التوحيد في القرآن الكريم

المحتوى القرآني
وسيط
مهتم: 2019-10-22 16:25:15
2021-02-02 17:20:05

التوحيد في القرآن الكريم

 

كل آيات القرآن الكريم تتكلم عن التوحيد؛  فالكلام عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وعبادته هو كلام في التوحيد، وقصص الأنبياء مع أقوامهم هو كلام عن التوحيد والكلام في الغيبيات داخل في التوحيد والكلام في الأحكام هو مما يلزم الموحد ويثبت به تحقيق توحيده، يقول ابن القيم رحمه الله:

"إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه، فإن القرآن: إما خبر عن الله، وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلع كل ما يعبد من دونه، فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي، وإلزام بطاعته في نهيه وأمره، فهي حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته، وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في الآخرة، فهو جزاء توحيده وإما خبر عن أهل الشرك، وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب، فهو خبر عمن خرج عن حكم التوحيد" [مدارج السالكين (3/ 417- 418)].

فالتوحيد أصل في القرآن الكريم ومن كلياته المطردة، كما قال السعدي رحمه الله: "ومن كليات القرآن، أنه يدعوا إلى توحيد الله ومعرفته، بذكر أسماء الله، وأوصافه، وأفعاله الدالة على تفرده بالوحدانية، وأوصاف الكمال، وإلى أنه الحق، وعبادته هي الحق، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل، ويبين نقص كل ما عبد من دون الله من جميع الوجوه" [تيسير الكريم الرحمن (ص: 941)].

والأمر بالعبودية وتوحيد الألوهية لله تعالى هو أول أمر في القرآن الكريم وأوَّلُ أمر في القرآن الكريم أمر به الله تعالى بعد أن ذكر أنه الرب سبحانه وتعالى لا رب سواء فهو مستحق للألوهية جل في علاه فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 21 - 22].

وأسلوب طرح التوحيد في القرآن الكريم هو الأفضل والأفصح والأسرع وصولا إلى القلب وأنفى لكل شبهة ورأي باطل، يقول ابن القيم رحمه الله: "وليس تحت أديم السماء كتاب متضمن للبراهين والآيات على المطالب العالية: من التوحيد، وإثبات الصفات، وإثبات المعاد والنبوات، ورد النحل الباطلة والآراء الفاسدة، مثل القرآن. فإنه كفيل بذلك كله، متضمن له على أتم الوجوه وأحسنها، وأقربها إلى العقول وأفصحها بيانا" [إغاثة اللهفان (1/ 44)].

المحتوى القرآني
وسيط
مهتم: 2019-10-22 16:25:15
2021-02-07 20:36:05

الصلاة في القرآن الكريم

 

آيات قرآنية تتحدث عن معاني (الصلاة)

أ. د. سليمان الصادق
(أستاذ التفسير بجامعة أم القرى)

تنوع حديث القرآن الكريم عن الصلاة، فتارة يراد بها الصلوات الخمس، وتارة يراد بها غيرها أي أنّه جاء التعبير عن الصلاة بلفظها ولكن أريد بها معنى آخر غير الصلوات الخمس مجتمعة، ويمكن إيراد ذلك فيما يلي:
1-    بمعنى الرحمة: وذلك في قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة/ 157)، قال القرطبي في تفسيره: "وصلاة الله على عبده: عفوه، ورحمته، وبركته وتشريفه إياه في الدنيا والآخرة"، وقال: "وكرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيداً، وإشباعاً للمعنى".
2-    بمعنى الثناء والدعاء والرحمة والاستغفار، وذلك في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) (الأحزاب/ 56) الآية. قال البخاري: "قال أبو العالية: صَلاةُ الله ثَناؤُهُ عليه عند الملائكة، وصلاةُ الملائكةَ الدُّعاءُ".
3-    بمعنى الدعاء والاستغفار، وذلك في قوله تعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) (التوبة/ 103). ومنه قوله تعالى: (وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ) (التوبة/ 99). ومعنى (وصلوات الرَّسولِ): استغفاره ودعاؤه.
4-    بمعنى القراءة، وذلك في قوله تعالى: (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا) (الإسراء/ 110).
5-    بمعنى صلاة الخوف، وذلك في قوله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) (النساء/ 102).
6-    بمعنى صلاة العيد. قال تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر/ 2).
7-    بمعنى صلاة الجمعة: وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الجمعة/ 9) الآية، أجمعت عبارات المفسرين على أنّ المراد بالصلاة في هذه الآية هي صلاة الجمعة.
8-    بمعنى صلاة السفر، وذلك في قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) (النساء/ 101).
9-    بمعنى صلاة الجنازة، وذلك في قوله تعالى: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) (التوبة/ 84) .
10- بمعنى صلاة الجماعة، وذلك يدل عليه قوله تعالى: (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا) (المائدة/ 58)، ذكر المفسرون نقلاً عن الكلبي قال: كان منادي رسول الله (ص) إذا نادى إلى الصلاة وقام المسلمون إليها قالت اليهود: قد قاموا لا قاموا، وصلوا، لا صلوا، ويضحكون على طريق الاستهزاء، فأنزل الله هذه الآية. 11- بمعنى صلاة الأُمم الماضية، وذلك يدل عليه قول الله تعالى: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) (مريم/ 31).
12- بمعنى الإسلام، وذلك يدل عليه قول الله تعالى: (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) (القيامة/ 31).
13- بمعنى كنائس اليهود، وذلك يدل عليه قول الله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا) (الحج/ 40).
14- بمعنى الدين، وذلك يدل عليه قول الله تعالى: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا) (هود/ 87).
15- بمعنى صلاة العصر، ويدل عليه قول الله تعالى: (تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ) (المائدة/ 106).

المحتوى القرآني
وسيط
مهتم: 2019-10-22 16:25:15
2021-02-21 21:33:47

الزكاة في القرآن الكريم*

 

ورود كلمة الزكاة في القرآن الكريم: وتكررت كلمة الزكاة معرفه في القرآن ثلاثين مرة (30مرة) . وجاءت كلمة الزكاة مقترنة بالصلاة في آية واحدة سبعًا وعشرين مرة (27مرة)  جاءت كلمة الزكاة ثمان مرات في السور المكية وسائرها في السور المدنية. ورود كلمة الصدقة والصدقات:  فقد وردت (12) إثنا عشر مرة كلها في القرآن المدني. عناية الإسلام بالفقراء منذ العهد المكي: منذ فجر الإسلام بمكة كانت رعاية الفقراء والمساكين موضع عناية بالغة واهتمام مستمر من القرآن الكريم فجعل:  أولًا: إطعام المسكين من لوازم الإيمان:   ففي سورة المدثر وهى من أوائل ما نزل من القرآن قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ . إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ . فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ . عَنْ الْمُجْرِمِينَ . مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ . قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ . حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:38-46]. ثانيًا: الحض على رعاية المسكين:   ففي سورة الحاقه يقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِه فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ  . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ  . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ .  مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ  . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ .  خُذُوهُ فَغُلُّوهُ .  ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ .  ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الحاقة: 25 – 34] . وفى سورة الفجر يقول تعالى: {كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ . وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الفجر: 17-18] ومن دعوته للمجتمع إلى التضامن والتعاون على رعاية المسكين والعناية بأمره. ففى سورة الماعون جعل قهر اليتيم وإضاعة المسكين من لوازم الكفر والتكذيب بيوم الدين: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الماعون: 1- 3] ثالثًا: حق السائل والمحروم و ابن السبيل:   {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً . إِلَّا الْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ . وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ . لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}  [المعارج: 19:20] وما الحق المعلوم هنا. إلا أنه جزء مقسوم . قد فرضوه على أنفسهم وعينوه للسائل والمحروم. فالفارق بين هذا الحق و بين الزكاة أن هذا معلوم تحديدهم وتقديرهم أنفسهم. أما الزكاة فمعلوم بتحديد الشارع وتقديره.  وفى سورة الإسراء: {وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ وَالمِسكينَ وَابنَ السَّبيلِ وَلا تُبَذِّر تَبذيرًا} [آيه: 29]   وفى سورة الروم: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ} [آيه: 38]. رابعًا: حق الزرع عند الحصاد:  في سورة الأنعام قال عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُ‌وشَاتٍ وَغَيْرَ‌ مَعْرُ‌وشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْ‌عَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّ‌مَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ‌ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِ‌ه إِذَا أَثْمَرَ‌ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِ‌فُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِ‌فِينَ} [الأنعام:  141]. كان هذا قبل أن تنزل الزكاة فكان الرجل يعطى من زرعه ويعلف الدابة ويعطى اليتامى والمساكين من حوله.  خامسًا: إيتاء الزكاة في مكة:  في مطلع سورة النمل قال تعالى: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ . هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [النمل: 1 -3]. وفى مطلع سورة لقمان قال: {هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ . الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [لقمان: 3-4].  وقال في سورة المؤمنون يبين أوصاف الذين يرثون الفردوس: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 4].  وفى سورة فصلت قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ . الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فصلت: 6 – 7].  والملاحظ في حديث السور المكية عن الزكاة أنها لم توردها بصفة (الأمر) الدال على الوجوب دلالة مباشرة ولكنها أوردتها في صورة خبرية باعتبارها وضعًا أساسيًا للمؤمنين والمتقين والمحسنين كما أخبر أن تركهما من خصائص المشركين {الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}. الزكاة في العهد المدني: القرآن المدنى يؤكد وجوب الزكاة ويبين بعض أحكامها فترى في سورة البقرة هذه العبارة: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [آيه: 110]. وسورة التوبة نموذج للقرآن المدني في العناية بالزكاة حيث قال تعالى فيها:  {فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 5]. فهذه ثلاثة شروط للكف عن قتال المشركين الناكثين للعهود. وقوله تعالى في قوم آخرين من المشركين:  {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ۗ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة:11]  قال عبد الله ابن مسعود: "أمرتم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزك فلا صلاة له". وقال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18]. فهو يجعل إعمار المساجد أهلها للقبول حتى يؤمنوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. كما ذكر الله تعالى وعيده الشديد لكانزى الذهب والفضة الذين لا يؤتون منها حق الله فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34- 35].  وقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 58 – 60]. وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103]. 

* د.  جلال عبدالله المنوفي، موقع طريق الإسلام: (http://iswy.co/e172ce).