(تعريفات مصطلحات علوم القرآن)
(أمثال القرآن)

قال القطان : "والتمثيل هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حية تستقر في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر، والمعقول بالمحسوس. وقياس النظير على النظير، وكم من معنى جميل أكسبه التمثيل روعة وجمالًا، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له، واقتناع العقل به، وهو من أساليب القرآن الكريم في ضروب بيانه ونواحي إعجازه". [1]

وقال محمد بكر: "أما تعريفه عند الأدباء قول في شيء يشبه قولًا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيِّن أحدهما الآخر، ويصوره، نحو قولهم: الصيف ضيعت اللبن، فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك.
ويعرِّفه بعضهم بأنه: قول محكي سائر، يُقْصَد به تشبيه حال الذي حكى فيه بحال الذي مثل لأجله، بأن يُشَبِّه مضربه بمورده. أما تعريفه عند علماء البيان فهو: استعارة تمثيلية شاع استعمالها مذكَّرًا أو مؤنثًا, من غير تغيير في العبارة الواردة.
ونرى أن المثل القرآني لا يخضع لتعريف اللغويين أو الأدباء أو البلاغيين، وإنما هو أعم، فالأمثال القرآنية هي تمثيل حال أمر بحال أمر آخر، سواء ورد هذا التمثيل بطريق الاستعارة، أم بطريق التشبيه، أم بطريق الكناية، فأمثال القرآن لا يستقيم حملها على أصل المعنى اللغوي الذي هو الشبيه والنظير، ولا يستقيم حملها على ما يُذْكَر في كتب الأدب من تشبيه المضرب بالمورد، ولا يشترط أن يكون فيها غرابة أو طرافة، ولكنها صور مختلفة لمعاني تَرِدُ للعبرة والاتعاظ، وتقريب ما يستعصي على العقول فهمه من الأمور الغيبية، كصفة الجنة، وكيفية زوال الدنيا، وغير ذلك، سواء صُرِّحَ فيه بلفظ المثل أم لم يصرَّح به، بأن أرسل إرسالًا, فاتخذه الناس مثلًا يحتجون به، ويعتبرون بما فيه.
فالأمثال القرآنية مقاييس عقلية تخلو من التكلُّف والاعتساف، وقواعد كلية للمبادئ الخلقية الصالحة لكل زمان ومكان. والمثل القرآني أسلوب بياني يجمع في طيَّاته نماذج حية مستمَدَّة من الواقع المشاهد, لتكون هذه النماذج أقيسه عامة للحقائق المجرَّدة، أو الأعمال المجرَّبة، أو الأمور التي لا تقع تحت الحسِّ والإدراك في الدنيا، والتي يترتَّب عليها أحكام شمولية، ويُبْنَى عليها صلاح أمر الناس في الدنيا والآخرة".[2]

وقال الجرمي: "المثل القرآني هو إبراز المعنى في صورة رائعة موجزة، سواء أكانت تشبيها أم قولا مرسلا".[3]

وقال ابن القيم: "ضرب الأمثال في القرآن والحكمة فيه. ومن هذا ما وقع في القرآن من الأمثال التي لا يعقلها إلا العالمون؛ فإنها تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس، أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدها بالآخر".[4]
______________
[1] مباحث في علوم القرآن، القطان (ص290).
[2] دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل (ص291)
[3] معجم علوم القرآن، إبراهيم محمد الجرمي (ص 42).
[4] إعلام الموقعين عن رب العالمين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ص116).
(تعريفات مصطلحات علوم القرآن) (أمثال القرآن) قال القطان : "والتمثيل هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حية تستقر في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر، والمعقول بالمحسوس. وقياس النظير على النظير، وكم من معنى جميل أكسبه التمثيل روعة وجمالًا، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له، واقتناع العقل به، وهو من أساليب القرآن الكريم في ضروب بيانه ونواحي إعجازه". [1] وقال محمد بكر: "أما تعريفه عند الأدباء قول في شيء يشبه قولًا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيِّن أحدهما الآخر، ويصوره، نحو قولهم: الصيف ضيعت اللبن، فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك. ويعرِّفه بعضهم بأنه: قول محكي سائر، يُقْصَد به تشبيه حال الذي حكى فيه بحال الذي مثل لأجله، بأن يُشَبِّه مضربه بمورده. أما تعريفه عند علماء البيان فهو: استعارة تمثيلية شاع استعمالها مذكَّرًا أو مؤنثًا, من غير تغيير في العبارة الواردة. ونرى أن المثل القرآني لا يخضع لتعريف اللغويين أو الأدباء أو البلاغيين، وإنما هو أعم، فالأمثال القرآنية هي تمثيل حال أمر بحال أمر آخر، سواء ورد هذا التمثيل بطريق الاستعارة، أم بطريق التشبيه، أم بطريق الكناية، فأمثال القرآن لا يستقيم حملها على أصل المعنى اللغوي الذي هو الشبيه والنظير، ولا يستقيم حملها على ما يُذْكَر في كتب الأدب من تشبيه المضرب بالمورد، ولا يشترط أن يكون فيها غرابة أو طرافة، ولكنها صور مختلفة لمعاني تَرِدُ للعبرة والاتعاظ، وتقريب ما يستعصي على العقول فهمه من الأمور الغيبية، كصفة الجنة، وكيفية زوال الدنيا، وغير ذلك، سواء صُرِّحَ فيه بلفظ المثل أم لم يصرَّح به، بأن أرسل إرسالًا, فاتخذه الناس مثلًا يحتجون به، ويعتبرون بما فيه. فالأمثال القرآنية مقاييس عقلية تخلو من التكلُّف والاعتساف، وقواعد كلية للمبادئ الخلقية الصالحة لكل زمان ومكان. والمثل القرآني أسلوب بياني يجمع في طيَّاته نماذج حية مستمَدَّة من الواقع المشاهد, لتكون هذه النماذج أقيسه عامة للحقائق المجرَّدة، أو الأعمال المجرَّبة، أو الأمور التي لا تقع تحت الحسِّ والإدراك في الدنيا، والتي يترتَّب عليها أحكام شمولية، ويُبْنَى عليها صلاح أمر الناس في الدنيا والآخرة".[2] وقال الجرمي: "المثل القرآني هو إبراز المعنى في صورة رائعة موجزة، سواء أكانت تشبيها أم قولا مرسلا".[3] وقال ابن القيم: "ضرب الأمثال في القرآن والحكمة فيه. ومن هذا ما وقع في القرآن من الأمثال التي لا يعقلها إلا العالمون؛ فإنها تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس، أو أحد المحسوسين من الآخر، واعتبار أحدها بالآخر".[4] ______________ [1] مباحث في علوم القرآن، القطان (ص290). [2] دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل (ص291) [3] معجم علوم القرآن، إبراهيم محمد الجرمي (ص 42). [4] إعلام الموقعين عن رب العالمين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ص116).
0