بسم الله الرحمن الرحيم

إخوة يوسف وبضاعتهم وأخ لهم من أبيهم
(ما هي حلقة الصلة بين البضاعة وإحضار بنيامين؟)

قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ ۝ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ۝ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [59 – 62].
يقص لنا القرآن الكريم ما كان من إكرام يوسف عليه السلام لإخوته، وكيف طلب منهم أن يأتوه بأخيهم، وبيان السبل التي سلكها كي يقنعهم بذلك، فماذا فعل ببضاعتهم التي جاءوا بها؟ وما صلة ذلك بإحضار أخيهم من أبيهم؟
- جهزهم بجهازهم:
" قال أبو جعفر: يقول: ولما حمَّل يوسف لإخوته أباعرهم من الطعام، فأوقر لكل رجل منهم بعيرَه، قال لهم: (ائتوني بأخ لكم من أبيكم) كيما أحمل لكم بعيراً آخر، فتزدادوا به حمل بعير آخر، (ألا ترون أني أوفي الكيل) فلا أبخسه أحداً (وأنا خير المنزلين)، وأنا خير من أنزل ضيفاً على نفسه من الناس بهذه البلدة، فأنا أضيفكم." (1)
- كيف أقنع يوسف إخوته بإحضار أخيهم من أبيهم؟
1- لأنه يوفي الكيل.
2- لأنه خير مضيف في بلدته.
3- منعهم من العودة إليه إن لم يأتوه بأخيهم.
4- رد بضاعتهم إليهم لعلهم يرجعون.
" (اجعلوا بضاعتهم في رحالهم)، يقول: اجعلوا أثمان الطعام التي أخذتموها منهم في رحالهم.
والرحال، جمع رحل، وذلك جمع الكثير، فأما القليل من الجمع منه فهو: أرحل، وذلك جمع ما بين الثلاثة إلى العشرة." (2)

سبب ردّ بضاعة إخوة يوسف:
" فإن قال قائل: ولأية علة أمر يوسف فتيانه أن يجعلوا بضاعة إخوته في رحالهم؟
قيل: يحتمل ذلك أوجهاً:
أحدها: أن يكون خشي أن لا يكون عند أبيه دراهم، إذ كانت السنة سنة جدب وقحط، فيضر أخذ ذلك منهم به، وأحب أن يرجع إليه.
أو: أراد أن يتسع بها أبوه وإخوته، مع قلة حاجتهم إليه، فرده عليهم من حيث لا يعلمون سبب رده، تكرماً وتفضلاً.
والثالث: وهو أن يكون أراد بذلك أن لا يخلفوه الوعد في الرجوع، إذا وجدوا في رحالهم ثمن طعام قد قبضوه وملكه عليهم غيرهم، عوضاً من طعامه، ويتحرجوا من إمساكهم ثمن طعام قد قبضوه حتى يؤدوه على صاحبه، فيكون ذلك أدعى لهم إلى العود إليه." (3)
فما هو موقف الإخوة بعد أن يجدوا ما رده إليهم؟ وهل هم ملتزمون بوعدهم الذي قطعوه للعزيز؟ وما موقف يعقوب عليه السلام من ذلك؟

_______________________

(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 16/ 154 - 155، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م.
(2) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 16/ 156 – 157.
(3) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 16/ 157 – 158.

بسم الله الرحمن الرحيم إخوة يوسف وبضاعتهم وأخ لهم من أبيهم (ما هي حلقة الصلة بين البضاعة وإحضار بنيامين؟) قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ۝ فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ ۝ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ۝ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [59 – 62]. يقص لنا القرآن الكريم ما كان من إكرام يوسف عليه السلام لإخوته، وكيف طلب منهم أن يأتوه بأخيهم، وبيان السبل التي سلكها كي يقنعهم بذلك، فماذا فعل ببضاعتهم التي جاءوا بها؟ وما صلة ذلك بإحضار أخيهم من أبيهم؟ - جهزهم بجهازهم: " قال أبو جعفر: يقول: ولما حمَّل يوسف لإخوته أباعرهم من الطعام، فأوقر لكل رجل منهم بعيرَه، قال لهم: (ائتوني بأخ لكم من أبيكم) كيما أحمل لكم بعيراً آخر، فتزدادوا به حمل بعير آخر، (ألا ترون أني أوفي الكيل) فلا أبخسه أحداً (وأنا خير المنزلين)، وأنا خير من أنزل ضيفاً على نفسه من الناس بهذه البلدة، فأنا أضيفكم." (1) - كيف أقنع يوسف إخوته بإحضار أخيهم من أبيهم؟ 1- لأنه يوفي الكيل. 2- لأنه خير مضيف في بلدته. 3- منعهم من العودة إليه إن لم يأتوه بأخيهم. 4- رد بضاعتهم إليهم لعلهم يرجعون. " (اجعلوا بضاعتهم في رحالهم)، يقول: اجعلوا أثمان الطعام التي أخذتموها منهم في رحالهم. والرحال، جمع رحل، وذلك جمع الكثير، فأما القليل من الجمع منه فهو: أرحل، وذلك جمع ما بين الثلاثة إلى العشرة." (2) سبب ردّ بضاعة إخوة يوسف: " فإن قال قائل: ولأية علة أمر يوسف فتيانه أن يجعلوا بضاعة إخوته في رحالهم؟ قيل: يحتمل ذلك أوجهاً: أحدها: أن يكون خشي أن لا يكون عند أبيه دراهم، إذ كانت السنة سنة جدب وقحط، فيضر أخذ ذلك منهم به، وأحب أن يرجع إليه. أو: أراد أن يتسع بها أبوه وإخوته، مع قلة حاجتهم إليه، فرده عليهم من حيث لا يعلمون سبب رده، تكرماً وتفضلاً. والثالث: وهو أن يكون أراد بذلك أن لا يخلفوه الوعد في الرجوع، إذا وجدوا في رحالهم ثمن طعام قد قبضوه وملكه عليهم غيرهم، عوضاً من طعامه، ويتحرجوا من إمساكهم ثمن طعام قد قبضوه حتى يؤدوه على صاحبه، فيكون ذلك أدعى لهم إلى العود إليه." (3) فما هو موقف الإخوة بعد أن يجدوا ما رده إليهم؟ وهل هم ملتزمون بوعدهم الذي قطعوه للعزيز؟ وما موقف يعقوب عليه السلام من ذلك؟ _______________________ (1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن: ابن جرير الطبري، 16/ 154 - 155، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 2000 م. (2) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 16/ 156 – 157. (3) جامع البيان عن تأويل آي القرآن، 16/ 157 – 158.
0