) سنة 1828م ، وهناك طبعة أولمان ( ( Uilmannسنة 1953م والتي أعيد طبعها عدة مرات .
عرض سريع للترجمات الأوربية والشرقية لمعاني القرآن الكريم :
الفرنسية ترجم معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية أندرو راير ( Andreo Du Ryer ) الذي كان يعمل قنصلا عاما لفرنسا في مصر ، وكانت له معرفة طيبة باللغتين التركية والعربية ، وطبعت ترجمة عام 1647م وفي سنة 1783 طبعت ترجمة سفاري Savaryثم تلا ذلك ترجمة كازيميرسكي KASIMIRSKIالتي طبعت مرتين سنة1840 م ، 1841م ثم طبعة ثالثة سنة 1875م .
وفي سنة 1852 طبعت ترجمة يونية .
السويدية : في سنة 1874م تولى تورنبرج ( G . G . Tomberg ) ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السويدية .
الأسبانية : في القرن الثالث عشر الميلادي طلب الفونس العاشر أن تترجم معاني سورة الإسراء إلى اللغة الإسبانية ، فقام بهذا العمل طبيبه الخاص الدون إبراهيم ، وقد نقلت هذه الترجمة إلى الفرنسية بواسطة بونا فنتورا دي سيف Bonna Ventura A save .
الهولندية : وأول ترجمة هولندية نقلت عن ترجمة سكويجر ( Schweigger ) طبعت في هامبورج سنة1641م ، ثم ترجمة جلاماكر ( J . H . Glasemaker ) الذي اعتمد فيها على ترجمة راير الفرنسية وقد طبعت في ليدن ( Leyden ) سنة 1658م ثم طبعت هذه الترجمة مرتين إحداهما في سنة 1698 م وأخرى سنة 1734م .
وفي سنة 1806 م قام بترجمة معاني القرآن الكريم الدكتور كيزر ( Keyser ) الذي كان يتولى تدريس الشريعة الإسلامية بجامعة دلفت ( Deleft ) وطبعت هذه الترجمة باللغة الهولندية في مدينة هارلم .
الروسية : وفي سنة 1776م . ظهرت ترجمة روسية لمعاني القرآن الكريم في مدينة بتراجراد ( لينينجراد اليوم ) .
الإيطالية : وفي سنة 1547م قام أندر أريفابين ( Ander Arivaben ) بنقل ترجمة بيبلياندر اللاتينية إلى الإيطالية . ومن الترجمات الإيطالية ترجمة أكيلو فاراكسي ( ( Aquilio Fracassiأحد أساتذة الفنون الملكية بميلانو سنة 1914م ، وقدم لها بمقدمة عن التراجم الإيطالية القديمة مع ملخص للسور وشرح أسمائها .
الإنجليزية : كانت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية هي التي قام بها الكسندر روس ( Alexander Ross ) التي نقلها عن ترجمة راير الفرنسية ثم ترجمة الدكتور سيل ( Sale ) وهذا الأخير نقلها عن العربية مباشرة سنة 1734 م ؛ وقد طبعت هذه الترجمة عدة مرات مع مقدمة مسهبة تحت عنوان " مقالة في الإسلام " وقد وضع المترجم على هامش ترجمته بعض التفاسير عن البيضاوي وكذلك ترجم معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية القسيس رودويل ( Rodwell ) وهو إنجليزي وجعل ترجمته وفقا لترتيب نزول الآيات تاريخيا ، وقد طبعت هذه الترجمة على الحجر على هامش القرآن الكريم سنة 1833م .
وقد حاول ريتشارد برتن مع آخرين ترجمة معاني القرآن الكريم بالسجع الشعري ونشرت أجزاء من هذه الترجمة في مجلة أدنبرج سنة 1866م .
بلغة الاسبرانتو العالمية : وقد قام بهذه الترجمة خالد شلدريك ( Khalid Sheldrake ) وظهر بعضها في مجلة إسلاميك ريفيوا وفيما يلي سورة الفاتحة بهذه اللغة .
AL FATHA PRO LA SURA NOMO de dio la indugema and IMALSEVSRA Laudo esto al dio la majstro de la mondoj Plena de kompato Rego en la Tago de lajogo Al vi Servu ni Kaj al vi ni prgu Konduleo nin en la gusta vojo Ne de Tiujj Kiu Koleras Kontrau via vola Ne de tiujj eraras Amin
الترجمات الشرقية لمعاني القرآن الكريم .
الفارسية : إن هذه اللغة هي أول ما ترجمت إليه معاني القرآن الكريم من اللغات ، وقد ذكر الفقيه الكبير شمس الأئمة السرخسي في كتابه المبسوط ( ص73 ) أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله روى أن الفرس كتبوا إلى مواطنهم سلمان رضي الله عنه أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية . فكانوا يقرأون ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم العربية ، وبذلك تكون هذه الترجمة أقدم ما عرف على الإطلاق من ترجمات معاني القرآن الكريم .
وذكر الجاحظ في " البيان والتبيين " أن موسى بن سيار الأسواري المتوفى سنة 255 هجرية كان يدرس تفسير القرآن الكريم بالفارسية . ووصل إلينا ترجمة معاني القرآن الكريم على أيدي علماء ما وراء النهر سنة 345هجرية للملك منصور بن نوح الساماني وأضافوا إلى الترجمات تفسير الطبري المتوفى سنة 310 هجرية .
وفي العصور الحديثة ظهرت نسخة فارسية وعربية وجزءان طبع كل منهما سنة 1831م وأشار برونيه ( BRUNET ) إلى ترجمة فارسية أخرى في أصفهان ، وقد طبعت خصيصا للشاه رافع الدين ترجمة فارسية وعلى هامشها تفسير باللغتين الفرنسية والأوردية ( لغة الهند ) وباكستان .
السريانية : وأول ما ترجم القرآن الكريم من غير المسلمين هم السريان ؛ فقد عثر على كتاب جدل ، فيه ترجمة لمعاني آيات القرآن بالسريانية ، وهو مخطوط على رق ، لا تزال محفوظة في مكتبة منشستر بإنجلترا ، ويقول الأستاذ مانكانا : إن " هذه الترجمة هي من وضع بارصليبي المعاصر للحجاج بن يوسف ، أي في الثلث الثالث من القرن الأول للهجرة " .
العبرية : ذكرت دائرة المعارف اليهودية أنه توجد بعض ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية وأن بعض أجزاء من هذه الترجمات توجد في المكتبة البودلية ( BODELLIAN ( بأكسفورد بإنجلترا تحت رقم 1221 . وفي فهرست تلك المكتبة ، عنوان لكتاب عبراني يشتمل في آن واحد على التوراة والترجوم والقرآن الكريم .
وقد ترجم معاني القرآن الكريم من اللاتينية إلى العبرانية يعقوب بن إسرائيل حاخام زنتى سنة1634م ، ثم ترجمه هرمان ريكندوف ( HERMANN REEKENDORF ) وطبع في ليبزج سنة 1857م .
الأوردية ( الهندية ) أقدم الترجمات الأوردية قام بها الشيخ عبد القادر بن الشاه ولي الله ، طبعت في دلهي سنة 1790م ، وظهرت في طبعات مختلفة مع الأصل العربي ، وترجم معاني القرآن الكريم إلى الأوردية كذلك الدكتور عماد الدين أمرتسار ( AMRITSAR ) : وقد طبعت ترجمته في " الله أباد " وهي أول طبعة بحروف أوردية أفرنجية . وهناك طبعة 1315 هـ اسمها : ( القرآن الكريم ) وفيها الأصل العربي وترجمته بالفارسية والأوردية .
البنجالية ( الهند ) : في سنة 1908م بدأ القس ( وليم جلود ساك ) ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة بنجالي في الهند .
الجاوية : ترجمت معاني القرآن الكريم إلى لغة مالي بجاوة مع تفسير البيضاوي ، وظهرت ترجمته باللغة الجاوية سنة 1913م لرجل كان يسمي نفسه خادم سلطان تركيا .
التركية : كان السلطان عبد الحميد الثاني يمنع منعا باتا ترجمة معاني القرآن إلى اللغة التركية ، وبعد إعلان الدستور سنة 1908م بدأ بعض الكتاب الأتراك في ترجمته إلى اللغة التركية وسط مقاومة بعض المتمسكين من المحافظين على القديم ، وأول ترجمة من هذا النوع ظهرت لإبراهيم حلمي ، كما ظهرت كذلك ترجمة أخرى في المجلة التركية ( إسلام مجموعة س ) لمحررها سليم ثابت بقلم رجل كان يوقع اسمه : خ . ن .
ولا بد من الملاحظة بأن هذه الترجمات الشرقية لم تكن في الواقع ترجمة بالمعنى المفهوم من هذه الكلمة بل هي عبارة عن تفسير لآيات القرآن الكريم ومن هذا القبيل ما وضع كل من فرجنيل ( M . F Fargenal ) وبوفات ( M . BOUVAT ) من شرح للقرآن الكريم باللغة الصينية في مجلة ريفودي موند مسلمان ( ( Reveue de Monde Musulman ( جزء 4 ص540 ) .
قائمة باللغة التي ترجمت إليها معاني القرآن وعدد كل منها
عددها
1 - أرغونية 1
2 - أسوجية 6
3 - أفريقانية ( لهجة من الونديزية بالحرف العربي ) 4
4 - ألبانية 2
5 - الخميادو ( إسبانية بالحرف العربي ) 35
6 - ألمانية 42
7 - إنجليزية 57
8 - أوكرانية 1
9 - ايسبرانتو 1
10 - برتغالية 4
11 - بلغارية 2
12 - بشنافية ( يوغسلافية بالحرف العرب ) 2
13 - بولونية لاتيني بالعربي 7
14 - بوهيمية من تشيكوسلافاكية 3
15 - تركية - باللاتيني بالإيفور القديم 3 قطعات بالعربي ( في فهرست د . يشاء ) 60 تقريبا
16 - دانماركية 3
17 - روسية 11
18 - رومانية 1
19 - إيطالية 11
20 - فرنسية 33
21 - فنلندية 1
22 - لاتينية 42
23 - مجرية ( هنجارية ) 6
24 - نوريجية 1
25 - ولنديزية 7
26 - أسبانية ( باللاتيني ) 18
27 - اليونانية 3
بعد هذا العرض التاريخي لترجمات معاني القرآن الكريم في اللغات المختلفة . فإني أهيب بعلماء المسلمين في أنحاء العالم العربي والإسلامي كافة وبخاصة في المملكة العربية السعودية إلى جمع ترجمات معاني القرآن الكريم من مظانها ودراستها ومراجعتها وتمحيصها بالاستعانة بنخبة مصطفاة من المترجمين المسلمين النابهين في اللغتين العربية واللغات المترجم إليها ، وذلك لتدارك ما قد يكون قد وقع سهوا أو لعدم قدرة المترجم وتمكنه من النقل عن العربية من أخطاء طباعية أو نتيجة لعدم قدرة المترجم على فهم أسرار اللغة العربية وسبر أغوارها التي قد تخفى أحيانا على أهلها والناطقين بها . وهذه دعوة أرجو أن تجد سبيلها إلى أسماع قادة المسلمين والمحافظين على كتابها الأعظم والله من وراء القصد .
انتشار ترجمات معاني القرآن الكريم في مشرق العالم ومغربه
بقلم : السيد أحمد أبو الفضل عوض الله
(مجلة البحوث الإسلامية بإشراف ومسؤولية الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية - العدد الثلاثون - الإصدار : من ربيع الأول إلى جمادى الثانية لسنة 1411هـ)
لقد كان ظهور الإسلام حدثا عالميا أوجد حركة إنسانية كبرى ، ترتبت عليها نتائج ضخمة لم تقف عند الحدود الجغرافية للبلاد التي شهدت بوادره الأولى ، بل لقد تجاوزت هذه الحدود إلى ما وراءها . واستمرت تفاعلاتها الفكرية تنتقل من بلد إلى آخر ، ومن زمن إلى زمن ، حتى فرضت نفسها على تطور الحضارة العالمية ، وأصبحت إحدى الظواهر الأساسية لتطلع الإنسان إلى حياة أفضل ، وبذلك لم يجد أهل العلم من رجال الفكر على تباين لغاتهم ومذاهبهم بدا من العودة إلى الكتاب الذي ضم بين دفتيه شعائر هذا الدين وأركانه ، للاطلاع عليه ودراسته وتدبره وتمحيصه . ومن ثم أصبحت ترجمة معاني القرآن ، هذا الكتاب الخالد الذي لا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الترداد ، هكذا أصبحت ترجمة معاني القرآن الكريم هدفا لمحاولات جادة قام بها العلماء في مشرق العالم ومغربه ، ولا تزال هذه المحاولات قائمة حتى الآن ، وكلها تسعى إلى ترجمة النص العربي لمعاني القرآن الكريم ونقله إلى لغات العالم الحية بقدر الإمكان .
ولسنا هنا بصدد تحليل هذه الترجمات ومناقشتها في قربها أو بعدها عن الغرض الذي تسامت إليه ، وإنما نريد أن نعطي القارئ عرضا تاريخيا لهذا الموضوع الخطير ، ونضع بين يدي المهتمين بالدراسات القرآنية تعريفا بهؤلاء الأشخاص الذين ندبوا أنفسهم للتصدي لهذا العمل الجليل . ولا نزاع أن الترجمة الحرفية للقرآن الكريم ستبقى الضالة المنشودة ، كما أنها ستبقى الغاية التي لن تدرك ؛ لأن ترجمة الوحي الإلهي الذي نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليست بالأمر الهين ، وفي ذلك يقول المستشرق الألماني " فيشر " : " لا يداخل الذين تعمقوا في أسرار العربية شك في أنه لا يوجد بين تراجم القرآن ، سواء أكانت كاملة أم قاصرة على بعض آيات منه - ترجمة تفي بالمطالب اللغوية الدقيقة " .
القرآن الكريم في أوروبا :
إن التواتر الدائم الذي كانت تتميز به العلاقات بين الإسلام والنصرانية لا سيما في أثناء الحروب الصليبية وبعدها ، كان يقف حجر عثرة يحول دون اطلاع الأوربيين على القرآن الكريم ، سواء بغلته العربية الأصيلة أو مترجما إلى إحدى اللغات الأوربية السائدة .
وعندما أقدم العالم الإيطالي " باكانين " على طبع القرآن الكريم في مدينة البندقية سنة 1530 ميلادية ، بادر البابا بولس الثالث [ 1534 - 1537 م ] إلى إصدار الأمر المشدد بإتلاف كافة النسخ المطبوعة في الحالة . غير أن البابا الكسندر السابع [ 1555 -1567 ] عاد فألغى أمر الباب السابق وسمح بطبع القرآن الكريم لمن شاء كما سمح بترجمته والقيام بدراسته .
أول ترجمة للقرآن الكريم في أوربا .
إن أول ترجمة للقرآن الكريم في أوربا كانت بإشارة من بطرس المحترم abbot GLUG ny petrus venerabilis رئيس دير كلوني المتوفى سنة 1157 ميلادية فبعد قيامه برحلة إلى إسبانيا بين سنتي 1141 - 1143 م وبمساعدة ريمون الطليطلي كما هو مظنون ، ألف لجنة رأسها روبرت الراتيني ( إنجليزي ) Robert of Ratina الذي كان يشغل منصب رئيس الشمامسة بمدينة بمبلونا يساعده راهب ألماني يدعى هرمان Hermann ورجل آخر اسمه بطرس الطيطلي ويرجح أن هذا الأخير هو المترجم الحقيقي لمعاني القرآن الكريم إذ كان يتقن العربية اتقانا تاما .
وتمت هذه الترجمة حوالي سنة 1143 م ، وأرسلت بعد إنجازها إلى رئيس دير كلوني العام برندوس الذي وضعها تحت تصرف رجال الكنيسة ليستفيدوا منها في استكمال دراساتهم اللاهوتية أو القيام بأعمال التبشير وكان ظهور هذه الترجمة بعد الحملة الصليبية بأربع سنوات .
وقد ذكر هذه الترجمة المفهرس الألماني شتور في الصفحة ( 421 : 427 ) من الفهرس الذي وضعه بعنوان " المكتبة العربية " وكذلك أشار إليها مفهرس ألماني آخر هو " بيفان مولر " في الصفحة ( 213 ) والجدير بالذكر أن هذه الترجمة بالذات هي التي طبعها تيودور بيبلنياندر Theodor Bibilander : في بازل سنة 1543 ونقلت بعد ذلك إلى الإيطالية والألمانية والهولندية .
وقد ظهرت فيما بعد طبعات أخرى لترجمة بيبلياندر وذلك سنة 1550م م سسنة 1721م في مدينة ليبزج EBZIG كما طبع في هذه المدينة أيضا ترجمة لاتينية لمعاني القرآن الكريم مع أصله العربي سنة 1768 قام بها جوستاس فريد ريكوس فورياب justas وثمة اعتقاد بأن الكتاب الذي نشره العالم الإيطالي " أندريا اريفايانيه سنة 1547م بعنوان : " قرآن محمد L ، alcorno de Macometto " لم يكن في الواقع سوى الترجمة الإيطالية من الأصل اللاتيني الذي وضعه كما ذكرنا من قبل روبرت الراتيني ، وهذه الترجمة بالذات هي التي نقلت فيما بعد إلى الألمانية وطبعت سنة 1616م ، وإلى الهولندية سنة 1647م وطبعت في هامبورج .
ولقد ترجمت معاني القرآن الكريم مرة أخرى إلى اللاتينة على يد الأب بولس لويس مراكشي owis Marracciوذلك سنة 1698م وقد تضمنت هذه الترجمة الأصل العربي والترجمة اللاتينية والألفاظ المصححة .
ومن الطريف أن رجال الدين النصارى في أوربا حاربوا القرآن الكريم ، عن طريق إطلاق الشائعات بأن من يطبعه أو يحاول طبعه فإنه يلاقي الموت الزؤام قبل أن يحل أجله الطبيعي .
القرآن الكريم في ألمانيا :
على أنه على الرغم من حرب الأعصاب التي شنتها الكنيسة على أتباعها ، لكي تصرفهم عن الاهتمام بطبع القرآن الكريم ، فإنه ما إن حل القرن السابع عشر للميلاد حتى ظهر هذا الكتاب المقدس في ألمانيا نفسها على يد المستشرق " هيابل " الذي نقله إلى الألمانية عن الترجمة الإيطالية للنسخة الأصلية التي وضعت في الأساس باللغة اللاتينية .
محاولات ألمانية لتعميم طبع القرآن الكريم في ألمانيا .
ولقد جرت في ذلك الزمن عدة محاولات جادة لتعميم طبع القرآن الكريم في ألمانيا ، يقول المؤرخ الألماني المعروف " ولهلم ايرنست تينتزل من مدينة جونا " في أحد أعداد مجلته الشهرية " مكالمات شهرية يا أصدقاء " الصادرسنة 1662م : " علمنا من البروفسور يوهان أندرياس دانتز ، أستاذ اللغات الشرقية أنه مزمع على طبع القرآن باللغة العربية . . وقد ذكر " فون أوست " بفايفر من لوبيك بألمانيا عن طبعات القرآن وذلك في مقدمة كتابه " علوم الدين في اليهودية والإسلام " الذي ظهر سنة 1687م ، في هذا الوقت الذي يسعى فيه كثيرون من الذين يدرسون اللغات الشرقية وعلومها للحصول على نسخ مطبوعة للقرآن ، تقرر طباعة مجموعة جديدة للقرآن . . . ولكن هذا الحلم لم يتحقق آنذاك لصعوبات وقفت في وجه كل من الرجلين ا . هـ " .
أول طبعة للقرآن الكريم في ألمانيا :
كانت أول طبعة لترجمة معاني القرآن الكريم في ألمانيا باللاتينية ، ثم تلتها ترجمات أخرى إحداها لسكويجر ( schweigger ) وكانت عن الإيطالية طبعت في نورنبرج سنة 1616م ، وفي سنة 1693 م ، سنحت الفرصة للناشر هينكلمان في ألمانيا فتم له طبع القرآن الكريم سفر 1694م . وتقع هذه الطبعة في 560 صفحة بحجم 17 . 5 X 21 . 5 سم ، ولقد لقي هينكلمان الاحترام من الجميع ، وفي مقدمة هذه الطبعة التي بلغ عدد صفحاتها 80 صفحة ضمن هينكلمان آراءه الشخصية في الآداب والعلوم الشرقية بالعربية ، وفي نهاية هذه المقدمة أبدى أسفه لقلة ما يعرفه الأوربيون بصورة عامة عن العرب واللغة العربية . ولا تزال نسختان من طبعة هينكلمان للقرآن الكريم موجودتين في ألمانيا إحداهما في المكتبة العامة بمدينة هامبورج والأخرى بمكتبة جامعتها .
طبعات قديمة للقرآن الكريم في ألمانيا :
ثم توالت طبعات القرآن الكريم في ألمانيا ، ومن ذلك طبعة لفردريك مجرلين ( Fredrick Megrerlin ) التي صدرت في فرانكفورت سنة 1772م وطبعة ترجمة سيل ( Sale ) الإنجليزية التي نقلها إلى الألمانية ثيو أرنولد ( Theo Arnold ) التي طبعت في لمجو ( Lemgo ) سنة 1746 م . على أن أحسن الترجمات الألمانية هي التي قام بها بويسون ( Beyson ) سنة 1773 م ، وهي التي نقحها فيما بعد وهل ( G . Wahl ) سنة 1828م ، وهناك طبعة أولمان ( ( Uilmannسنة 1953م والتي أعيد طبعها عدة مرات .
عرض سريع للترجمات الأوربية والشرقية لمعاني القرآن الكريم :
الفرنسية ترجم معاني القرآن الكريم إلى الفرنسية أندرو راير ( Andreo Du Ryer ) الذي كان يعمل قنصلا عاما لفرنسا في مصر ، وكانت له معرفة طيبة باللغتين التركية والعربية ، وطبعت ترجمة عام 1647م وفي سنة 1783 طبعت ترجمة سفاري Savaryثم تلا ذلك ترجمة كازيميرسكي KASIMIRSKIالتي طبعت مرتين سنة1840 م ، 1841م ثم طبعة ثالثة سنة 1875م .
وفي سنة 1852 طبعت ترجمة يونية .
السويدية : في سنة 1874م تولى تورنبرج ( G . G . Tomberg ) ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السويدية .
الأسبانية : في القرن الثالث عشر الميلادي طلب الفونس العاشر أن تترجم معاني سورة الإسراء إلى اللغة الإسبانية ، فقام بهذا العمل طبيبه الخاص الدون إبراهيم ، وقد نقلت هذه الترجمة إلى الفرنسية بواسطة بونا فنتورا دي سيف Bonna Ventura A save .
الهولندية : وأول ترجمة هولندية نقلت عن ترجمة سكويجر ( Schweigger ) طبعت في هامبورج سنة1641م ، ثم ترجمة جلاماكر ( J . H . Glasemaker ) الذي اعتمد فيها على ترجمة راير الفرنسية وقد طبعت في ليدن ( Leyden ) سنة 1658م ثم طبعت هذه الترجمة مرتين إحداهما في سنة 1698 م وأخرى سنة 1734م .
وفي سنة 1806 م قام بترجمة معاني القرآن الكريم الدكتور كيزر ( Keyser ) الذي كان يتولى تدريس الشريعة الإسلامية بجامعة دلفت ( Deleft ) وطبعت هذه الترجمة باللغة الهولندية في مدينة هارلم .
الروسية : وفي سنة 1776م . ظهرت ترجمة روسية لمعاني القرآن الكريم في مدينة بتراجراد ( لينينجراد اليوم ) .
الإيطالية : وفي سنة 1547م قام أندر أريفابين ( Ander Arivaben ) بنقل ترجمة بيبلياندر اللاتينية إلى الإيطالية . ومن الترجمات الإيطالية ترجمة أكيلو فاراكسي ( ( Aquilio Fracassiأحد أساتذة الفنون الملكية بميلانو سنة 1914م ، وقدم لها بمقدمة عن التراجم الإيطالية القديمة مع ملخص للسور وشرح أسمائها .
الإنجليزية : كانت أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية هي التي قام بها الكسندر روس ( Alexander Ross ) التي نقلها عن ترجمة راير الفرنسية ثم ترجمة الدكتور سيل ( Sale ) وهذا الأخير نقلها عن العربية مباشرة سنة 1734 م ؛ وقد طبعت هذه الترجمة عدة مرات مع مقدمة مسهبة تحت عنوان " مقالة في الإسلام " وقد وضع المترجم على هامش ترجمته بعض التفاسير عن البيضاوي وكذلك ترجم معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية القسيس رودويل ( Rodwell ) وهو إنجليزي وجعل ترجمته وفقا لترتيب نزول الآيات تاريخيا ، وقد طبعت هذه الترجمة على الحجر على هامش القرآن الكريم سنة 1833م .
وقد حاول ريتشارد برتن مع آخرين ترجمة معاني القرآن الكريم بالسجع الشعري ونشرت أجزاء من هذه الترجمة في مجلة أدنبرج سنة 1866م .
بلغة الاسبرانتو العالمية : وقد قام بهذه الترجمة خالد شلدريك ( Khalid Sheldrake ) وظهر بعضها في مجلة إسلاميك ريفيوا وفيما يلي سورة الفاتحة بهذه اللغة .
AL FATHA PRO LA SURA NOMO de dio la indugema and IMALSEVSRA Laudo esto al dio la majstro de la mondoj Plena de kompato Rego en la Tago de lajogo Al vi Servu ni Kaj al vi ni prgu Konduleo nin en la gusta vojo Ne de Tiujj Kiu Koleras Kontrau via vola Ne de tiujj eraras Amin
الترجمات الشرقية لمعاني القرآن الكريم .
الفارسية : إن هذه اللغة هي أول ما ترجمت إليه معاني القرآن الكريم من اللغات ، وقد ذكر الفقيه الكبير شمس الأئمة السرخسي في كتابه المبسوط ( ص73 ) أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله روى أن الفرس كتبوا إلى مواطنهم سلمان رضي الله عنه أن يكتب لهم الفاتحة بالفارسية . فكانوا يقرأون ذلك في الصلاة حتى لانت ألسنتهم العربية ، وبذلك تكون هذه الترجمة أقدم ما عرف على الإطلاق من ترجمات معاني القرآن الكريم .
وذكر الجاحظ في " البيان والتبيين " أن موسى بن سيار الأسواري المتوفى سنة 255 هجرية كان يدرس تفسير القرآن الكريم بالفارسية . ووصل إلينا ترجمة معاني القرآن الكريم على أيدي علماء ما وراء النهر سنة 345هجرية للملك منصور بن نوح الساماني وأضافوا إلى الترجمات تفسير الطبري المتوفى سنة 310 هجرية .
وفي العصور الحديثة ظهرت نسخة فارسية وعربية وجزءان طبع كل منهما سنة 1831م وأشار برونيه ( BRUNET ) إلى ترجمة فارسية أخرى في أصفهان ، وقد طبعت خصيصا للشاه رافع الدين ترجمة فارسية وعلى هامشها تفسير باللغتين الفرنسية والأوردية ( لغة الهند ) وباكستان .
السريانية : وأول ما ترجم القرآن الكريم من غير المسلمين هم السريان ؛ فقد عثر على كتاب جدل ، فيه ترجمة لمعاني آيات القرآن بالسريانية ، وهو مخطوط على رق ، لا تزال محفوظة في مكتبة منشستر بإنجلترا ، ويقول الأستاذ مانكانا : إن " هذه الترجمة هي من وضع بارصليبي المعاصر للحجاج بن يوسف ، أي في الثلث الثالث من القرن الأول للهجرة " .
العبرية : ذكرت دائرة المعارف اليهودية أنه توجد بعض ترجمات لمعاني القرآن الكريم باللغة العبرية وأن بعض أجزاء من هذه الترجمات توجد في المكتبة البودلية ( BODELLIAN ( بأكسفورد بإنجلترا تحت رقم 1221 . وفي فهرست تلك المكتبة ، عنوان لكتاب عبراني يشتمل في آن واحد على التوراة والترجوم والقرآن الكريم .
وقد ترجم معاني القرآن الكريم من اللاتينية إلى العبرانية يعقوب بن إسرائيل حاخام زنتى سنة1634م ، ثم ترجمه هرمان ريكندوف ( HERMANN REEKENDORF ) وطبع في ليبزج سنة 1857م .
الأوردية ( الهندية ) أقدم الترجمات الأوردية قام بها الشيخ عبد القادر بن الشاه ولي الله ، طبعت في دلهي سنة 1790م ، وظهرت في طبعات مختلفة مع الأصل العربي ، وترجم معاني القرآن الكريم إلى الأوردية كذلك الدكتور عماد الدين أمرتسار ( AMRITSAR ) : وقد طبعت ترجمته في " الله أباد " وهي أول طبعة بحروف أوردية أفرنجية . وهناك طبعة 1315 هـ اسمها : ( القرآن الكريم ) وفيها الأصل العربي وترجمته بالفارسية والأوردية .
البنجالية ( الهند ) : في سنة 1908م بدأ القس ( وليم جلود ساك ) ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغة بنجالي في الهند .
الجاوية : ترجمت معاني القرآن الكريم إلى لغة مالي بجاوة مع تفسير البيضاوي ، وظهرت ترجمته باللغة الجاوية سنة 1913م لرجل كان يسمي نفسه خادم سلطان تركيا .
التركية : كان السلطان عبد الحميد الثاني يمنع منعا باتا ترجمة معاني القرآن إلى اللغة التركية ، وبعد إعلان الدستور سنة 1908م بدأ بعض الكتاب الأتراك في ترجمته إلى اللغة التركية وسط مقاومة بعض المتمسكين من المحافظين على القديم ، وأول ترجمة من هذا النوع ظهرت لإبراهيم حلمي ، كما ظهرت كذلك ترجمة أخرى في المجلة التركية ( إسلام مجموعة س ) لمحررها سليم ثابت بقلم رجل كان يوقع اسمه : خ . ن .
ولا بد من الملاحظة بأن هذه الترجمات الشرقية لم تكن في الواقع ترجمة بالمعنى المفهوم من هذه الكلمة بل هي عبارة عن تفسير لآيات القرآن الكريم ومن هذا القبيل ما وضع كل من فرجنيل ( M . F Fargenal ) وبوفات ( M . BOUVAT ) من شرح للقرآن الكريم باللغة الصينية في مجلة ريفودي موند مسلمان ( ( Reveue de Monde Musulman ( جزء 4 ص540 ) .
قائمة باللغة التي ترجمت إليها معاني القرآن وعدد كل منها
عددها
1 - أرغونية 1
2 - أسوجية 6
3 - أفريقانية ( لهجة من الونديزية بالحرف العربي ) 4
4 - ألبانية 2
5 - الخميادو ( إسبانية بالحرف العربي ) 35
6 - ألمانية 42
7 - إنجليزية 57
8 - أوكرانية 1
9 - ايسبرانتو 1
10 - برتغالية 4
11 - بلغارية 2
12 - بشنافية ( يوغسلافية بالحرف العرب ) 2
13 - بولونية لاتيني بالعربي 7
14 - بوهيمية من تشيكوسلافاكية 3
15 - تركية - باللاتيني بالإيفور القديم 3 قطعات بالعربي ( في فهرست د . يشاء ) 60 تقريبا
16 - دانماركية 3
17 - روسية 11
18 - رومانية 1
19 - إيطالية 11
20 - فرنسية 33
21 - فنلندية 1
22 - لاتينية 42
23 - مجرية ( هنجارية ) 6
24 - نوريجية 1
25 - ولنديزية 7
26 - أسبانية ( باللاتيني ) 18
27 - اليونانية 3
بعد هذا العرض التاريخي لترجمات معاني القرآن الكريم في اللغات المختلفة . فإني أهيب بعلماء المسلمين في أنحاء العالم العربي والإسلامي كافة وبخاصة في المملكة العربية السعودية إلى جمع ترجمات معاني القرآن الكريم من مظانها ودراستها ومراجعتها وتمحيصها بالاستعانة بنخبة مصطفاة من المترجمين المسلمين النابهين في اللغتين العربية واللغات المترجم إليها ، وذلك لتدارك ما قد يكون قد وقع سهوا أو لعدم قدرة المترجم وتمكنه من النقل عن العربية من أخطاء طباعية أو نتيجة لعدم قدرة المترجم على فهم أسرار اللغة العربية وسبر أغوارها التي قد تخفى أحيانا على أهلها والناطقين بها . وهذه دعوة أرجو أن تجد سبيلها إلى أسماع قادة المسلمين والمحافظين على كتابها الأعظم والله من وراء القصد .